أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بانكين خليل عبدالله - بين الصراحة والوقاحة شعرة وهي الاسلوب:















المزيد.....

بين الصراحة والوقاحة شعرة وهي الاسلوب:


بانكين خليل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 02:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بداية، قد نختلف حول تعريف جامع مانع يعرف لنا الصراحة، ولكن يمكننا أن نتفق من حيث المبدأ على أهميتها ودورها الريادي والبنيوي في بناء العلاقات الاجتماعية واستمرارها بأفضل الأشكال. وأيضاً، وبما أنه لا يوجد تعريف جامع مانع لها فهذا يعني أن هناك اختلاف مؤكد حول طريقة وكيفية تطبيقيها من شخص لآخر.
وهذا الاختلاف بدوره قد يخلق خلافاً حول حقيقة كل منها، وهل بإمكانها أن تُعبر عن مفهوم ومضمون الصراحة خصوصاً أن لكل منا اسلوبه الخاص به والذي يمكنه من التعبير عن رأيه من خلاله؛ بناء على مجموعة من المقومات التي يتشكل منها الاسلوب كالبيئة التي نشأ بها والدين واللغة والثقافة الذي تربى عليهم، وأيضاً المكان والزمان الذي عاش فيهما، والتي خلقت منها مجتمعة هذا الاسلوب، الذي ربما يراه كل منا مناسباً من وجهة نظره هو. بل، وربما يعتقد بأنه الأفضل بناءً على ما سبق من اختلاف في الثقافة والبيئة واللغة والدين وغيرها بيننا وبين أفراد هذا المجتمع.
هنا وحتى نتمكن من إزالة هذا الالتباس الحاصل حول خطأ وثواب رأي كل منا عن الصراحة وشرحنا لها، علينا أن نفصل قليلاً في مضمونها بطرح البعض وغيرها من الاسئلة أدناه على أنفسنا والتي قد تسهل من الوصول الى اتفاق يفيد في اِزالت هذا الالتباس الحاصل حول مفاهيم الصراحة ومنها:
ما هي الصراحة وكيف نكون صريحين؟
ما الفرق بين الصراحة والوقاحة، وما الرابط بينهما؟
هل فعلاً نقدر أن تكون صريحين؟
هل فعلا نقدر أن نتحمل تبعات صراحتنا؟
إلى أي مدى تكون الصراحة مفيدة؟
هل للصراحة سلبيات، ما هي؟
هل حقاً الصراحة تبقيك وحيداً وتجعل الناس تنفر منك؟ ...الخ.

عند الإجابة عن هذه الاسئلة سيتكون لدى كل منا رأي أوضح بهذا الخصوص، ويمكننا أن نشاركه مع المحيط من حولنا للإفادة به وزيادة نسبة الوعي بين أفراد مجتمعنا حتى نتمكن من الارتقاء بالوعي الجمعي ونبذ الخلافات بيننا للوصول الى الحياة المتزنة التي تسودها الإلفة والمحبة والتعاون فيما بيننا، والتي تمثل حقيقتنا وإنسانيتنا وهدف وجودنا فيها.

بين الصراحة والوقاحة شعرة
بناء على مفاهيمنا ومبادئنا باختلاف اللغة والعرق والجنس والأثنية والقومية والجغرافيا والدين...الخ. وبحسب النص أعلاه أيضاً، ربما ندرك معنى الصراحة، ولكن؛ هناك من يجهل الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة، ويعتقد أن ما يقوله هي الصراحة ولكن تكون هي الوقاحة بعينها سواءً بقصد أو دون قصد. وذلك يعود لأسباب عدة أحدها، طباع الشخص نفسه، والتي قد تكون فعلاً كذلك، أو بسبب الاسلوب الخاطئ، وأيضاً الزمان والمكان الغير مناسبين لإبداء ذاك الرأي.
الصراحة: هي أن تعبر عن رأيك بصدق وأمانة بالكلمات والاسلوب المناسبين وفي الزمان والمكان المناسبين في قضية ما، دون الانحياز لطرف على حساب آخر، في حال ُطلب منك؛ أو توجب عليك إبداء الرأي، دون أن تجرح مشاعر أحد. طبعاً، ولا نعني بأن الصراحة تقتصر وبالضرورة في إبداء الرأي بقضية ما، وإنما أيضاً، يمكننا أن نقول بأنها حالة شعورية، وتعبير أخلاقي نابع من روح المسؤولية التي تقع على عاتق كل إنسان في كل زمان ومكان، وتبدأ من تصارحه مع نفسه، ومروراً بالوسط والمحيط الخارجي، وفي الميادين السياسية، ووصولاً إلى الخالق العظيم وتصارحه معه.
الوقاحة: هي إبداء الرأي بكل صراحه، دون مراعاة لشعور الطرف الآخر وتجريحه والتركيز على السلبيات. لأن الصراحة، وكما آنفنا بالذكر، أنها لا تقتصر على أبداء الرأي في السلبيات فقط، وإنما أيضاً في الايجابيات، وهنا، علينا الانتباه على ألا نخلط بين الصراحة والمجاملة، ونوقع أنفسنا في خطأ أكبر. فالصراحة، قد تجرح ولكنها حقيقة، أما الوقاحة حقيقة، ولكن لا تجرح فحسب؛ بل قد تشعل ناراً بداخل الشخص الذي وجهت له تلك الوقاحة. لأن الوقاحة والصراحة، كليهما متشابهين؛ ولكن الاختلاف في طريقة العرض.
وأيضاً، دعونا نخلق جدلاً حول الصراحة، بحسب ما فهمته أنا من "قانون الثنائيات الكونية" ومفاهيمه التي تشير الى وجوب وجهان إجابي وسلبي لكل موجود من الموجودات الكونية.. المادية منها، والمعنوية. (قانون وحدة الأضداد).
أذاً، هل يا ترى للصراحة أيضاً سلبيات وإيجابيات أم أن الصراحة تقتصر فقط على ذكر السلبيات وتكون إيجابية دائماً وتأخذ صفة الايجابية "مطلقة" هنا وأن السلبية غير واردة فيها؛ وفي حال وروضها تصبح وقاحة وليست صراحة نظراً للفارق البسيط بينهم والذي يقتصر على الاسلوب والظروف الزمكانية؟
أترك لكم التفكير في الاجابة عن هذا السؤال لأنني لا أملك إجابة واضحة هنا وقد أختلف معكم حول مطلقية الايجابية للصراحة أو عدمها.

الصراحة تحتاج الى الشجاعة
أن تكون صريحاً يعني أن تتحمل عواقب الصراحة، وقد يعني العنوان أعلاه أن "الشجاعة" صفة أساسية للإنسان الصريح أو أن الصراحة تبنى على الشجاعة. لأن من يخاف لا يمكنه أن يبدي رأيه بصراحة، وخصوصاً في ميادين السياسة.
هل أنت إنسان صريح؟
يجب الانتباه الي الشطرين أعلاه قبل الإجابة عن هذا السؤال!
سيكون الجواب نعم طبعاً عندما تطرح هذا السؤال على العامة. لأن أغلب الناس يدّعون بأنهم يحبون الصراحة وأنهم يعتمدون عليها كقاعدة بنيوي في حياتهم الشخصية، وينزعجون كثيراً من الاشخاص الذين لا يفعلون هذا. لأنه.. أن تكون إنسان غير صريح قد يعني أنك مخادع كثنائية (صراحة / خداع) التي ستخطر في أذهانهم مباشرة بعد طرح السؤال والتفكير في الإجابة عنه، والمتعارف عليها لدى العامة من الناس أن عكس الصريح/ مخادع.
ولكن، ومن خلال التجارب التي قمتُ بها في حياتي الشخصية مع بعض الاشخاص ومن كلا الجنسين وقارنتها بالسلوكيات العامة لهم قبل وبعد التجربة، لاحظت تغيراً كبيراً فيها وتوصلت لنتيجة وهي: أن "الصراحة قاتلة أحياناً". ولا أعني هنا أن نكذب ونتخلى عن الصراحة.. لا، بل وعلى العكس تماماً. ولكن يجب أن ننتبه الى الزمان والمكان الذي نصارحه فيه برأي ما، وبأن السبب في النفور أو التغيير في السلوكيات هو الزمكان الخاطئين.
وأيضاً، قد يكون الاسلوب هو السبب الآخر لتلك النتائج، ويعني لو قلنا مثلاً: بأن هناك شخص قبيح المظهر طلب منك إبداء رأي بمظهره. هنا لا يجب أن تصارحه بقباحته، بل أن تبرر له وتخبره بأن الأذواق تختلف وبأنه يبدو هكذا (قبيحاً) بسببها في نظر البعض. وهي فعلاً كذلك (الأذواق تختلف. ما تحبه أنت قد يكره غيرك). وهي حالة اختلاف وتنوع طبيعية بين كل الموجودات، ومنها الانسان في هذه الحياة. لأنك إن صارحته بحقيقته، والتي هو لا يراها اساساً لسبب؛ أن أعلب الناس ومهما كان شكلهم قبيحاً، راضيين عن أنفسهم، ولا يرون أنفسهم كذلك. والصراحة، التي تتحدث بها هنا أصبحت كذباً بحسب اعتقاد الشخص عن نفسه، وبذلك، سيكذب رأيك هذا (صراحتك) مع أنها تمثل حقيقته لأنها لا ترضي غروره أو أنها تجرح غروره. وقد يعتبرها وقاحة منك وهو على صواب من وجهة نظره.

ولكن ماذا عن حقيقة رأيك إذا كنت تعتبره قبيحاً فعلاً؟!
ومراوغتك هنا؛ ألا تعتبر نفاقٍ أو كذبة أو حتى خداع بحسب الثنائية التي أسلفناها (صراحة / خديعة) ذكرها في وقت سابق خلال هذا السرد، أو مجاملة. وأيضاً ألا تعني المجاملة طريقة مراوغة لتجنب المصارحة أو الصراحة؟!!
يبدو أننا دخلنا في التباس جديد أو ربما أدخلنا أنفسنا في مأزق يبدو عوصٍ من حيث المبدأ عن التفكك ويشير إلى وجود خفايا تربط بين الحل والمشكلة لم نستدل لها السبيل بعد. وربما هي السبب أساساً في هذا التشابك الذي يفضي لتلك الالتباسات حول مفهوم الصراحة بين النظرية والتطبيق. وأنني منتبه جداً لهذا التشابك وسأعمل على حلحلة هذه القضية (قضية التشابك) خلال سردي هذا واسلط الضوء على الخفايا الكامنة وراءه حتى نصل لنتيجة تكون مقنعة إلى حد ما وتمكننا من فهم الصراحة بين النظرية والتطبيق.

بين الصراحة والوقاحة شعرة وهي الاسلوب:
إن ما سنفعله هنا وبكل بساطة هو احتساب الزمكان وانتقاء الاسلوب. ويمكننا أن نختصر جدلاً حول مفهوم الصراحة وحول ما سنفعله في المواقف التي ستجبرنا على إبداء رأي ما فيها؛ بالعودة إلى ما بيّنا أعلاه في موضوع الالتباس بين الصراحة والوقاحة.
لأننا إن صارحنا برأينا (بالعودة إلى ما تطرقنا له حول إذما طلب منا إبداء رأي بمظهر شخص قبيح وقلنا بأن صراحتنا في ذاك الموقف ستفهم كوقاحة بسبب أن أغلبنا راضً عن نفسه ويراها بعكس ما يراها الآخرون وقد يسبب ذلك في نشوب نزاع أو خلاف. لذا؛ وبكل بساطة وكحل يمكننا أن نبدأ بالمراوغة والمجاملة موضحين لهم اختلاف وجهات النظر ونعود لنُبدي رأينا بعد التقليل من أهميته وتبيان النسبة الأكثر من خلال المراوغة التي بدأنا بها والتي تدعم وجهة نظره ورأيه عن نفسه؛ بأنه جميل المظهر. وبهذا سنكون قد حققنا الشروط وستعتبر صراحة، وسيُقبل رأينا بكل موضوعية ونقنع ذاك الشخص فيه دون أن نجرح مشاعره أو أن نخدعه أو نكذب عليه، أو نجامله حتى بحسن هذا الاسلوب.
وهذا الاسلوب نفسه نتبعه في حال طلب منا إبداء رأي في قضية مصيرية ما وكان رأينا هذا بنيوياً في تغير مسار تلك القضية. أما بالنسبة الى الرأي نفسه فالفارق كبير هنا ويجب التوضيح والوقوف عنده. لأننا إن جاملنا لن تكون تلك ليست صراحة فقط؛ بل وخداع حتى. لذا؛ علينا ألا نخلط بين المواقف وننتبه لأهمية الصراحة فيها؛ لأنها ستكون قاتلة في ذاك الوقت (الزمكان) بالسبة لتلك القضية. والفرق هنا مع مراعاة الاسلوب والزمكان، هو جدية الرأي وتبيان الفوارق بين الايجابية والسلبية بشرط التأكد من صحة رأيك الذي سيشكل فارقاً في تلك القضية. أو عليك الاحتفاظ به لنفسك والابتعاد عن الثرثرة ومضيعة الوقت إن كنت غير واثق منه (الرأي).
وكذلك الأمر عندما تخبر أحداً عن صفاته وطريقة تفكيره التي يعتبرها هو سراً من أسراره، والتي لا يمكن لأحد أن يعرفها. لأن (أغلب الناس تحتفظ لنفسها بجانب من الخصوصية) بحسب "علم النفس". وإخبار الشخص هنا بصفاته سيجعله يبدو مكشوفاً أمامك، وهذا الشي الذي لا يمكن له أن يتقبله بل وحتى أنه قد يغير فيها بسببك (بسبب رأيك، صراحتك) طبعاً ولن يعترف لك بها وسينفيها حتى لو كنت تتحدث عن صفاته الايجابية. وهنا، ستكون صراحتك؛ هي السبب في تغييره نحو الأسوأ، ليشعر بالأمان والخصوصية. طبعاً، هذا في حال وصلت معه لمرحلة تشعره فيها أنه لا يملك أي خصوصية أمامك. وإلا، فلا أحد ينزعج من المدح أو الاعتراف بالأشياء والصفات الجميلة في شخصه، لأنها أيضاً تشعره بالتميّز وترضي غروره.
وقد يخطر على الأذهان هنا السؤال عنما إذ كانت هذه صراحة أم وقاحة، وأين الخطأ فيها حتى تفهم كوقاحة.
لمعرفة الجواب هنا علينا أن نسأل الشخص الذي أبدى برأيه في خصوصيات ذاك الشخص هل طلب منك ذلك أم لا؟
وفي حال كان الجواب نعم فهي صراحة والذنب عائد الى ذاك الشخص (من طلب الرأي) ولا يحق له اعتبارها وقاحة طبعاً مع مراعات الاسلوب في إبداء الرأي. ولكن.. إذ كان لم يطلب منه أي رأي فهي وقاحة مُبجحة لأنها تدخلت في خصوصيات الشخص وأخطأت بحق محرماته.
وسبب هذا التضارب الحاصل في ميادين العقل عند الافراد أو الاشخاص الذين تصارحهم طبعاً مع مراعة الاسلوب والظروف الزمكانية ومستوى الصراحة؛ عائد الى خاصية التفكير لدى العقل البشري والقوانين التي تسيره وتتحكم في سلوكياته العامة والخاصة والتي استخلصها "علم النفس، وعلم البرمجة اللغوية العصبية" عبر التجارب ومن خلال الأبحاث والدراسات التي أجروها والتي قرأتُ عنها، والبعض من التجارب التي قمت بها والاستنتاجات التي توصلت لها في حياتي الشخصية أيضاً، ومنها:
 أغلب الناس تحب التميز والتفرد.
الانسان بطبعه، يحب أن يكون مميزاً عمن حوله وأن يتفوق عليهم بخاصية ما ليشبع غروره وأناه، بغض النظر عن صفاته والتي قد يكون التواضع أهم صفة لديه.

 أغلب الناس تحتفظ بجانب من الخصوصية لنفسها.
دائما هناك جانب يخفيه أغلب الاشخاص في شخصيتهم عن الآخرين ويحتفظون بخصوصيتها لأنفسهم.
لذا، إن لم تكن للصراحة (الرأي الذي تبديه) حدود ولامست خصوصياتهم، تصبح غير صحيحة وكاذبة بنظرهم. وحتى لو كانت غير ذلك سيكذبونها ويكذبون على أنفسهم ليرضوا غروهم ويتمكنوا من حياكة عباءة جديدة من الخصوصيات (صفات) يلفونها حول أنفسهم للتخلص من الشعور بالتعري وبأنهم مكشوفين لدى أحدهم حتى لو اضطروا إلى التغيير في الصفات السابقة بغض النظر عن جمالها وروعتها. بل، وأن الصراحة هنا قد تجعلهم يكرهون هذه الصفات التي جعلتهم يبدون مكشوفين أمامك وسيسارعون في التخلص منها بسبب ردة الفعل التي سببتها الصراحة وهي: (ردة الفعل) أحد أهم قوانين الفيزياء الكلاسيكية أو فيزياء " نيوتن" (لكل فعل ردة فعل، يساويه بالشدة، ويعاكسه بالاتجاه) والتي تنطبق على السلوكيات عند البشر.
وهنا، ربما بإمكاننا أن نقول انها فعلاً أصبحت وقاحة وليست صراحة نظراً للاسلوب التطفلي والتدخل في خصوصيات الشخص والتعدي على الأنا عند هذا الشخص من خلال ابراز عضلاته المعرفية والقدرة على التفسير في الخصوصيات؛ والتي قد تغضب هذا الشخص المقصود.

 كل شيء ممنوع مرغوب.
وبإمكاننا أن نشير الى الحالة أعلاه ولكن باختلاف الأدوار بين الاشخاص. بمعنى: لو أن شخصاً ما عرف آخر خصوصياته بسبب مصارحة الاول له، سيكون لها نفس التأثير في الابتعاد عنه أيضاً. (سنفصل أدناه بهذا الخصوص).

أن الكائن البشري بطبعه يحب المعرفة وكشف الاشياء الممنوعة وفك الالغاز؛ كنوع من التحدي والشغف لإشباع الأنا لديه والتي لا تكاد تنفك مستمرة في البحث عن المجهول مع أن أغلبهم يخافون من المجهول في ذات الوقت.
لكن، غالباً بعد أن يصل الشخص الى ما يريد ويكشف عن هذا المجهول لا تعود له أي رغبة في الاستمرار عليه أو المتابعة فيه. لأنه لم يبقى له ما يشغف خياله (دافع) ويجعله يستمر. ويصبح الأمر الذي كان يشغف به مألوفاً واعتيادياً لأنه حقق هدفه ووصل الى ما يريد الوصول إليه.
وهذه الحالة.. حالة فقدان الرغبة في الاستمرار سببها عدم وجود ما هو مجهول(دافع). ونستدل هنا بأحد أهم مبادئ "استراتيجية الحياة المتزنة " (الهدف ينتهي بمجرد تحقيقه) بهذا السياق ونعني به ضرورة وجود هدف مستمر في الحياة حتى يتمكن المرء من العيش بحب وشغف. هنا، وبعد أن يصل المرء الى ما يريد (هدفه/ كشف الممنوع) ولا يبقى هناك ما يشغفه (شيء ممنوع أو غامض) هدف يقاتل من أجله تصبح الحياة روتينية ومملة. لأنه وكما أسلفنا "الهدف ينتهي بمجرد تحقيقه".

وهنا دعونا نعطي مثالاً أكثر توضيحاً، نبرهن به صحة ما أسلفنا أعلاه.
لنفترض أن هناك شخصية ما، يعرف عنها بالغموض بين مجموعة من الأشخاص، سنجد أن أغلب الموجودين في تلك المجموعة سيحاولون التقرب منه ليفهموا غموضه. لأنه يشكل لهم نوع من التحدي الذي يحتاجوه لإشباع غرورهم في القدرة على فك الألغاز وحلها والوصول الى هذا الشخص، ليثبتوا قدراتهم في التواصل مع الآخرين. ولكن، بمجرد أن يفعلوا ذلك ويكتشفوا أسباب الغموض لتلك الشخصية أو أن يحصلوا على ما يريدونه ويتمكنوا من إقامة علاقة معه ومحادثته؛ سيكتشفون أن الأمر طبيعي. لأنه ربما كان أصلاً فكرة (أن هذا الشخص غامض) سببها عدم فهمها وكيفية التعامل معها. وأن هذا الذي كان يعرف عنه الغموض شخص عادي؛ سيزداد غرورهم بأنفسهم ويتراجعوا عن التواصل معه بعدها. وسيصبح مثله مثل البقية، شخص عادي بالنسبة لهم ويبدؤونا بالبحث عن شخص آخر ليكشفوا سره وغموضه... وهكذا دواليك. وحتى لو كان هذا الشخص الذي تمكنوا من إقامة علاقة معه، فعلاً شخص مختلف كلياً عن باقي أفراد المجموعة كما كان يعرف عنه قبل أن يختلطوا به؛ سيبررون هذا الاختلاف ويعتبروه أمراً طبيعياً بسبب غرورهم النفسي ولأنهم حققوا هدفهم ذاك. خصوصاً إذا صارحهم ذاك الشخص عن نفسه وأخبرهم عن آرائه وتطلعاته في الحياة، حتى لو كان بدافع مشاركة المعرفة معهم لا بدافع الحاجة لهم أو الشعور بالضعف والوحدة.
ويبقى السؤال (ماهي الصراحة) مطروحاً للإجابة عنه.

برأيكم هل تحمل كلمة الصراحة أكثر من معنى؟
ما هو مفهومك الحقيقي للصراحة؟
إلى أي مدى تكون الصراحة مفيدة؟
هل للصراحة سلبيات.. ما هي؟

هل تخاف أو تتجنب مصارحة الأخرين بحقائقهم؟
هل ندمت يوماً ما على صراحتك مع شخص ما وتمنيت لو أنك لم تكن صريحاً معه؟
ما موقفك من شخص صارحته بحقيقة ما وغضب منك وأنهال عليك بما لا يرضيك؟
برأيكم هل هناك فرق بين الصراحة والوقاحة/ والجراءة بالحديث؟
ماهي الصراحة؟



#بانكين_خليل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب الذي في داخلي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بانكين خليل عبدالله - بين الصراحة والوقاحة شعرة وهي الاسلوب: