أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد محمود محمد - الإعلام والهجرة غير الشرعية















المزيد.....

الإعلام والهجرة غير الشرعية


محمد محمود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7124 - 2022 / 1 / 2 - 21:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


مقدمة
تمثل ظاهرة غير الشرعية امرا مقلقا جدا بالنسبة للدول الغربية صدارة الاهتمامات الدولية و الوطنية لاسيما في ظل التوجه العالمي نحو العولمة الاقتصادية و تطورت تداعياتها سيما مع التغيرات و التحولات التي يشهدها العالم ، حيث أصبح موضوع الهجرة غير الشرعية خلال السنوات الأخيرة من المسائل الرئيسية و الهامة التي تدعو إلى القلق في العديد من دول نتيجة انعكاس آثارها و تسارع وتيرتها بشكل مخيف يستدعي إيجاد استراتيجيات تعاون بين الدول لتطويق و الحد من توسعها و استفحالها، فالعديد من دول إفريقيا و دول العالم العربي مثل اليمن و سوريا و ليبيا تعيش ظروف استثنائية مما دفع بمواطنيها إلى اتخاذ قرار الهجرة طواعية و بشكل قسري نحو الدول الأوروبية بحثا عن الأمان و السلام والاستقرار والشغل.
لذلك تشكل قضية الهجرة غير الشرعية أخطر القضايا الاجتماعية، التي لا تزال تؤرق المجتمع الدولي، وهي مشكلة شديدة الحساسية لكونها تمس جميع شرائح المجتمع ، بحيث أصبحت الظاهرة لا تقتصر على الشباب خاصة الذكور منهم، بل ارتفع خط بيانها إلى فئة الإناث و حتى الأطفال ، وتعد الهجرة غير الشرعية ظاهرة عالمية موجودة في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي، أو الدول النامية بآسيا كدول الخليج العربي ودول المشرق العربي، وفي أمريكا اللاتينية، وفي إفريقيا. حيث أطلق برونس مكنلي مدير عام منظمة الهجرة الدولية على القرن 21 قرن الهجرة ، فالعولمة جعلت الهجرة أسهل بالنسبة لأعداد متزايدة من البشر الساعين للوصول إلى ظروف معينة أفضل لهم و لعائلاتهم و مستوى اجتماعي و اقتصادي في الصحة و التعليم.

مفهوم الهجرة
الهجرة ظاهر اجتماعية عرفها الإنسان منذ القدم و الهجرة بمفهومها العام لا ترتبط بتنقل الأفراد و الجماعات بل ترتبط أيضا بالحيوان و الطيور، و تعني الهجرة لغويا الترك و الانتقال و اصطلاحا ترك الموطن الأصلي إلى غيره من المواطن، و على المستوى الإنساني هي انتقال البشر من موطن إلى آخر و يستخدم المصطلح في العلوم الاجتماعية بمعنى التحركات الجغرافية للأفراد و حسب منظمة الأمم المتحدة يعني مفهوم الهجرة انتقال السكان من منطقة جغرافية إلى أخرى و تكون عادة مصاحبة تغير محل الإقامة و لو لفترة محدودة. و تعرف الهجرة أيضا بأنها مغادرة الشخص إقليم دولته أو الدولة المقيم فيها إلى إقليم دولة أخرى بنية الإقامة في هذه الدولة بصفة دائمة ، و يعني قاموس ويستر الجديد ثلاثمعان للفعل
مفهوم الهجرة غير الشرعية
الهجرة غير الشرعية هي قيام شخص لا يحمل جنسية الدولة أو غير المرخص له بالإقامة فيها بالتسلل إلى الدولة عبر حدوها البحرية و البرية أو الجوية أو دخول الدولة عبر منافذها الشرعية بوثائق و تأشيرات مزورة ، و تعرف المفوضة الأوروبية للهجرة غير الشرعية بأنها ظاهرة متنوعة تشمل أفراد من جنسيات مختلفة يدخلون إقليم الدولة بطريقة غير مشروعة عن طريق البر و البحر و الجو بما في ذلك مناطق العبور و المطارات و يتم ذلك عادة بوثائق مزورة أو بمساعدة شبكات الجريمة المنظمة من المهربين و التجار
أبعاد ظاهرة الهجرة غير الشرعية
ظاهرة الهجرة البشرية و النزوح الجغرافي بشكل عام عالمية الطابع و قديمة العهد ، عرفت في الحرب كما عرفت في السلم و اختلفت أشكالها باختلاف ظروف البلدان و كذا الظروف التاريخية .و قد تنامت هذه الظاهرة في بدايات القرن الماضي بفعل الفقر و نقص فرص العمل و القمع السياسي و الديني و العنصري ثم أتت العولمة لتفاقم من حركة البشر و توسيع رقعة البلدان المعنية بهذه الظاهرة ، حيث سجل بداية الألفية الثالثة مهاجرا واحدا من 35 مستقرا في بلده ، و قد دفعت العولمة الاقتصادية إلى تغيير اتجاهات الهجرة فأصبحت بلدان مثل سنغفورة و أندونيسيا محط أنظار الباحثين عن العمل من الهند و الصين و باكستان . و أصبحت بلدان المشرق العربي خاصة الدول الخليجية مقصودا من المهاجرين من الفيلبين و سيريلانكا و غيرها و أصبحت إيطاليا و اليونان و تركيا مقصدا من المصرين و أصبحت كل من فرنسا و بريطانيا مقصدا من المهاجرين من تونس و المغرب و الجزائر و ليبيا.
تفسير الظاهرة
تفسر ظاهرة الهجرة وفق المحك السيكولوجي النفسي باعتبار أن الهجرة إما إجبارية أي قسرية و إما اختيارية و تشجيعية و تكون من مكان إلى آخر و لأي سبب من الأسباب .
ويؤكد علماء الاجتماع أن الهجرة سواء كانت داخلية أو خارجية ترتبط بكثير من المشكلات الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية التي تنجم عن زيادة أعداد المهاجرين في كافة مجالا الاستثمار من ناحية و في حجم الخدمات الاجتماعية المتاحة كالتعليم و الصحة و المرافق و خاصة في مجالات الإسكان والإقامة
-الهجرة غير الشرعية الأسباب و الدوافع
ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن أسباب الهجرة الجماعية غير الشرعية يعود إلى ازدياد عدد الشباب في الدول النامية و تناقص فرص العمل إضافة إلى حدة الفوارق بين الدول الغنية و الفقيرة ، كما ازداد الوعي بهذه الفوارق واضحا و أصبح السفر متاحا للجميع بسبب التقدم الذي حدث في الاتصالات الدولية ووسائل السفر و العولمة.
ففي الوقت الذي تقلصت فيه منافذ الهجرة الشرعية و بالتالي يقع الشباب في المحظور من خلال اللجوء إلى سماسرة السوق الذين يتقاضون مبالغ طائلة و تنتهي رحلة الشباب الحالم إما بالموت أو السجن .و الهجرة غير الشرعية هي السوق السوداء للاتجار بالبشر هذه السوق لها آليات كثيرة منها المكاتب الوهمية لالتحاق العمالة بالخارج ووسطاء الهجرة و السماسرة و الفساد الإداري و الجماعات و العصابات الإجرامية المنظمةو عليه فإن هناك العديد من الظروف و الأسباب التي ساهمت في تفاقم و تفشي هذه الظاهرة و وفقا لآراء الخبراء و الباحثين فإن الأسباب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية تأتي في المقدمة.
الأسباب الاقتصادية و الاجتماعية
و يمكن تلخيص ذلك فيما يعانيه هؤلاء المهاجرين سيما الشباب منهم من مظاهر البطالة و انخفاض الأجور و تدني مستوى المعيشة في بلدانهم و الملاحظ أن دول الطرد غالبا ما تكون الدول الفقيرة منها دول أمريكا اللاتينية و دول إفريقيا و إفريقيا الشمالية و دول آسيا أما دول الجذب هي الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوروبا ، حيث يتميز الدافع الاقتصادي بقدرته الكبيرة على التأثير في قرار الهجرة من عدمه ووفقا للإحصائيات لسنة 2005، يوجد حوالي 190 مليون مهاجر يتوزعون بين مختلف قارات العالم ( 34% في أوروبا و 23 %في أمريكا الشمالية و 28% في آسيا و 9 %في إفريقيا و 3 %في أمريكا اللاتينية و 3 %في نيوزلاندا و أستراليا فهذه النسب تعكس بشكل واضح صدى الدافع الاقتصادي للهجرة بتأثيره و إلحاحه أي حوالي 60% من المهاجرين استقروا في المجتمعات الأكثر تقدما و تطورا و ثراء ـ و ترتفع النسبة إلى حوالي 67 %إذا أضفنا إليها نسبة المهاجرين إلى الدول الخليجية و النفطية. كما أن الثقل النسبي للعامل الاقتصادي يحدد من جهته شرعية الهجرة كهجرة دائمة أو مؤقتة ، فعندما يكون الدافع الاقتصادي هو الفاعل المحرك للهجرة فإن النسبة الغالبة من المهاجرين تستقر في بلاد المهجر سواء تمثل ذلك في الهجرة بصورتها المؤقتة أو في صورتها غير الشرعيةكما ترتبط الدوافع الاجتماعية بالدوافع الاقتصادية ارتباطا طرديا فالبطالة و تدني مستوى المعيشة على الرغم من كونها عوامل اقتصادية
الأسباب السياسية و الأمنية :
تعتبر الأسباب السياسية و الأمنية من أهم الأسباب و العوامل التي أدت إلى تسارع وتيرة الهجرة غير الشرعية، غير أن الأسباب السياسية ترتبط بالأوضاع التي تعيشها الدول المصدرة فقط بل تتجاوزها إلى سياسات الدول المستقبلة التي أدت بطريقة مباشرة و غير مباشرة في تشجيع الهجرة إليها .فالعوامل السياسية تعد من أبرز العوامل التي أدت إلى حدوث العديد من الهجرات عبر التاريخ ، حيث أنه من الملاحظ أن الهجرة الدولية أخذت بالتأثير أكثر فأكثر مع مرور الزمن بالعوامل السياسية على أنها مسبب للهجرة و من الأسباب السياسية الفردية التي تدفع إلى الهجرة ضغط القوة و التهديد و الإستلاء أي أن التدخل العسكري الخارجي من أية دولة من الدول يؤدي إلى هجرة خارجية ، إضافة إلى الضغط السياسي المحلي يؤدي كذلك إلى الهجرة ففي معظم الدول النامية حيث تنعدم الديمقراطية و تسود نظم الديكتاتورية ، و الانقلابات العسكرية و الحروب تؤدي إلى الهجرة إلى الخارج. حيث تسببت الحروب و الصراعات و التدخل الأمني في العديد من دول القارة الإفريقية في الثمانينات من القرن الماضيوعدم الاستقرار السياسي بالمنطقة ما سبب في تدهور الأوضاع في كافة مناحي حياة المواطن الإفريقي الذي أصبح يخاطر بحياته بطرق مشروعة و غير مشروعة من أجل البحث عن الاستقرار و الأمن و السلام .
فالهجرة غير الشرعية هي في الواقع تعبير عن السخط على الوضعية السائدة التي يعيشها الشباب في بلدانهم ، فالدول المصدرة للمهاجرين تتسم في معظمها بالحرمان السياسي و النظم الفردية و فقدان حرية التعبير و الرأي و الديمقراطية و غياب حقوق الإنسان و احترام الحريات العامة ، بحيث يشعر الأفراد بحالة من عدم الاستقرار النفسي و الاجتماعي و الرغبة في البحث عن ملجأ آمن يحقق لهم الكرامة الإنسانية و حرية الرأي و التعبير عن الذات و الديمقراطية و تظهر هذه الظاهرة بالذات في الدول الأكثر تسلطا و قمعا خاصة في دول العالم الثالث حيث يزداد عددالأشخاص المهاجرين بأي وسيلة غير شرعية للخلاص من الواقع القائم و تعتبر منطقة جنوب المتوسط خاصة و إفريقيا بصفة عامة من أهم المناطق المصدرة و المستقبلة للاجئين بسبب الحروب و عدم الاستقرار السياسي الذي تعرفه دول المنطقة و في هذا الإطار يمكن القول بأن منطقة المغرب العربي تعتبر منطقة عبور للاجئين و المهاجرين القادمين من إفريقيا خاصة من منطقة جنوب الصحراء و البحيرات الكبرى ، فالمملكة المغربية تعد نقطة عبور رئيسية نحو إسبانيا عبر مضيق جبل طارق و قد سجل ما بين سنة 1997 إلى سنة 2001 حوالي 3286 ضحية غرقت في المضيق و الجزائر و تونس و ليبيا هي الأخرى مناطق عبور للمهاجرين القادمين من إفريقا السوداء حيث أصبحت هذه الدول تعرف انتشارا ملفتا للمهاجرين الأفارقة .كما أن الفساد و الاستبداد و التوزيع غير العادل للثروات و انتهاك الحقوق و الحريات في بعض الدول المصدر للعمالة بالإضافة إلى افتقار الأمن و صعوبة اقتضاء الحق من بين الأسباب التي تكون دافعا في تخلي العديد من البشر عن موطنهم الأصلي
-مواقع التواصل الاجتماعي و الهجرة غير الشرعية
أصبحت مئات الصفحات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث تكتسب شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة، باعتبارها مصدرا مهما للمعلومات في الوقت الحاضر بالنسبة للكثيرين من الأشخاص لاسيما الشباب، الذين يرغبون في الهجرة، أو الباحثين عن طريقة للوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر البحر المتوسط. وتكثر المواقع الإلكترونية التي تحرض و تشجع على الهجرة، وصفحات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة المتخصصة في هذا الأمر، فضلا عن أرقام الهواتف التي يستخدمها مهربو اللاجئين للإعلان عن خدماتهم على شبكة الإنترنت رغم خطورتها. وما يميز الظاهرة هذه المرة هو استخدام “الحراقة” لوسائل التصوير الحديثة ونشر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها استحداثهم صفحة خاصة على الفيسبوك باسم “حراقة ” dz يتم فيها نشر عشرات الفيديوهات التي تظهر هؤلاء المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط، أو هم يقتربون من السواحل الأوربية.
دور وسائل الإعلام في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية:
يتمثل دور الوسائل الإعلامية أحد المكونات العملية الاتصالية و هنا يتوقف فعاليتها و حضورها و انتشارها ، إن تأثيرات وسائل الاتصال الجماهيري متنوعة و مختلفة تأخذ أبعاد شتى سواء في المجال المعرفي أو السلوكي أو في مجال تكوين الرأي العام ، إن دور وسائل الإعلام لا يقتصر على نقل الأخبار بل أصبح من أدوات التغير الاجتماعي و يمكن من خلال دوره في الإعلام و التثقيف أن يلفت انتباه الجماهير نحو القضايا و المشكلات الجوهرية التي يعاني منها المجتمع .و نظرا لكثرة الأزمات و تنوعها و تصاعد حدتها تبزر أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في مصاحبة الأزمات سواء من حيث دورها أو في إحداثها أو المساهمة في تفاقمها أو حلها و تبيان الرؤى حول أهمية و حدود الدور الذي تلعبه هذه الوسائل لأنه أمر مطلوب سيما أمام المشكلات و الظواهر التي يعاني منها المجتمع ،فإن وسائل الإعلام بشقيها التقليدي و الجديد تمثل فاعلا محوريا في صياغة عالم اليوم ، فإنه يمكن أن تلعب دورا توعيا و تربويا مهما في خلق الوعي بالأزمات من خلال الأخبار و الشرح و التفسير أو الميل إلى تغطيتها بطريقة درامية إثارية يغلب عليها التسطيح و تغيب وعي الأفراد ، إن الاختيار بين هذين النمطين هو الذي يجعل الإعلام يتموقع ضمن الفاعلين الساعين التي تجاوز الأزمات حيث تلعب وسائل الإعلام دورا هما في خلق وعي عام حول المواضيع العامة التي تمس الجمهور أو المشكلات و القضايا الاجتماعية التي تتعلق به .
سابعا –المعالجة الإعلامية لظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال الصحافة المكتوبة :
تشكل الصحافة المكتوبة من أهم وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام حول قضية أو مشكلة أو ظاهرة تتعلق بجمهور واسع ، فالصحافة المكتوبة لها دور كبير في تشكيل الآراء و الاتجاهات و الأفكار من خلال ما تقدمه من أخبار و معلومات، وبإمكان الصحافة أن تلعب دورا في تحديد أوليات الجهور و تحديد موقع الأحداث و القضايا ضمن أجندتها الإعلامية ، باعتبار أن وسائل الإعلام لديها قدرة فائقة في التأثير على الرأي العام و تحديد اهتماماته و اتجاهاته نحو القضايا و المسائل التي تقتضي ضرورة للاهتمام بها و تسليط الضوء عليها و بذلك تسعى إلى توجيه الرأي العام نحو تلك القضايا، فالصحافة المكتوبة القدرة على الاهتمام بالأحداث و مواضيع معينة و إضفاء عليها صبغة الأهمية و بالمقابل تحجب وتهمل بعض القضايا دون الأخرى .
و عليه فإن هناك عدة اعتبارات و محددات ينبغي على الصحافة أن تأخذها بعين الاعتبار و التي تدخل ضمن عملية الإعلام و صناعة الرأي العام ، و من بين هذه الاعتبارات نذكر :
• التزام الصحافة المكتوبة بنشر الأخبار الصحيحة و الواضحة .
• العمل على تفسير و تحليل هذه الأخبار و التعليق عليها حتى يتمكن القارئ من فهم مجريات أحداثها و تفاصيلها.
• أن تبتعد الصحافة المكتوبة على نشر الأخبار التي تروج للإشاعات و تلتزم الموضوعية و المصداقية.
و تمر مرحلة إدارة أزمة عبر الصحافة المكتوبة بالمراحل الآتية:
• مرحلة المعلومات:
تركز الصحافة في هذه المرحلة إلى ما يسمى بإشباع الجماهير بمختلف المعلومات عن الأزمة ذاتها و أسبابها و أبعادها و تأثيرها، و في نطاق موضوع الهجرة غير الشرعية عبر جريدة الشروق أنموذجا ، قامت الجريدة بتقديم معلومات حول الظاهرة الهجرة من خلال ما يلي :
- التركيز على تنامي هذه الظاهرة من خلال أعداد هائلة من الحراقة منهم نساء و أطفال و شباب و هذا مؤشر ينذر بالخطر سيما أن الصورة الذهنية للجمهور حول الهجرة غير الشرعية كانت ترتبط بالشباب البطال فقط ، إلا أن الظاهرة مست حتى الأطفال و الرضع .
-مرحلة تفسير المعلومات
تعتبر مرحلة تفسير و تحليل المعلومات مرحلة مهمة تقوم بها الصحافة المكتوبة ، حيث لا تكتفي بنقل الأخبار للرأي العام بل تسعى إلى تحليل عناصر الأزمة و البحث في أسبابها و خلفياتها التي ترتبط بالسياق التاريخي للمجتمع.
• المرحلة الوقائية:
تقوم الصحافة المكتوبة في هذه المرحلة بتقديم آليات و أساليب التعامل مع الأزمة من خلال التركيز على حلول بديلة و سبل لتقليص حجم الأزمة، ولذلك فإن الصحافة تقوم بكافة جهودها لتبليغ الجمهور بالمعلومات الهامة حول موضوع أو مشكلة ما، فهي تقوم بتقديم المعلومات وتفسيرها وإحاطتك بما هو جاري في الساحة وهذا ما نتصوره في حالة المهاجرين السريين فرفضهم للواقع المر والبطالة والتهميش وكل أنواع التعسف، يجعلهم يفكرون في مثل هذه المواضيع، وهنا الصحافة تصور لنا أن الظاهرة بعيدة عن كونها مجرد رغبة في المغامرة أو طيش شباب بقدر ما تكشف عن أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة الجذور مازالت تنتظر من السلطة أن تفهم حقيقتها وأسبابها. و يمكن للصحافة أن تقوم بتوظيف كافة فنون الإقناع في مصاحبة الرسائل التي يقدمها لجمهورها لخلق رأي عام مؤيد لطريقة تناولها لهذه المشكلة. فطريقة الإقناع وأساليبها تجعل من شريحة المهاجرين أو غيرهم يثقون بهذه الصحيفة.



#محمد_محمود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد محمود محمد - الإعلام والهجرة غير الشرعية