أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامر هشام الصفّار - المهندس المعماري والفنان قحطان المدفعي ..في ذمة الخلود














المزيد.....

المهندس المعماري والفنان قحطان المدفعي ..في ذمة الخلود


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 16:06
المحور: سيرة ذاتية
    


توفي في الساعات الأولى من يوم الجمعة الخامس من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي المعماري العراقي الشهير قحطان المدفعي عن عمر ناهز على 95 عاما. وقد عرف العراقيون المعماري المدفعي من خلال تصاميمه وصروحه المعمارية التي أزدانت بها شوارع بغداد ومحلاتها وبلداتها.. ولعل المتابعين للمعمار العراقي يتذكرون تصميم المدفعي لجامع آل بنية في بغداد/ منطقة العلاوي حيث تقول دائرة الأعمار الهندسي العراقية عنه أنه التصميم الذي يمكن أدراجه ضمن أفكار النظرية النسبية لأسباب عديدة منها رفض السطوح المستوية بزاوية 90 درجة.. أضافة الى أستخدام مفهوم القوس المتحرك ليظهر لنا الشكل متناسبا ومعبرا عن العمل في رؤية كلية شاملة. ولعل جامع بنية بتصميمه المعروف كان قد لخص أهتمام د. قحطان المدفعي بموضوعة التاريخ والتعامل الذكي معها، حيث أن أستخدامه لمادة السيراميك ذات البعد التاريخي- حيث أستعملها البابليون في أكساء بنيانهم- أنما يمثل أرادة المدفعي في تحقق أستمرارية التاريخ وتواصله عبر الزمن.
ولد قحطان المدفعي في عائلة علم وفن وأدب حيث كان والده من المولعين بالرسم كما كان عمه زيد محمد صالح فنانا.. وقد درس المدفعي دراسته الأولى في بغداد ليواصل دراسته الجامعية في الهندسة المعمارية في جامعة ويلز البريطانية وفي مدينة كارديف بالذات (عاصمة ويلز بعد ذلك)، حتى أذا تخرج من الجامعة سارع بالعودة لأرض الوطن وذلك عام 1952. وقد فوجيء المهندس المعماري الشاب قحطان المدفعي في أن ما قام بتصميمه لدور موظفي مصفى الدورة قد حصل على الجائزة الأولى مناصفة مع المهندس المعماري جعفر علاوي، وذلك بعد فترة وجيزة من عودته للعراق مما أعطاه زخما للعمل أدى الى أنطلاقة غير مسبوقة بروح الأبداع، فكانت فكرته أن يقوم بتصميم بناية لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وذلك عام 1956 حيث أستوحى تصميمه من فكرة الخيمة العربية. ويروي الراحل في لقاءات أعلامية سابقة عن تعاونه مع عمه زيد محمد صالح في جلب خرائط تخص فرنا للسيراميك والخزف، حيث تم بناء هذا الفرن في معهد الفنون الجميلة ببغداد حيث كان الفنان فائق حسن وآخرين يستخدمونه.
ومن المهم أن نذكر أن الفقيد المدفعي كان من مؤسسي نقابة المهندسين ونقابة الفنانيين العراقيين وهو على ذلك كان من المولعين بالرسم والفن عامة وقراءة وأبداع الشعر حتى وصل به الأمر لأن يكون عضوا مؤسسا لنقابتين يراهما البعض قد لا تلتقيان.. ولكن الفنان المعماري قحطان كان له رأي آخر عبر عنه عمليا فكانت له لوحاته التي شارك فيها في معرض الفن التشكيلي العراقي في عام 2001 على قاعة دجلة ببغداد فأبهر الحضور وأثار الأهتمام كما كان دائما... كما كانت له محاولاته الشعرية الأبداعية الناجحة وهو الذي يقول "أن لا يوم يمر دون ان يقرأ الشعر أو ينظمه... فالشعر معي دائما"... ثم انه –كما يروي طلبته في القسم المعماري الذي تأسس في جامعة بغداد عام 1959- رسم يوما أمام الطلاب قوس قزح فقال عنه أنه قوس قزح الفن.. فهنا الموسيقى وهنا الرسم والتمثيل والشعر أنتهاءا بأبداع العمارة والهندسة المعمارية...
وتقول مصادر العمارة العراقية أن المهندس قحطان المدفعي كان قد فاز عام 1957 وبالأشتراك مع معماريين عراقيين من أمثال الراحل عبد الله أحسان كامل في مسابقة معمارية لتصميم مصرف الرهون في شارع الملكة عالية أو شارع الجمهورية ببغداد.. حيث أعتبر المبنى حينذاك بمقياسه الهندسي الضخم واحدا من الحوادث المهمة في المشهد المعماري العراقي، كما أنه أمتاز بلغة معمارية صافية ومقنعة في مفرداتها. وتقول المصادر أن مبنى مصرف الرهون قد تم تجزئة مبناه الأداري الى كتلتين مختلفتين في السعة ومتصلتين فراغيا حيث عد من التصاميم التكوينية الرائدة في مجالها.
ويبقى من المهم جدا أن يطلع الجيل الجديد من المعماريين العراقيين على التراث الغني العلمي والفني الذي تركه الراحل المعماري العراقي الفذ قحطان حسن فهمي المدفعي لما لذلك من فائدة لضمان ديمومة مسيرة الأبداع الأنساني في مجال مهم وحساس من مجالات الأبداع والتميز.
وسنظل نتذكر ما قاله الراحل قحطان المدفعي : "العمارة بعد نصف قرن من ممارستي لها أنتقلت من ممارسة سلفية عادية مألوفة متوارثة إلى عالم الحياة، بل هي صنوه وتوأمه. فلا إنسان بدون عمارة ولا عمارة بدون إنسان".



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقرأ في صحافة لندن لهذا اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2021
- الصحة وتغيرات المناخ
- جولة في صحافة لندن ليوم الأربعاء 20 أكتوبر/ تشرين أول 2021
- شخصيات في حياتي: الأستاذ الدكتور عبد الهادي الخليلي
- الكاتب التنزاني عبد الرزاق قرنح يفوز بنوبل الآداب
- تطورات أيجابية في العلاج المناعي للسرطان
- قطاع الأنترنت في العراق والأمية.. عجيب أمور.. غريب قضية
- صحافة لندن في يوم السبت 4 أيلول 2021
- حول التوسع في القبول للدراسات العليا في العراق
- دواء فعال جديد لعلاج أرتفاع الكوليسترول بالدم
- محاضرة ثقافية: أبعاد نفسية في الأدب العربي
- اللقاحات المضادة للكورونا.. كم تدوم فائدتها؟
- حول كتاب لمحة في الطب وآداب المهنة
- قراءة في كتاب -حكايات الطب والحرب-
- وباء الكورونا..ما معنى أن نعيش معه؟!
- قضايا الشرق الأوسط في المسرح البريطاني
- ما هو الجديد في تجارب المزج بين اللقاحات المضادة للكورونا؟
- -حين تتشابك الحكايا- والحلم الذي ينتظر التحقق
- الكورونا.. وعقار الأسبرين
- صحف لندن لهذا الصباح الثلاثاء ٨ حزيران


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عامر هشام الصفّار - المهندس المعماري والفنان قحطان المدفعي ..في ذمة الخلود