أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب علي العطّار - تسقط دولة فلسطين















المزيد.....

تسقط دولة فلسطين


نجيب علي العطّار
طالب جامعي

(Najib Ali Al Attar)


الحوار المتمدن-العدد: 7082 - 2021 / 11 / 20 - 05:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إفتح كتاب التاريخ الآن وانظر في صفحة الأحداث المخصّصة للرابع عشر من شهر أيّار من العام 1948 ثم اقرأ. "في مثل هذا اليوم تم الإعلان عن قيام دولة اسرائيل". قد تُغمض عينيكَ لحظة او لحظتين لتشاهد شريطًا مصوّرًا يُعرض على شاشة الذهن في سينما العقل العربي. شريطٌ يُقدّم لكَ بانوراما دراميّة تحاول اختصار ثلاثة وسبعين عامًا من تاريخ هذه الأمة البائسة. ثلاثةٌ وسبعون عامًا من "النضال" ضد هذا الكيان اللقيط. وثلاثةٌ وسبعون عامًا من "البقاء" للكيان اللقيط نفسِه. فتسأل نفسكَ سؤالًا جوهريًا لا بد منه؛ أين ذهب كل ذلكَ "النضال"؟ فتجدُ أنّك بحاجة الى الإجابة عن سؤالٍ آخر حتى تُجيب على هذا السؤال. والسؤال الآخر هو؛ هل كان ذلكَ "النضال" نضالًا؟ ومجددًا تجد نفسكَ مضطرًا للاجابة على سؤال آخر حتى تجيب على السؤالَين الأسبقَين. أن تسأل وتُجيب؛ من كان قائدُنا في ذلكَ "النضال"؟ وخوفًا من أن تخلُصَ الى أنّ "اسرائيل" كانت تقودُ النضال ضد "اسرائيل" نفسَها في معظم الأوقات، فتدرِك أن معظم "النضال" لم يكن نضالًا، وخشيةً على عروبتكَ من الدخول وإيّاها في متاهة من الأسئلة التي لا بد منها، تقلبُ تلكَ الصفحة من ذاكَ الكتاب الحافل بالمآسي المكتوبة بالدم، وتكتبُ لنفسكَ ملاحظة على الهامش؛ "تبًا لأنظمتنا العربيّة ولنضالها الكاذب ومقاومتها المزيّفة. وتبًا لمعظم "حركات النضال" و"فصائل المقاومة" على مساحة الوطن العربي، تلكَ الحركات التي لم تحقق من نضالها المزعوم الا كرسيًا في أنظمة الزفت العربية". ثم تشطب عبارة "أنظمة الزفت العربية" لأن الهامش لا يكفيكَ لأن تزيد عبارة " كما وصّفها الشهيد مهدي عامل"، فكُتّاب التاريخ لا يتركوا هامشًا يتّسع لذكر صاحب الاقتباس الذي تضعه كملاحظة على ما كتبوا، لا لشيئٍ الا ليتّهموك بالسرقة الفكرية. فتفكّر بعبارة غير عبارة مهدي عامل لتصف الأنظمة العربية حق وصفها فلا تجدْ، فتضع عبارة "انظمة الزفت العربية" بين مزدوجتين معتقدًا أنهما تكفيان لإسقاط تهمة السرقة الفكرية عن فكرتك.

ثم تخلُص بعد كل هذا الى أن الشعب العربي وحدَه من يقاوم، وأن الأنظمة العربية قد سرقت مقاومة الشعب. وفجأةً تسمع صوتًا صارخًا في عقلك، وحين تُصغي جيدًا تُدرك أن هذا الصوت ليس الا صوت عقلك نفسه. عقلك الذي يقول لك؛ "أيها المعتوه الغبي، ألم تسمع الشعب المقاوم نفسه يهتف باسم أنظمة الزفت العربية كما وصّفها الشهيد مهدي عامل؟" فتراودكَ الخشية مما ستخلُص اليه الآن؛ إنّ توقيت "قيام" "اسرائيل" لم يكن عبثيًا أبدًا. لقد جاء في وقتٍ بلغ فيه العرب ذروتهم في البؤس والجهل. فكيف اذا أضفنا الى هذا الجهل منطقَ "سنولّي عليهم سفلتهم"؟ فلتهنأ "اسرائيل" اذًا بطول المقام طالما أن زوال الجهل من العقل العربي هو علّة زوالها.

تمسكُ ورقة بين يديكَ وتكتب؛ متى سيقول التاريخ، الذي يُكتب بأقلام المنتصرين، أن شرذمة من المجرمين السفلة اغتصبوا ارضًا عربية اسمها فلسطين وأقاموا فيها كيانهم اللعين الذي زرعوه في رماد جثثنا المحروقة وسقوه بدماء أطفالنا؟ ثم، ولأنكَ قد عاهدت نفسكَ ان لا تكتب عن فلسطين بلغة شعرية، تمسح ما كتبتَه على الورقة قبل قليل وتكتب مجددًا؛ متى يستفيق العرب؟

تقلّب الصفحات حتى تصل الى الصفحات المخصّصة لأواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي، فتقرأ عبارة تفهم منها أن دولة فلسطينية قد قامت ايضًا، وأن "اسرائيل" لم تزل "قائمةً" أيضًا! فتسأل نفسكَ؛ هل قَوِيَ العرب أم ضعُفت "اسرائيل"؟ ثم تستدرك فتقول؛ لكن أيُّ دولة فلسطينية تقوم بوجود "دولة اسرائيل"؟ فلا ترى معنى لهذه العبارة سوى أن "أنظمة الزفت العربية" قد ازدادت نظامًا واحدًا. النظام الفلسطيني.

ثم تمسكُ ورقة جديدة وتكتب؛

"منذ ثلاثة وسبعين سنة، والى الآن، لم يزل الشعب العربي يُقتل من أجل فلسطين. تارةً ببندقية M16 الأمريكية، وتارة بكلاشنكوف روسيّ، وأخرى بسيف عربيّ.

منذ ثلاثة وسبعين سنة، وأحلامنا تقتل، وأرواحنا تُزهق، ونضالُنا يُسرق، وبلادُنا تتمزق باسم القضية.

ومنذ ثلاثة وسبعين سنة ونحن نقاوم ونكافح ونناضل ضد هذا الكيان الحتميّ الزوال، وقد قدّمنا أزكى الدماء في سبيل تحرير فلسطين من دنس الاحتلال. تحريرها من البحر الى النهر، غير معترفين لا بفلسطين "تاريخية"، ولا "حدود 48"، ولا "حدود 67" ولا غيرها من التسميات التي لا تزيد فلسطين الا احتلالًا. فلسطين هي فلسطين فقط لا غير، وبقاء شبرٍ واحدٍ من أرضها تحت الإحتلال يعني أن كل أراضيها مُحتلّة، لان الأوطان لا تُختزل بمنطقة دون غيرها من المناطق.

إنّ قيام كيان موازٍ للكيان الصهيوني على أرض فلسطين تحت مسمّى "دولة فلسطين" هو امعانٌ في الإجرام بحق الأمة العربية عامّة وبحق فلسطين خاصّة. لماذا لم نسلّم فلسطين منذ عام 1948 ونحفظ الدماء التي لم تزل تسيل منذ ذلك اليوم؟ لأنه ببساطة ليس لدينا ما نقايض فلسطين به. وصراعنا ليس صراعًا حدوديًا، فنحن لا نعترف بدولة اسمها "اسرائيل" حتى نعترف لها بحدود نتصارع عليها.

ثم، وبعد كل هذا العرق والدم، تأتي شرذمةٌ من السفلة وتقيم كيانًا فلسطينيًا يسمّونه دولة، بعد أن تعترف بتوأمها الحميم "اسرائيل"، لتقول لنا بكل وقاحة؛ اتركوا نضالكم للقصائد!

من أعطاكم الحق بالاعتراف بالكيان الصهيوني؟ من أذنَ لكم أن تساوموا على دماء الشهداء وآلام الجرحى؟ هل أنتم من يملك مفاتيح الدور التي هُدّمت؟ هل استُشهد آباؤكم أو أبناؤكم على يد صهيوني مجرم؟ هل تملكون الأرض التي تعترفون بسلطةٍ صهيونية عليها؟ إن كان جوابكم نعم وأنتم تفعلون ما تفعلون فلا بد أن تدركوا انكم ثلّة من الاوغاد. وان كان جوابكم لا فلا بد أن تفهموا أنكم لا تمثلون أصحاب الارض.

إن ما يُسمى اليوم ب"دولة فلسطين" هو كيانٌ أكثر خطرًا على فلسطين من الكيان الصهيوني نفسه، لأنه ببساطة كيانٌ يعترف بكيانٍ مُحتل، والمُعْترفُ بالمحتل أخطر على الأرض من المُحتل نفسه. وهي ليست الا كيانًا مجرمًا بحق الأرض العربية والشعب العربيّ، لأنها تعترف بشرعية كيانٍ سالت على يديه القذرتَين دماء الآلاف من خيرة أبناء الوطن العربي، وكأنها تقول لنا؛ "أتروَن دماءكم التي سالت وأرواحكم التي زُهقت؟ انها لا تساوي عندي شيئًا."

فلتسقط إذا "دولة فلسطين"؛ المزروعة في رماد جثثنا المحروقة، المرويّة بدماء أطفالنا. فلتسقط "دولة فلسطين" التوأم المجرم "لدولة اسرائيل". فلتسقط "دولة فلسطين" لتسقطَ "دولة اسرائيل". فلتسقط الدولتان لتحيا الأرض ويحيا الشعب."



#نجيب_علي_العطّار (هاشتاغ)       Najib_Ali_Al_Attar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكوست اللبناني


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب علي العطّار - تسقط دولة فلسطين