أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير ساكو - الوضعية المنطقية: مبادئ وأصول.















المزيد.....

الوضعية المنطقية: مبادئ وأصول.


زهير ساكو
باحث في الفلسفة

(زهيٌ سçكو)


الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 17:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاءت الوضعية المنطقيةlogical positivism ، باعتبارها تيار فلسفي ذي نزعة علموية، بغاية تمييز العلم عن اللاعلم، حيث إبعاد ورفع الميتافيزيقا عن مجال الأفكار العلمية بدعوة خلوها من المعنى. ولما كان أصحابها لا يهتمون إلا بما هو موضوع قابل للملاحظة والتجريب، فإنهم يقرون بأن القضية ذات معنى أو غير ذات معنى، إذا ما كانت تخضع لمنطق الواقع والتجربة، أي مبدأ التحقق التجريبي principle of verification. ولعل السبب الرئيس في كل ذلك، هو تأثرهم بالعلوم الحقة وخاصة الفيزياء التي ما لبثت حتى فرضت مبادئها وخصائصها على كل المرجعيات الفكرية التي تدخل ضمن النسق العلمي. و"الرسالة المنطقية الفلسفية" Tractatus Logical Philosophic لفيتغينشتاين Wittgenstein، يمكن القول إنها مثلت الركيزة الأولى لظهور الوضعية المنطقية، حيث يرى الوضعيون أنهم استقوا "معيار التحقق" من الرسالة، وبالضبط من القول: "إن فهم قضية ما يعني معرفة في أي حالة تكون صادقة ")التصورات العلمية للعالم، 2014(. فبالنسبة لهم ثرثرة الخطاب الفلسفي وتهافته يرجع إلى طبيعة اللغة التي يقول بها قضاياه، وهي لغة لا تنضبط لبناء منطقي يمكن أن يسلّمها من الوقوع في الخطأ والدور، وهذا ما فرض عليها، ضرورة، التفكير في بناء لغة فلسفية صارمة بغاية تحليل اللغة العلمية منطقيا.
فما هي الأسس الفكرية والمعرفية التي استقت منها الوضعية المنطقية مبادئها وأصولها؟ وما هي الأهداف الفلسفية والعلمية التي تحاول الوضعية المنطقية تحقيقها؟ وإذا كانت ترمي إلى القضاء التام على الميتافيزيقا ومحاولة فضح قضاياها بدعوة خلوها من المعنى، فهل نجت هي نفسها من ذلك، أم أن ما ادعته وما انبنت عليه لا يخلو من نفحات ميتافيزيقية؟
انطلاقا من هذه الإشكالات يمكن القول إن ظهور الوضعية المنطقية، كمدرسة، حدث حينما اجتمع ثلة من الفلاسفة المهتمين بالعلم والعلماء المهتمين بالفلسفة بعد الحرب العالمية الثانية، بغية التفكير في إنشاء منهج بحث فلسفي جديد، حيث الحاجة لتجاوز ضبابية الفلسفة السابقة، خاصة الهيغلية والهايديغرية، إذ الأولى متعالية على الواقع تبرر المشاكل الإجتماعية للإنسان باسم الروح المطلق، والثانية جاءت بأنطولوجيا عامة جعلت الإنسان يعي ويواجه مصير الموت. إضافة إلى تأثرهم بالتطور الرهيب للعلوم، والذي انجلى من خلال انبهارهم بالإنتصارات العلمية التي حققتها النظرية النسبية على يد ألبرت إنشتاين ALBERT EINSTEIN.
يظهر من جهة أخرى أن الوضعية المنطقية هي التطور الأقصى للوضيعة الكلاسيكية التي بنى أسسها الأولى الفيلسوف الفرنسي أوجست كونت Auguste Comte 1798-1857 وسبنسر Spencer في إنجلترا. بيد أن الوضعيون المناطقة لا يدينون لها بالقدر الذي يدينون به للوضعية المحدثة neo-positivism التي وضعها الفيلسوف النمساوي إرنست ماخ وهنري بوانكاريه وإنشتاين. ولقد كان منطقها من الناحية التاريخية هو منطق غوتلوب فريجه Frege وراسل Russell، إلا أن التأثير القوي والمباشر، كما أشرنا أنفا، كان من خلال كتاب رسالة منطقية فلسفية لفيتجنشتاين، على الرغم من أن هذا الأخير لم يكن ينتمي إلى جماعة فيينا، فقط كان منخرطا في نفس النقاش، وكذا كتاب كارناب Carnap: "البناء المنطقي للعالم" The Logical Construction of the World سنة 1928 والذي كان يعد بمثابة البيان الفكري لتيار الوضعية المنطقية.
ولما كانت الوضعية ترجع في أصولها إلى وضعية "كونت" وإلى تجريبية "جان ستيوارت ميل" و"هيوم" و"لوك".. فإنها تختلف عن تلك الأصول، يقول راسل، "بإدماجها للرياضيات وتطويرها لفن منطقي قوي" في تحليلها للقضايا التي تدرسها، ومن ثمة فإن مثلها الأعلى في التعبير عن قضاياها ليس هو اللغة الطبيعية المتسمة بالغموض والمحاطة بالإشتراك في قول مفاهيمها ومصطلحاتها، بل إن نموذجها الذي تحتديه هو الذي عبر عنه رائد "المنطق الصوري" الفيلسوف الألماني "ليبنتز" حين قال إنه: "إذا وصل الإنسان إلى التعبير عن كل فكرة.. بإشارة.. فإنه واصل، لامحالة إلى لغة عامة كلية.. والتي هي الهدف النهائي حين لا تعود الكلمة حجابا للمعنى، بل تصبح الكلمة شاهدا على وحدة العقل.. " )أبحاث جديدة في الفهم الإنساني( 1983 .
يعني ذلك، أن الوضعيون المناطقة اصطنعوا لأنفسهم لغة صورية تحل فيها الرموز محل الكلمات، حيث يجب أن تكون هذه اللغة الرمزية خاضعة، بصورة أو بأخرى، لقوانين منطقية صارمة. ولعل هذا يظهر، أيضا، مدى استفادتهم بأبحاث فريجه المنطقية، خاصة مقالته حول مشكل المعنى والتسمية، والتي شكلت مركز الثقل في الفلسفة المعاصرة. إذ كان الهدف الأساس هو بيان الفروق بين اللغات الصورية واللغة الطبيعية. ولما كان القصد هو التخلي عن اللغة الطبيعية لصالح اللغة الصورية عمد فريجة إلى الدفاع عن هذه الدعوى ببيان الغموض الذي يكتنف ألفاظ وتعابير اللغة الطبيعية ) اللغة والمنطق 2015(. والحال هذا هو السبب الذي جعل الوضعيون المناطقة، أيضا، يستنجدون بالمنطق وبالرياضيات لبناء لغة صورية علمية قادرة على حمل العالم في صور دقيقة، وحتى يكون تحليلهم للمعرفة العلمية تحليلا دقيقا لا تكون فيه ثغرات.
بهذا فهي تيار، يمكن القول إنه ينبني على ثلاثة أسس أساسية: رفض الميتافيزيقا، تأكيده على أهمية التجريب في التفكير العلمي، ثم رفضه بناء نسق أو مذهب فلسفي يحاول الحديث عن طبيعة الواقع. وإذا كانت الوضعية المنطقية تقوم على "مبدأ التحقق التجريبي"، فلأنها ترفض أي تمييز ممكن بين ما هو محسوس وما ليس بقابل للملاحظة حيث تكون الملاحظة الحسية هي المعيار الوحيد والمقبول للحقيقة غير الفارغة )نشأة الفلسفة العلمية 2004(. والحال فهذا يجعلنا نفهم جيدا لماذا تسمى أيضا ب "النزعة التجريبية المنطقية"، فقط لأنها تشترط في كل قضية، يمكن أن تكون علمية وصادقة، أن تكون قابلة للتحقق تجريبيا. لهذا فمعيار التحقق، في جوهره، هو معيار للمعنى، إذ نجد، بشكل أو بآخر، جل الوضعيين المناطقة حاولوا تطويره.
لماذا إذا هؤلاء الوضعيون يرفضون الميتافيزيقا؟
لأنهم يقرون أن العلماء هم وحدهم يستطيعون الحديث عن حقيقة الواقع، سواء الطبيعي أو الإنساني، ومهمة ووظيفة الفلاسفة تنحصران فقط في تحليل نتائج العلوم، وذلك من أجل توضيح مسائلها معبرين عنها في لغة رمزية صارمة. ولما كانت اللغة الطبيعية لا تفي بالوضوح المطلوب في قول القضايا وجب التخلي عنها. فكل متأمل للفوارق الموجودة بينها وبين اللغات الصورية يخرج بخلاصة تفيد أن التعريف المنطقي للغة ينطبق بالدرجة الأولى على اللغات الصورية )اللغة والمنطق 2015(. من هنا وجب على الفلسفة أن تطرح مهمة البحث في أصل الكون وأصوله و غاياته، وأن تتجه نحو البحث عن الماهية الحقيقية للأشياء. إضافة إلى ذلك فهم يرفضون الميتافيزيقا لأنها لا تستطيع أن تصمد وأن تظل قوية أمام "مبدأ التحقق التجريبي"، حيث قضاياها هي أشباه قضايا Pseudo propositions يستخدم فيها الفيلسوف ألفاظ لا ضابط لها ولا طائل تحتها، إنها لا تحترم قواعد التركيب اللغوي Syntaxe وبالتالي فقضاياها فارغة من المعنى لا دلالة لها.
في هذا السياق، نجد الوضعيون المناطقة خاصة "كارنب" يميزون بين علم المعاني Semantique، باعتباره العلم الذي يبحث في دلالات الألفاظ. وعلم التراكيب Syntaxe، كعلم يبحث في القواعد التي يخضع لها تركيب الجمل كالنحو مثلا. نجدهم، من جهة أخرى، يعتبرون أن المشكلات الفلسفية هي حاصلة نظرا لسوء استعمالنا للغة، حيث السقوط في المفارقات ولتجاوزها وجب القيام بتمايزات تتمثل في البدء بتمييز المفارقة عن النقيضة )اللغة والمنطق 2015(.
هكذا، تؤكد الوضعية المنطقية، أنه إذا ما حاولنا احترام قواعد التركيب اللغوي، سنستطيع فك الألغاز وإزالة الغموض الفلسفي الذي كان يظهر مستعصي الحل. من هنا حاولوا إرجاع جميع القضايا وبمختلف أشكالها، سواء كانت قضايا فيزيائية، أو رياضية، أو فلسفية,, إلى اللغة، وذلك باعتبارها قضايا لغوية، قابلة للتحليل المنطقي والدراسة اعتمادا على ثلاثة مستويات: حيث الأول خاص بدراسة العلاقات بين عناصر الجمل أو القضايا اللغوية بغض النظر عن المعاني والدلالات التي تقتضيها، إذ الإهتمام فقط بالعلاقات الصورية بين الرموز دون النظر إلى مضمونها. والمستوى الثاني يتجلى من خلال دراسة دلالات الألفاظ، أي الرموز والمعاني المرتبطة بها. هنا نجد كارناب يلح على ما يسميه ب "الحادثة"، أي أن كل لفظ ليكون له معنى ضرورة أن يشير إلى شيء ما في الخارج. والواقع أن تأثرهم بفريجه وفيتجنشتاين يظهر بجلاء في هذا المستوى. الأول فيما يخص "الإحالة"، حيث الدلالة ناتجة عن حدوث تلازم بين المعنى والإحالة مع أسبقية هذه الأخيرة باعتبارها هي التي تحدد القيمة الصدقية للقضايا )اللغة والمنطق 2015(. والثاني من خلال بيانه للمهمة التي أصبحت موكولة للفلسفة يقول فيتجنشتاين في "الرسالة" : "تهدف الفلسفة إلى التوضيح المنطقي للأفكار، وليست الفلسفة علما، إنما هي نشاط، حصيلة الفلسفة ليست عبارات فلسفية وإنما توضيح للعبارات. يجب أن تعمل الفلسفة على توضيح الأفكار وتحديدها تحديدا قاطعا، وإلا ظلت تلك الأفكار مبهمة وغامضة".
وعليه، فقد عمد التجريبيون المناطقة إلى تفتيت العبارات إلى أبسط عناصرها الدالة من أجل مواجهتها بالواقع التجريبي، حيث إذا حصل التطابق اعتبرت علمية وإلا كانت لغوا )التصورات العلمية للعالم 2014(. كما يلتقون معه أيضا في الإعتقاد بأن اللغة "تصويرية" أي تعكس الواقع وتصوره. إن هذا المستوى لا يهتم فيه بالعلاقات المجردة والصورية بين عناصر القضية، بل يعنى فيها بدراسة العلاقة بين الرمز والمعنى الذي يشير إليه. ثم أخيرا المستوى الثالث، حيث تحليل القضايا اللغوية تحليلا منطقيا.
يميز الوضعيون المناطقة، خاصة كارناب، بين ثلاثة أنواع من القضايا، حيث هناك قضايا تحليلية وهي التي لا يضيف المحمول فيها شيئا جديدا للموضوع، بل يكون محمولها متضمن في الموضوع، إذ نستطيع إن نستخرجه عن طريق التحليل: ك أن نقول مثلا "المربع شكل من أربعة أضلاع" فهذه قضية لا تعدو أن تكون قضية توضيحية لا يضيف محمولها أي معرفة جديدة إلى حاملها. هكذا فالقضايا التحليلية هي معارف لا تخبرنا عن الواقع بشيء جديد، إذ نتائجها مستنبطة من مقدماتها، أو أن المحمول فيها مستخرج من نفس الموضوع. والواقع أن الوضعيون المناطقة يدخلنا جميع القضايا الرياضية والمنطقية في إطار القضايا التحليلية. إلا أن مقياس الصدق أو الكذب في هذه القضايا يقوم على أساس منطقي، كمبدأ عدم التناقض. كذلك هناك قضايا تركيبية والتي يضيف فيها المحمول معرفة جديدة إلى الحامل. بتعبير أخر هي معارف كاشفة عما يوجد في الواقع الموضوعي، حيث تخبرنا بشيء جديد لكن دون أن تكون نتائجها مفصولة عن مقدماتها، والحال أن الإستدلال عليها يكون باعتماد المنهج الإستقرائي. مثال "كل حادث له سبب".
كإشارة فقط، فإن أول من فرق بين هذين النوعين من القضايا هو الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك"، فسمى الأولى بالتافهة، والثانية بالحقيقة. ثم اتبعه في ذلك ليبنتز، ومن ثم هيوم، ومن بعده كانط، مع شيء من الإختلاف، وأخيرا الوضعية المنطقية.
ولعل ثالث هذه القضايا هو ما يسمى ب أشباه القضايا، وهذا النوع لا يمكن أن نقول عنه بأنه تحليلي أو تركيبي، كل ما يمكن أن يقال عنها أنها مغالطات. أنها مجرد لغو وكلام فارغ من المعنى، وذلك نظرا لعدم إمكانية أن تعد قضية رياضية يمكن تحليلها تحليلا منطقيا وبالتالي إمكانية التحقق من مدى صدقها أو كذبها حسب مبدأ عدم التناقض. كما أنها ليست قضية رياضية.
النقد البوبري للوضعية المنطقية:
إذا كان كارل بوبر قد أسسّ معيار القابلية للتكذيب بنقد مبادئ الوضعيون المناطقة حيث يقول: "إن محاربة الوضعية المنطقية كان و بلا جدال أحد اهتماماتي الأساسية "،)انتقاد كارل بوبر للوضعية المنطقية 13 أغسطس 2009(، فذلك بهدف أن يكسر ركائز و أسس الوضعية المنطقية والمتمثلة في القضاء على الميتافيزيقا. بهذا كان تصوّر الرجل مناقض ومخالف لما تصوّره الوضعيون المناضقة، إذ سيعد الميتافيزيقا هي التي ساعدت على تقدّم العلم بل و كانت ضرورية له ولا يمكن أن تكون لغوا. "فكثيرا من نظرياتنا العلمية قد تطوّرت عن أساطير مرحلة ما قبل العلم وعن نظريات كانت في وقت ما غير قابلة للاختيار( أي لا علمية ولا ميتافيزيقية ) فيمكن أن نتتّبع تاريخ نظرية نيوتن إلى الوراء حتّى أنكسمندر و هيزيود، و النظرية الذرّية كانت غير قابلة للاختبارـ أي أقرب إلى الميتافيزيقا ـ حتّى سنة 1905 تقريبا. بل و أنّ كثيرا من الأفكار الميتافيزيقية قد أوحت بصورة مباشرة بنظريات علمية " )انتقاد كارل بوبر للوضعية المنطقية 13أغسطس 2009(. والواقع أن المهم في نقد بوبر هذا هو هي ما يتعلق ب نقد المعايير التي أقام عليها الوضعيون المناطقة تصورهم حيث مبدأ التحقّق التجريبي. وهذا المعيار في تصوّر الفيلسوف غير قابل للتحقّق وهو أمر مرفوض. لأنّ هذا المعيار بمثابة ظلّ المنطق الاستقرائي ولا فرق بين التحقّق و الاستقراء. كما أنّ ضرورة التحقّق من الكلمات كي تكون ذات معنى، إذ تعني أن نحدّد بدقّة الدلالات الحسّية للكلمة قبل أن نستعملها. ومعنى ذلك أنّ الاستعمال الذي أكّده كلّ من "آير" و "موريس شليك" خاصّة، سيؤدي ،حسب بوبر، إلى تحصيل حاصل حيث لا وجود لأيّة قضية تركيبية. و بالتالي فإنّ "التحقّق من المفاهيم لا يستقيم فيه القول ولا يميّز فيه العلم عن اللاعلم" وعلى هذا النحو فإنّ ارتباط هذا المعيار باللاعلم يجعل منه معيارا مفرغا من محتواه، وهذا لايصلح، وفقا لتصوّر بوبر، أن يكون معيارا لتمييز العلم عن اللاعلم، هكذا جاء تفكير بوبر لتأسيس معيار القابلية للتكذيب، الذي يفيد أن النظريات العلمية لا تكون صادقة إلا إذا كانت تمكننا من تحديد موطن خطئها، لأن كل نظرية لابد وأن تتضمن جانبا من الخطأ، مما يقلص قدرتها الكلية على تجريد الواقع والتناسب معه. ومعنى ذلك أن معيار القابلية للتكذيب يثبت أن كل نظرية ينقصها الإتساق، وتكون قوتها التفسيرية والوصفية والتنبؤية محدودة، تكون إمكانياتها التطبيقية ممتنعة في أحد جوانبها )التصورات العلمية للعالم 2014(.
خاتمة.
نستطيع القول إذا، إن الوضعية المنطقية، عموما، قد أرجعت كل القضايا، بما فيها القضايا الفلسفية، إلى اعتبارها قضايا لغوية، كما أرجعت اللغة هي بدورها إلى المنطق، حيث أن تركيب كل جملة لهو، بصورة أو بأخرى، درس في المنطق. والحال فهذا يظهر أن الوضعيون المناطقة تربطهم أكثر من رابطة بفلسفة "جان ستيوارت ميل". رغم كل ذلك، فإن المتأمل في ظاهر وعمق الإتجاه الوضعي المنطقي سيجده مستبعدا لجميع المعارف الإنسانية، كالشعر والتاريخ، وليس فقط الفلسفة، حيث هي معارف ما لبثت حتى غدت عملية تحليل منطقي لكيفية التكوّن المفهومي للعلم.



#زهير_ساكو (هاشتاغ)       زهيٌ_سçكو#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير ساكو - الوضعية المنطقية: مبادئ وأصول.