أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شهد السويدي - فقاعة (الحريم العثماني)















المزيد.....

فقاعة (الحريم العثماني)


شهد السويدي
باحثة و كاتبة

(Shahad Al-suwaidi)


الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 00:23
المحور: حقوق الانسان
    


القفص يبقى قفص حتى وإن تمت صناعته من الذهب والعبد يبقى عبد حتى وإن تم اكساؤه بكل حلي الدنيا وجواهرها.
خلال القرن الثامن والتاسع للميلاد تم طرد البدو الأتراك من مناطقهم فأعتنقوا الإسلام فالدين والسلطة وجهان لعملة واحدة ورجل الدين كآن ولآ يزال دوماً العصا السحرية وفانوس علآء الدين لتحقيق رغبات السلطان . وكما قام السلطان العثماني باعتناق الاسلآم السني ليبسط ظله ويكون خليفة الله على الأرض نجد نظيره الشاه الفارسي جعل من الاسلآم الشيعي وسيلة لبسط ظله على الأرض.
فكونك جزء من الإمبراطورية العثمانية يعني العيش في جنة سرية مليئة بالمتع الحسية ومحاط بجدران مليئة بعبق الشرق وخرافاته من الازرق الذي ربما يشير للسماء وربما لدفع الحسد والعين الشريرة عن الذهب المرصع في الزوايا والرخام مطعم بأخضر لا يزهر الى خارج الاسوار بأمر من حضرة السلطان
بعد عام 1299م تم إنشاء الإمبراطورية العثمانية.
ادخل العثمانيين الكثير من التغيرات في سنين حكمهم منذ العام 1299 إلى العام 1924 على النواحي السياسية والاقتصادية واجتماعية مع إعطاء إيلاء واهتمام كبير للتلقين الديني والخطب الدينية والفتاوى الشرعية بكل ما يمتلكون من مواهب وعنتريات تهتز لها ذكورة الاسلآم.
الحريم من الكلمة العربية (حرام) عالم صغير داخل عالم كبير تجعلنا نتخيل قصر يزدان بأجمل نساء الأرض في زمن يكون فيه شرف الرجل مقترن بسيفه وكرامته فتكون هؤلاء النسوة أسيرات الجدران من أجل الحفاظ على شرفهن المقترن بشرف السلطان . ولكن حمايتهن من ماذا؟!
مجرد تبريرات عقيمة من أجل استمرارية التعاملات الفاجرة المنحطة والبعيدة عن كل إنسانية داخل القصر العثماني واكساؤها برداء إسلامي يغلب عليه طابع البداوة ومنطق الطبلة و الربابة . هو يستعبدهن لإشباع نرجسيته الملكية وهن يستعبدنه للإنتقام منه فيحكمن البلآد بكل تعطش المرأة للإنتقام . فكانت الحكم في الشرق من بعد عهد الخلفاء الراشدين يتلخص بحكم الجواري من خلال تأسيس شركات للجواري ابتدءاً من الأمويين والعباسيين والمغول والعثمانيين وحتى اللحظة الراهنة من جواري السوشل ميديا.
نعود لموضوعنا ٬
كان للحريم العثماني قصر تحجب أبوابه عن النظر فيكون المدخل إليه من ممر سري بعيد عن أعين الناس فلا ترى هؤلاء السجينات أي شيء من العالم الحقيقي وكل ما يستطعن رؤيته هو ما ابدعه السلطان لجنته المزعومة من خلف حديد الأقفاص تحت نصل واعين السياف ،ففي كل زوايا القصر لا بد من مسرور يذكرها بسيدها المنصور. يحكى إن تاجراً من البندقية تجرأ ورمق جناح الحريم العثماني بنظرة خاطفة من خلال نظارة مكبره فأمر السلطان بشنقه فوراً. كذلك حاول مترجم ارميني يعمل للسفير الفرنسي أن يكرر مثل هذا الفعل فقبضت عليه السلطات و أمر السلطان بشنقه لولا تدخل السفارة الفرنسية.
كأنه المنفى لكل أنثى تطأه قدميها فمفهوم الحريم كان ولا يزال خاضع للسلطة الابوية الطبقية والتي تبخس المراة من حقها ووجودها فتحجب جوهرها وتجعلها اداة لتسلية ذلك الذكر المتلهف لأنثى يصب جام غضب الطبيعة التي تحاول أن تؤدبه ٬ فهو السلطان والأنثى سر الطبيعة في كل زمان ومكان . فكيف تعصي أمر السلطان !
في هذه الأركان الباردة يتم جلب النساء إلى داخل هذا القصر من كافة أصقاع الأرض حسب ما يرغب به الذكر (فلا تقاس الرجولة بالذكورة فكل هولاء الأُمراء ذكور ٬ لكن أين الرجولة في أفعالهم .؟ )
كانت هولاء النسوة ذوات الحظ العاثر ينسين همومهن من خلال جعلهن رفيقات لكل ما يُدمن ويُسكر ويذهب بالألباب من الأفيون وما شابهه لتنسى اسمها وأرضها واهلها فيكون كل كلامها عبارة عن (قسمة) و (قضاء وقدر) فالسنين تأكل نفسها داخل هذه الاسوار ويصبح فم الواحدة منهن لآهجاً بنعمةِ السلطان.
كان ذوق السلاطين العثمانيين يميل للنساء البيضاوات ذوات الشعر شديد السواد أو ذوات الشعر الأحمر وجسم يشبه قوام السمكة وبطن شبيهه بالعملة المعدنية ٬كان أكثر تجار الرقيق من بلاد القوقاز فكانوا يسارعون إلى هذه عند نشوب الحروب ويقومون بشراء النساء الروسيات والفارسيات واليونانيات والأوكرانيات ومن النمسا وألبانيا وإيطاليا والقرم وأجزاء أخرى من أوروبا من سوق العبيد حسب متطلبات القصر العثماني من نساء تتراوح أعمارهن بين العاشرة والحادية عشر باشراف امين جمرك الأستانة .
كما كانوا يقومون بالغارات على المناطق القريبة منهم كجورجيا فنجد صدى جورجيا يتألق حتى يومنا الحالي في العراق باسماء الجدآت فكان الجمال لديهم يتلخص بانثى حسناء جورجية فكآن سواد الشعب من الفقراء يطلقون على بناتهم اسم ( كَُرجية) فجورجيا تعني الجمال ويقومون بسرقة هؤلاء النسوة وتسريحهن إلى الحرملك من أجل تدريبهن على خدمة السلطان وأدخال البهجة والسرور لقلبه من خلال إعطاؤهن بعض التعليم البسيط (نستطيع القول تعليم النساء كان يخصص له صفحة واحدة ضمن قاموس تعليم الرجال)
فأول خطوة لهن داخل الحرملك تتم من خلال تجريدهن من ملابسهن لفحصهن فحص كامل والتأكد من عدم وجود أمراض لضمان سلامة عربدة السلطان .
كان يطلق على هؤلاء النسوة ضمن الهرم التسلسلي للحرملك العثماني ب (الاودولسك) odalisque فجميع من في البلاط من حريم هن اودولسك حيث إنها كلمة تشير للعديد من النساء المسخرات لخدمة السلطان..
تاتي ikbalis كعشيقة للسلطان تستخدم لتدفئة سريره واشباع رغباته السماوية المطهرة المستقاة من رغبات الاله ، ذاك الاله الرخامي المعلق في كل اراضي الشرق فمتى ينطق بالصدق؟!
كذلك يجب عليهن تعلم الإتيكيت بما يليق بحضرة السلطان وبمضي الأيام تزداد الجارية جمالً و رشاقة وعلماً و ثقافة ولباقة ٬وهنا يراودني سؤال ما هو نوع اللباقة الذي تم تعليمه للسلطان غير تسخير سواد الشعب لحروبه داخل الميدان واشباع نرجسيته بمآذن تم بناؤها لتصدح بالدعوة للسلطان وأُم السلطان وحريم السلطان وغلمان السلطان وفجور السلطان فكل شئ مباح لولي النعمة و السلطان .
نعود لهولآء المنكوبات بمتطلبات بلآط السلطان فالجمال وحده لآ يكفي بين هذه الجدران فيجب ايضاً تعلم العزف على الآلات أو الرقص أو الغناء ٬كما يتعلمن التطريز والخياطة ويتم بيعه في السوق فلا بد من التهيئة العملية لهن ولا بد من وجود السيدة الكبيرة المسؤولة عن هؤلاء الشابات لكي تقوم بتوجيههن وإدارة شؤونهن وإكسابهن الخبرة ٬
هناك ذوات الدرجة الواطئ منهن اللائي يسمين ب الِكَيْدِك gedik تقتصر وظيفة الواحدة منهن على توزيع البقلاوة أو المشروبات من القهوة والعصائر في الحفلات فهناك كَيدك لكل صنف من الطعام . وهناك الخادمات الأساسيات المسؤؤلات عن الغسيل والتنظيف وما الى ذلك اي ان عملهن يكون خلف الكواليس .
كانت الموظفة الكبرى داخل القصر تسمى بالگايا وهي التي تصحب السلطان عند تجوله بين أرجاء القصر ووضيفتها تنظيم أوقاته التي يقضيها مع الحريم في الليل والنهار فكانت تسمى ب (خلوة همايون) أو (الخلوة السلطانية) ولكي يعلم السلطان بوصوله كان يلبس صندلاً لكي يحدث صوتاً على الأرض الرخامية فمن قواعد البروتوكول العثماني في اجنحة الحريم أن الحريم إذا فوجئت بوجود السلطان فلا ينبغي لإحداهن أن تنظر للسلطان بل يجب ان تغض بصرها وتنظر للأرض خشية وحياء من الذكر السلطان. !!
يحرص السلطان على وضع الذكور العاجزين جنسياً (المخصيين) داخل البلاط العثماني فلا بد من توفر شخص قاس ومستبد يكون حلقة الوصل بين الحرملك (عالم الانوثة) وقصر السلطان (عالم الذكور) ولا تسوس له نفسه بالتقرب من هولاء المحظيات ويمنع اي تصرفات داخل الحرملك لا يرضى عنه السلطان
فكان هذا المخصي تُقطع اعضاءه الجنسية تماما او تُلوى وتسحق ولا بد ان يكون من ذوي البشرة ذات اللون الاسود (فالشرق دوماً لديه عقدة من كل اسود ربما لتذكيرهن بالغراب المتمثل بشخص السلطان ) فكان يتم جلبهم من السودان واثيوبيا فكما ذكرنا فان السلطان يفضل الاناث الشديدات البياض وبالتالي فقد يكون هناك شخص ضمن المخصيين استطاع خداع السلطان ولم يكن ولي العهد من صلب السلطان.
ومخصيين اخرين يقومون بحمل اوعية فضية لجمع البول الملكي المقدس فلم تتوافر في تلك الايام منظومة صرف صحية او ربما كان يباع لأشخاص لعمل سحرٍ ليحصلوا على حظوةٍ من السلطان، فلا تنسى إننا نتكلم عن شرق يعيش اهله بين دروشة التكايا وروائح البخور و
كان السلاطيين العثمانين كبقية الشرق يتسموون بعادات وافكار بربرية فحتى الخضروات التي كانت تشبه شكل القضيب كان يمنع ادخالها للحرملك واذا تطلب الامر فيتم ادخالها من قبل مخصي مسؤول عن هذه المهمة ويشرف على تقطيعها كلها حتى لا يتم استخدامها كادوات جنسية. فمنتهى النضال والرجولة جارية تنبح في التخت من مسمار يدق في الأبدان لنشوة السلطان .
اما خارج البلاط فيتم وضع مخصيين ذوو بشرة فاتحة لمرافقة السلطان وهولاء يتم قطع جزء من اعضائهم وليست كلها مثل السود اي انه يتم اضعافه .كان كلا النوعيين من المخصيين يشعران بالفخر لما يقومان به من مهمة عظيمة تملئهما بالزهو ....
فكان ينظر لهم كجنس هجين ( اشباه ذكور )يصلح للمشاركة سواء في الحرملك أو قصر السلطان فالمخصيين السود لخدمة الحرملك اما المخصيين البيض فللتعامل مع أمور الدولة المتعلقة بالسلطان
على العكس مما هو متوقع فإن نساء الحريم لم يكن ضعيفات جداً فهذه الأسوار المنيعة التي كممت افواههن يوماً ما لن تعلمهن الخضوع والطاعة فقط ولكن ستنور اذهانهن وتجعلها متقدة بأشد الضروب من المكر والحيلة والمؤامرات التي لا تنتهي ٬فالحياة دوماً تأخذ و تعطي.
ففي القرن السادس عشر والسابع عشر لعبت نساء البلاط العثماني دور كبير داخل البلاط ابتداء من السلطانة هَرَم وانتهاء بالسلطانة تورهان . فكانت تلك الحقبة تسمى بحقبة (سلطنة المرأة) أو (المرأة السلطانة)
كانت السلطانة الام هي الآمر والناهي داخل هذا البلاط فكانت تحرص على اختيار المحظيات اللواتي يتناسبان مع طموحاتها فكن هؤلاء النسوة يجتمعن حول السلطانة الام ويسعين جاهدات للتقرب منها من أجل عقد تحالفات أو تعزيز مكانتهن لديها
فترى السلطانة الام مثل ملكة النحل يرافقها الأزيز اينما ارتحلت وحيثما حلت تقوم باختيار أي محظية عادية داخل قصر الحريم لترقيتها أو طردها.
وجود هولاء النسوة حول السلطانة الام كان لا بد منه من اجل ان يضمن الحماية داخل هذه الجدران وتامين الطعام ووسائل الراحة ومكانة مرموقة من الممكن ان يحضين بها .
كانت مراسيم اختيار المحظية التي ستحضى بليلة ملكية مع السلطان تتم تحت اشراف ومراقبة السلطانة الام حيث تقوم باعداد مكان ملائم لابنها في شرفة معينة وتجعل الفتيات يتعرين قرب حوض السباحة المتمركز في باحة القصر ويستعرضن مفاتنهن او يقمن بلعب العاب طفولية فيما بينهن والسلطان يراقب ويتفحص تلك الوجوه والاجساد بثناياها التي خلقت لإثبات ذكورته المزعومة فيختار الانثى التي تعجبه ويرمي منديل الشرف عليها فتحصل على الحظوة الكبيرة والتاملات بانجاب ولي العهد.
بعد طقوس الإختيار تلك يتم تهيئة هذه الفتاة المنكوبة داخل الحمام من خلال تنظيفها تماما وازالة اي شعر قد يوجد على جسمها حيث كانوا يستخدمون معجون يحتوي على الزرنيخ يسمى ب arsenic ويتم ازالته بواسطة قطعة صدف من البحر.
بعد الانتهاء يتم وضع الحناء على يديها وعلي بطنها ٬وتهنئها السيدة الكبرى المسؤولة عليهن لنيلها هذا الشرف طالبة منها أدخل البهجة والسرور لقلب السلطان . يتم أخذ هذه الفتاة بزفة على وقع الألحان إلى الجناح الخاص بالسلطان وحولها جوقة من الفتيات يقمن بالرقص وقرع الدفوف والغناء.
هنا يدخل المخصي على السلطان لإعلامه بوصول صاحبة الحظوة لتدفئة فراشه .تدخل تلك الفتاة العذراء وتُغلق الأبواب ويستمر العزف والموسيقى خلف الأبواب وتجثو على ركبتيها قرب تخت السلطان ٬ كما نعلم فهذه الفتاء عذرتيها قد حفظت من أجل هذا اليوم ولكن لا يعني أن براءَتها أيضا لا تزال موجودة فهي منذ أول يوم يتم إدخالها للحرملك يتم تعليمها أساليب الهوى والعشق وفنون الإثارة والإغراء.
بعد انتهاء الليلة لا يراها السلطان إلا إذا طلبها هو مرة أخرى ويتم اعلامه اذا اصبحت حامل فتنجب له ولداً او انثى فيعلو شأنها وتصبح ذات درجة عالية قريبة من السلطانة الحرة ويطلق عليها ( قادين ) . وهي كلمة تركية معناها سيدة . وهناك بروتوكول يتم اتباعه مع هولاء القادينات فيتم تحديد اوضاعهن الى الكبرى والثانية والوسطى ثم الصغرى وتحديد نوع القادين يتوقف على نوع المولود فاذا كان ذكرا اصبحت( باسن قادين) اي كبيرة القادينات او(خاصكي سلطانة) لتقترب من درجة السلطانة وتصبح السيدة الاولى ويكون ابنها كالعادة ولي العهد طالما هو اكبر الابناء ويتولى العرش اذا لم تصادفه مؤامرة تسلبه الحياة .
يتم تربية ولي العهد داخل جدران الحرملك حتى يبلغ الثانية عشر وبعد ذلك يتم اخذه بعيدا من اجل تعليمه
علوم الرجال وفنونهم وحروبهم.
ولآ يسمح للمحظية بإنجاب أكثر من إبن واحد حتى لا تغرس شوكتها داخل البلاط، ولكن هناك استثناءات بالتأكيد حسب هوى السلطان. كمآ إن الزوجة الرسمية للسطان تعيش داخل الحرملك وتكون قريبة نوعاً ما من هولاء المحظيات حسب ما يلائم مزاجها فالكل خلق لخدمة السلطان.
فكان للسلطان إن يتزوج من الحرائر مثنى وثلاث ورباع ، فكان منهن مسلمات ومسيحيات من الحرائر اللواتي لم يمسسهن رق أو أسر ويتزوجهن السلطان بعقود شرعية في عهد السلاطين السبع الاوائل ابتداءاً من السلطان عثمان الأول وانتهاءاً بالسلطان محمد الفاتح 1299-1481 م.
لكن بعد ذلك نبذ هولاء السلاطين الحرائر للمحافظة على سلالة بني عثمان من المطامع الخارجية وفضلوا عليهن الجواري الحسان اللواتي كن يتماوجن بقصر السلطان . فكان هم هولاء النسوة ان تقوم بولادة الذكر ( ولي العهد) فالبروتوكول العثماني كان يفضل التي تلد الذكر عن التي تلد الأُنثى ويخصص لها مخصصات مالية اكثر من الاخرى بالاضافة الى التقدير الزائد الذي تحصل عليه والدة ولي العهد .و لكن عدا ذلك فكل واحدة منهن تقيم في الجناح الخاص بها والحاشية الخاصة بها من وصيفات يقمن على خدمتها فتضم الحاشية عدد معين من الخصيان ورئيسا لهم يسمى ( اغا الطواشية ) أو ( اغا الخصيان) فبعضهم مخصص للخدمة واخر مخصص للحراسة فيكون مجموعهم اربعين خادم لكل سلطانة .ويقوم هذا الأغا بتلقي اوامر السلطانة وينقلها الى السلطان مباشرة اذا كانت هذه السلطانة هي والدة ولي العهد او ينقلها الى الصدر الاعظم (رئيس الوزراء)اذا كانت السلطانة من الدرجة الثانية .
كذلك تتواجد القابلة داخل هذه الجدران والتي تقوم بدور مهم في عملية انجاب ولي العهد والحرص على خصوبة السلطان والمحظيات من خلال توفيرها الاعشاب الملائمة وكذلك توفير وسائل منع الحمل بعمل سدادات قطنية تحتوي على الاعشاب وزيت الزيتون والعسل وهكذا دواليك حيث كانت لديها كتب معينة لتعزيز هذه الامور. فكانت تستخدم القطران الخشبي كوسيلة لمنع الحمل حيث يتم دهنه داخل المهبل او يستخدم لدهن القضيب..
كان التقليد ينص على أن ولادة ولي العهد بجعل المحضيه الملكية (أمه) جالسة على كرسي وتقوم القابلة بإخراج الجنين من أسفلها تعزيزاً لفكرة أنه ولي العهد منذ لحظة خروجه من رحم امه جاء من أجل العرش وسيموت في سبيله .
كانت السلطانة الاُم تتحكم في رؤية السلطان لزوجاته وابناؤه وكيف سيتم تقديم هولاء للبلاط ٬ كانت حريصة على ابنها السلطان لان موت ابنها دليل على نهاية حكمها.
السلطانة الام منذ القرن السادس عشر اصبحت بمجرد ان يموت زوجها السلطان تحرض ابنها الذي سيخلف ابيه على قتل كل اخوته الذكور من المحظيات الاخريات فلا ينازعه احد بالحكم وبعد ان تتم هذه المجازر ويتم اخراج التوابيت لهولاء الاخوة المضطهدين ويوارون التراب تبدأ الان هذه الأُم بالتكفير عن ذنوبها من خلال بناء المساجد وتوزيع الطعام للفقراء وتوزيع الصدقات التي لاتنتهي ٬وهذا يعكس مدى عمق الازدواجية في نفوس كل من شم نسيم الشرق وشرب مياهه فمتى نتغير ؟! …
عندما تتقدم هؤلاء النسوة ( حريم القصر ) بالعمر وتشيب رؤوسهن ر كان يسمح لهن باستزادة التعليم كتعلم الآداب وإلقاء الاشعار وبعض التاريخ والجغرافيا لكي يصبحن معلمات الجيل الجديد من المحظيات الشابات أو ببساطة يتم نفيهن إلى ما يسمى (بقصر الدموع) حتى توافيهن المنية..
في السنوات اللاخيرة عندما بدأت الإمبراطورية العثمانية العجوز بالإحتضار كانت الكثير من هؤلاء النسوة يستطعن التحدث وكتابة اللغة الفرنسية ، وسمح لهن بقراءة مجلات الموضة والأزياء…
كان موضوع الحريم ولا يزال مثير جدا للمستشرقين والثقافة الغربية على العموم أما الشرق فلم يكن يسمح لهم بذكر هؤلاء النسوة فهن شرف السلطان كما نلمس هذا الشئ حتى هذه اللحظة فالانثى شرف ابيها وشرف زوجها وشرف اخيها وشرف العشيرة . فأكثر بنات حواء كن ولآ زلن بوعي او بدونه مسخرات لخدمة النظام الأبوي الطبقي وادخال الهجة والسرور له .
لكن على الأقل نستطيع أن نبرر عصر الجواري للدولة العثمانية من انه كان متسقاً مع طبيعة وثقافة العصر متابعاً لجواري الخلفاء العباسيين والامويين.وانشائهم دولة وحضارة نسبية نوعاً ما يفخرون بإنتمائهم لها .أما الآن مع كل هذه العلوم الغير محدودة والأكتشافات اليومية والآفكار التي لا حصر لها والتحرر من سلطان التجهيل واحكام العقل بدون سيطرة دينية او ما شابهها ٬ نجد العالم سواء في الشرق او في الغرب يسعى لتثبيت ثقافة الجواري والغلمان ( ففي الوقت الحالي الهم الأول والأخير لأي انثى او ذكر كيف يجعل جماله مصدراً للرزق فنرى الإناث تكثر من الشد والحقن والذكور من المكملآت والعضلآت ) فالمال والجاه تمثالان من ذهب لهما تصلي بكل لغاتها الأُمم.



#شهد_السويدي (هاشتاغ)       Shahad_Al-suwaidi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن عبيد البروباغندا؟!
- مراجعة كتاب (اقنعة جنسية)
- من غرس بذرة انعدام المساواة بين البشر؟


المزيد.....




- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شهد السويدي - فقاعة (الحريم العثماني)