أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نيكلاس ألبين سفينسون - العالم يتضور جوعا رغم وجود فائض من الطعام














المزيد.....

العالم يتضور جوعا رغم وجود فائض من الطعام


نيكلاس ألبين سفينسون

الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يوجد، في الوقت الحالي، 800 مليون انسان لا يحصلون على كمية كافية من الطعام، و45 مليونا على شفا المجاعة. يعتبر هذا الواقع إدانة مطلقة لمجتمع تمكن فيه السكان الأكثر ثراء من كسب أربعة تريليونات دولار خلال السنة الأولى من تفشي جائحة عالمية.

على مدى الأشهر القليلة الماضية كانت الحقيقة الصارخة هي أن 23 مليون شخص في أفغانستان واجهوا خصاصا حادا في الأمن الغذائي، ووصل 09 ملايين شخص إلى “مستويات الطوارئ”، وفقا لتقرير إدارة تصنيف حالات الأمن الغذائي IPC. في جزيرة مدغشقر الصغيرة وحدها يواجه 300.000 شخص مجاعة من الدرجة القصوى. وهناك 16 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، والقائمة تطول.

عانى البشر طيلة قرون من الجوع بسبب نقص الغذاء. كان نقص المحاصيل يؤدي إلى إغراق الملايين في المجاعة، لأنه لم يكن هناك طعام يمكن تناوله. كان البشر عرضة لأهواء الطبيعة: الجفاف والفيضانات وموجات الصقيع وجميع أنواع الكوارث. ومع وجود اقتصاد محلي وتجارة محدودة، كان من المستحيل تعويض النقص في منطقة ما بإنتاج منطقة أخرى. لكن هذا لم يعد هو الحال الآن.

نحن ننتج حاليا أكثر مما يكفي لإطعام الكوكب بأسره. وكمية إنتاج الحبوب كافية لإطعام كل شخص في العالم مرتين، بما مقداره 2.8 مليار طن (أي ما يعادل 1 كيلوغرام للفرد في اليوم). كما أنه لدينا شبكة تجارة عالمية لا مثيل لها في التاريخ، حيث يتم نقل 11 مليار طن من البضائع في البحار كل عام.


لماذا إذن يواجه 10 % من سكان العالم انعدام الأمن الغذائي؟ ولماذا يعاني خُمس أطفال العالم من إعاقة نموهم بسبب نقص التغذية؟

في الآونة الأخيرة دخل المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، في خلاف على تويتر مع الملياردير إيلون ماسك. طلب بيسلي من أصحاب الملايير التبرع بستة مليارات دولار لإنقاذ حياة 42 مليون شخص. بينما حاول ماسك زرع الشكوك حول هذا الادعاء، وطلب من بيسلي أن يقدم “محاسبة مفتوحة المصدر” (؟) لإظهار كيفية إنفاق الأموال.

يمكننا أن نطلب من ماسك أن يفعل الشيء نفسه مع شركاته، التي تستمر واقفة بفضل الامدادات الهائلة التي تتلقاها من المال العام، لكنه قد يشعر بالإهانة جراء ذلك.


إذا تنازل أصحاب الملايير في العالم عن 0.15 % من تلك الأربعة تريليونات دولار التي كسبوها العام الماضي، سيكون من الممكن إنقاذ الناس من الموت جوعا هذا العام. ومن المفترض أنهم إذا تنازلوا عن نسبة 03 % من تلك الثروة سيمكننا حينئذ ضمان حصول 800 مليون شخص جائع على ما يكفيهم من الطعام.

لكن وكما اكتشف بيسلي فإنه من الصعب للغاية إقناع الرأسماليين في العالم بالتخلي عن أموالهم. كما أن ماسك يعارض بشدة فكرة أن يدفع هو أو أمثاله المزيد من الضرائب.

وليست أغنى بلدان العالم أفضل حالا. ففي حين أن الحاجة إلى المساعدات قد ازدادت بشكل كبير، نجد أن البلدان الأغنى قد قلصت مساعداتها. تم تخفيض الدعم الموجه للاجئين السوريين واللاجئين في شرق إفريقيا، وتخفيض الحصص الغذائية إلى النصف.

الحقيقة هي أن النظام الرأسمالي ليست لديه أية مصلحة في توفير الغذاء لمئات الملايين من الجياع. والمشكلة ليست في أن الطعام غير موجود، بل في أن الفقراء لا يستطيعون شرائه. لو تم استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، بما في ذلك المكننة، بشكل مناسب وعلى أساس خطة عقلانية، لكان في إمكاننا زيادة إمداداتنا الغذائية بشكل أكبر. لكنه لا يوجد ربح يمكن تحقيقه من وراء ذلك.

تقوم الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بإصدار الملصقات التي تدعوا إلى التخفيف من حدة المجاعة، لكنها غير قادرة إطلاقا على حل مشكلة الجوع. إنها تستمر أساسا من خلال تسول المال من الأثرياء، ولا تحصل إلا على القليل جدا في المقابل. يفرض النظام الرأسمالي البؤس على فقراء العالم، ولا يقدم سوى القليل من العون.

لدينا بالفعل كل الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم. ومن خلال إنهاء هدر الطعام، والاستثمار في تكنولوجيات أفضل، سيصير في إمكاننا ليس فقط تلبية تلك الاحتياجات الأساسية، بل وضمان مستوى معيشي لائق للجميع وبطريقة مستدامة.

لكن هذا لن يكون ممكنا إلا في ظل نظام اقتصادي يقوم على التخطيط العقلاني لتلبية الاحتياجات البشرية، وتنظيم موارد العالم لصالح العمال والفلاحين وفقراء العالم، وليس لصالح ربح مجموعة صغيرة من أصحاب المليارات.

11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021

ترجم عن النص الأصلي:

The world is starving: but there is plenty of food to go around



#نيكلاس_ألبين_سفينسون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الإصلاحية: التعاون الطبقي والتنازلات
- تفشي فيروس كورونا يهدد الاقتصاد العالمي
- شركة جاز للأدوية: استغلال المرضى لتحقيق أرباح بالمليارات


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله يستقبل مدير عام دائرة مناهضة الفصل العن ...
- ترامب يصادر أكبر ناقلة نفط فنزويلية والتوتر يتصاعد
- خطة ترامب المعدّلة لإنهاء حرب أوكرانيا تواجه عقبات جوهرية
- تباينات عميقة تعرقل تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة
- السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
- جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السر ...
- هجوم نادر على إسرائيل بالكونغرس وحديث عن جريمة حرب في لبنان ...
- غواصة روسية تبحر 3 أيام قرب بريطانيا
- ما تفسير البيت الأبيض لوضع ترامب ضمادة على يده؟
- أوكرانيا تقدم لترامب مسودة من 20 بندا لإنهاء الحرب - ماذا تت ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نيكلاس ألبين سفينسون - العالم يتضور جوعا رغم وجود فائض من الطعام