أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - راش أودين - حقوق الإنسان والمثلية الجنسية: سؤال وجواب.













المزيد.....

حقوق الإنسان والمثلية الجنسية: سؤال وجواب.


راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)


الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 21:20
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


هذه المقالة متوفرة للسماع على شكل بودكاست عبر هذا الرابط:
https://youtu.be/H-B1sjde4wY


1) ما هي المثلية الجنسية؟ وهل هي ميول مؤقتة؟

المثلية الجنسية هي ميول بالإنجذاب الرومانسي والجنسي نحو أفراد من نفس الجنس بمعنى أن الذكر ينجذب لذكر مثله أو الأنثى تنجذب لأنثى مثلها. المثلية الجنسية هي خلاف المغايرة الجنسية والتي تعبِّر عن ميول الفرد للإنجذاب للجنس الآخر حيث الذكر ينجذب للأنثى أو الأنثى تنجذب للذكر، وتعتبر المغايرة الجنسية ميولاً سائداً لأغلبية الناس. المثلية الجنسية ليست نزوة مؤقتة وليست فقط حكراً على فترة المراهقة بل هي تستمر مع الشخص مثل ما يستمر الميول المغاير لدى أغلبية الناس تماماً. قد يلجأ بعض المغايرين للدخول في علاقات مثلية عندما لا تسمح لهم الظروف بالدخول في علاقة مع شريك من الجنس الآخر، وبما أن هذه العلاقة لا تتضمن الإنجذاب المتبادل من الطرفين فذلك يعني أنهم ليسوا مثليي الجنس بالضرورة. بعض الناس لديهم ميول جنسية مزدوجة فهم ينجذبون لأشخاص من نفس جنسهم وكذلك ينجذبون لأفراد من الجنس الآخر (لكن هذا لا يعني الدخول في علاقات مع أكثر من شريك في نفس الوقت). مثليو الجنس ذكوراً وإناثاً لا يختلفون مع بقية الناس إلا في ميولهم الجنسية رغم وجود صور نمطية خاطئة حولهم، إلا أنه لا يمكن معرفة من هو مثلي أو مثلية من نبرة الصوت أو لغة الجسد أو نوع الملابس أو الإهتمام الأكاديمي أو المهني أو التوجه السياسي أو الإنتماء الديني. المثليون لهم شخصيات وقناعات واهتمامات مختلفة لكن أغلبهم يتفقون في الرغبة بالعيش بأمان بدون التعرض للعنف أو المعاملة العنصرية أو التعرض لمحاولة اصمات اصواتهم أو محو حقيقة وجودهم أو معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.


2) هل المثلية الجنسية اختيار؟

الناس لا تصبح مثلية عن اختيار. إذا أردت إثبات عكس ذلك فيجب عليك أن تجرب أن تختار أن تكون مثلي الجنس أو مثلية الجنس. يجب عليك أن تقنع نفسك أن الجنس الآخر ليس مثيراً لك جنسياً ويجب عليك أن تقنع نفسك أن من يماثلونك في الجنس جدا مثيرون وجذّابون جنسياً. هذا أمر مستحيل فنحن كبشر نستطيع فعل ما نريد لكن لانستطيع أن نتحكم فيما هي الأشياء التي نريدها وهذا لا يلغي واجبنا في منع من يريدون أذية الآخرين من فعل ذلك. إن ترك الناس ليكونوا على طبيعتهم ومتصالحين مع ذواتهم عندما لا يكون في ذلك عدوان على الآخرين هو التصرف العقلاني لكل إنسان يحب الخير للغير. مثلما أن الشخص لا يختار لأي جنس ينجذب، هو أيضاً لا يختار وطنه، لهذا يجب أن يكون الإنسان آمن في وطن يكفل جميع حقوقه البديهية ويحميه من اعتداءات الآخرين عليه بغض النظر عن جنس من يحب أو تحب.


3) لماذا لا يقاوم المثليون ميولهم؟

قد يقول البعض للمثليات والمثليين: "صحيح أنكم مختلفون في الميول لكن لماذا لا تقاومون ميولكم ورغباتكم؟" قد يكون أصحاب هذا السؤال ذوي حسن نية لكنهم يغفلون عن أنه يتضمّن طلب غير عادل، فالحب الرومانسي هو من أقوى المشاعر الإنسانية وحرمان مجموعة من الناس منه خاصة من هم من نفس الفئة العمرية ولديهم حب متبادل هو ظلم كبير لهم. لنفترض أن لك ميول جنسيّة مغايرة أي أنك تحب أفراد الجنس الآخر وتنجذب إليهم جنسياً هل يحق لنا حرمانك من كل علاقة مع الجنس الآخر حتى ولو باسم الزواج؟ ماذا لو سمحنا لك بالزواج حصراً بأي فرد من أفراد جنسك، أي أنه يجوز لك الدخول في العلاقات المثلية فقط فهل هذا عرض كريم ومغري؟ إن إصرار أحدهم على حرمان المثليين بما لا يرغب هو ذاته أن يتم حرمانه منه يعتبر تناقض ناتج عن تفكير غير سليم.

4) هل المثلية الجنسية طبيعية؟ هل هي مرض؟ هل هي أخلاقية؟
كثير من الناس يبررون تأيدهم لتجريم المثلية الجنسية بوصفها بالغير طبيعية. سيكون ردنا بأن نخبرهم أن كل شيء موجود في الطبيعة بدون تدخلنا هو طبيعي وهذا ينطبق على المثلية الجنسية الموجودة أيضا في الحيوانات وليس فقط عند البشر، فالمثلية الجنسية ليست اختراع بشري. البعض يروجون لفكرة أن المثلية مرض نفسي وأن الغرب ترك تصنيفه كمرض نفسي لأسباب سياسية، لكن في الحقيقة، المثلية كانت تصنف كمرض نفسي مع غياب الدليل الموضوعي على ذلك. الأمر أشبه بأن تقول أن أصحاب العيون الزرقاء مرضى لأنهم مختلفون عن اغلبية البشر، لهذا المثلية الجنسية ليست مرض نفسي إلى حين إثبات أنها مرض نفسي بأدلة موضوعية وليس فقط آراء شخصية أو دينية. طبعاً ليس كل ما هو طبيعي هو شيء أخلاقي لكن المثلية هي هوية ميول جنسي وليست اعتداء على الآخرين عند تحقق التراضي (التراضي لا يتحقق عندما يتعلق الأمر بقاصر وآخر بالغ لأنه يعتبر إستغلال جنسي لشخص ليس بنفس مستوى النضوج العقلي) وبالتالي المثلية الجنسية لا تتعارض مع الأخلاق لذاتها وحسب.


5) هل لا يستطيعون المثليون بناء أسرة؟

هناك من يقولون أن المثلية الجنسية فقط اتباع شهوات بينما الرجل والمرأة لديهم هدف مقدس وهو إنجاب الأطفال لهذا يجب تجريم المثلية! يكون ردنا بتذكير هؤلاء بأن ليس جميع النساء والرجال قادرين على الإنجاب فهل يعني هذا أن علينا تجريم ممارستهم للجنس أو حتى الظهور في علاقات عاطفية ونحرمهم من الزواج؟ أيضا نذكرهم أن العلم الحديث قدم عدة حلول لمسألة التكاثر للزوجين المثليين لا يسعنا ذكرها. لكن يضل تبني الأطفال المحتاجين لأسرة هو أبسط حل لهذه المشكلة وأفضل من تحمل التداعيات الأخلاقية لجلب طفل إلى عالم مليء بالمشاكل خاصة أن العالم لا يعاني من نقص في السكان بل العكس تماماً مقارنة بما قبل الثورة الصناعية. ليس هناك أي دليل على أن الأطفال الذين يتم تبنيهم من قبل عائلة مثلية يكونوا أقل سعادة أو أقل نجاحاً من الذين يتم تبنيهم بواسطة عائلات تقليدية في المتوسط، لكن من المؤكد أنه من يتم تبنيهم يحصلون على بيت يؤويهم وطعام يكفيهم ويحصلون على تعليم ورعاية صحية أفضل من الذين ينتهي بهم المطاف بدون عائلة في دار الأيتام، بغض النظر عن ما يفعله اللذان يقومان بالتبني في غرفة نومهما (طالما لم يدخلا الأطفال في الموضوع) سواء كانت علاقتهما مثلية أو مغايرة. طبعاً هناك حالات علاقات أسرية فاشلة في بعض الأسر المثلية مثلما أن هناك حالات علاقات أسرية فاشلة في بعض الأسر التقليدية. وجود تلك الحالات لا يعني أنه يحق لنا أن نمنع الجميع من تكوين أسرة وإنما معالجة تلك الحالات بشكل فردي.


6) هل المثلية الجنسية تسبب الأمراض؟

من الخرافات السائدة هو الإعتقاد بأن المثلية الجنسية تسبب الأمراض مثل الإيدز! طبعاً هذا إدّعاء خاطئ تماما ومنافي للعلم، فالمثلية ليست مصنع بيولوجي متطور يمكنه صناعة الحمض النووي للفيروسات أو أي نوع من الميكروبات التي تسبب الأمراض. كل ما في الأمر أن ممارسة الجنس بشكل عام سواء مثلي أو مغاير مع شخص مصاب بمرض ينتقل جنسياً سيصيبك بالعدوى. الحل لهذه المشكلة هو أن يكون لديك وعي صحي وثقافة جنسية واتخاذ الوقاية والاحترازات وربما إجراء الفحوصات الدورية وأخذ اللقاحات المتوفرة ليكون الجنس آمناً وهذا صعب التحقق بدون تعاون المجتمع ككل. لأن السلوك الجنسي المثلي لا يترتب عليه حمل وولادة كان المثليين يعتقدون أنهم لا يحتاجون لاستخدام واقيات أو عوازل وهذا كان سبب سهولة انتقال العدوى وهو ما يمكن تفاديه بنشر الوعي عن كيفية ممارسة الجنس الآمن.


7)هل التقزز حجة؟

أولا ليس لأحد الحق في أن يكون له رأي مُلزم في كيفية عيش الآخرين لحياتهم الخاصة طالما لم يؤذوا غيرهم في شيء. أن لا تحب أو تتقزز من أسلوب البعض ليس مبرر إطلاقاً لتدخلك في حياتهم وفرض رأيك عليهم. ما تحبه انت قد يكرهه الآخرون وقد يجدوه مقززاً لأنه شيء غير مألوف لديهم. هناك مَن يتقزز مِن أكل بعض الخضروات أو مِن أكل الجراد ولحم الإبل والسحالي أو مِن أكل لحم الخنزير والأرانب... التقزز ليس حجة وإنما مسألة برمجة اجتماعية أثناء الطفولة للأشياء غير المألوفة أو التي لا يألفها معظم الذين من حولك. قد نعترض على أكل لحوم الحيوانات من ناحية انها كائنات حية تشعر بالألم وأننا لسنا بحاجة ماسة للحومها لكن هذا موضوع آخر.


8) ماذا أفعل إذا كنتُ لا أريد المثلية الجنسية لأفراد أسرتي؟

هناك من يبرر عدائه للمثلين بالقول: أنا لا أريد من أخي أو أختي أو حتى أبنائي أن يكونوا مثليين لهذا لا أريد أن يحصل ذلك للآخرين أيضاً! لمثل هؤلاء نقول أن ما تفعله أنت أو غيرك من معاداة لمثليي الجنس لن يلغي هويتهم ولن يجعل عددهم أقل في الحقيقة وإنما تجعل حياتهم أصعب. إذا حدث وأن كان أحد أقاربك مثلي الميول الجنسية فعداؤك للمثليين يجعل حياته أو حياتها أكثر تعقيداً وبؤساً ولا تساعده أو تساعدها بشيء، وهذا يتنافى مع معاني الحب والتضامن العائلي والترابط الأسري واحترام قرارات أفراد أسرتك الشخصية.


9) هل المثلي يعتدي على الناس؟ أم هل المثليون هم ضحايا إغتصاب؟

يقول البعض أن المثليين بإمكانهم إلحاق الضرر بالمجتمع لهذا يجب تجريم المثلية. نقول لهؤلاء أن المغايرين بإمكانهم أيضا إلحاق الضرر وهذا لا يعني أنه علينا تجريم الجنس المغاير بل معالجة تلك الحالات التي يحدث منها الضرر فقط، مثل الإغتصاب واستغلال الأطفال جنسياً فهنا يتدخل القانون. لا أحد يتحول للمثلية بعد التعرض للاغتصاب من نفس الجنس وكذلك لا أحد يتحول للمغايرة بعد التعرض للإغتصاب من الجنس الآخر ومع هذا يبقى الإغتصاب جريمة شنيعة تستلزم العقاب الرادع على الغاصب سواء كان مغاير أو مثلي.


10) هل المثلية إهانة للجنس الآخر؟ هل المثلية معدية؟

قد يلجأ البعض للقول أن المثلية عند الرجال فيها إهانة للمرأة أو أن المثلية عند النساء فيها إهانة للرجال أو لن يتبقى لهم أحد لممارسة الجنس معهم وسيعيشون وحيدين وبائسين بسبب قسوة قلوب المثليين والمثليات وتكبرهم. سنرد على هؤلاء بأن عدم اشتهائك لأحد أقاربك جنسياً لا يعني أنك تكرهه أو تستعلي عليه أو تهينه أو أنك ضد التكاثر وتريد انقراض البشرية. أيضا يستحيل أن يكون جميع الناس مثليين فهذا لم يحدث حتى في أكثر الدول انفتاحاً ودعماً للمثليين، لأن المثلية ليست معدية. كل ما يحدث في تلك الدول أن المثليين ذكوراً وإناثاً ليسوا بحاجة للتخفي ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي بكرامة وليس أنهم يتكاثرون بتحويل غير المثليين إلى مثليين.


11) هل المثلية هي الجنس الشرجي؟ وهل يجب تجريم هذا النوع من الجنس؟

يظن البعض بأن اعتراضهم على المضاعفات الصحية التي قد تنتج من ممارسة الجنس الشرجي هو مبرر لتجريم المثلية الجنسية لكنهم يغفلون أن المثلية الجنسية ليست مقتصرة على الجنس الشرجي وأن ممارسة الجنس لا تقتصر على الإيلاج، فليس كل المثليين من الرجال يمارسون هذا النوع من الجنس وكذلك المثليات من النساء، بل يغفلون أيضاً أن المثلية لا تقتصر على ممارسة الجنس بل هي تعبر أكثر عن الإنجذاب لأشخاص من نفس الجنس وحبهم رومانسياً. غير أن الأزواج المغايرين (رجل وامرأة) منهم من يمارسون الجنس الشرجي في فراش الزوجية أو حتى غير المتزوجين لتجنب فض غشاء البكارة. لنفترض أنه يجب علينا تجريم الجنس الشرجي، كيف نعرف من الذي يمارسه بالتراضي؟ هل نركّب كاميرات في غرف النوم؟ هل نفحص مؤخرات الجميع رجالاً ونساءً وننتهك بذلك خصوصيتهم وكرامتهم؟ أم هل نشجع الناس على التجسس على بعضهم البعض وإفشاء أسرارهم؟ رغم استحالة تجريم الجنس الشرجي في حالة التراضي، لكننا أيضا نسأل أنفسنا لماذا نريد تجريم الممارسات التي تحدث بالتراضي وليس فيها اعتداء على الغير؟ هل يحق لنا أن نعاقب من يدخن في عزلة عن الناس لأنه قد يسبب مرض السرطان لنفسه؟ ماذا عن إلقائه من شاهق؟ ماذا عن قتله لأننا قلقين على صحته؟ ألا يبدو هذا النوع من التفكير ساذجاً؟ يقول البعض أن استخدام أعضاء الجسم لفعل شيء غير وظيفتها الرئيسية أمر سيء في ذاته لكنهم يغفلون أن هذا يحصل طوال الوقت عندما يستخدمون أرجلهم للعب كرة القدم أو آذانهم لتعليق الأقراط أو السماعات أو استخدام الأيدي للكتابة بدل تسلق الأشجار وجني الثمار.


12) ماذا يجب أن نفعله تجاه من يمارسون الجنس الشرجي؟ وأشياء أخرى.

عند ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي يمكننا إعطاء الناس التوجيهات اللازمة لتقليل المخاطر مثل أنه يجب أولاً تنظيف الجسم بشكل عام والأعضاء الحساسة بشكل خاص وأن تتبع إجراءات الجنس الآمن جميعها بدءاً بالبحث عن وقراءة جميع التعليمات من مصادر موثوقة... يجب أيضا أن لا تكون الممارسة مؤلمة بل ممتعة للطرفين لهذا شعورك بالألم يعني أنه عليك التوقف والمحاولة بطريقة أخرى أو وقت آخر أو بسرعة مختلفة أو استعمال مزلقات أكثر أو محاولة الإسترخاء أو تدليك الأنسجة المتوترة.....إلخ. إذا استمر الألم فهذا يعني ان هذا النوع من ممارسة الجنس لا يناسبك وعليك بممارسة أشياء أخرى أكثر إمتاعاً مع شريكك. يفيد الناس التذكير بأن الشعور بالألم مهم لكي تعلم أنك لا تؤذي نفسك لهذا يجب الامتناع عن تعاطي أنواع المخدرات قبل ممارسة الجنس. يفيد أيضاً التذكير بعدم الخجل من إلقاء التوجيهات لشريكك فهذا هو جسمك أنت ولا يحق له أن يفعل أو تفعل بك ما يشاء أو تشاء…. تكرار نفس الممارسة في فترات زمنية متقاربة قد تسبب تمزقات وتضاعفات ولا تعطي الوقت الكافي للجسم للتشافي. تلك التعليمات تفيدهم وتعبر عن اهتمامك بهم وليس جلدهم أو رجمهم أو رميهم من شاهق أو حتى قتلهم لأنك تهتم بصحتهم!!! قبل ختم هذه الفقرة سأذكركم مجدداً أن الجنس الشرجي ليس جزء من المثلية الجنسية وإنما هو مجرد نوع من أنواع الممارسات الجنسية التي قد يمارسها الكثير من المغايرين أو غير المثليين، ولا يمارسها كل المثليين أو المثليات. لكن لا يمكن عقلا عقاب الناس على استعداديتهم لتقبل المخاطرة لجني شيء من الفائدة طالما لم يضروا الآخرين الذين لا يريدون وليسوا مستعدين للمخاطرة. فلو كانت هذه الممارسات ليس فيها فائدة لهم لما مارسوها من الأساس ولست أنت من تقرر كيف يعيشوا حياتهم الشخصية بنائاً على معتقداتك.


13) هل يجب حظر المثلية الجنسية لأن ليس فيها فائدة لي؟

إن عدم كبت الميول الجنسية غير المؤذية للآخرين يعود بمنفعة عاطفية ونفسية لأصحاب ذلك الميول وليس من الضرورة أن يستفيد الآخرون طالما لم يكن هناك ضرر عليهم. مثلما الزواج والعلاقات غير المثلية قد تكون بها منفعة لك لكن الآخرون لن يستفيدوا من ذلك بل ربما يمكننا القول أنك جعلت خياراتهم أقل لأن شريكك الجنسي لم يعد متوفراً لهم، هل هذا يعني انه يجب منعك من الزواج وممارسة الجنس؟ إذا أنت أنجبت أطفال ماذا يستفيد الآخرون؟ ربما انت تستفيد فقط وربما لا أحد يستفيد وربما يكبر لينافس أبناء الآخرين على الوظائف والموارد والفرص المحدودة أو ربما سيصبح طاغية ظالم أو يعمل لصالح أحدهم وبالتالي أنت سببت ضرر للمجتمع غير مباشر.


14) ماذا لو كان الإله لا يحب المثلية الجنسية؟

إذا كان هناك حقاً إله فلا يمكن للمثلية أن تؤذيه بشيء وإذا افترضنا أن ذلك الإله عقلاني فلن ينزعج من شيء لا يضره وليس فيه عدوان على الغير وإذا افترضنا أنه رحيم فسوف يريد من المثليين أن يعيشوا حياتهم بسعادة وأمان أما إذا كان الإله غير عقلاني وليس برحيم فلا يمكن ان نسميه باله ولا يستحق منّا أي اعتبار لأنه لا يمكن التعامل مع كيان غير عقلاني ولا يمكن الثقة بكيان غير رحيم وأي ادعاء من أي جهة متدينة بخلاف ذلك هو ادعاء مناقض للعقل ولا ينبغي تصديقه فإما أن يكون دينهم باطل أو فهمهم له قاصر. ليس هناك أي مبرر لجعل أي كيان سواء كان إله أم ليس إله يكره أو ينصب العداء لأي فرد أو مجموعة فقط لميولهم الجنسية المثلية وأحد التفسيرات المنطقية لعداء الكثير من الأديان للمثلية أنها أديان الأغلبية التي تبقت بعد سحق ديانات الأقليات خاصة عندما كانت الحياة أكثر همجية مما هي عليه الآن. أيضا من يقومون بتأليف وتفسير الكتب الدينية هم الذكور الذين ينتمون للأغلبية لهذا من الطبيعي أن لا تكون منصفة لكل من كان مختلف عنهم وهذا أيضاً يفسر تهميش نفس تلك الأديان للنساء. المعتقدات الدينية أو غير الدينية لأي شخص أو طريقة فهمه لها لا يعني أنه يحق له أن يعتدي على الآخرين جسدياً أو لفظياً أو يعاملهم بعنصرية.


15) ما الذي يواجهه المثليون في البلدان العربية؟

المثليون ليسوا محميين بالقانون بل القانون غالباً ضدهم بوضع عقوبات كالغرامات أو السجن أو الجلد أو الإعدام أو الرجم حتى الموت، وهذا ما يجعلهم عرضة لخطابات الكراهية والعنف والابتزاز وعدم تقبل أسرهم لهم مما قد يؤدي بالبعض لكراهية النفس أو التشرد أو التعرض للضرب أو التعذيب والتشويه أو للقتل من قبل الأقارب أو التنظيمات الإرهابية أو العصابات الشوارعية أو حتى الحكومات أو قد يقود البعض منهم لمحاولة الإنتحار. أغلبية المثليين والمثليات في البلدان العربية يضطرون لإخفاء هوياتهم وميولهم الجنسية ويُجبَرون على الزواج بشركاء لا ينجذبون إليهم جنسياً أو عاطفياً ويعيشون حياة غير سعيدة وخالية من التصالح مع الذات. بعض المثليين العرب يضطرون للجوء في بلدان أخرى لكن الأغلبية ليس متوفر لها هذا الخيار. هذا الظلم المسكوت عنه تجاه المثليين قد يقع ضحيته غير المثليين أيضاً بمن تُلصق بهم التهم بنائاً على أحقاد شخصية أو صور نمطية من نبرة الصوت وطريقة الكلام أو البنية الجسدية أو الشخصية أو ذوقهم في انتقاء الملابس ليتعرضوا للتنمُّر وأنواع أخرى من العنف منها إجبارهم على الخضوع لفحص شرجي مهين رغم أن هذا الفحص ليس علمي وليس معترف به في الأوساط الطبية. المثليون العرب لا يستطيعون حتى الدفاع عن ذواتهم بدون تعريض أنفسهم لخطر أكبر أو للملاحقة القانونية بتهمة الترويج للمثلية ونشر الفسوق. لأن المثليين أقلية فإنهم يضطرون لمواجهة طغيان الأغلبية التي لا ترغب بتواجد أحد مختلف عنها إما عن جهل يولد الخوف والنفور الأعمى عن ما هو ليس مألوف أو بسبب أفكار لاعقلانية ناتجة عن جهل مُركّب تم توارثها وتقديسها، لهذا يتوجب على المثليين التكاتف في الدفاع عن بعضهم البعض وعن الأقليات الأخرى في كل مكان التي تتعرض للاضطهاد فقط لأنها مختلفة عن الأغلبية.



مقالات إضافية ومواد أخرى للمزيد:



أنا أصدق العلم: هل تعد المثلية الجنسية خيارًا ؟
https://youtu.be/8rFoLvojo0I


لست وحدك. مثليون يتحدثون عن قصصهم:
https://youtu.be/AxT0I6crASk



آلان تورنج. فلم يحكي قصة عالم بريطاني مثلي الجنس الذي يعتبر أبو الحاسب الآلي الحديث:
https://www.youtube.com/watch?v=LP_p0xDMpxM&feature=emb_title



عبد الرحمن عقاد يحكي قصتة مع ميوله الجنسية المثلية.
https://www.youtube.com/watch?v=kj_OChxJWxE&feature=emb_title



مثلية مغربية تحكي قصتها.
https://www.youtube.com/watch?v=143P8y8HQaU&feature=emb_title



طبيب نفسي يتحدث عن المثلية على قناة 24 الفرنسية:
https://www.youtube.com/watch?v=IKs0_IFo1Hg



ياسين مسلم مثلي بلا حقوق.
https://www.youtube.com/watch?v=3k5Nx8T9nTo



قصة سارة حجازي. على بي بي سي ترندينق:
https://www.youtube.com/watch?v=TNrmMWUCi98&feature=emb_title



تقرير قناة الحرة عن المثلية الجنسية:
https://www.youtube.com/watch?v=hSe3ko_RBQ0&feature=emb_title



بعض المثليين العرب يضطرون للجوء في بلدان أخرى لكن الأغلبية ليس متوفر لها هذا الخيار.
https://www.youtube.com/watch?v=WWFWY2h8RQQ



مثلية عراقية تجيب عن بعض الأسئلة للمثليات العرب.
https://youtu.be/mpShtgafZ2g



حقائق عن المثلية الجنسية، رابط الوصول:
https://myscience.space/articles/biology/%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/



محتوى قناة دي دبليو الألمانية عن المثلية الجنسية باللغة العربية، رابط الوصول:
https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/t-18641877



مترجم: لماذا ترفض بعض الدول المثلية الجنسية؟ المال والديمقراطية والدين، رابط الوصول:
https://www.sasapost.com/translation/homosexuality-disapproval/



المثلية الجنسية علميا وتاريخيا ودينيا واجتماعيا، رابط الوصول:
https://dkhlak.com/about-homosexuality/



اختبار سُلّم كينزي لقياس المثلية والمغايرة الجنسية، رابط الوصول:
https://www.idrlabs.com/eg/kinsey-scale/test.php



المثلية الجنسية: عوامل، أسباب وهل يمكن اختيار التوجه الجنسي؟ رابط الوصول:
https://fikr7or.com/homeosexuality-factors-and-causes/


علاج المثليين: أكثر من مجرد تعذيب، رابط الوصول:
https://www.ida2at.com/gay-treatment-torture/



السبب العلمي وراء المثلية الجنسية، رابط الوصول:
https://www.ibelieveinsci.com/?p=7968



حقائق عن المثلية الجنسية في التاريخ البشري، رابط الوصول:
https://dkhlak.com/lgbt-history-facts/



خرافات حول المثلية الجنسية، رابط الوصول:
https://lmarabic.com/love-and-relationships/sexual-orientation/myths-about-homosexuality



الدوس على الكرامة: الفحوص الشرجية القسرية في مقاضاة المثلية الجنسية، رابط الوصول:
https://www.hrw.org/ar/report/2016/07/12/291627



مصر: تعذيب وانتهاكات بحق "مجتمع الميم" على يَد قوات الأمن، رابط الوصول:
https://www.hrw.org/ar/news/2020/09/30/376519



كيف تتعاطى القوانين العربية مع المثلية الجنسية؟ - رصيف 22، رابط الوصول:
https://raseef22.net/article/54097-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%8A



#راش_أودين (هاشتاغ)       Rush_Odin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - راش أودين - حقوق الإنسان والمثلية الجنسية: سؤال وجواب.