محمد عبد الله الاحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 06:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند دراسة المشروع الاسرائيلي (الدولة الشركة) من المهم ملاحظة مقدرة المشروع على تجاوز اخطائه , بالتأكيد بمعاونة اصدقاء الشركة من الشركات الاخرى !.
نقول و نسمي الدولة الاسرائيلية شركة بكل مسؤولية المعنى لاننا عرفنا جميعا خلال الحرب الاخيرة ان الادارة الامريكية هي التي ساهمت في اطالة أمد المعركة و ورطت (الشركة الاسرائيلية) في حرب خاسرة مع رجال الله نقول ذلك مع ملاحظة أن الاسرائيليين أذكى من الامريكان (نقصدمن هذه الادارة الامريكية) التي تورطت في العراق و تريد توريط حلفائها و لقد سارع الاسرائيليون لرمي بالون اختبارالى سورية بعد الحرب مباشرة في خطوة نعرف منها انهم يسارعون للتعلم من كل مواجهة و نرى ان الاهداف من وراءبالون الاختبار هذا متعددة :
1- احتمال الاعداد لمواجهة عسكرية أخرى مع لبنان مع ضمان حياد سورية بشكل كامل حيث نعتقد ان عامل الخوف من دخول سورية و ايران على خط المواجهة الاخيرة كان هاجسا حقيقيا لدى اسرائيل و لا نوافق على صحة الرأي القائل ان اسرائيل تريد هكذا مواجهة مفتوحة , فهي تعلم علم اليقين ان نوعية هذه المواجهة ستكون مختلفة هذه المرة و انها ستكون هي جزء من معركة كبيرة و حاسمة و طويلة لن تقدر على احتمالها حتى بمساعدة العم سام .
2- احتمال الدخول في تفاوض يجعلها قادرة على قراءة مواقف أعدائها من خلال قراءة الموقف التفاوضي السوري .
3- محاولة حل كل مشاكلها الامنية مع الجبهة الشمالية بصفقة كبيرة مع سورية و لكن ذلك يتعلق بتطور المفاوضات اولا و الثمن الذي يجب دفعه لسورية و تفاصيل اخرى تتعلق بكافة تفاصيل العملية السياسية في المنطقة بما فيها الازمة بين سورية و فريق 14 شباط اللبناني أو جماعة 17 أيار الذين هم جزء اساسي في هذا الفريق .
4- دفع بالون اختبار كهدف اعلامي يحسن صورة اسرائيل في العالم بعد المجازر التي ارتكبتها بحق المدنيين اللبنانيين .
5- ضرب هدف نوعي في لبنان اثناء اعتقاد العالم انها تفاوض للسلام .
في هذه اللحظة السياسية و العسكرية لابد من اعتبار النقطة الخامسة كأهم نقطة و
هكذا لا بد لنا من الانتباه اذن الى الخطوات التي تقوم بها اسرائيل و هي تتصرف الان كأفعى تخشى الضرب على رأسها و تقرر البقاء في وكرها و الانقضاض عند
اول لحظة تشعر فيها أن عدوها اطمأن لسباتها أو اعتقد انها نائمة فهي ستلدغ عندما ترى انها أمام هدف يستحق .... سمها .
من بين الاهداف التي ستسعى اسرائيل اليها هي القائد السيد حسن نصرالله بل انه اهم أهدافها –حماه الله- فهو لم يعد فقط هدفا عسكريا لبنانيا بالنسبة لها فحسب بل بات يمثل الفكر المقاوم كله في العالم العربي و الاسلامي و هنا لابد من التنويه الى ان المؤكد أن عملاء اسرائيل في لبنان يعملون اليوم بأقصى طاقتهم لمساعدتها على تحقيق هدفها و للاسف فاننا نرى ان اسرائيل باتت تجد على الساحة عملاء يعتبرون قضيتها قضيتهم و لم تعد المسألة مسألة مغنم يبيعون فيه أنفسهم فقط و هنا نلاحظ انه بقدر ما تستحق فيه الوطنية اللبنانية كل اجلالنا و احترامنا الا ان قضية الفكر المقاوم و قضية حماية المقاومة و رموزها ليست فقط قضية لبنانية فنحن كلنا نريد ان نكون حزب الله و ان لم نكن لبنانيين و ما على الامانة الا ان ترد الى بارئها في جهاد مهيب شريف طاهر مثل جهاد حزب الله , حيث يحتاج الى شعلة النار التي عند اخوتنا في لبنان في صورة تشبه تماما من يستعير من جاره بصيص ثقاب حتى يشعل حطبه و ليكن مفهوما اننا نريد لكل الامة ان تشتعل ثورة و مقاومة و ما الثورة و المقاومة الا مرهونة اليوم برمزيتها و طهرها و ناموسها الوطني المتمثل بالسيد حسن نصرالله .
ان لبنانية المقاومة اليوم حالة وجدانية لا نقاش حولها , لكنها تبدو و كأنها في جانب من الجوانب مطلب اسرائيلي تحاصر فيه جغرافيا فلا تمتد الى العالم العربي و تحاصر عسكريا و استراتيجيا فتكون هدفا دائما للأفعى الاسرائيلية التي ستحميها قرارات مجلس (اللاأمن) وتتركها تضرب بعمليات (نوعية) في لبنان !!
وعليه فها هو قدر لبنان أمامه و ما عليه الا القبول به مهما كانت التضحيات و نحن نطالبه بأن يقبل أن يعطينا هذا الابن و الاب لكي يكون أبا للمقاومة في كل عالمنا العربي و لكي نفوت على اسرائيل ما تبيت من غدر فتكون مساحة المقاومة أكبر و مساحة القدرة على حمايتها أكبر .
ان هذا الشقيق اللبناني الكريم و شقيقه الفلسطيني آيتان من آيات الله في المجد و التضحية و نحن الذين نمثل أفرادا من الشعوب العربية في الاوطان الاخرى لا نستطيع فصل الصورة و لسنا خارجها عند الحديث عن الرغبة بالمقاومة و التضحية
فلا تحرموننا منها في مشهد سايكس بيكوي لا تستفيد منه الا اسرائيل , ان الامة واحدة و العدو واحد و مامنعنا عن الثورة الا جبروت الانظمة العربية فاذا اردتم فاحرموها نصركم و اعطونا نصرنا و نصرالله .
#محمد_عبد_الله_الاحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟