أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العربي زكرياء - ضد الترددات المؤدية لمنحدر الهاوية ،من أجل صيانة التضحيات وفتح الافق الواسع أمامها















المزيد.....

ضد الترددات المؤدية لمنحدر الهاوية ،من أجل صيانة التضحيات وفتح الافق الواسع أمامها


العربي زكرياء

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضد الترددات المؤدية لمنحدر الهاوية ، *من أجل صيانة التضحيات وفتح الافق الواسع أمامها*


لعل القول المأثور الذي يفيد أن "الإنسان عدو ما يجهله" ،بات معبرا،بأكثر من أي وقت مضى، عما يتخبط فيه بعض أولئك الذين ركبوا رؤوسهم عن طيب خاطر لمجاراة التيار؛ لا لشيء سوى أن أفقهم الضيق ،الذي من موقعه ينظرون لٱفاق التاريخ المجتمعي الزاخر بديمومة التجدد والجديد ، صار هو الحاكم والقاضي بأحكامه على التاريخ (!؟). لعل هذه المرٱة المحدبة بخدوش أوهام أصحابها هي ما تثبته،يوما بعد ٱخر، مجريات الواقع الموضوعي وتطوراته ، بل يؤكد صحة ما قلناه وصدحت أعماقنا به على الدوام . فطالما نادينا بضرورة النضال الوحدوي مع كل الإطارات المناضلة ، والالتحام بالجماهير الشعبية ميدانيا ،لكونها بقوة ضرورة وجودها الاجتماعي ،وليس محض اختيار إرادات ارتضت الهامش موقعا لها؛ كون هذه الجماهير هي الحاضنة والقوة الأساسية -القادرة على صد الهجوم الشرس للكتلة الطبقية بطغمتها المالية المتعفنة ؛وبالتالي الخروج من النضالات الفئوية التي باتت، مذ مدة طويلة ومقيتة، ممارسة تطبع كل الإطارات الخربة. هذا السلوك "السياسوي" الذي لا يخدم أحدا بقدر ما يخدم أعداء شعبنا.

وهاهو الوضع الحالي، بكل جبروت مخزونه الذي لاينضب، يشهد على هذا المسلك ويبرز لمن أوهمهم الشك في قدرة الجماهير على النهوض والدفاع على نفسها ومصيرها أن بؤسهم الفكري وضلالهم السياسي غدا متخلفا حتى عن تجارب الشعوب التي يتعدى زمنها قرنا من الزمن ! علاوة على ذلك، فتجربة التاريخ الموضوعي نفسه فندت كامل طلاسيم من يدعون أن الالتحام بالجماهير وإطاراتها يستبطن "تمديد" أمد المعركة، وكأن تقصير أمدها مرتبط برغبتنا .ولنا أن نتصور معجزة كم هو رحب هذا الأمد المقدس الذي يبني المعارك على مقاسه( يا سلام !!؟)

و للأسف الشديد ،هذا ما جرت الأمور مجراها فيه،حيث سيظل الوضع على حاله إذا لم نحدد موقعنا الضروري ونوجه بوصلتنا إلى حيث ينبغي لها التوجيه.
فالجميع يلاحظ هجوم النظام القائم الحثيث على كافة مقدرات ومكتسبات الشعب، إذ لا يتوانى في استثمار الفرص ببراعة لتنزيل مخططاته الطبقية خدمة لأسياده المنعمين؛ وما الإجراء الأخير المرتبط بشروط اجتياز مباراة التشغيل بالتعاقد المفروض إلا دليل على عدائها للشعب وارتبطاها، من موقع ذيلي ،بالرأسمال المالي العالمي.

إن معايير الإقصاء التي اعتمدتها الدولة "للتوظيف" لايمكن إدخالها في باب الارتجال أو العشوائية ،وإنما هي تتصل اتصالا وثيقا بالهجوم الممنهج الذي يتوخى اهدافا نعد منها:
-تحوير مطلب إسقاط مخطط التعاقد و تحصين الوظيفة والمدرسة العموميتين ،عبر دفع الجماهير إلى الانتفاض على شروط اجتياز مباراة التعاقد المشؤوم ،وتغطية جوهر القضية، أي إسقاط التعاقد و مجانية القطاعات الإجتماعية .
-لاشك أن تحديد سن 30 سنة كشرط لاجتياز الامتحان له هدفين، على أقل تقدير، كما يبدو:
اولهما؛ تمكين قطاع التعليم الخصوصي من يد عاملة رخيصة، وبوجه خاص ان أغلب العاملين به هم في سن الثلاثين أو ما يفوق . فمن منا لا يذكر هجرة أجراء هذا القطاع - اللذين دفعهم واقع البطالة نحوه- والتقدم لاجتياز امتحان التعاقد المفروض قسرا على كاهل شعبنا، هروبا من الاستغلال الفاحش الذي يتعرضون له، ماداموا يشتغلون لما يناهز عشر ساعات يوميا ،وبمرتب هزيل لا يتجاوز ،في أفضل الأحوال، 3000 درهم شهريا ، وهو ما ترتب عنه- أي الهجرة- ترك هذه المؤسسات خالية على عروشها ، ما عجل بأمر مالكي هذه المؤسسات لرفع مراسلة للوزارة الوصية ،فحواها إقصاء كل من تربطه علاقة شغل بالمؤسسات التعليمية الخاصة من المباراة.
أما بخصوص فصل التكوين عن التوظيف، فقد سبق للنظام تنزيله منذ قبل 6 سنوات ،لكن محاولته باءت بالفشل نسبيا ؛ نتيجة المعركة القوية التى سطرها "فوج الكرامة" ، بالرغم من علل الشروط العامة التي حالت ،من موقع الإعاقة في المسار، دون إسقاطه، بل تجميده فحسب. وهاهي الدولة تعيد تنزيله للمرة الثانية، وهو لا يخرج ،أيضا ،عن هذا المدار؛ أي تمكين القطاع الخاص من يد عاملة "مكونة" من جهة، ومن جهة أخرى، القضاء على" التوظيف المباشر "من مراكز التكوين؛ وبالتالي فتح باب الترسيب والانتقام .

أما ثاني اهدافه فيتعلق بصندوق التقاعد - طبعا هنا لايغيب عنا نقاش دمج الصناديق مستقبلا لتوائم سياسة التشغيل التي يريد لها النظام القائم أن تحل محل التوظيف القار- . فنتيجة لسرقة أمواله الى جانب توقف الانخراط الناجم عن سياسة التعاقد ( بغض النظر عن الحاق المفروض عليهم التعاقد مؤخرا، والذي يحتاج إلى نقاش خاص) وتهرب الدولة من تحمل مسؤولية أداء حصتها عن موظفيها ،باعتبارها هيئة مشغلة، سيجعل هذا الصندوق يعيش الخراب المفتعل. ولمحاولة تجاوز ذلك ،سيلجأ نظام المعمرين الجدد الى إلحاق الأساتذة المفروض عليهم التعاقد بصيغة نعتهاب "الفريدة"، كما أن اشتراط سن 30 عام يخدم هذا التوجه، إذ يرمي إلى تمديد مدة عمل "الموظف" لوقت طويل جدا يتراوح مابين 35 سنة إلى 43 سنة من العمل، لا سيما إذا استحضرنا رفع سن التقاعد إلى 65 سنة.

وفي جانب أخر لا ينفصل عن هذا، يدرك النظام العميل جيدا ان أغلب المناضلين المساهمين في تأطير مختلف المعارك الجماهيرية هم خريجو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؛ واستغلالا منه لواقع الحظر العملي المفروض على هذا الأخير، سيتم إقصاء المناضلين اللذين صدرت في حقهم أحكاما صورية ، سواء أكانت نافدة أم موقوفة التنفيذ، استكمالا للهجوم على الحركة الطلابية ومحاصرتها حتى لا تلعب دورها في تكوين مناضلين جدد، إذ سيصبح الطلاب يفكر فقط في ما يسمى "بحسن السيرة" حتى لا يقصى من ولوج "الوظيفة"،واستكمال الإجازة في أقل مدة ممكنة،والدفع بهم بعيدا عن أي تكوين سياسي.

مقابل هذه الإجراءات الطبقية ، لم تقف الجماهير المكتوية بنيران السياسية اللاشعبية مكتوفة الأيدي، بل اندفعت لساحات النضال لتسطر ملاحم نضالية في مواقع تواجدها ،سواء داخل الحركة الطلابية بجل مواقعها الجامعية ذات الخط الديمقراطي الكفاحي، أو تلك التي فرضت وجودها بقوة إرثها المشرق،والأمر يتعلق بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ،هذا الإطار الذي اكتسب موقعا رياديا بفضل مواقفه وبرامجه النضالية المشرفة، ذلك فضلا عن العديد من الحركات غير المنظمة.
أمام هذه الدينامية النضالية ،والانتعاشة القوية لحلبة الصراع الموجه ضد مختلف مخططات وقرارات أعداء الجماهير، يتعين على التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد إدراك أن أي تقاعس منها حيال الظرف الحالي سيدرجها ضمن خانة الخيانة لقضيتها هي ،بالأساس، قبل خيانة الشعب .فلامندوحة لها من المبادرة والانخراط القوي في هذه النضالات من موقع التبني، وإعطاء المضمون السليم لهذه النضالات ،وإلا ستجد نفسها خارج السياق؛ و ما سيستتبع ذلك من صعوبة اللحاق بالركب مرة أخرى.
لابد للحركة الطلابية و جمعية المعطلين ،وباقي المجازين ،من المطالبة بتحطيم الجوهر، أي مخطط التعاقد ،وليس الارتكان لمظاهره ورفع مطلب "الشغل حق للجميع" في كافة القطاعات ، والدفاع عن الوظيفة العمومية ومجانية الصحة والتعليم وعن مصالح الشعب ككل.
على الإطارات النقابية والحقوقية والسياسية تحديد موقفها بشكل صريح -ميدانيا- مما يقع ،حتى لا تتحول إلى إطارات تعرف فقط الهرولة للحوارات وتأثيث المشهد.
كما نناشد كافة الحاصلين على الإجازة واللذين تتوفر فيهم شروط الاجتياز إلى مقاطعة المباراة وتوحيد الصفوف مع باقي أبناء الشعب، فاليوم تتوفر لديك الشروط ،لكن غدا كن متأكدا أنها لن تكون قائمة .
إن هذه السيرورة النضالية تحتاج تضافر الجهود للحفاظ على استمرارها وديمومتها وفق منظور سليم ،كي لا ترتد وتخلف انعكاسات سلبية على واقع الحركة الجماهيرية مستقبلا.
وعليه نقترح:
تشكيل لجان تنسيق محلية، جهوية، في افق لجن وطنية بين كل الإطارات المناضلة وبمعية كافة المتضررين .
نقل الأشكال النضالية من أمام المديريات الإقليمية والاكاديميات الجهوية والبنايات، بشكل عام، إلى وسط الجماهير الشعبية بالأحياء الشعبية والاسواق الأسبوعية ،ثم العمل على استنهاض مخزونها النضالي وتأطيرها نحو أهدافها الفعلية -اي الجماهير الشعبية - خاصة في ظل واقع الهجوم المتزايد على مكتسباتها المباشرة ايضا، وذلك على أرضية ملف مطلبي نقترح له مسودة أولية :

_إسقاط مخطط التعاقد الذي مؤداه إدماج كافة الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، والمعطلين في أسلاك الوظيفة العمومية.
- الاعتراف بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب كممثل شرعي ووحيد لكل الجماهير الطلابية .
_حق كل الطلبة في السكن والتغذية والنقل بالمجان، وحقهم في تعميم المنح والرفع من مبالغها .
_اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
- إسقاط المتابعات في حق الطلبة والأساتذة والمعطلين .
_التراجع عن كل الزيادات في الاسعار ،بما يساير القدرة الشرائية لعموم أبناء الشعب.
- إسقاط مشروع قانون الإضراب .
- إسقاط مرسوم فصل التكوين عن التوظيف.

إن الهدف من هده الكتابة هو فتح نقاش حقيقي بين كل المناضلين الشرفاء على الصعيد الوطني، بغية الدفع بهذا الفعل النضالي إلى الأمام ،وعلى أرضية ملف مطلبي واضح ،و فرز الأشكال التنظيمية القادرة على استيعاب تطوراته .

شعب واحد نضال واحد ، ضد عدو واحد.



#العربي_زكرياء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العربي زكرياء - ضد الترددات المؤدية لمنحدر الهاوية ،من أجل صيانة التضحيات وفتح الافق الواسع أمامها