البيان التّأسيسي

متحدون من أجل الوطن

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 15:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

‏ واجه الشعب التونسي منذ اِندلاع انتفاضته المناهضة لسلطة زين العابدين بن علي في 17 ديسمبر ‏‏2010 سلسلة من السياسات الهادفة إلى الالتفاف على مسيرته الثوريّة ومواصلة إخضاعه إلى ‏القوى الإمبريالية ووكلائها المحليين، وذلك على يد الحكومات المتعاقبة التي تقاسمت عبرها ‏الأطراف الرّجعيّة السلطة بقيادة حزب حركة النهضة الإخواني‎.‎
‏ وقد كان ذلك سببا في تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والبيئية، فتردّت ‏الأوضاع على جميع المستويات ومن مظاهرها الارتهان لصناديق النهب الدولية وتفاقم المديونية ‏وارتفاع الأسعار وتفشّي البطالة ونسف المكاسب الاجتماعية على قلتها والتمييز الطبقي وانتشار ‏الفقر والانتحار والمخدرات والفساد والهجرة السرية والتلوث البيئي والإرهاب والاغتيالات السياسية ‏والتضييق على الحريات العامة والفردية.‏
‏ وفي مواجهة ذلك واصلت جماهير الشعب مقاومتها للسياسات الاقتصادية والاجتماعية ‏والثقافية المعادية لمصالحها عبر الاعتصامات والإضرابات القطاعيّة والعامّة والانتفاضات ‏ومقـاطعة الانتخابات. وقد شملت هذه المقـاومة طيلة السنوات الأخيرة مناطق عدّة عبر البلاد ‏وقدّمت خلالها الجماهير عديد التضحيات في سبيل العدل والحريّة‎.‎
‏ ووصلت تلك المقاومة يوم 25 جويلية 2021 إلى قطع خطوة مهمّة في الكفاح ضد سلطة الإسلام ‏السياسي وحلفائه مطالبة بحلّ البرلمان ومحاسبة المتآمرين والفاسدين وهو ما استجاب له رئيس ‏الجمهورية بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن كل نوابّه وإقالة رئيس الحكومة.‏
‏ وتحاول اليوم القوى الرجعيّة المحلية مدعومة بالإمبريالية والرجعيّة العربيّة والإقليميّة الالتفاف ‏على مكاسب هبّــة 25 جويلية والعودة إلى ما قبلها وهو ما يستدعي مقاومتها شعبيا بشتّى السبل ‏الممكنة من جهة ومن جهة ثانية المضي قدمًا في تجذير مكاسب الكفاح الشعبي المجسدة في ‏انتفــاضة 17 ديسمبر وهبّــة 25 جويلية‎ .‎
‏ وفي سبيل مواصلة المقاومة الثوريّة للسياسات الرجعيّة والاستعماريّة، وتجسيدًا للتصميم على ‏الكفاح من أجل التحرّر الوطني والديمقراطية، نعلن نحن الموقّعون أدنـاه تأسيس حركة مُتّحدُون ‏من أجــل الـــوَطَن على قاعـــــــــــــــــــــــــدة الأهداف التالية‎ : ‎
أوّلا : مناهضة التدخل الامبريالي والعمل من أجل الاستقلال الوطني وإرساء السيادة الوطنية.‏‎ ‎
ثانيا : إفشال مخططات القوى الرجعية المحلية الساعية إلى تبرير التدخل الامبريالي والدعوة إليه ‏وحشد قوى المقاومة الشعبية التوّاقة إلى الحريّة وصولا إلى مؤتمر وطني يجمعها في سبيل ضبط ‏السياسات المشتركة المؤدية إلى بناء تونس الجديدة‎.‎
ثالثا‎ : ‎النضال من أجل بناء اقتصاد وطني مستقل عن الدّوائر الإمبريالية، يحقق سيادة الشعب ‏على ثرواته ويضمن التنمية الفعليّة لكلّ الجهات ويقوم على التوزيع العادل للثّروة بما يكفل تلبية ‏الحاجات الأساسية الماديّة والمعنويّة للشعب.‏
رابعا‎ : ‎ضمان حق الشعب حاضرا ومستقبلا في بيئة سليمة وتنمية فعلية وفي محيط طبيعي ملائم ‏للصحّة وخالٍ من النفايات ومقاومة التلوّث والتركيز على الطاقات المتجددة‎ .‎
خامسا : العمل علي ضمان الحريّات العامّة والفردية ومنها حرية الرأي والضمير والإبداع والتعبير ‏والصحافة والإعلام والنشر والتنظّم والتنقّل والاحتجاج والتظاهر والإضراب، وتوفير الشروط المادية ‏لممارستها، وتحقيق المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل والفصل بين المجالين الديني ‏والسياسي.‏
سادسا : الاهتمام بالمسألة الفلاحية ومناصرة الفلاحين في كفاحهم من أجل الأرض و توزيع الأراضي ‏الدّولية على مستحقيها الفعليين من الفلاحين الفقراء والمعطّلين عن العمل.‏
سابعا‎ : ‎النضال من أجل إرساء ثقافة وطنية، عقلانية تنويرية منحازة إلى قضايا التقدّم والعدالة ‏الاجتماعية ومنغرسة في القيم الإنسانية التي يزخر بها التراث الثقافي العربي ومنفتحة على الثقافات ‏الأخرى.‏‎ ‎
ثامنا : مقاومة التطبيع مع الصهيونية والانتصار لقضية الشعب العربي الفلسطيني ولكفاح الأمة ‏العربية وقضايا التحرر والاشتراكية في العالم.‏‎ ‎
تاسعا : يتم الانتماء إلى الحركة فرديا على قاعدة الأهداف المذكورة أعلاه‎.‎
عاشرا : تقوم الحركة بتنظيم ندوات فكرية وسياسية وفعاليات عملية في سبيل تحقيق الأهداف ‏المنصوص عليها في هذا البيان‎ .‎

#متحدون_من_أجل_الوطن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل