أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - هاشم الخالدي - في الدين والحياة















المزيد.....



في الدين والحياة


هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:48
المحور: ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
    


الفلسفه والدين في اهم وظائفهما هي التعبيرالانساني عن الموقف الكلي من الظاهره الوجوديه وعلاقتها مع مؤثرات الذات والمحيط، وهناك محطات لقاء وافتراق بينهما و محصله معرفيه للمسارين. مستخدما مفردات قرانيه داله سابين ذلك وهي محاوله لاثبات لا ضروره الصدام بينهما فكل له وظيفته التاريخيه وان الاشكاليه في عصرنا نابعه من قولبة مفاهيم فقهيه وايديولوجيات مختزله من الدين واسترجاعها في خدمة مصالح شرائح ضيقه ومتخلفه فضلا عن المغالا
وبدئا من منطق العلم ان الانسان كائن حي من ماء و عناصر ومركبات ماديه معقده (طين) يسعى من اجل البقاء والحفاظ على الذات( الغريزه ) اسوة بالكائنات الحيوانيه الاخرى وهو المؤهل باعتدال قامته وتحرر ذراعيه(احسن تقويم) اذ يتلقى من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه و بقدرة دماغه (الالباب) على استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره (الذكر) وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء الدماغ تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم(قتور) ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وللمكان وذلك كله هوكتلة من القدرات الذاتيه نستطيع ان ندعوها بالقدره الادراكيه (الفؤاد) قدره لم يستطيع العلم ان يفسرنشأتها في الانسان فهي تشكل حلقه نوعيه فريده في السلاله البشريه و ميزه خاصه نشات عن تغييرفي التركيبه الوراثيه للخليه المخصبه الاولى(الزايكوت) التي تكون منها الانسان وصفت قرانيا (بنفخة الروح ) والنفخ يعني الترقيه،ان القدره الادراكيه وهي في لحظة وجودها مصدر ادراك الزمكان والسمات النوعبه والكميه للظواهر والاشياء ومصدر ادراك الوجود اي ادراك القوه المطلقه المهيمنه(الرحمن) ماوراء الاشياء والظواهركلها ، وهنا نقطة افتراق والسؤال ما هي قدرة الادراك وما الوجود اهو الله ام اخر، وقبل الاجابه لنتمم الفكره... ان مزاولة بني الانسان- ادم هذه الممارسه -العمل)تمنحه مزيد من تراكم المعلومات- المعرفه لذا فان ما للعمل من دور اساسي في المعرفه مثل ما للمعرفة من دور اساسي في العمل فهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان. ان عملية نشوء الدماغ (الالباب) وتطور ورقي وظائفه الفسلجيه هي عمليه مستمره عبر مراحل النموللفرد ، و عبر الاجيال ايضا لكنها بطيئه في الاخيره موجهه بالعوامل الوراثيه ومتفاعله مع المحيط والبيئه. ان نشوء النفس والعقل وتطورها ورقيها هي نتيجه للعمليات المذكوره انفا في الانسان الفرد او كمجموع انساني فللمجموع او المجتمع نفس وعقل كلي متشكل من خلال العلاقات المعيشيه الاجتماعيه بدائيه كانت او متقدمه ، وان ارثا من الانجازات يخلفه للاجيال تكون مواضيع ارتكاز و رصيد لانشطتها وممارساتها و ارثا نفسيا وعقليا متشكل فرديا واجتماعيا وهذا ما يعبّر عنه قرآنيا بوصفه ( خليفه ) ،ان الانجازات وارث الانجازات التي يخلفها
لا تعني بالضروره الاصلاح او الحقيقه فبتاثيرحركة الجدل التاريخيه يمكث الاصلاح وتتكرس الحقيقه (ماينفع الناس) وليس في الارض خليفه غير ادم وبني ادم بما في ذلك مختلف السلالات المتعدده البشريه المنقرضه والتي عرف العلم منها عشرة سلالات لحد الان وربما اكثر فتلك السلالات لم تكن قادره على تطويروسائل معيشتها وبالتالي قواها النفسيه والعقليه لكونها لا تتسم بالميزه التي يتسم بها( ادم ) تلك السلاله البشريه- الانسانيه المعروفه علميا باسم سابيناس-سابيناس فتركة الارث (الخلف) من الانسان-ادم وليس من غيره تاركا لمن يخلفه من بني الانسان انجازاته ليؤدي دوره بصعود الاجيال تتراكم فيها الانجازات وتتغير وتختلف وتزداد سرعه وكفاءه واتساع وانتشار بفعل التاثير والتاثير المتبادل مع المحيط بما فيه المجتمع المتشكل و الافراد والمجاميع في الزمان والمكان بعمليه جدليه منذ نشأته الاولى (اكثر جدلا ) فعلى الصعيد المادي ابتداءا من صيد وجنى الثمار ودفن موتاه وتدجين الحيوان والزرع وصنع الادوات الحجريه والمواقد و الرماح والابره والنسيج والعجله والتعدين والفخاروالاقامات و المجمعات و العلاقات حتى التحضّراو نشوء الحضارات... وعلى صعيد القوى النفسيه والعقليه تعلم الانسان الاشاره بيديه وبالصوت وبالحركه وبالاشياء وسائل للتعبير(القلم) عن السمات (الاسماء كلها) للمؤثرات البيئيه والمحيطيه وتخيلاته وافعاله وتطورت عملية التعبير كانجاز ونمت قواه النفسيه والعقليه في التعبير عن رؤاه بالطقوس والشعائر والفنون واللغات اللسانيه والكتابيه والعد والحساب والرقص والغناء والموسيقى والرسم والنحت والشعر والعباده و التاريخ والفلسفه والعلوم واكتشف واخترع طاقه البخار والاحتراق والكهرباءيه والنوويه والفضائيات واستخدام المعاملات الوراثيه و هندسة الجينات الى صعودات مستقبليه سيتجاوز فيها كل البرامج الحاليه باستخدام الطبيعه والقوى النفسيه والعقليه في عملية انتاج المعرفه.ولا شك في ان اكثر ما شغل بني الانسان-ادم وعقله ونفسه الفردي والكلي منذ ان حاز القدره الادراكيه....هو القوه المهيمنه - الوجود في ذاته ( الرحمن) والى الان ، وهنا نعود الى سؤالنا المزدوج للتذكير فقط وبدء الاجابه ونقول استنتاجا من العرض السابق ان ادراك الوجود في ذاته ليس ارثا او انجازا اخلفه الانسان في الممارسه من قوى النفس والعقل و مؤئرات البيئه والمحيط من ظواهر واشياء كما انه ليس في قواه الغريزيه من اجل البقاء و الحفاظ على الذات انما هو خاصيه متشكله ومكونه في القدره الادراكيه (الفؤاد) والتي هي ميزه ناتجه من اثر مادي محدث بالانسان من دون الكائنات الحيه الاخرى اي التركيبه الوراثيه(العلق)، الا ان التعبير عن الوجود بعد ذلك باتت اكثر ما يشغل عقله ونفسه في صراعاته وعبّرعن ذلك وعن تفاعلاته ومتعلقاته في النفس والعقل الناشئ المتطورالفردي والاجتماعي وان التعبير يتغير وفق مستوى تطورقواه النفسيه والعقليه المعرفيه لذلك تتغير المفاهيم ،و التدين وتختلف في الزمان والمكان، ان التعبيرعن الوجود هو تعبير نفسي عقلي- معرفي مكاني وزماني...والوجود في ذاته هو القوه المهيمنه ( الرحمن) وليس الكون ولا هو شيئ او ظاهره ولاهوكتله اوطاقه اوبلازما لانهائيه او سرمديه، وليس عدم ايضا فهو وجود ان الماده لاتفنى ولا تخلق من العدم . ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل منذ النشوء الاول للكون ولا يمكن تصور النشوء الاول الا بفعل ناتج ممن ليس شيئ (ليس كمثله شيئ) اضف الى ذلك لو كان شيئ لخضع لقانون الهلاك، اما التعبير عن الوجود فقد مر بمراحل عده بوسائل التعبير المتاحه كما اسلفنا مستخدما وسائل تعبير( القلم) تتطور مع تطوره عبر مراحل التاريخ الانساني كله .لذلك فالوحي وحيان وحي القوه المهيمنه ووحي العقل والنفس- الواقع وهو ما يميز بين الانبياء وبين العلماء فالعلماء هم الفنانون والفلاسفه والفقهاء والحكماء والادباء والنظريون والتجريبيون (علماء النظريه و التجربه) ووحيها من النفس والعقل- الواقع ،فالاول لا يخضع للصح والخطأ والاخر يخضع، الاول لايخضع للتطور والاخر يخضع لذلك فان الوحي الالاهي(القوه المهيمنه) لجميع الانبياء هونفسه(اوحينا اليك كما اوحينا..) ولكن ليس للوحي من اثر مادي وراثي مثل ما هو في( نفخة الروح )وقدرة الادراك(الفؤاد)،كما ان ليس للانسان روح ولا يوجد نص قراني يشير الى ذلك فهي من امر الله اوالرحمن (القوه المهيمنه) في القران اما وحي الرحمن فهو من الروح والتي هي بدورها من امر ربي(القوه المهيمنه)يلقى في(ألباب )الرسول وهي خارجه عن ارادته لكن ليست من امر العقل والنفس الفردي و الكلي ،رغم ان الرسول بشر مثلنا ياخذ من وحي العقل والنفس ايضا بالضبط كما عند الفيلسوف والعالم والفنان فان هؤلاء قاده ومتميزين وهم ليس كعموم الناس فليس جميع الناس فلاسفه وعلماء وفنانون فهم نخبة ملهمه و موهوبه في ألبابها( اولوالا لباب) وهي سمه خارجه عن ارادتهم وان كانت من امر العقل والنفس الكلي وعلى هذا الاساس فهي وحي ،اذن الوحي ظاهره موضوعيه وهوشكلين الاهي وعقلي نفسي.بناء على ذلك يتضح الموقف فالافتراق هو في الشكل مما يدعو الى التواضع فالوحي الالاهي لا يلغي وحي العقل والنفس الكلي وكلا الحالين لا يلغيان قانون المعرفه الانسانيه ...ان ظهورالاديان..اديان الله واديان البشرظاهره موضوعيه فالدين عند الله من وحيه وهو الاسلام (ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب)ال عمران19 واما معنى الاسلام فالكلمه من فعل اسلم ؟، فلمن اسلم هل للطبيعه ام للنفس والعقل ؟ اليس الانسان خليفه في الاطروحه القرانيه او بغيرها؟ اليست غاية المخلوق الخليفه هو سبر الطبيعه والنفس والعقل في عمل و انجازات وارثا من الانجازات وهي بالتالي لتمهيد الطريق له ولابنائه من بعده جميعا ؟ عليه لا يسلم الانسان- الخليفه الا للقوه المهيمنه( الرحمن) الخالقه فالاسلام عمليه واعيه معبره عن الاقرار والاعتراف بالقوه المهيمنه وتعبيرا عن نزوع قدرة الادراك (الفؤاد) لوعي الوجود اي القوه المهيمنه ,(لله احد الله الصمد)، وذلك هو الاسلام وهو الدين عند الله.اما وحي العقل والنفس فهو الباعث لديانات وضعيه ومذاهب وعلوم وفلسفات ايضا ابتدعها البشرتعكس التعبير الزماني والمكاني عن الوجود المدرك في قدرة الادراك(الفؤاد) فمن الطوطم الى عبادة الاسلاف والكواكب والاجرام والنار والماء وحتى الوحدانيه الاخلاقيه عند بوذا وكونفشيوس وربما زارادشت وغيرهم...تتغيروتقترب او تبتعد في تعبيرها عن وعي الوجود تماما كالكلمه اوالرسم او النحت...الخ، اي التعبير عن القوه الواحده الباقيه المهيمنه الخالقه وهي جوهرالاسلام دينا منذ نوح(فان توليتم فما اسالكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين )يونس 72 والى محمد خاتم الانبياء والرسل ، فالدين ايمان بالله ويكتمل بتمسك الانسان الخليفه في الارض بهدى الله وحيا مبلغا من الروح التي هي امر من الله الى الرسول (قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن أ تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)البقره 38 والهدى ابتداءا من الايمان بالله لاشريك له الى وصايا قيم انسانيه واخلاق في علاقات الانسان باخيه الانسان و سعادته ، بالاحسان والاصلاح والعدل واجتناب السيئات والذنوب وتقوى الله والثواب والعقاب في الدنيا والاخره وتنظيم احكام للعلاقات الاسريه -المجتمعيه الاساسيه ودعوى الحكم بالحق مهما كانت خصائص المجتمعات فلكل شرعته يتفق مع زمنه ومكانه (لكل جعلنا منكم شرعته ومنهاجا)المائده 48 ويحفظ ديمومة جعل الانسان خليفه (ناجز) وبالاضافة الى الشرعه فهناك تشريع من الدين( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيمو الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب)الشوره 13 و دورللروح و للملائكه وتوصيفات الجن كمخلوقات في هذا الكون الشاسع المخلوق غير مرئيه ، وامثال وقصص وانباء متوارثه بعروض مكيفه للزمان والمكان فيها عبرومواعض بالحق، ودنيا واخره اشارة الى لا نهائية التناقض والصراع في الحياة فالتناقض دائم وهو مصدر التقدم والرقي فلا شيوعيه تنهي التناقض انما اخره فيها جنة ونار ينتهي فيها التناقض،و شعائر تدلل على ا لتزام المؤمن بالعهد والميثاق وذلك هو الهدى عبر انبيائه ورسله وعبر مراحل التاريخ نخلص الى ان سلالتنا الانسانيه الراهنه المتميزه بانتصاب القامه وتحررالذراعين التي تتسم بها السلالات البشريه الاخرى تتفوق عليها برقيّها في خاصيه قدره ادراكيه محدثه بفعل قوه مهيمنه اسست وعي الوجود لذاتها (للقوه المهيمنه) زائدا وعي العقل والنفس الكلي، وبتعبير اخر وحي الوجود ووحي المعرفه, وان الاولى لاتخضع للتطور والثانيه تخضع وفق قوانين الجدل المادي وان كل من الوحيين يتلقاها الانبياء والرسل. واما الوحي الاخر المعرفي فيتلقاها الموهوبين وغير الموهوبين بدرجات متفاوته تعمل باعادة تشكل العقل والنفس الكلي تبعا لبيئة العلاقات الاجتماعيه ، لذلك فالانبياء والرسل يشتركوون في جانب من وعيهم مع الموهوبين ويتفردون في جانب اخر .ان الجدل المادي جدل شامل للاشياء والظواهر وان الانسان اكثر جدلا ومجال ذلك الاكثر هو جدل العمل والمعرفه في علاقه اجتماعيه وهما وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان و هي مصدر تطورالمجتمعات الانسانيه فما للعمل من دورمثل ما للمعرفه اما وحي الوجود فهو سرمدي لا نهائي غير خاضع للجدل، وتلك حكمة الحياة الانسانيه اني جاعل في الارض خليفه.
ثم بعد تبليغها وتلقيها،عبّرعنها وفسرها وعقبّ عليها الفقهاء بما ذهبوا اليه باجتهاد من النفس والعقل وانطلاقا من احداث الواقع في الزمان والمكان وكما قلنا فان الانجازات وارث الانجازات لا تعني بالضروره الاصلاح والحقيقه فهي تعبر عن تناقضات في عصراحتدام صراع الشرائح والطبقات داخل مجتمع الامه الواحد وعلى سبيل المثال لا الحصر بعد نشوء الدوله الاسلاميه الاولى فضلا عن التناقض بين مصالح الطبقات والشرائح المتنفذه للمكونات القبليه والاقوام في عصورالدوله الامويه والعباسيه لذلك ليست المذاهب والمرجعيات سوى اجتهادات و انجازات انسانيه خاضعه للتغييروالتطوير وخاضعه للصح والخطأ اذ انها ليست وحيا من الله وانما هي وحيا من النفس والعقل وان ما يبنى عليها من تيارات وحركات سياسيه هي عملية ادلجه للدين الممذهب في عصره الزماني والمكاني، حالها لايختلف عن اي ايديولوجيه اخرى في جميع العصورالقديمه والحديثه ، .ان التاريخ القديم والحديث لمنطقتنا تاريخ اديان الله ، و اديان العقل والنفس، ومذاهب فقه العقل والنفس وان حصيلة تلك المراحل من النشوء نقلت الناس الى مستوى اخر اصبح الدين احدى مكونات الهويه وركيزه مستقره للاسره. ان الانتماء الاسري الى دين اومذهب داخل الدين هو انتماء مجتمعي تراثي في زمن رسوخ وسيادة الدين او المذهب في المجتمع وبعده، تحتمه الظروف المعيشيه المحيطه بالاسره وانحدارها التاريخي ودورها وموقعها من الروابط والعلاقات في الوسط المعا شي ويجد الفرد نفسه على دين ومذهب اسرته يتلقاها في ذاكرته منذ نشاته، تلقينا وتحميلا تماما اشبه بتلقيه وتحميله الكلام والمعاني في اولى مراحل النمو، يزيد عليها وقعا نفسيا ناميا مع تقدم العمر وتتشكل ثوابت (تابو) كمقدسات و محرمات في الذاكره وتدخل كاحد مكونات الهويه له مع مكونات اخرى للهويه، حتى اذا بلغت قدرة الادراك لديه مدى نضجها يتأهل عندها ان يتخذ له موقفا من المسار ذاته و من مسارات اخرى وفيها، حسب مستوى تطورنشأته و قدرته. ورغم ان المذهب فرع من الدين وان الطائفه جزء من الامه والمواطنه وهما لا يلغيان وحدة الدين او الامه ورابطة الوطن في الذاكره الا ان الاشكاليه الطائفيه تتولد في رحم الصراعات السياسيه في الوسط الشعبي والصراعات الاقليميه عند تعاطي الدين - المذهب مهام السلطه السياسيه او ممارسات وانشطه التنظيم السياسي او تعاطي السلطه والتنظيمات مهام الدبن-المذهب او الحاتين معا، وسوف لن تجد قوى الصراع هذه افضل من اجواء التناقضات القديمه بمذهبياتها رافعا لها يصاعد لها رصيدها، مستخدمه دعامات فروع وعناصر الاقتصاد والاعلام و ادوات فقهها على العموم ورموزه التاريخيه وشعائره خصوصا، لما تشكله هذه الاخيره من تفاعل مع الوقع النفسي المتوارث للانسان وما يوفره من وجود بشري جماهيري من الاوساط الشعبيه في الممارسه الدينيه او المذهبيه.ان اقحام الماضي في التنظيم او السلطه السياسيين وبالعكس يؤدي حتما الى اقحام المذهب، والى الطائفيه وذلك يعتمد على اتساع وضيق المسافه للتداخل بين محوري التباين الديني والسياسي في موقع القياده والتوجيه والحكم الا ان من الملاحظ والملموس الدور التوحيدي الذي يتخذه الدين للناس جميعا بمختلف اديانهم وطوائفهم في معارك التحرير من الظلم اوهيمنة الاجنبي حينها لا يكون للادلجه المذهبيه موقع الرياده الا بحدود ضيقه ليس لانتفاء الحاجه المرحليه لبرامج ومناهج التغيير فحسب بل لبزوغ الحقيقة المميزه لقطبي الصراع ممايحول دون نزعة التيار المذهبي الاختزالي البحث والسعي عن موقع في الصراعات ومن ثم عقم اللجوء الى الاختزال والاجترار
ان التيار الفكري السياسي الديني-المذهبي المعاصر عندما يتعامل مع الواقع في ظروف حركة التغيير الاجتماعي الطبيعيه وعواملها الداخليه فانه لا يمثل ولا ينجم عنه انجازنفسي وعقلي معرفي مفيد للدين او للمجتمع نابع من خضم الصراعات الاجتماعيه والوطنيه والانسانيه، ولا تفرّع مستجد او مستحدث في الفقه الديني الا هامشيا ,كما انه لا يعير اهتماما للمتغيرات الحضاريه عبرمراحل التاريخ ولا يضيف جديدا و انما يمثل عملية سحب لمرحله معرفيه نابعه من واقع قديم على مرحله معرفيه وواقع اخرحديث، مختزلا ذلك الى ادلجه مبسطه في عصر اخرمختلف, وليس كما تعمل الايديولوجيات الحديثه الناشئه من تناقض ثقافات معرفيه معاصره و مصالح راهنه .. ان تكرار واعادة ادلجة المذهب في عصرجديد ليس عصره هي عملية اجترار لاجتهادات ولانجازات العقل والنفس، في واقع مضى كانت له صلته بهدى الله وحيا الاهيا مبلغا للناس من رسوله ثم معبّرا عنها في ارض الواقع من اطراف وقوى التغييرمن شتات القبليه الى الدوله الواحده خلال تاسيس الدوله ومتطلباتها الجديده ثم عقبّ عليها الفقهاء بما يذهبوا اليه باجتهاد من النفس والعقل فقها وتفسيرا، انطلاقا من فهم احداث ذلك الواقع في الزمان والمكان ... مع ان تلك الانجازات وارث الانجازات لا تعني بالضروره الاصلاح والحقيقه المطلقه انما تعكس موقع في الصراع،كما ان السياسات المؤسسه عليها والمتذرعه بهاغالبا ما تعبر ايضا عن تناقضات في عصراحتدام صراع الشرائح والطبقات داخل مجتمع الامه الواحد وعلى سبيل المثال لا الحصر بعد نشوء الدوله الاسلاميه الاولى فضلا عن التناقضات العموديه بين مصالح الطبقات والشرائح المتنفذه للمكونات القبليه والاقوام و في عصورالدوله الامويه والعباسيه ثم الفاطميه والايوبيه والبويهيه والسلجوقيه والصفويه والعثمانيه..الخ لذلك ليست المذاهب وفروعها سوى اجتهادات وانجازات انسانيه خاضعه للتغييروالتطوير وخاضعه للصح والخطأ في مديات مفعولها الحقيقي المرحلي اذ انها ليست وحيا من الله وانما هي وحيا من النفس والعقل وان ما يبنى عليها من تيارات وحركات سياسيه وسلطات وانظمه هي عملية ادلجه للدين الممذهب في عصره .ان التاريخ القديم والحديث لمنطقتنا تاريخ اديان الله ، ومذاهب فقه العقل والنفس وايديولوجياتها ولها نتاجاتها في الزمان والمكان، ان الخطوره لا تكمن في ذلك وانما في اجترارها واختزالها رغم انها اساسا كانت اهم عوامل عرقلة التطور في نهاية العصر الوسيط الذي من نتاجاته تفوق الاستعمار القديم ثم الحديث على قاعدة الامبرياليه ونشاتها الراسماليه. ان تكرار واعادة ادلجة المذهب وتمثيل نتاجاته في عصرجديد ليس عصره هي عملية اجترار لا تتوافق وحكمة الله في جعل الانسان خليفه ناجزا ومطورا لانجازات العقل والنفس في واقع جديد،
ولا يمكن للاجترار ان يصلح كتعبيرا عن علاقة العقل والنفس بالمحيط من اشياء وظواهر(الواقع)الراهن كما لا يصح النظر اليه دينا او مذهبا. ان الفلسفه الحيه والفقه الحي هي تعبير عن انجازات العقل والنفس في واقع زماني ومكاني معين وهي خاضعه للصح والخطأ وان الاشكاليه فيما يبدوا هي في اختزال الدين -المذهب واستغلال حاجة الانسان الى الدين واستثمارها لمصلحة شرائح معينه بعدعزلها عن واقعها و قولبتها عقائديا، فهي ليست دين فضلا عن انها ليست مذهب معاصر وان اعتبارها دين او مذهب معاصر يخلق ضبابيه كبرى في العقل والنفس الكلي ويؤدي الى الولاءات اللاموضوعيه والى التعصب و التطرف والتصادم والعنف والارهاب وحتى الخيانه، ورد فعل سلبي لاديني على طرف اخر في ملابسات ناجمه عن قصور واختلاط النظره الى الدين وخطأ التقدير في ساحة المعرفه.ان الحداثه بناء مؤسسات للاساليب الاقتصاديه والاجتماعيه والعلميه والثقافيه التي وصلت اليها الانسانيه في تطورها فهي لاتعني بالضروره الانتماء الى دين معين او مذهب او ( اللادين) . وان الفلسفه والعلم في تاريخنا وتاريخ العالم هي من نتاجات وانجازات النفس والعقل متجدد في وعي الطبيعه والمجتمع في واقع جديد و من نتاجاتها العديد من البرامج والمناهج العلميه والايديولوجيات،.ان الصراع في الايديولوجيات اليوم هوليس في وعي الوجود اي الايمان بالله كما ان الصراع ليس في هدى الله من انبياء ورسل الله وحيا الاهيا ولا في مقام رموز التاريخ العظام ولا في المذاهب الفديمه وفقهها القديم في مرحلة التحول من القبيله الى الدوله انما هو بين كتل ومؤسسات قائمه حديثه . ان سير المعرفه السليم في العقل الانساني ينهل من ارض الواقع العملي المعاصر، عبرالتحليل الملموس للواقع الملموس ويفضي الى مناهج وبرامج تعكس مصالح ومنافع حاضره في عصرنا ومستقبلنا تتسع الى مناهج وبرامج التحرر والتنميه والديموقراطيه و العداله في مواجهة ايديولوجيات ذات خلفيات راسماليه وامبرياليه وعنصريه( وصراع الحضارات و نهاية التاريخ) والعولمه والى جانبه اليبراليه والاصلاح والتكافل الاجتماعي والى التعدديه وتكامل الخيارات وحقوق الانسان ومواثيق انسانيه ودساتير وقوانين ومؤسسات..الخ ،وان الصراع تتصدى له نخب سياسيه تتسلح بثقافه تلتزم وتتبنى خطط و ايديولوجيات حديثه وهي تمثل صراع مصالح لشرائح وطبقات قد تتسع الى كتل تاريخيه كبيره كالصراع بين الراسماليه الامبرياليه من طرف والشعوب المنهوبه والمحرومه(المستضعفه) و الشغيله من طرف اخر، وان للكتل التاريخيه مؤسساتها في جميع المجالات ولها منظماتها، ان التيار الديني_المذهبي وايديولوجياته المختزله المعاصره لا يضيف شيئا للدين او الفقه او الفكر ولا يقدم منفعه لعصرنا لانه لا يستطيع الخروج عن دائرة تمحوره و ولائاته على الاسطفافات الافقيه والعموديه الفئويه و الشرائحيه و الطبقيه القديمه وما تحمله من تناقضات عصر مضى ومصالح هالكه و يعجز من ان يجد له موقعا في الصراع الحضري لذلك لابرامج لديه فيلجئ الى الهامشيه الفكريه وربما الى الاستعاره الهشه والتمظهر والتقليد للنظم والاطارات المعاصره شكليا، ملازم الى طقوس وشعائر ومحرمات واضفاء القدسيه الى ذاته بجسور مع رموز التاريخ الديني والفقهي والمذهبي كوسيله لتعظيم شانه بين الشرائح والطبقات والكتل المعاصره،حيث تصبح هذه غايه له في حد ذاتها تملأ العقل والنفس بالاوهام والاساطيروالخرافات واستلاب العقل واللعب على اوتار النفس الحساسه وحاجتها الى المثل الاعلى و الى الدين والايمان بالله القوه المهيمنه الرحمانيه الشاغله للعقل والنفس الانسانيه، والتسلل اليها لحشد الناس حوله والمتاجره والتكسب على حساب مصالح المجتمع كله الى صيغه من التطفل وبالتالي يصبح جزء من الطبقات الاستغلاليه فضلا عن التظليل و حرف الناس عن استيعاب الدروس و اخذ العبر من التاريخ و عن التوجه لمصالحهم الحقيقيه وتخريج صوره مشوهه عن الدين، فتجعل منه افيون للشعوب وتسلبه هدفه الاسمى _ هدى الله للناس جميعا (انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ) الانسان 3 وبالتالي سببا للفرقه والتمايز يترك اثر وامتدادات فيكون مصدر للطائفيه والنظم الاستبداديه يكون ضحاياها هم الفقراء.
ان إقحام الادلجه المذهبيه في الصراعات المعاصره او ادلجة الدين في عصرنا، ناتج اصلاعن نظم الاستبداد ذاتها عبر التاريخ القديم والحديث لخلق الولاءات اللاموضوعيه لدواعي العجزالذي يحيطها ، حصيلته الراهنه هي توليد( الطائفيه – الاستبداد) في دوامه مستمره بسبب اجواء الفراغ والهشاشه الفكريه الناشئه منهما و يتيح لطبقة معينة وشرائح متطفله ان تجعله في خدمة مصالحها ومصالح الامبرياليه الاحتوائيه واستراتيجيتها في الفوضى الخلاقه ونهاية التاريخ وصراع الحضارات و تفقده القدرة على أداء دوره في ادامة القيم الاخلاقيه المثلى للناس....ان السبيل الوحيد في التصدي لظاهرة الادلجه هذه هو الديموقراطيه وحقوق المواطنه ومؤسسات القانون و التمسك بالوحده الوطنيه والمصير والتطلع المشترك والتقدم والعداله....ان استثمار العقل والنفس العلمي والفلسفي واخضاع الفقه والتاريخ ورموزهما لدراسات على قاعدة زمانيهما ومكانيهما اصبحت ضروره في عملية استخلاص الدروس والعبروتشريع الابواب و الطرق لتلبية حاجات الانسان الراهنه, و في الاقرار باختلاف الزمان والمكان و تلك اقرب الى حكمة الله في جعل الانسان خليفه ، وتنئى عن اقحام الدين في خدمة تيارات المتنفذين في الصراعات الدنيويه المتغيره، فدين الله دعوه للانسان لغايه حددها الله ( اني جاعل في الارض خليفه)فاين الاختزاليين من ذلك . اما الاسباب التي برّزت الطائفيه في عصرنا فهي تبدو ناجمه عن تلك التداعيات الناشئه على اعقاب التباينات المتصله بتاريخ الامه والدوله الناميه في نهايةالعصر الوسيط قبيل امكانية الانتقال الى الاستثمار الصناعي وما يتطلبه من استثمار مالي تعجز الدوله عن تامينه في ظل غياب الحافز اذ لا تتيح شرعتها وفقهها و قوانينها نمو قاعده راسماليه مما جعلها في دوامة اقتصاديه لا يحميها الا الاستبداد واجترار مفاهيم فقهيه لعصر مضى و تلك هي الطائفيه في دوامتها وسمتهما الاساسيه من التخلف النفسي والعقلي في علاقته مع الواقع المتغير دون انجازات ومن ثم الضعف امام الوافد اليها عبر موجات الهجره والنزوح والغزو الاكثر تخلفا وتعرضها الى اشكال من الاستعمارالقديم الذي عجز هو الاخر عن مواجهة التفوق الراسمالي الاستعماري الاوربي للاسباب ذاتها اذ ان سلاحه لم يتجاوز صيغة الاجترارات الا بعد فوات الاوان في عصر الصراعات القوميه على قاعدتها الامبرياليه ذات المنشأ الراسمالي الذي حقق قفزته على اعقاب تفكيك العلاقات الاقطاعيه ولاهوتها القديم وتاسيس دول صناعيه قوميه على اشلاء اقطاعات وليس اشلاء دوله مستبده معوقه كما عرفناها في جغرافية وتاريخ تختلف عندها المفاهيم ...ان دخول واستخدام وسائل و قوى الانتاج اخذ في الامه الناشئه قديما، وزنا قاصرا في ميزان القوى العالمي والدولي ادى الى تفاوت النمو . اما في تيارات السياسه والادلجه المعاصره باختلاف المفاهيم والمقولات المستنسخه بل وقصورمنظريها في التعبير عن واقع الحال فلا تحليل ملموس لواقع ملموس فهي اقرب الى الدعيه ولا تزال مع تناقضاتها تشكل بدورها سببا في انبعاث الطائفيه




#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- ما بعد الإيمان / المنصور جعفر
- العلمانية والدولة والدين والمجتمع / محمد النعماني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - هاشم الخالدي - في الدين والحياة