إسراء محمد عبد الوهاب
الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 08:00
المحور:
الادب والفن
في هذه الزواية، راديو صباحًا يصدر منه صوت الشيخ النقشبندي، مُعلنًا عن استيقاظ رب هذه الأسرة لكي ملابس صغاره قبل الذهاب إلى المدرسة.
في زواية أخرى تقوم الوالدة بتحضير الشطائر ممزوجة بحنانها، مما يجعلها أفضل شطائر على الإطلاق.
هنا في تلك الزواية يقف صغيرًا يتأمل والده ويسرد له على ما يحصل اليوم من مكآفأة نظير بطولاته في انتهاء واجباته بجدارة، بينما صغيرة تقف على مرآتها آتيه لها الوالدة لتمشيط شعرها.
في زواية أخرى جميعًا هنا على طاولة الطعام في تمام الساعة الثانية ظهرًا.
في ركن هنا بعصارينا نحتسي كوب الشاي الممزوج باللبن مع بعض البسكوت الذي أعدته الأم بشرفة المنزل، على أصوات مكنة الخياطة الخاصة بها.
في زواية أخرى نجلس جميعًا أمام التلفاز ذو الأربع قنوات لمشاهدة فيلم سهرة اليوم.
في زوايا هذا المنزل تارة تسمع أصوات المرح وتارة تسمع صوت أطفال تلهو وتارة تصرخ، تنبعث منه روائح الملوخية مع أدخنة التحمير، في أركان هذا البيت البسيط قبل الإنترنت والجوالات المحمولة، كان مصدر الأمان الوحيد ينبعث منه رائحة الدف والهدوء.
إذا سألوني، ما هي أمنيتك للعام الجديد؟
سأخبرهم بالرجوع حتمًا إلى ذاك البيت،
أريد المروحة لا التكيف،
أريد التلفاز العادي والراديو القديم،
شرائط الكاسيت ولا وجود لسوند كلاود بعد الآن،
أريد كل ما هو قديم؛ فهنا تكمن القيمة،
ليس أرغب سوى العودة صغارًا.
رسالة سيشعر بها جيل الثمانينات إلى منتصف التسعينات تحديدًا.
#إسراء_محمد_عبد_الوهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟