أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نورجان سرغاية - الاستبداد منا وفينا














المزيد.....

الاستبداد منا وفينا


نورجان سرغاية
كاتبة وناشطة مجتمع مدني

(Nourjan Srghaieh)


الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 04:02
المحور: المجتمع المدني
    


تتجلى مظاهر الاستبداد في حيواتنا منذ أن نبصر النور وترافقنا إلى النهاية ما لم نخلع ردائها. وغالبا تتزامن ولادة أولى بوادر الرفض والتحدي للاستبداد في كنف الأسرة، حيث يقوم الأب صاحب العقلية القمعية "كلمته ما بتصير أتنين" بدور الموجه ويمارس في نطاق الأسرة صلاحياته المطلقة عن دراية أو جهل، يتدخل بكل صغيرة وكبيرة لدرجة أنه يحدد شكل تسريحة الشعر المناسبة لبناته وبنيه. يصغي باهتمام لآراء الأقرباء من أعمام وأخوال وبعض الجيران، بل وحتى نادل المقهى الثرثار. وفقا لذلك هو وحده الذي يحدد ما هو السلوك السوي، وبذلك يُجنب العائلة القيل والقال لئلا تلوكها الألسن، وإلا (شو بدهم يقولو عنا الناس).
وكذلك تفاديًا لِلَكْمةٍ موجهة من فوق سبع سماوات تهوي بنا من قمة عرش الأخلاقيات المصطنعة إلى القاع. هكذا طفولة تُغرس فيها بذرة طأطأة الرأس لابد وأن ينتج عنها مجتمع مفصول عن معنى الحرية، وينمو المستبد في دواخله بالتدريج في كافة مراحل حياته: المعلم والتلاميذ، ذوي السلطة على الدهماء، الأغنياء على الفقراء، الوزراء اللصوص وكبيرهم على الشعب، يكبر ويكبر في داخله الحجاج وتستمر أشكال مصادرة أبسط أشكال حرياته الإنسانية، وصولا لترويضه ودون عناء يتقبل اللامنطق ويتنازل عن جزء كبير من أناه ويموت النزوع للحرية فيه، ويصبح فردا قابلا للتدجين.
وفي مرحلة ما تبدأ معركة صراع في وعينا تطرح بضع اسئلة بإلحاح مفادها عدم تقبل فكرة "انصياع الخراف" والتي تقودنا طواعية لمذبحة اللاوجود، تلك هي نقطة الاستيقاظ، لكنها غالبا استفاقة رعناء غير منظمة تختلط فيها هرمونات الحياة فلا نستطيع تحديد الأولويات، وتتجذر فكرة رفض السائد لمجرد الرفض... وقد تبلغ بنا الجرأة على إشعال سيجارة، ننفث دخانها دوائر…تحملنا حلقاتها إلى الإمساك بأول التحدي وبداية الثورة على الواقع المريرٍ. نتوهم أن إثارة غضب ذلك الحجاج نصرا لنا دون أدنى تفكير بالعواقب، انه تفكير طفلٍ أغضبه حيازة الكبار لقرار توقيت نومه واستيقاظه.
مما سبق على صعيد الأفراد، ومجموعه يشكل سمة المجتمع، هذا ما يفسر الكم الهائل من التعداد السكاني في المشرق يقابله تصحر ثقافي وعلمي وغياب شبه تام لروح الابتكار -إلا ما رحم ربي- كما لم ينعم شرقنا العقيم من انتاج أي فكرة تحرره من جلاده.. واقصد هنا (ذاته) المكبّلة بثقافة الاستبداد… ديمقراطيته المزعومة تتناغم طردًا مع ايديولوجيته الطائفية والعرقية والاثنية، ولكي يُنتِج مفهوم المواطنة والعيش المشترك عليه إعادة صياغة دستور عقلي ونفسي سوي لذهنية وسلوك يتوافقان ومتطلبات التغيير والحرية والعدالة. وما سوى ذلك ستظل الثورة على المثبطات عبارة عن "اشعال سيجارة" ونفث دخانها بدوائر...!
مازلنا كأفراد متورطين بتشويه الإنسان فينا، نستسيغ بل ونشجع التمييز ضد الآخر الديني والعرقي والاقتصادي والاجتماعي، وننزع عنه كل قيمة أخلاقية وإنسانية ووطنية، لكننا نسبغها على من يوالينا فقط.
لا شك التغيير قادم شريطة أن نعي ونؤمن بأن حرياتنا تمثل الركيزة الأساسية لتطورنا، آنئذ نبدأ بالتغيير وفقًا لمعايير المصالح المشتركة مبصرين متبصرين.
https://www.facebook.com/nour.jan.58152/
2/12/2021
لندن – المملكة المتحدة



#نورجان_سرغاية (هاشتاغ)       Nourjan_Srghaieh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا على كف عفريت
- كانوا خلفنا، لماذا تقدموا وتأخرنا؟


المزيد.....




- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...
- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نورجان سرغاية - الاستبداد منا وفينا