أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - ادلجة الدين ليست هي المشكله انما في اجترارها















المزيد.....



ادلجة الدين ليست هي المشكله انما في اجترارها


هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 07:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاخ السيد الاستاذ حنفي .........تحيه طيبه وبعد

كنت متوقع ان يصدر ردك سريع حول تعليقي في مقالاتك وكنت اتوقع ايضـا ان يـكون الرد متسرعا الا اني اعترف بان توقعي الاول كان خاطئا اذ لم ياتي الرد الا بعد حوالي الشهر,الا اني كنت على صواب في توقعي الثاني فقد كنت متسرعا فعلا، ولا يفوتني ان اشكرك اذ قدمت لنا محاضره في معنى الايديولوجيه وان جاءت من شاكلة احاديتك في التنظيرالتي عودتنا عليها في كتاباتك الاسهابيه ذات البعد الواحد,فمن الممكن ان يقع احدنا في اختلاط المفاهيم كمفهوم الايديولوجيه مثلا, ولكن الذي استغربه ان السيد حنفي لا يعرف معنى كلمة اجترار او يفضل التغليس اوترك السؤال, فهو عليم بمعنى كلمة ايديولوجي ولكنه ليس كذلك مع كلمة اجترار, بينما ذلك لا يتفق مع اسلوبه الاسهابي في استخدام العبارات والجمل الطويله ما بين العبارات والجمل الطويله بذات المعنى, والتي تملئ كتاباته وتفقدها القدره على المنطق والصياغه الفلسفيه التي هي موضوع تخصصه على صفحات الانترنيت، وقديما قيل خير الكلام ما قل ودل,فكيف يا ترى يوفق السيد حنفي بين الاطاله والاحاديه, نعود لنعطيه عذرا فربما اعتقد ان بتقويل الاخرين ما لم يقولونه اختراع وصناعه لتكريس تشبثه بوجهة نظره الطبقويه الخالصه التي ما انفك يحوم حولها ليس لسبب سوى انها اخذت له عروة جوارحه الطياره على حساب الحقيقه الناصعه بروافد الحياة الغنيه العديده والمتنوعه الابعاد ومع ذلك فانني احترم وجهة النظر تلك, ,قد لايكون تعليقي كافيا ومستوفيا لايصال الفكره اليك في مقالي السابق وقد اكون انا مخطئا اذ اعتمدت على وجود مقالات لي اخرى سابقه حول الموضوع على نفس صفحات الانترنيت لم تقرأها انت لذلك ارجوا ان تسمح لي بان احيلك اليها, ولكي لا ناحذ من وقتك فقد كنت قبل يوم واحد فقط وربما في نفس يوم نشر مقالتك الاخيره ,
كتبت انا ونشرت مقاله ارجو ان تكون مستوفيه لايصال الفكره اليك , كذالك اود التاكيد عليك بان ما نعانيه اليوم هومن اجترار الادلجه التي ظهرت قديما وليس من الادلجه ذاتها فان كانت الادلجه بلاء فان اجترارها اعظم بلاء, اذ ان ظهورهذه الاخيره قديما كان ظهورا موضوعيا يتلائم مع مستوى التطورالحضاري في تلك الحقبه غير خالصية اسطفاف الصراع الطبقي من منشا الملكيه كما تكرر انت طرحه مرارا
و في كل الاحوال فهي في وقتها انجاز ومشروع انجاز لم يتسنى له التحقق, ولم يكن دين بمعنى انه من وحي الوجود او وحي الرحمان او الله ، اما في زمننا فهي اجترار بعد عملية اختزال لتلك الادلجه في محاولة لمد الجسور الى رموزدينيه بممارسات تظليليه تهدف الى خداع الناس وجرها في خندق الطبقات الطفيليه... هذا من وجهة نظرنا, وقد نكون مخطئين ولكن قبل ان تعلق ارجو ان تطلع على رؤيانا كا مله في الله والانسان و الدين وتسييس الدين في رسالتي هذه. وهي محاولة اجتهاد مني اطرقها لاعتقادي بصحتها فان لم تكن كذلك فانها على الاقل ستكون دعوه لاعادة النظر بالمالوف من وجهاة النظر ودعوه للتحليل الملموس للواقع الملموس وان كانت تحتاج الى قارئ من خلف السطور فكيف ذالك وانت اخفقت في قراءة السطور .
ان الفلسفه والدين في اهم وظائفهما هي التعبيرالانساني عن الموقف الكلي من الظاهره الوجوديه وعلاقتها مع مؤثرات الذات والمحيط، وهناك محطات لقاء وافتراق بينهما و محصله معرفيه للمسارين. مستخدما مفردات قرانيه داله سابين ذلك وهي محاوله لاثبات لا ضروره الصدام بينهما فكل له وظيفته التاريخيه وان الاشكاليه في عصرنا نابعه من مفاهيم مختزله من تراث فكري مقترن بالدين ولكنه يغلف بغلاف اسطوري النزعه مغالي في الخيال لاضفاء القدسيه على الموضوع في خدمة مصالح شرائح ضيقه ومتخلفه اوقولبة للمعارف الانسانيه يفقدها حيويتها الجدليه.
فبدئا من منطق العلم ان الانسان كائن حي من ماء و عناصر ومركبات ماديه معقده (طين) يسعى من اجل البقاء والحفاظ على الذات( الغريزه ) اسوة بالكائنات الحيوانيه الاخرى وهو المؤهل باعتدال قامته وتحرر ذراعيه(احسن تقويم) اذ يتلقى من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه و بقدرة دماغه (الالباب) على استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره (الذكر) وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات معالجه في اجزاء الدماغ تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم(قتور) ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وللمكان وذلك كله هوكتلة من القدرات الذاتيه نستطيع ان ندعوها بالقدره الادراكيه (الفؤاد) قدره لم يستطيع العلم ان يفسرنشأتها في الانسان فهي تشكل حلقه نوعيه فريده في السلاله البشريه و ميزه خاصه نشات عن تغييرفي التركيبه الوراثيه للخليه المخصبه الاولى(الزايكوت) التي يتكون منها الانسان وصفت قرانيا (بنفخة الروح ) والنفخ يعني الرقي،ان القدره الادراكيه وهي في لحظة وجودها واكتسابها ادراك الزمكان والسمات النوعيه والكميه للظواهر والاشياء ,مصدر ادراك الوجود اي ادراك القوه الكليه المطلقه المهيمنه(الرحمن) ماوراء الاشياء والظواهركلها ، وهنا نقطة افتراق والسؤال ما الوجود اهو الله ام اخر، وقبل الاجابه لنتمم الفكره... ان مزاولة بني الانسان- ادم هذه الممارسه – (العمل) تمنحه مزيد من تراكم المعلومات- المعرفه وهذه الاخيره تمنحه المزيد من المهاره لذا فان ما للعمل من دور اساسي في المعرفه مثل ما للمعرفة من دور اساسي في العمل فهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان ادم. ان عملية نشوء الدماغ (الالباب) وتطور ورقي وظائفه الفسلجيه هي عمليه مستمره عبر مراحل النموللفرد ، و عبر الاجيال ايضا لكنها بطيئه في الاخيره موجهه بالعوامل الوراثيه ومتفاعله مع المحيط والبيئه. ان نشوء النفس والعقل وتطورها ورقيها هي نتيجه للعمليات المذكوره انفا في الانسان الفرد او كمجموع انساني فللمجموع او المجتمع نفس وعقل كلي متشكل من خلال العلاقات المعيشيه الاجتماعيه بدائيه كانت او متقدمه ، وان ارثا من الانجازات يخلفه للاجيال تكون مواضيع ارتكاز و رصيد لانشطتها وممارساتها و ارثا نفسيا وعقليا متشكل فرديا واجتماعيا وهذا ما يعبّر عنه قرآنيا بوصفه ( خليفه ) ،ان الانجازات وارث الانجازات التي يخلفها
لا تعني بالضروره الاصلاح او الحقيقه فبتاثيرحركة الجدل التاريخيه يمكث الاصلاح وتتكرس الحقيقه (ماينفع الناس), وليس في الارض خليفه غير ادم وبني ادم بما في ذلك مختلف السلالات المتعدده البشريه المنقرضه والتي عرف العلم منها عشرة سلالات لحد الان وربما اكثر فتلك السلالات لم تكن قادره على تطويروسائل معيشتها وبالتالي قواها النفسيه والعقليه لكونها لا تتسم بالميزه التي يتسم بها( ادم ) تلك السلاله البشريه- الانسانيه المعروفه علميا باسم سابيناس-سابيناس فتركة الارث (الخلف) من الانسان-ادم وليس من غيره تاركا لمن يخلفه من بني الانسان انجازاته ليؤدي دوره بصعود الاجيال تتراكم فيها الانجازات وتتغير وتختلف وتزداد سرعه وكفاءه واتساع وانتشار بفعل التاثير والتاثير المتبادل مع المحيط بما فيه المجتمع المتشكل و الافراد والمجاميع في الزمان والمكان بعمليه جدليه منذ نشأته الاولى (اكثر جدلا ) فعلى الصعيد المادي ابتداءا من صيد وجنى الثمار ودفن موتاه وتدجين الحيوان والزرع وصنع الادوات الحجريه والمواقد و الرماح والابره والنسيج والعجله والتعدين والفخاروالاقامات و المجمعات و العلاقات حتى التحضّراو نشوء الحضارات... وعلى صعيد القوى النفسيه والعقليه تعلم الانسان الاشاره بيديه وبالصوت وبالحركه وبالاشياء وسائل للتعبير(القلم) عن مفردات السمات (الاسماء كلها) للمؤثرات البيئيه والمحيطيه وتخيلاته وافعاله وتطورت عملية التعبير كانجاز ونمت قواه النفسيه والعقليه في التعبير عن رؤاه بالطقوس والرسم والتشكيل والنحت والفنون واللغات اللسانيه والكتابيه والعد والحساب والرقص والغناء والموسيقى والادب والعباده و التاريخ والفلسفه والعلوم واكتشف واخترع طاقه البخار والاحتراق والكهرباءيه والنوويه والفضائيات واستخدام المعاملات الوراثيه و هندسة الجينات الى صعودات مستقبليه سيتجاوز فيها كل البرامج الحاليه باستخدام الطبيعه والقوى النفسيه والعقليه في عملية انتاج المعرفه.ولا شك في ان اكثر ما شغل بني الانسان-ادم وعقله ونفسه الفردي والكلي منذ ان حاز القدره الادراكيه....هو القوه المهيمنه - الوجود في ذاته ( الرحمن) والى الان ، وهنا نعود الى سؤالنا المزدوج للتذكير فقط وبدء الاجابه ونقول استنتاجا من العرض السابق ان ادراك الوجود في ذاته ليس ارثا او انجازا اخلفه الانسان في الممارسه من قوى النفس والعقل و مؤئرات البيئه والمحيط من ظواهر واشياء كما انه ليس في قواه الغريزيه من اجل البقاء و الحفاظ على الذات انما هو خاصيه متشكله ومكونه في القدره الادراكيه (الفؤاد) والتي هي ميزه ناتجه من اثر مادي محدث بالانسان من دون الكائنات الحيه الاخرى اي التركيبه الوراثيه(العلق)،فهي مصدر ادراك الجزء والكل وما الوجود الا كليه مطلقه وقوه مهيمنه, الا ان التعبير عن الوجود بعد ذلك باتت اكثر ما يشغل عقله ونفسه في صراعاته وعبّرعن ذلك وعن تفاعلاته ومتعلقاته في النفس والعقل الناشئ المتطورالفردي والاجتماعي وان التعبير يتغير وفق مستوى تطورقواه النفسيه والعقليه المعرفيه لذلك تتغير المفاهيم ، وتختلف في الزمان والمكان، ان التعبيرعن الوجود هو تعبير نفسي عقلي- معرفي مكاني وزماني عن دالاته المحسوسه(اياته)...والوجود في ذاته هو الكليه المطلقه والقوه المهيمنه ( الرحمن) وليس الكون ولا هو شيئ او ظاهره ولاهوكتله اوطاقه اوبلازما لانهائيه او سرمديه، وليس عدم ايضا فهو وجود مدرك كخاصيه في قدرة الادراك فوق حركة النشوء والهلاك وخارج الزمان والمكان والكيف والكم, فتلك جميعها دالات (ايات), ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل منذ النشوء الاول للكون ولا يمكن تصور النشوء الاول الا بفعل خارجي ناتج ممن ليس شيئ (ليس كمثله شيئ) و لو كان شيئ لخضع لقانون النشوء و الهلاك اي لقانون جدل الصيروره ،فالوجود هو ذاته البقاء المطلق المدرك في قوة الادراك ,فهو ايحاء او وحي وليس احساس او وعي وتلك خاصيه فريده عند الانسان الى جانب الوعي من دون الكائنات الحيه, لذلك هو وحده من عبّر عنها في النفس والعقل, اما التعبير فقد مر بمراحل عده بوسائل التعبير المتاحه كما اسلفنا تتطور مع تطوره عبر مراحل التاريخ الانساني كله , . ان الوحي وحيان وحي القوه المهيمنه ووحي العقل والنفس الكلي وهو ما يميز بوضوح عند الانبياء وعند العلماء, وهو ما يميز بينهم ايضا, فالعلماء هم الفنانون والفلاسفه والفقهاء والحكماء والادباء والنظريون والتجريبيون (علماء النظريه و التجربه) ووحيها من النفس والعقل الكلي ،فالاول لا يخضع للصح والخطأ والاخر يخضع، الاول لايخضع للتطور والاخر يخضع لذلك فان الوحي الالاهي(القوه المهيمنه) لجميع الانبياء هونفسه(اوحينا اليك كما اوحينا..) الا ان ليس للوحي من اثر مادي في الالباب, ولكنه يفعّل الالباب لذلك هو لا يورث الا انه يتميز بديمومته في التاثير وليس مثل ما هو في( نفخة الروح ) كاثر مادي وتشكل مادي في قدرة الادراك(الفؤاد) المسؤوله عن ادراكه اي ادراك الوحي, اما ماهية الروح فهي من فعل الوجود ومن خاصيته ذاته، كما ان ليس للانسان روح بعكس ما يذهب اليه الاسطوريون ,ولا يوجد نص قراني يشير الى ذلك, فهي من امر ربي الله اوالرحمن (القوه المهيمنه) اما وحي الرحمن فهو تفعيل في الالباب, ان الرسول وهو نبي اي موهوب وتلك سمه خارجه عن ارادته, فيتلقى الوحي, اي وحي الوجود او الرحمان،رغم ان الرسول بشر مثلنا ياخذ من وحي العقل والنفس ايضا بالضبط كما عند الفيلسوف والعالم والفنان فان هؤلاء متميزين وهم ليس كعموم الناس فليس جميع الناس فلاسفه وعلماء وفنانون فهم نخبة موهوبه في ألبابها ووحيهم من امر وخاصية ذات العقل والنفس الكلي ,وهي سمه خارجه عن ارادتهم تتلقى وحي العقل والنفس الكلي في البابهم ،اذن الوحي ظاهره موضوعيه وهوشكلين الاهي وعقلي نفسي.بناء على ذلك يتضح الموقف فالافتراق هو في الشكل مما يدعو الى التواضع وضرورة الفهم الموضوعي للظاهره, فالوحي الالاهي لا يتنافى و وحي العقل والنفس الكلي وكلا الحالين لا يلغيان قانون المعرفه الانسانيه العام الا ان الانبياء صفوه والموهوبين نخبه... ولعموم الناس قدرة الادراك, تميزهم عن جميع الكائنات الحيه في عملية دعاها القران الكريم الاسلام(بالمعنى الشامل) اي الاسلام للرحمان- للوجود وتميزهم في جدلية المعرفه - العمل , ان ظهورالاديان..اديان الله واديان البشر وعلومهم ظاهره موضوعيه فالدين عند الله من وحيه وهو الاسلام (ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب)ال عمران19 واما المعنى الشامل للاسلام فالكلمه من فعل اسلم ؟، فلمن اسلم هل للطبيعه ام للنفس والعقل ؟ اليس الانسان خليفه في الاطروحه القرانيه ؟ اليست ميزة المخلوق الخليفه حقيقة هو سبر الطبيعه والنفس والعقل في عمل و انجازات وارثا من الانجازات وهي بالتالي لتمهيد الطريق له ولابنائه من بعده جميعا , فهو اذن لا يسلم لها؟ عليه.... لا يسلم الانسان- الخليفه الا للقوه المهيمنه( الرحمن) الخالقه فالاسلام عمليه معبره عن الاقرار والاعتراف بالقوه المهيمنه وتعبيرا عن نزوع قدرة الادراك (الفؤاد) لوعي الوجود اي القوه المهيمنه ,(لله احد الله الصمد)، وذلك هو الاسلام وهو الدين عند الله.اما وحي العقل والنفس فهو الباعث لديانات وضعيه ومذاهب وعلوم وفلسفات ايضا ابدعها البشرتعكس التعبير الزماني والمكاني والكمي والكيفي من المدرك في قدرة الادراك(الفؤاد), لذلك تطورت تلك الاديان فمن الطوطم الى عبادة الاسلاف والكواكب والاجرام والنار والماء وحتى الوحدانيه الاخلاقيه عند بوذا وكونفشيوس وربما زارادشت وغيرهم...تتغيروتقترب او تبتعد في تعبيرها عن وحي الوجود تماما كالكلمه اوالرسم او النحت...الخ، اي التعبير عن القوه الواحده الباقيه المهيمنه الخالقه وهي جوهرالاسلام دينا منذ ادم و نوح(فان توليتم فما اسالكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين )يونس 72 والى محمد خاتم الانبياء والرسل ، فالدين ايمان بالله ويكتمل بتمسك الانسان الخليفه في الارض بهدى الله وحيا مبلغا من الروح التي هي امر من الله الى الرسول (قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن أ تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)البقره 38 والهدى دلالات للعقل والنفس محكمات ومتشابهات فالمحكمات ابتداءا من الايمان بالله لاشريك له الى وصايا قيم انسانيه واخلاق في علاقات الانسان باخيه الانسان و سعادته ، بالاحسان والاصلاح والعدل والعهد واجتناب السيئات والذنوب وتقوى الله والثواب والعقاب وتنظيم احكام للعلاقات الاسريه -المجتمعيه الاساسيه ودعوى الحكم بالحق, مهما كانت خصائص المجتمعات فلكل شرعته يتفق مع زمنه ومكانه (لكل جعلنا منكم شرعته ومنهاجا)المائده 48 ويحفظ ديمومة جعل الانسان خليفه (ناجز) .وبالاضافة الى الشرعه فهناك تشريع من الدين( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب)الشوره 13 واما المتشابهات فهي وصف للملائكه والجن كمخلوقات في هذا الكون الشاسع غير مرئيه ، وامثال وقصص وانباء متوارثه بعروض مكيفه للزمان والمكان فيها عبر ومواعض بالحق، ودنيا واخره اشارة الى لا نهائية التناقض والصراع في الحياة, فالتناقض دائم وهو مصدر التقدم والرقي فلا شيوعيه تنهي التناقض انما اخره فيها جنة ونار ينتهي فيها التناقض،ومناسك و شعائر تدلل على ا لتزام المؤمن بالعهد والميثاق, وذلك هو الهدى عبر انبيائه ورسله وعبر مراحل التاريخ, نخلص الى ان سلالتنا الانسانيه الراهنه المتميزه بانتصاب القامه وتحررالذراعين التي تتسم بها السلالات البشريه الاخرى تتفوق عليها برقيّها في خاصيه قدره ادراكيه محدثه بفعل قوه مهيمنه وهي مركز استقبال وحي الوجود زائدا وحي العقل والنفس الكلي، وبتعبير اخر وحي الوجود ووحي المعرفه, وان الاولى لاتخضع للتطور والثانيه تخضع وفق قوانين الجدل المادي وان كل من الوحيين يتلقاها الانبياء والرسل, واما الوحي الاخر المعرفي فيتلقاها الموهوبين وغير الموهوبين بدرجات متفاوته تعمل باعادة تشكل العقل والنفس الكلي تبعا لبيئة العلاقات الاجتماعيه ، لذلك فالانبياء والرسل يشتركوون في جانب من وعيهم مع الموهوبين ويتفردون في جانب اخر .ان الجدل المادي جدل شامل للاشياء والظواهر وان الانسان اكثر جدلا ومجال ذلك الاكثر هو جدل العمل والمعرفه في علاقه اجتماعيه وهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان و هي مصدر تطورالمجتمعات الانسانيه فما للعمل من دورمثل ما للمعرفه, اما وحي الوجود فهو سرمدي لا نهائي غير خاضع للجدل والبرهان الحسي لذلك ليس هناك من يدعي اليقين الا المكابرين.
ان الاسلام في رساله النبي محمد(ص) وحي الوجود.
ووحي والعقل والنفس ايضا في ظرف ومرحله تاريخيه يعبر عن الحاجه الانسانيه لارساء نظم و مفاهيم التحرر الوحدانيه مقابل نظم ومفاهيم العبوديه الوثنيه القبليه السائده في شبه الجزيره, حمله الرسول الكريم الى قومه بعد ان تلقيها عبر تربيته الاولى في بيت الاباء والاجداد ثم معايشته بيت الزوجيه وتجربته في ترحاله وتنقله بين الوثنيين والمشركين والحنيفيين والصابئه والنصارى واليهود والمجوس, وتاملاته في اعتكافه الغار.و حمل الرسول الى الناس بعد ان تلقى وحي الله, بان لوجوده الالاهي الواحد الاحد الرحماني ميزان وسنة لا مبدل لها وارادة حق وعدل مطلق, وسراط مستقيم يهدي اليه الانسان بعد ان جعله خليفه يسعى في الارض عبرالاجيال و تراكم الانجازات, في جدليه المعرفه- العمل اما شاكرا واما كفورا, وتستمر الايات للرسول في ممارسته الرساله من وحي الحق لتدله ما يريه الله من علم الغيب وعلم الشهاده الواقعيه في قدر و في قضاء لا تفارق صغيرة ام كبيره في حياته , حتى اكمل الله لهم دينهم واتم نعمته عليهم, حياة شعوب وقبائل ورعي وتجاره وحرث وزرع وبنين, وساده وملوك وعبيد وافراد مجتمع رجالا ونساء واولاد, وبقدر تعلق الامر بموضوعنا فان المعرفه وتنظيم العلاقات بين الناس في الرساله الالاهيه تناولت جوانب فعليه وقائمه تخص الظرف وقيمه, منها ما توافق معها ومنها ما لم يتوافق معها, احدثت بمجموعها نقله كبيره في الامه و حددت المهام لها, وانشات نواة الدوله ككيان ملائم محوري مركزي من تلك الامه شعوبا وقبائلا في عالم من الامم ,وما كان بعد قد عرفت حضاره الامه اقطاعات وفلاحين وملاك اقطاعات و معامل انتاج وعمال اجراء وملاك مصانع وسوق انتاج ولا مؤسسات دوله ومراكز مال واسواق المال واسطفافات حديه وما نشاهده الان من استخدامات للعلم والتقنيه.
و مما لا شك فيه ان الاسطفاف الطبقي في مجتمع الانسان مهما كان بسيطا ناتج عوامل الاختلاف والتباين بالمستويات والدرجات في مختلف النواحي الحياتيه الماديه والمعنويه في بنية الفرد والعائله والقبيله والمجتمع وعلاقتها مع بعضها في مرحله تاريخيه وهي حاضن للوحي العقلي والنفسي لذلك فهي عوامل محدده لتطوره, اي ان الوحي العقلي والنفسي وانجازاته تتوقف على الطبيعه الطبقيه للمجتمع وطبيعة الشرائح و السلطات القائمه ,و تلجئ تلك الطبقات والسلطات والشرائح والفئات الاجتماعيه الحاضنه استثمار وربط ذالك التطور المعرفي بمصالحها افقيا وعموديا , تمتد الى المعتقدات وتنعكس عليها و تطبع المذاهب والنحل للاديان في مراحل متقدمه بطابعها عموما.
ان الرساله التي حملها محمد(ص) بعد تبليغها وتلقيها،عبّرعنها وفسرها وعقبّ عليها الفقهاء بما ذهبوا اليه باجتهاد من النفس والعقل وانطلاقا من احداث الواقع في الزمان والمكان وهي انجازات انسانيه معرفيه, وان كل من وضعها وساهم في وضعها انما يعبر عن مستوى تطور مرحلته التاريخيه المعرفيه, وهي وان كانت ليست ايديولوجيات الا انها تحمل رؤيا وتصور وميول معارضه للطبقه الاسرويه والقبليه الصاعده ومصالحها بدرجات متفاوته شملت شرائح وفئات تتعارض مصالحها عموديا في مجتمع التكوينات الاسرويه والقبليه يقترن بعضها بمصالح الشرائح الفقيره في الاسطفاف الافقي بالضد من الصيغ المعبره عنها تلك الطبقه في سلوكها, كما انها تشكل بمجموعها انجازمعرفي يدفع نحو تشكل نوعي اخر للدوله, كانت حصيلته في الصراعات تفوق الطبقه الصاعده, والذي هو الاخر شكل انجازا ايضا وان كان تعبيرا عن التحولات الماديه التاريخيه سواء في ضرورات الدوله الجديده او في متطلبات طبقات المجتمع الجديده ,وكما قلنا فان الانجازات وارث الانجازات بما فيها المفاهيم لا تعني بالضروره الاصلاح والحقيقه حتى لو جاءت بروافعهما , وعقدت الصلات بالرموز والمقولات الدينيه في الرساله السماويه او في وحي الله الى رسوله, فهي تعبر عن تناقضات عصراحتدام صراعات وتناقضات الفئات و الشرائح والطبقات داخل المجتمع المتحول و ثم بين المجتمعات المتحوله في اعادة التشكل والنمو, استثمرت غياب الفرز والفوارق والتمييز بين ما هو وحي من الله وبين ما هو وحي من العقل والنفس, وبشكل متعمد ومقصود في خدمة صراعاتها, وعلى سبيل المثال لا الحصر بعد نشوء الدوله الاسلاميه الاولى فضلا عن الصراع والتناقض بين مصالح الطبقات والشرائح الصاعده للمكونات القبليه والاقوام والشعوب في عصورالدوله الامويه والعباسيه والاندلسيه، ثم الفاطميه... وسقوط مشاريعها الحضاريه, والعصورالايوبيه والمملوكيه والبويهيه والسلجوقيه والصفويه والعثمانيه مع ما تحمله السلطنات الاخيره من دلالات على تردي وسقوط للحضاره وفشل المشاريع بسب ذات التشبث بتلك المفاهيم والرؤى المتصله بوحي العقل والنفس في مرحله معينه سابقه, واقصاء وقتل الرؤى الجديده ومشاريعها مما اعاق نمو قوى العمل المتحوله الى قوى الانتاج وتحقيق التراكم الضروريان لحماية الانجازات الجديده..اذ ان ما للعمل من دور اساسي بالمعرفه مثل ما للمعرفه من دور اساسي في العمل فهما وجهان لحقيفه واحده اسمها الانسان الخليفه, لذلك ليست المذاهب وفروعها سوى اجتهادات وانجازات انسانيه خاضعه للتغييروالتطوير وخاضعه للصح والخطأ في مديات مفعولها الحقيقي المرحلي, تتضائل الحاجه اليها و تنتفي عند انتقال الصراعات الى مستويات اخرى جديده بحكم سيرورة الزمان والمكان وبحكم تراكم المتغيرات في الصيروره الانسانيه, اذ انها ليست وحيا من الله وانما هي وحيا من النفس والعقل ,وان ما يبنى عليها من تيارات وحركات فكريه و سياسيه وسلطات وانظمه هي عملية ادلجه للدين الممذهب او المفقه, اي من وحي العقل والنفس في عصره في خدمة المصالح المتناقضه والمتباينه للافراد والمجموعات, وفي كل الاحوال لم تصل العمليه الفكريه والمعرفيه السعة اللازمه بما ندعوه اليوم بالايديولوجيه .
.ان التاريخ القديم والحديث لمنطقتنا تاريخ اديان الله ، و تاريخ مذاهب فقه العقل والنفس وادلجتها , ولها نتاجاتها في الزمان والمكان ، حالها لايختلف عن اي ايديولوجيه اخرى في جميع العصورالقديمه والحديثه في مدى تاثيرها على العقل والنفس الكلي ، وان حصيلة تلك المراحل من النشوء نقلت الناس الى مستويات اخرى اصبح الدين والمذهب احدى مكونات الهويه وركيزه مستقره للاسره. ان الانتماء الاسري الى دين اومذهب داخل الدين هو انتماء مجتمعي تراثي في زمن رسوخ وسيادة الدين او المذهب في المجتمع وبعده، تحتمه الظروف المعيشيه والديموغرافيه المحيطه بالاسره وانحدارها التاريخي ودورها وموقعها من الروابط والعلاقات في الوسط المعا شي ويجد الفرد نفسه على دين ومذهب اسرته يتلقاها في ذاكرته منذ نشاته، تلقينا وتحميلا تماما اشبه بتلقيه وتحميله الكلام والمعاني في اولى مراحل النمو، يزيد عليها وقعا نفسيا ناميا مع تقدم العمر وتتشكل ثوابت (تابو) كمقدسات و محرمات في الذاكره وتدخل كاحد مكونات الهويه له مع مكونات اخرى للهويه، حتى اذا بلغت قدرة الادراك لديه مدى نضجها يتأهل عندها ان يتخذ له موقفا في المسار ذاته او في مسارات اخرى ، حسب مستوى تطورنشأته و قدرته وحسب ظروف المرحله,لذلك كله فلا ضروره حقيقيه للتمحور على التناقض بينها واستمراره في سياق الانجازات وتراكم الانجازات التي هي سمه اساس لبني الانسان الخليفه الا في حالة الركود المقترن بالاستبداد او التخلف والفشل, وهو الحاصل فعلا ,ورغم ان المذهب فرع من الدين وان الطائفه جزء من الامه والمواطنه فهما لا يلغيان وحدة الدين او الامه ورابطة الوطن في الذاكره الانسانيه التاريخيه, الا ان الاشكاليه الطائفيه الان تتولد في رحم الصراعات السياسيه في الوسط الشعبي والصراعات الاقليميه عند تعاطي الدين - المذهب مهام السلطه السياسيه او ممارسات وانشطه التنظيم السياسي او تعاطي السلطه والتنظيمات مهام الدبن-المذهب او الحاتين معا، وسوف لن تجد قوى الصراع السياسي هذه افضل من اجواء التناقضات القديمه بمذهبياتها رافعا لها يصاعد لها رصيدها، مستخدمه دعامات مقرونة بالدين والمذهب ورموزه التاريخيه وشعائره خصوصا، لما تشكله هذه الاخيره من تفاعل مع الوقع النفسي المتوارث للانسان وما يوفره من وجود بشري جماهيري من الاوساط الشعبيه في الممارسه الدينيه او المذهبيه.ان اقحام الدين في التنظيم او السلطه السياسيين وبالعكس يؤدي حتما الى الركود والتخلف و الدخول في عملية استرجاع الصراعات المذهبيه التي تعكس اسطفافات الماضي، والى الطائفيه وذلك يعتمد على اتساع وضيق المسافه للتداخل بين محوري التباين, الديني والسياسي في موقع القياده والتوجيه والحكم
ان التيار الفكري السياسي الديني-المذهبي المعاصر عندما يتعامل مع الواقع في ظروف حركة التغيير الاجتماعي الطبيعيه وعواملها الداخليه فانه لا يمثل ولا ينجم عنه انجازنفسي وعقلي معرفي مفيد للدين او للمجتمع نابع من خضم الصراعات الاجتماعيه والوطنيه والانسانيه، ولا تفرّع مستجد او مستحدث في الفقه الديني الا هامشيا وشكليا اشبه بعملية الاخراج المسرحي المتنوع لذات المسرحيه,كما انه لا يعير اهتماما للمتغيرات الحضاريه عبرمراحل التاريخ ولا يضيف جديدا و انما يمثل عملية سحب لمرحله معرفيه نابعه من واقع قديم على مرحله معرفيه وواقع اخرحديث، مختزلا ذلك الى ادلجه مبسطه في عصر اخرمختلف, وليس كما تعمل الايديولوجيات الحديثه الناشئه من تناقض ثقافات معرفيه معاصره و مصالح راهنه .. ان تكرار واعادة ادلجة المذهب في عصرجديد ليس عصره هي عملية اجترار لاجتهادات ولانجازات العقل والنفس، في واقع مضى كانت له صلته بهدى الله وحيا الاهيا مبلغا للناس من رسوله ثم معبّرا عنها في ارض الواقع من اطراف وقوى متباينه ليس لها حضور وخطوره الان ، ان الخطوره لا تكمن في ذلك وانما في اجترارها واختزالها , رغم انها اساسا اصبحت في وقت سابق اهم عوامل عرقلة التطور في نهاية العصر الوسيط الذي من نتاجاته تخلف الامه وفشل الحضاره وخضوعها للسلاطين و تفوق الاستعمار القديم ثم الاستعمارالحديث على قاعدة الامبرياليه ونشاتها الراسماليه. ان تكرار واعادة ادلجة المذهب وتمثيل نتاجاته في عصرجديد ليس عصره هي عملية اجترار لا تتوافق وحكمة الله في جعل الانسان خليفه ناجزا ومطورا لانجازات العقل والنفس في واقع جديد،
ولا يمكن للاجترار ان يصلح كتعبيرا عن علاقة العقل والنفس بالمحيط من اشياء وظواهر(الواقع)الراهن , كما لا يصح النظر اليه دينا او مذهبا. ان الفلسفه الحيه والفقه الحي هي تعبير عن انجازات العقل والنفس في واقع زماني ومكاني معين وهي خاضعه للصح والخطأ, وان الاشكاليه في عصرنا فيما يبدوا هي في اختزال الدين -المذهب واستغلال حاجة الانسان الى الدين واستثمارها لمصلحة شرائح معينه بعدعزلها عن واقعها و قولبتها عقائديا، يخلق ضبابيه كبرى في العقل والنفس الكلي ويؤدي الى الولاءات اللاموضوعيه والى التعصب و التطرف والتصادم والعنف والارهاب ، ورد فعل سلبي على طرف اخر, في ملابسات ناجمه عن قصور واختلاط النظره وخطأ التقدير في ساحة المعرفه ,ان الحداثه بناء مؤسسات للاساليب الاقتصاديه والاجتماعيه والعلميه والثقافيه الجديده التي وصلت اليها الانسانيه في تطورها فهي لاتعني بالضروره الانتماء الى دين معين او مذهب او ( اللادين) فهي اسطفاف اخر . وان الفلسفه والعلم في تاريخنا وتاريخ العالم هي من نتاجات وانجازات النفس والعقل متجدد في وعي الطبيعه والمجتمع في واقع جديد و من نتاجاتها العديد من البرامج والمناهج العلميه والايديولوجيات،.ان الصراع في الايديولوجيات اليوم هوليس في وعي الوجود اي الايمان بالله كما ان الصراع ليس في هدى الله من انبياء ورسل الله وحيا الاهيا, ولا في مقام رموز التاريخ العظام ولا في المذاهب القديمه وفقهها القديم في مرحلة التحول من القبيله والشعوبيه الى الدوله انما هو بين كتل ومؤسسات قائمه حديثه . ان سير المعرفه السليم في العقل الانساني ينهل من ارض الواقع العملي المعاصر، عبرالتحليل الملموس للواقع الملموس ويفضي الى مناهج وبرامج غير مكبله تعكس مصالح ومنافع حاضره في عصرنا ومستقبلنا تتسع الى مناهج وبرامج التضامن و التحرر والتنميه والديموقراطيه و العداله في مواجهة ايديولوجيات ذات خلفيات راسماليه وامبرياليه وعنصريه( وصراع الحضارات و نهاية التاريخ) والعولمه والى جانبه اليبراليه والاصلاح والتكافل الاجتماعي والى التعدديه وتكامل الخيارات وحقوق الانسان ومواثيق انسانيه ودساتير وقوانين ومؤسسات..الخ لا تغلف بدين او مذهب ،وان الصراع تتصدى له نخب سياسيه تتسلح بثقافه تلتزم وتتبنى خطط و ايديولوجيات حديثه وهي تمثل صراع مصالح لشرائح وطبقات قد تتسع الى كتل تاريخيه كبيره كالصراع بين الراسماليه الامبرياليه من طرف والشعوب المنهوبه والمحرومه(المستضعفه) و الشغيله من طرف اخر، وان للكتل التاريخيه مؤسساتها في جميع المجالات ولها منظماتها، ان التيار الديني_المذهبي وايديولوجياته المختزله المعاصره لا يضيف شيئا للدين او الفقه او الفكر ولا يقدم منفعه لعصرنا لانه لا يستطيع الخروج عن دائرة تمحوره و ولائاته على الاسطفافات الافقيه والعموديه الفئويه و الشرائحيه و الطبقيه القديمه وما تحمله من تناقضات عصر مضى ومصالح هالكه , و يعجز من ان يجد له موقعا في الصراع الحضري لذلك لابرامج لديه فيلجئ الى الهامشيه الفكريه وربما الى الاستعاره الهشه والتمظهر والتقليد للنظم والاطارات المعاصره شكليا، ملازم الى طقوس ومحرمات وتكفيرات واضفاء القدسيه الى ذاته بجسور مع رموز التاريخ الديني والفقهي والمذهبي كوسيله لتعظيم شانه بين الشرائح والطبقات والكتل المعاصره،حيث تصبح هذه غايه له في حد ذاتها تملأ العقل والنفس بالاوهام والاساطيروالخرافات والافترائات واستلاب العقل واللعب على اوتار النفس الحساسه وحاجتها الى المثل الاعلى و الى الدين والايمان بالله القوه المهيمنه الرحمانيه الشاغله للعقل والنفس الانسانيه على مدى الدهر، والتسلل اليها لحشد الناس حوله والمتاجره والتكسب على حساب مصالح المجتمع كله الى صيغه من التطفل وبالتالي يصبح جزء من الطبقات الاستغلاليه فضلا عن التظليل و حرف الناس عن استيعاب الدروس و اخذ العبر من التاريخ و عن التوجه لمصالحهم الحقيقيه وتخريج صوره مشوهه عن الدين، فتجعل منه في سلوكيتها افيون للشعوب وعامل فرقه وتسلبه هدفه الاسمى _ هدى الله للناس جميعا (انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ) الانسان 3 وبالتالي سببا للفرقه والتمايز يترك اثر وامتدادات فيكون مصدر للطائفيه والنظم الاستبداديه يكون ضحاياها هم الفقراء.
ان إقحام الادلجه المذهبيه في الصراعات المعاصره او ادلجة الدين في عصرنا، ناتج اصلاعن نظم الاستبداد ذاتها عبر التاريخ القديم والحديث لخلق الولاءات اللاموضوعيه لدواعي العجزالذي يحيطها ، حصيلته الراهنه هي توليد( الطائفيه – الاستبداد) في دوامه مستمره بسبب اجواء الفراغ والهشاشه الفكريه الناشئه منهما و يتيح لطبقة معينة وشرائح متطفله ان تجعله في خدمة مصالحها ومصالح الامبرياليه الاحتوائيه واستراتيجيتها في الفوضى الخلاقه ونهاية التاريخ وصراع الحضارات و تفقده القدرة على أداء دوره في ادامة القيم الاخلاقيه المثلى للناس....ان السبيل الوحيد في التصدي لظاهرة الادلجه هذه هوفضح غاياتها بالوسائل الديموقراطيه بالعلم والمعرفه و بضمان مؤسسات القانون وتفويت الفرصه عليها بالوحده الوطنيه والتطلع المشترك والتقدم....ان استثمار العقل والنفس العلمي والفلسفي واخضاع الفقه والتاريخ ورموزهما لدراسات على قاعدة زمانيهما ومكانيهما اصبحت ضروره في عملية استخلاص الدروس والعبر لتلبية حاجات الانسان الراهنه, و في الاقرار باختلاف الزمان والمكان ، والنئى عن اقحام الدين في خدمة تيارات المتنفذين في الصراعات الدنيويه المتغيره، فدين الله دعوه للانسان لغايه حددها الله ( اني جاعل في الارض خليفه)فاين الاختزاليين من ذلك . اما الاسباب التي برّزت الطائفيه فيما قبل عصرنا وفي العصر الوسيط بالذات فهي تبدو ناجمه عن تلك التداعيات الناشئه على اعقاب التباينات المتصله بتاريخ الامه والدوله الناميه في نهايةالعصر العباسي قبيل امكانية الانتقال الى الاستثمار الصناعي وما يتطلبه من استثمار مالي تعجز الدوله عن تامينه في ظل غياب الحافز اذ لا تتيح شرعتها وفقهها و قوانينها نمو قاعده التراكم مما جعلها في دوامة اقتصاديه لا يحميها الا الاستبداد واجترار مفاهيم فقهيه لعصر مضى, و تلك هي الطائفيه في دوامتها وسمتهما الاساسيه من التخلف النفسي والعقلي في علاقته مع الواقع المتغير دون انجازات ومن ثم الضعف امام الوافد اليها عبر موجات الهجره والنزوح والغزو الاكثر تخلفا وتعرضها الى اشكال من الاستعمارالقديم الذي عجز هو الاخر عن مواجهة التفوق الراسمالي الاستعماري الاوربي للاسباب ذاتها في عصر الصراعات القوميه على قاعدتها الامبرياليه ذات المنشأ الراسمالي الذي حقق قفزته على اعقاب تفكيك العلاقات الاقطاعيه ولاهوتها القديم وتحقيق نهضه صناعيه قوميه...ان دخول واستخدام وسائل و قوى الانتاج اخذ في الامه الناشئه قديما، وزنا قاصرا في ميزان القوى العالمي والدولي ادى الى تفاوت النمو والى التخلف القائم الان .



#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيروره الاسلاميه المذهبيه والمعرفه
- الحركة الاشتراكية وتاشير الطريق الصحيح
- في سياق المراجعه وتاشير الطريق الصحيح -1
- حول ادلجة الدين – ادلجه ام اجترار / .تعليق على مقال الكاتب ا ...
- جدلية ولا جدلبة الوحي بين الوجود وواقع الامه
- في الدين والحياة


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - ادلجة الدين ليست هي المشكله انما في اجترارها