أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر التمران - الاستراتيجية الدولية في تقليم مخالب إيران في سورية















المزيد.....

الاستراتيجية الدولية في تقليم مخالب إيران في سورية


ماهر التمران

الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستراتيجية الدولية في تقليم مخالب إيران

تسعى إيران جاهدة للتفاوض مع جو بايدن و هذا يدل على انقلاب الأدوار حيث اختلف المسار إذ كان ترامب يصر على التفاوض حول النفوذ الإيراني في المنطقة فيما كانت ترفضه إيران ، أما اليوم فإن إيران هي التي تبحث عن التفاوض على ملفات المنطقة فيما تريد واشنطن حصر الاتفاق بالشق النووي التقني ، و هذا التغيير يعود لرغبة إيران بالحفاظ على مكتسباتها في المنطقة و انتزاع اعتراف أمريكي ثم دولي بها
لكن الجانب الأمريكي لا يريد لإيران تكريس هذه المكتسبات بل يهدف لبلورة أزمتها في ملفات المنطقة و منها السماح لحزب الله بإدخال المازوت الإيراني إلى لبنان فتبين أنها عاجزة عن سداد الحاجة و كذلك يترسخ العجز الإيراني في النهوض بسورية و انقاذها من الانهيار الاقتصادي و لن تنجح في فرض السلام في سوريا و تكريس الاستقرار لأنها عملت على ضرب بنية المجتمع وهزيمة الثورة السلمية و نقلها إلى العسكرة و الصراع و تأبيده
و يُعد تكريس الاستقرار من أبرز علامات و مقومات الانتصار في حال لم يتكرس فإن الصراع سيبقى مفتوحاً و من الجلي أن الصراع القائم يؤدي لاستنزاف طويل لإيران لعدم قدرتها على تحمُل العقوبات و الاستنزاف الاقتصادي و المالي فلا بد أن سيكون له أثر حقيقي على مسار التفاوض على النفوذ الإيراني في المنطقة .
هكذا نجد إيران أنها محاطة بملفات عديدة كالجبهة الأذربيجانية المفتوحة و الوضع الأفغاني و سيطرة طالبان الحركة السنية المتشددة بالإضافة إلى إعادة تعزيز العلاقات الباكستانية السعودية. مما حدى بإيران للاستعاضة عن كل هذه الصعاب بحصر أزمتها انطلاقا من حسابات سياسية و طائفية و مذهبية ليأخذ الصراع طابع عربي سني و فارسي شيعي وهو ما سيكون قابلا للاستثمار من جهات متعددة روسية و أمريكية و أوربية و هذا ما ظهر جليا بدعم المشروع العربي و استثناءه من قانون قيصر حيث يسعى المشروع العربي إلى التطبيع مع الأسد و تمرير النفط والغاز والكهرباء و هذا يشير للانتقال بالصراع لمرحلة جديدة بين سوريا التي يُراد لها العودة للحضن العربي و بين سوريا التي تريدها إيران معقلا لتحالف الأقليات .

* الجهود الروسية في تقليص النفوذ الإيراني :

عملت روسيا بشكل حثيث للسعي في إخراج القوات الإيرانية بمختلف تشكيلاتها العسكرية من أراضي الدولة السورية او بأقل تقدير إضعاف هذه القوات و منعها من السيطرة على صناعة القرار السوري و ذلك عبر تشكيل فصائل مدعومة من روسيا و بقيادات ذات ولاء للجانب الروسي ، و تجلى ذلك في إخراج الفرقة الرابعة - التابعة اسميا للنظام السوري و فعليا للقوات الإيرانية - من درعا جنوب سورية بناء على اتفاق التسويات .
و الاتفاق الذي أُشيع مؤخرا في قاعدة حميميم قرب اللاذقية بين ممثلين عن حكومتي دمشق و تل أبيب برعاية موسكو و كان من أحد اهم شروط إسرائيل إخراج القوات الإيرانية و ميلشياتها بالكامل من سوريا ، نتج عنه تكثيف إسرائيل لضرباتها المتتالية التي ساهمت في تحقيق غايات روسيا حيث استهدفت الضربات الإسرائيلية معظم مناطق النفوذ الإيراني .
و قد أبدت روسيا ( سرا ) ارتياحها للهجوم الإسرائيلي المتكرر منذ أعوام ، بيد أنها ترفض و تندد هذه الضربات في العلن و تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الضربات ، و تصف عدم الرد بالجملة الشهيرة ( إنه غير بناء ) ، مما يذكرنا بتصريحات النظام السوري بعبارته المكررة ( نحتفظ بحق الرد في المكان و الزمان المناسبين ) ، و في شهر أكتوبر - تشرين الأول الماضي كان لقاء رئيس الوزراء الروسي نفتالي بينت و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي
و اتفقا على مواصلة السياسة التي تمنح الجيش الإسرائيلي الحق بالعمل بحرية تامة في الأراضي السورية ، و كذلك تصريح وزير الإسكان الإسرائيلي - زئيف إلكين -
( إن روسيا لن تعيق الحملة الجوية للجيش الإسرائيلي على سورية ) ، و التسريبات العسكرية الإسرائيلية بقولهم إن موسكو طلبت منهم تحذيرا سابقا قبل أي غارة تشنها على الأراضي السورية , و دوما تكرر إسرائيل مواصلتها للتصدي لمحاولات إيران الهادفة لترسيخ وجودها العسكري في سورية ، و في الأسبوعين الماضيين كشف الجيش الإسرائيلي عن تفاهم ( روسي - إسرائيلي - سوري ) يتضمن تقليص نفوذ إيران في سورية .ومما يعزز هذا التوجه تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوفاخي بوجوب تجديد التنسيق مع روسيا لأنها الضامن لتحسن الأمن القومي الإسرائيلي .

* بقاء الأسد ضمان أمن إسرائيل :

من نتائج استمرار التفاهم بين الحكومة الإسرائيلية و روسيا حرية التحرك في الأراضي السورية و الذي يؤدي ازدياد نوعية الضربات الجوية الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية و ميلشياتها حيث سُجلت ثمانية ضربات خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر .
و من التصريحات الإسرائيلية المتتالية نجد وجود جناح لا بأس به في هيئة الأركان الإسرائيلية يدعو إلى دعم نظام بشار الأسد لبسط سيطرته على كامل سوريا ،
للحد من سيطرة الإيرانيين و تقليص نفوذهم على حدود إسرائيل الشمالية ، و خلال الأسبوع الأول من نوفمبر أورد الجيش الإسرائيلي في تقريره السنوي لتقييم الأوضاع الأمنية لعام ٢٠٢٢
( إن تحديات الأمن القومي الإسرائيلي على الجبهة الشمالية سوريا لبنان شهدت تحسنا ملحوظا خلال عام ٢٠٢١ بعد سنوات من التوتر و هي الفترة التي زاد فيها التقارب الإسرائيلي الروسي ، كما كان هناك تصريح للخبير الأمني العسكري رون بن يشاي حول التغلغل الإيراني في سورية
بقوله ( إن الأنشطة الإيرانية العسكرية تثير استياء نظام الأسد لأنها تقوض سعيه لفرض سيطرته على كامل سوريا )
و بدأ التدخل الإيراني في سوريا عبر اذرع إيران ( حزب الله - الحرس الثوري - فاطميون- زينبيون ....الخ ) إبان انطلاق الثورة السورية و انتقالها من الجانب السلمي إلى الجانب العسكري ، و كان التدخل الإيراني بعام ٢٠١٢ من خلال المشورة العسكرية و نقل الوسائل القتالية و المساعدات الاقتصادية .
و بالرغم من الدعم الإيراني لنظام الأسد خلال اللحظات الصعبة إلا أنه لم يعد راضيا عن حضورها المكثف و تسلمها زمام السلطة و مفاصل الدولة عبر مليشياتها و عبر الشخصيات الحكومية السورية الموالية لها .
و لكن كان الرد الإيراني في غاية الاستهتار و الاستهزاء بما يثار عن اقتراب لحظة الاستجابة للضغوط التي تمارس لإخراجهم بل أطلقوا إشارات توحي بالتشدد و تصريحات تهديد و وعيد و عملوا على إعادة تموضع قواتهم في سورية كي يتفادون القصف الإسرائيلي و عملوا على تغطيتها بدروع بشرية من شبان سوريين تم تجنيدهم على عجل في دير الزور و دمشق و الميادين و حلب لقاء راتب شهري لا يتجاوز مئة و خمسون دولار و هو قيمة كبيرة في ظل الأزمة المعيشية الخانقة للسوريين.

*انطلاق شرارة الخلاف :

في حقيقة الأمر لن يكون النظام السوري بوارد العزم على إخراج إيران من البلاد و حتى لو عزم على ذلك فهو عاجز اليوم عن لعب دور حاسم في هذه المهمة ، ليس فقط بدافع وفاء اهم مكوناته للحليف الإيراني الذي دفع الغالي و الرخيص لمنع سقوط النظام و كان المورد المالي و البشري الرئيس له في فترة الصعوبة و المحن .
و قد بدا التغلغل الإيراني في سوريا منذ عهد حافظ الأسد و ازداد في عهد بشار الأسد و تجذر بعد انطلاق الثورة السورية
حيث استطاعوا توثيق روابط رجالاتها ( الحرس الثوري- حزب الله ) و تكريس نهج مشترك يقوم على استخدام أشد أدوات العنف و الفتك للحفاظ على الفساد الهيكلي و إجهاض مختلف الحلول السياسية التي كان من شأنها تشكيل مخرج للأزمة السورية و ليس أيضا لما حققه التقارب الفكري الايديولوجي بينهما للوصول إلى التغيير الديموغرافي و توطين آلاف الشيعة و العمل على جعل شعائره مستساغه و مألوفة في المخيال العام .
و قد توترت العلاقات بين الطرفين بعد دعوات غربية و إشارات روسية من أجل التسوية و إخراج إيران من سورية .
اوردت الكثير من الصحف عن خلافات بين الحكومة السورية و قائد فيلق القدس في سوريا مصطفى جواد غفاري بسبب نشاطه أدت لعزل غفاري بناء على طلب رأس النظام السوري بشار الأسد حيث بعث رسالة إلى القيادة الإيرانية مفادها عزل غفاري حفاظا على العلاقات القوية بين البلدين بسبب نشاط غفاري الزائد و تآمره على السيادة السورية .
إلا أن الخارجية الإيرانية نفت في بيان لها وجود خلاف عبر متحدثها الرسمي سعيد خطيب زاده ( إن الفبركة الإعلامية لوسائل الإعلام الصهيونية وبعض الدول الأخرى ليست جديدا و لها عمق ونطاق مختلف للغاية وعلى مستويات مختلفة )
لكن انسحاب الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد و المدعومة من إيران من درعا في الجنوب السوري يدل على ان هناك بوادر خلاف و ليس فبركة اعلامية .
و جاء الانسحاب تنفيذا لاتفاق التسوية الذي جرى بضمانة روسية مطلع أيلول الفائت ، و نص على وقف إطلاق النار بعد حصار دام ٧٨ يوم فرضته فصائل موالية لإيران وقوات حكومية على المنطقة .
و قد صرح العميد إبراهيم جباوي عضو هيئة التفاوض السورية :
( إن روسيا أنجزت التسوية باتفاق دولي و من بنود الاتفاق إخراج الفرقة الرابعة من درعا بسبب ولائها الإيراني و هو من ضمن التفاهمات الروسية الإسرائيلية و روسيا مصرة على تنفيذ بنود الاتفاق حتى النهاية)

* انحراف البوصلة :
بدأت روسيا بالنشاط الثقافي في درعا عبر انشاء مركز لتعليم اللغة الروسية و وعودها المتكررة بتقديم مساعدات انسانية و طبية .
و قد لُحِظ في الآونة الأخيرة انشقاق عناصر من المليشيات التابعة لإيران في ريف حلب الشرقي و التحاقهم بقوات منضوية تحت لواء الفيلق الخامس المدعوم من روسيا و ذلك بسبب تخوف هؤلاء العناصر من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المليشيات الإيرانية و كذلك الظروف الاقتصادية الصعبة لهؤلاء العناصر و ضيق المعيشة بسبب انخفاض رواتبهم المبعوثة من إيران مقارنة بالرواتب الأعلى لنظائرهم في القوات المدعومة من روسيا

*دوافع روسيا لتخفيض الوجود الإيراني :

تسعى روسيا لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا بهدف وصول سوريا لمرحلة من الاستقرار تحت مظلة قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤
الذي يفسح المجال أمام روسيا لاستقطاب أموال إعادة الإعمار الدولية و التي سيكون مصدرها دول الخليج العربي ودول الاتحاد الأوروبي و ربما الصين و لن تتمكن روسيا من فعل ذلك مع وجود النفوذ الإيراني لكن لن يحصل ذلك الا عند تحقق واحد من احتمالين ،
إما فرض تغير سياسي يضمن للسوريين حقوقهم وفق قرارات الشرعية الدولية و يشترط خروج كافة القوات الأجنبية من البلاد و عندها لن تعود لإيران فرصة للبقاء و تُجبر على الرحيل إلى غير رجعة ، و إما إن يفضي تفاقم أزمات إيران الاقتصادية و الاجتماعية و تزايد مناهضيها و خسائرها في مناطق تدخلاتها إلى إجبار حكامها على مراجعة حساباتهم و الالتفاف إلى الداخل و ترك استراتيجية تصدير الثورة و توسيع النفوذ عبر تأجيج الصراعات المذهبية و الطائفية.



#ماهر_التمران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر التمران - الاستراتيجية الدولية في تقليم مخالب إيران في سورية