أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي شندي - حضرات الكتاب المزايدين














المزيد.....

حضرات الكتاب المزايدين


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدلا من أن تفتح الصحف العربية صفحاتها لكتاب من ذوي الضمير الحي أمثال روبرت فيسك وألان مينارغ ونعوم تشومسكي وجور فيدال وديفيد ايرفينج وكارين ارمسترونج وغيرهم من عشرات الغربيين أصحاب المواقف المحترمة والتفكير الحر , نجدها تتسابق للحصول على مقالات حثالة الكتاب الغربيين ممن يرتزقون بمواقفهم المتطرفة تجاه العرب والمسلمين بعدما دخلوا ساحة الكتابة على دبابات المحافظين الجدد . من عينة .. توماس فريدمان وفؤاد عجمي ودانيال بايبس . وليس الخطر في هؤلاء بل الخطر الحقيقي هو في توالد جيل من الكتاب العرب يكابد ليزايد على هؤلاء معتبرا ذلك نوعا من العصرنة والتمدن.
ويحتار المرء حين يقارن بين الكتابات المنشورة في الصحف العربية ونظيرتها العبرية خلال العدوان الأخير على لبنان أيها عربي وأيها إسرائيلي ؟ فمن العرب من كان يطبل لآلة الحرب الإسرائيلية ويشجعها على التعامل بضراوة وكأن المقاومة في فلسطين ولبنان قتلت أبيه لدرجة أن أحدهم تمنى (أن يكون جنديا إسرائيليا ) وآخر حذر من الانسياق وراء (الأحلام الفارغة لدعاة النضال) وثالث اعتبر أنه ( لا يمكن النظر إلى حسن نصر الله إلا باعتباره مجرم حرب خطيرلا يختلف في شيء عن أقرانه من مجرمي الحزب النازي ) ورابع وخامس .. وخمسون .... كشفوا عن براعة لا نظير لها في تقليد المتطرفين الغربيين , كأنهم مزيج من القردة والببغاوات لديهم موهبة في كل شيء إلا في استخدام عقولهم .
بعض هؤلاء انساق وراء مواقف أولية لعدد من الأنظمة ولم يجدوا حرجا في تعديل مواقفهم بعدما غيرت الأنظمة مواقفها , وآخرون عبروا عن مكنون ما في صدورهم محاولين تقديم أنفسهم للغرب كأبطال يواجهون الأفكار الرجعية المتطرفة من قبيل مقاومة المحتل ... والاستشهاد في سبيل عودة الحقوق المسلوبة . وتحت ستار مقاومة الأفكار المتطرفة يعادي هؤلاء شرائح واسعة من العالم العربي ... الإسلاميين بكل تلاوينهم ومذاهبهم .. والقوميين والناصريين واليسار , ولا يسلم من عدائهم الليبراليون الذين ينطلقون في قناعاتهم من مصالح وطنية لدولهم .
والنتيجة أن المعارك التي خاضها مقاتلو حزب الله انعكست قتالا باسلا وشجاعا وأحيانا انتصارا في الصحف الإسرائيلية , فيما اعتبرتها غالبية الصحف الغربية مغامرة جرت تدمير لبنان , أو معركة لحساب إيران على أرض عربية .. والذين اعترفوا ببسالة حزب الله عزوا ذلك ليس إلى شجاعة رجاله ولا حسن إعدادهم ولا صلابة عقيدتهم القتالية , بل نسبوا هذه البسالة للسلاح الذي منحته لهم إيران وكأن الإسرائيليين كانوا يقاتلون بسيوف صدئة في مقابل ترسانة عسكرية مهولة لحزب الله !!
في الغالب فإن العبارات المسمومة التي تنشرها الصحف العربية والمواقف المشبوهة لكتابها لن تضير المقاومين في كثير أو قليل , فالانتصارات تحدث في ساحات المعارك وليس على صفحات الصحف . وتنظيمات المقاومة العربية وعت دروس التاريخ جيدا ( من أحمد سعيد إلى الصحاف ) فأصبحت تقاتل البروباجندا بسلاح الحقيقة .. وهذا ما منحها مصداقية لدى أعدائها الإسرائيليين .. أما عن العرب فليس مهما أن تكون صحف العرب كأنظمتهم (نصف زائفة) وليس محبطا أن تصف المقاومة بما تصفها به .. فليس منطقيا أن تزهر وردة في حقل أشواك .
صحفنا للأسف جزء تابع لواقعنا المتردي .. ومن يحاولون صنع المستقبل لايجب أن يطيلوا البكاء فوق قبور الواقع .
هؤلاء النفرمن الكتاب هم ( عربا كارهين لأنفسهم ) فهم لا يعادون المقاومة باعتبارها رد فعل الأمم الحية على أي احتلال , بل يعادون حزمة السياسات التي يمكن أن تقود إلى استقلال حقيقي للدول العربية المستقلة , وإلى اكتفاء ذاتي في كل الميادين .. كما أنهم يعادون مفهوم الكرامة باعتبارها من مخلفات الماضي . ومفهوم الحرية إذا كانت الانتخابات ستأتي بأناس ليسوا على شاكلتهم .. ومفهوم الطموح الوطني أو القومي ... فبضاعتهم الانسحاق وطأطأة الرؤوس حتى تدخل خيول الغرب وثقافاته وعولمته . وتتحول مخططاته إلى واقع يجعلنا ترسا في ماكينته الضخمة . فلا تقوم لنا قائمة بعدها .. هم يحلمون مع أولياء نعمتهم بأن تتحقق خرافة نهاية التاريخ .. هم مساكين لا يعلمون أن من يضع نهايات الأشياء هو الخالق الذي أوجدها من عدم .. وأن الصراع بين الخير والشر سنة الحياة .. وليس الشر الغربي هو من ينتصر في نهاية المطاف إذا ما كان هناك انتصار.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة المراجعة
- أوهام-الصديق- الأميركي
- الورقة الأخيرة
- صناع الفتنة في العراق
- صمت التواطؤ
- بذاءة الدولة
- تباريح التغيير


المزيد.....




- ما أسباب نقص وسائط الدفاع الجوي لدى دول الناتو؟
- هل تساعد الأسلحة الغربية أوكرنيا على قلب موازين الحرب؟
- روسيا تجهّز الجيش بدرونات قتالية جديدة
- -درس جديد- يقدمه -كوفيد-!
- منتجات تخفض خطر تطور مرض النقرس وأخرى تزيد منه!
- اكتشاف سبب وراثي وراء اضطرابات مناعية نادرة في مرحلة الطفولة ...
- بكين -منفتحة- على إجراء اتصالات عسكرية مع واشنطن
- -سنتكوم- تؤكد تدمير -صاروخين حوثيين- استهدفا إحدى سفنها في ا ...
- مستشار رفيع لنتانياهو: المقترح الذي أعلن عنه بايدن يحتاج -ال ...
- شرطة نيويورك تتدخل باحتجاج مؤيد للفلسطينيين.. وتعتقل 29 شخصا ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي شندي - حضرات الكتاب المزايدين