أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد حسن زايد - هل نفى التطور حجة التصميم البيولوجية















المزيد.....


هل نفى التطور حجة التصميم البيولوجية


محمد حسن زايد

الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 13:43
المحور: الطب , والعلوم
    


هناك نوعين من حجج التصميم يستدل بهما المؤمنون علي وجود خالق: حجة التصميم البيولوجية Biological design argument وحجة الضبط الدقيق للكون Fine-tuning argument. البعض يدعي أن التطور نفى الحجة الأولي. فهل هذا صحيح؟

في البداية، يجب أن تفهم أولاً الفرق بين التطور كعملية طبيعية وبين نظرية التطور الداروينية، التطور كعملية طبيعية هو ”تغير الأنواع عبر الزمن“، أما نظرية التطور الداروينية فهي تفسير مقترح للإجابة علي سؤال ”كيف يمكن أن يحدث مثل هذا التغير؟“. التطور كعملية طبيعية هو ما يتفق كافة علماء البيولوجيا علي حدوثه أي أن الأنواع تغيرت بالفعل علي مدار الأجيال عبر الزمن، لكن لا يوجد إتفاق بين العلماء علي الآليات التي يمكن أن يحدث بها هذا التغير، يواصل علماء الأحياء حتي يومنا هذا مناقشة آليات التطور وتفاصيله.

فالحقيقة العلمية – التي يتفق معها كل علماء الأحياء تقريباً – هي أن الأنواع تغيرت عبر الزمن، أما نظرية التطور الداروينية فهي مجرد إطار تفسيري يحاول معرفة ”كيف حدث هذا التغير؟“ مثلها مثل نظرية النسبية لأينشتاين التي تحاول شرح كيف تحدث الظاهرة الطبيعية التي نسميها الجاذبية، لا يمكن أن تكون النظرية الداروينية أبداً حقيقة علمية، النظريات تتعرض للتغير والتعديل وحتي الاستبدال بنظريات أعمق منها كلما اكتشفنا المزيد والمزيد عن العالم الطبيعي، فكما استبدلت نظرية أينشتاين عن الجاذبية نظرية نيوتن عنها كتفسير أعمق لظاهرة الجاذبية، بالمثل كلما اكتشفنا المزيد عن العالم البيولوجي قد نجد إطار تفسيري أفضل من الداروينية يفسر لنا حقائق العالم البيولوجي (كيفية حدوث التطور) بشكل أفضل، وهنا لن تكون النظرية الداروينية نظرية خاطئة بالكلية بل ستكون نظرية قاصرة كنظرية نيوتن أي أنها قد تفسر بعض الأشياء في العالم البيولوجي ولكنها تعجز عن تفسير أشياء أخري.

نظرية التطور التي يعرفها معظم الناس يطلق عليها مصطلح الداروينية الجديدة (neo-Darwinism) أو النظرية التركيبية الحديثة (Modern Synthesis) وهي قائمة علي عدة افتراضات رئيسية أهمها أن: 1) التغير يحدث بشكل تدريجي من خلال تراكم الطفرات العشوائية في جينات الكائنات عبر ملايين السنين، 2) بعد حدوث التغيرات الجينية يبدأ الانتخاب الطبيعي في زيادة كثافة واصطفاء الجينات التي تمنح الكائنات صلاحية تطورية تمكنهم من البقاء والتكاثر فيتم نقل هذه الجينات الصالحة إلي الأجيال اللاحقة حتي تتكرر فيهم نفس العمليات مرة أخري، فتظهر الأنواع الجديدة.

هل يتفق كل علماء البيولوجيا علي أن الآليات المذكورة بالأعلي كافية لتفسر حدوث التطور؟ بالتأكيد لا. الكثير والكثير من العلماء لا يتفقون أن الآليات المذكورة بالأعلي تصلح لتفسير التطور الكبروي (Macroevolution) بل هي صالحة فقط لتفسير التطور الصغروي أو التكيفات (Microevolution). وعدم الاتفاق هذا ليس حديثاً بالمناسبة بل من عقود ماضية فتقرأ علي سبيل المثال في ملخص هذه الورقة المنشورة من عام 1979 في دورية (Journal of Theoretical Biology): ”نحن نجادل بأن الإطار الدارويني الجديد الأساسي – الانتخاب الطبيعي للطفرات العشوائية – غير كافٍ لتفسير التطور. إن دور الانتقاء الطبيعي في حد ذاته محدود: فهو لا يستطيع تفسير أصل الأنواع الجديدة أو التغيرات التطورية الكبيرة“ [1].

لكن هل يلجأ غالبية هؤلاء العلماء إلي مصمم ذكي لتفسير حدوث التطور الكبروي؟ بالتأكيد لا أيضاً. بل يضيفون آليات طبيعية أخري إلي جانب آليات الداروينية الجديدة من طفرات عشوائية تراكمية عبر ملايين السنين في الجينات وانتخاب طبيعي لتفسير حدوث التطور الكبروي مثل: النقل الأفقي للجينات (Horizontal gene transfer)، التعايش التكافلي الداخلي (Endosymbiosis)، بناء المكان اللائق (Niche construction)، الإيڨو-ديڨو (Evo-devo)، توريث الصفات المكتسبة (Epigenetic inheritance)، التهجين بين الأنواع (Inter-specific hybridization)، قدرة الخلايا علي تغيير محتواها الجيني الخاص من خلال العناصر الجينية المتحركة (Mobile genetic elements)، الليونة الظاهرية (Phenotypic plasticity). فظهرت دعاوي جديدة بضرورة إجراء تعديلات وتنقيحات كبيرة علي الإطار الدارويني التقليدي – الداروينية الجديدة – وظهرت إطارات تفسيرية أخري يري أصحابها أنها تفسر حقائق العالم البيولوجي بشكل أفضل من الداروينية الجديدة، من أشهر هذه الإطارات:
1) التركيبية التطورية الموسعة Extended Evolutionary Synthesis، ومن أشهر المؤيدين لهذا الإطار عالمي البيولوجيا التطورية كيڨن لالاند وجيرد مولر [2].
2) الطريق الثالث للتطور Third Way Of Evolution ومن أشهر المؤيدين لهذا الإطار عالم الميكروبيولوجي الكبير چيمس شابيرو وعالم الفيسيولوجي الكبير دينيس نوبل [3].

لكن وبالرغم من ذلك، فما زال هؤلاء العلماء مع هذه الآليات الجديدة عاجزين عن تفسير التطور الكبروي بشكل كامل طبيعياً مادياً بدون تدخل مصمم أو ذكاء. فتقرأ علي سبيل المثال في ملخص أحد فصول هذا الكتاب الأكاديمي التطوري المنشور حديثاً بتاريخ 2021 من دار نشر (Springer): ”لا التركيبية التطورية الموسعة، ولا التطورات النظرية الحديثة الأخرى تفسر المسار التطوري للأنواع، أو للمحيط الحيوي بأكمله، على نطاق واسع“ [4].

هناك قلة أخري من العلماء مثل مايكل بيهي ومايكل دانتون وهنري شايفر لا يرفضون مفهوم التطور كعملية طبيعية، أي أنهم لا يرفضون فكرة تغير الأنواع عبر الزمن بل يرفضون الداروينية الجديدة وحتي الآليات الطبيعية الأخري الجديدة التي اقترحها العلماء المذكورين بالأعلي لتفسير حدوث التطور، ويقترحون إطار تفسيري آخر مختلف وهو أنه لابد من وجود مصمم ذكي هو من يغير الكائنات عبر الزمن، فالتصميم الذكي متوافق بالكامل مع الحقيقة العلمية (التطور كعملية طبيعية) التي يؤكدها كل علماء البيولوجيا تقريباً، لكنه بالطبع غير متوافق مع الآليات الطبيعية العشوائية غير الهادفة (الداروينية الجديدة) أو نسب الذكاء إلي الطبيعة نفسها لتفسير حدوث التطور (بعض النسخ المعدلة من الداروينية الجديدة كالطريق الثالث للتطور الذي ينسب الذكاء لخلايا الكائنات الحية [5]).

فالحقائق العلمية (التطور كعملية طبيعية) لم تنفي حجة التصميم البيولوجية، فمنظري التصميم الذكي أنفسهم ليس عندهم مشكلة في فكرة تغير الأنواع عبر الزمن [6]. بل الداروينية الجديدة والنسخ المعدلة منها (التي هي ليست سوي إطارات تفسيرية للحقيقة العلمية) هي ما تهدد حجة التصميم البيولوجية لأنها تدعي أن وجود مصمم مستقل عن الكائنات أمر غير ضروري لتفسير وجود هذه الكائنات.

منظري التصميم الذكي لا يستخدمون الجهل في الإستدلال هم لا يجادلون هكذا 1) علماء البيولوجيا التطورية عاجزين عن إعطاء تفسير طبيعي مادي لوجود الكائنات، 2) إذاً المصمم أوجد الكائنات. بل، 1) هناك خصائص وظواهر معينة في العالم البيولوجي لا يمكن أن يتم تفسيرها إلا بوجود ذكاء أو مصمم ولا يمكن للآليات الطبيعية وحدها تفسيرها 2) يبررون هذه المقدمة بأدلة من الواقع الذي نعيش فيه، 3) هناك مصمم إذاً للكائنات. هذا ليس احتجاج بالجهل بل احتجاج بالمعرفة الحالية. وكما هو واضح من الاقتباس من المصدر [4]، لم يتم تخطئة ادعاء منظري التصميم الذكي حتي الآن، لم ينجح أحد حتي الآن في تفسير التطور الكبروي بالآليات الطبيعية وحدها ولن ينجح أحد أبداً في ذلك حسب منظري التصميم الذكي لأن أدلة الواقع حسبهم تؤكد أنه لابد من وجود ذكاء أو مصمم مستقل عن الكائنات ينتج خصائص أو ظواهر معينة في العالم البيولوجي. وعليه فلم يدحض أحد حتي الآن حجة التصميم البيولوجية [7].

لكن، من أجل مناهضة حركة التصميم الذكي، يلجأ منظري الداروينية مثل جيري كوين ودوجلاس فوتوياما إلي ظواهر معينة في العالم البيولوجي ليؤكدوا أن النظرية الداروينية (الإطار التفسيري الذي ينفي وجود المصمم) تفسر حقائق العالم البيولوجي بشكل أفضل من التصميم الذكي (الإطار التفسيري الذي يؤكد ضرورة وجود مصمم مستقل لتفسير حدوث التطور)، من هذه الظواهر: وجود الأعضاء الضامرة (Vestigial Organs)، وجود الحمض النووي الخردة (Junk DNA). باختصار معظم الحجج التي يستخدمها الدراونة هي الظواهر التي تشير إلي وجود عيوب تطورية (Evolutionary flaws) في الكائنات الحية، وبما أن المصمم الذكي يجب ألا يصنع عيوباً في الكائنات التي يخلقها، وبما أن هذه العيوب موجودة، فالمصمم الذكي غير موجود والآليات الطبيعية العشوائية العمياء هي ما أحدثت التطور [8].

إلا أن التقدم العلمي يدحض هذه الادعاءات، العلم يكتشف كل يوم وظائف للأعضاء الضامرة والدراونة أنفسهم يقومون بتعريف الأعضاء الضامرة علي أنها ليست بالضرورة أعضاء فاقدة للوظيفة كلياً بل قد تكون أعضاء فقدت وظيفتها الأصلية فقط وقد يخدم وجودها أغراضاً أخري [8]، فالنعام علي سبيل المثال هو طائر لا يطير، لكنه يستخدم أجنحته في حفظ توازن الجسم أثناء الركض، فهنا صارت الأجنحة تستخدم في وظيفة أخرى غير وظيفتها الأصلية التي هي الطيران. لكن فكرة وجود نفس العضو بوظائف مختلفة في الكائنات لا يصنع أي مشاكل لفكرة وجود مصمم بل علي العكس هذا دليل علي براعة المصمم. بالمثل العلم يكتشف كل يوم وظائف مهمة لما يسمي بالحمض النووي الخردة فتقرأ علي سبيل المثال في دورية (Genome Biology & Evolution) التي تنشرها دار نشر جامعة أكسفورد بتاريخ 2021: ”أيام الحمض النووي الخردة قد ولت“ [9]. وبالطبع يوجد حجج أخري يستخدمها الدراونة لتفضيل الداروينية علي التصميم الذكي وكلها حجج تم الرد عليها مراراً وتكراراً في كتب منظري التصميم الذكي، لكن فئة كبيرة من أدلة الدراونة معتمدة علي وجود عيوب مزعومة في الكائنات وأشهر هذه العيوب هي الجينات الخردة والأعضاء الضامرة.

فطالما التصميم الذكي لا يعارض حقيقة علمية ألا وهي حقيقة تغير الكائنات عبر الزمن، ولا يوجد حجج قوية ضد فكرة وجود مصمم ذكي ينتج التغير التطوري الكبير، بل علي العكس يوجد حجج (وهي حجج وإن كانت الدوافع الرئيسية لغالبية من يقدمونها إيمانية إلا أنها ما زالت حججاً علمية باعتراف أي شخص منصف فعلاً وليس متحيزاً، فمايكل دانتون مثلاً ليس مؤمناً أصلاً ومع ذلك يدعم التصميم الذكي [10]، غانتر بيكلي عالم أحافير ألماني، كان ملحداً ومدافعاً عن الداروينية الجديدة، لكن قرأ حجج منظري التصميم الذكي وأقنعته هذه الحجج فصار مناصراً للتصميم الذكي وترك الداروينية الجديدة والإلحاد [11]، توماس ناجل فيسلوف ملحد كبير ومشهور لا يتبني التصميم الذكي، لكنه مع ذلك يقر بأن منظري التصميم الذكي يقدمون بالفعل حججاً علمية تستحق المناقشة والاهتمام [12]) تدعم فكرة ضرورة وجود هذا المصمم. فحجة التصميم البيولوجية تظل كما هي قائمة، حتي لو غالبية العلماء يرفضون التصميم الذكي، فالحجة المنطقية هي المقياس وليس تصويت الغالبية عند أي شخص عاقل، وخصوصاً وأن الداروينية تحولت من مجرد نظرية علمية إلي دوغما كما يعترف بذلك بعض التطوريون بأنفسهم، فتقرأ في مجلة (Theory in Biosciences) علي لسان عالم الجينات الألماني التطوري الكبير غونتر ثيسين: ”... وبالتالي فإن رفض التصميم الذكي أو الأنواع الأخرى من الخلقية لا يعتمد على القوة التفسيرية الشاملة لأي نظرية تطورية موجودة، ولكن يجب اعتباره افتراضًا معرفيًا وأساسًا إرشاديًا للبيولوجيا كعلم طبيعي .... من الخطير لفت الانتباه إلى حقيقة أنه لا يوجد تفسير مرضي للتطور الكبروي. يصبح المرء بسهولة هدفًا للبيولوجيا التطورية الأرثوذكسية (الداروينية الجديدة) وصديقًا مزيفًا لمؤيدي المفاهيم غير العلمية (التصميم الذكي، الخلق) ....“ [13]. يعني باختصار لو انشققت عن الداروينية الجديدة فأنت خلقوي عدو للعلم وتناصر العلوم الزائفة، قد تخسر مكانتك الأكاديمية أو قد يتوقف الدعم المالي لأبحاثك، لذلك فمن الأفضل ألا تنتقد الداروينية الجديدة.

ملاحظات:

- الأدلة الوراثية والجنينية والتشريحية والأحفورية .. إلخ هي دليل علي حصول التطور فقط، لكنها ليست بدليل علي أن هذا التطور حصل بقوي الطفرات العشوائية التراكمية والانتخاب الطبيعي، معظم الناس تخلط الأمور فيظنون أن التشابهات الجينية أو التشريحية مثلاً هي دليل علي النظرية الداروينية (أن التطور حصل بالانتخاب الطبيعي والطفرات العشوائية التراكمية عبر ملايين السنين)، هذا ليس صحيحاً، هي دليل فقط علي حصول التطور كعملية طبيعية (الأنواع انحدرت من بعضها بتعديلات عبر الزمن).

- النقل الأفقي للجينات هو طريقة تحصل بواسطتها الكائنات الحية علي مواد وراثية من كائنات أخري دون أن تكون من نسلها، التعايش التكافلي الداخلي هو طريقة يعيش من خلالها كائن حي داخل جسد كائن حي آخر مما يولد تعقيداً بيولوجياً أكبر، بناء المكان اللائق هو الطريقة التي تغير بها الكائنات الحية البيئة التي تعيش فيها، علي سبيل المثال بناء القنادس للسدود في الأنهار وبناء الطيور للأعشاش، وبناء بطاريق الإمبراطور لبيئة محلية دافئة تمكنهم من التكاثر داخل بيئة البرد القارس العالمية التي يعيشون فيها من خلال تجمهرهم مع بعضهم البعض.


- الإيڨو-ديڨو هو اختصار لعلم الأحياء النمائي التطوري بحسب هذا العلم فالكائنات الحية تحتوي علي نوعين من الجينات: جينات مشفرة (Coding genes) وجينات منظمة (Regulatory genes). الجينات المشفرة هي الجينات التي تكود لبناء أجزاء جسم الكائن الحي، هناك جينات تصنع الزعانف، جينات تصنع الدماغ، جينات تصنع الأسنان إلخ. أما الجينات المنظمة فهي الجينات التي تتحكم في عمل الجينات المشفرة، هذه الجينات هي ما تعطي الأوامر للجينات المشفرة للبدء في عملها فمثلاً هناك جينات تعطي أوامر مثل ”اصنع أسنان هنا“ للجينات المشفرة التي تبني الأسنان أو ”اصنع زعانف هناك“ للجينات المشفرة التي تبني الزعانف. الجينات المشفرة لا يمكن أن تبدأ عملها في بناء أجزاء الجسم إلا عندما تصل لها الأوامر من الجينات المنظمة. أحد الأشياء التي تميز الطيور عن الديناصورات هو اختفاء الأسنان من الطيور وظهور المناقير بدلاً منها. حسب الداروينية الجديدة لكي تختفي الأسنان من الديناصورات وتتحول إلى مناقير طيور مثلاً (حسب قصة تطور الطيور من الديناصورات) هذا سيستغرق وقت طويل ولو أضفت الاختلافات الأخري بين الطيور والديناصورات فلكي يتحول ديناصور إلي طائر حسب آليات الداروينية الجديدة التدريجية هذا سيستغرق وقت يفوق الوقت الذي تطورت فيه الطيور من الديناصورات بالفعل كما يظهر في السجل الأحفوري فما الحل؟ الحل هو علم الأحياء النمائي التطوري. فلا تحتاج حسب هذا العلم إلي طفرات تراكمية متعددة في الجينات المشفرة التي تبني الأسنان في الديناصورات حتي تختفي الأسنان. يكفي فقط مجرد طفرة صغيرة في الجين المنظم الذي يعطي الأوامر "اصنع أسنان هنا" للجينات المشفرة التي تبني الأسنان، قد تعطل هذا الجين وبالتالي ستتوقف عملية بناء الأسنان سريعاً لأن هذا الجين هو ما يتحكم في سلاسل الجينات المشفرة التي تبني الأسنان وبتعطيله ستتوقف كل هذه الجينات المشفرة عن العمل. وربما تحدث طفرة في جين منظم آخر تجعله ينشط الجينات التي تبني المناقير فتظهر المناقير بدلاً من الأسنان. فيمكن بهذا العلم تفسير حدوث التغيرات الكبيرة والسريعة في السجل الأحفوري حسب الدراونة. إلا أن هذا العلم ما زال يعاني من مشاكل كثيرة.

- أحد الافتراضات الرئيسية للداروينية الجديدة هي أن الصفات المكتسبة لا تورث (لا يفترض أن يرث كائن شيء تعلمه والديه في حياته)، لكن هناك علماء يجادلون أن الصفات المكتسبة يمكن في الواقع توريثها عبر الأجيال، التهجين بين الأنواع هو عملية يحدث من خلالها تزواج بين نوعين من الكائنات من نفس الجنس كتزاوج ذكر الحمار مع الفرس لإنتاج البغل، العناصر الجينية المتحركة هي أجزاء من الجينوم قادرة علي التحرك بطريقة القص واللصق – يتم قصها من موقع ولصقها في موقع آخر – وهذا يغير المحتوي الجيني للخلايا عن طريقة إعادة ترتيب الجينات، الليونة الظاهرية هي قدرة النمط الجيني (الجينوم) على التعبير عن أنماط ظاهرية (النمط الظاهري هو: شكل وخصائص الكائنات) مختلفة اعتمادًا على البيئة التي يعيش فيها هذا الجينوم.


مصادر:
[1] https://bit.ly/3b3tzvF
[2] https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rsfs.2017.0015, https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rspb.2015.1019
[3] https://physoc.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1113/expphysiol.2012.071134, https://mobilednajournal.biomedcentral.com/articles/10.1186/1759-8753-1-4
[4] https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-030-70408-7_6
[5] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3425741/
[6] https://www.cell.com/trends/ecology-evolution/fulltext/S0169-5347(03)00382-3
[7] https://www.worldscientific.com/doi/10.1142/9789812834355_0034, https://www.bloomsburycollections.com/book/contemporary-arguments-in-natural-theology-god-and-rational-belief/ch6-the-argument-from-biological-information, https://www.bloomsburycollections.com/book/contemporary-arguments-in-natural-theology-god-and-rational-belief/ch5-the-argument-from-biological-complexity, https://www.worldscientific.com/worldscibooks/10.1142/9974
[8] https://www.penguinrandomhouse.com/books/300564/why-evolution-is-true-by-jerry-a-coyne/
[9] https://academic.oup.com/gbe/article/13/10/evab217/6380869
[10] Evolution: Still a Theory in Crisis By Michael Denton, Discovery Institute Press.
[11] https://quillette.com/2019/09/29/right-of-reply-our-response-to-jerry-coyne/, https://www.bechly.at/anti-darwinism-1/
[12] Mind and Cosmos: Why the Materialist Neo-Darwinian Conception of Nature Is Almost Certainly False By Thomas Nagel, Oxford University Press.
[13] https://link.springer.com/article/10.1016/j.thbio.2005.11.002



#محمد_حسن_زايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء
- غوغل ومايكروسوفت تؤكدان أن الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاص ...
- سلي أطفالك ونزليها ..  تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ا ...
- كيف تظهر صور الأقمار الصناعية آثار الضربات المتبادلة بين إير ...
- طلاب معهد العلوم السياسية بباريس ينددون بالحرب الإسرائيلية ع ...
- «شاهد توم وجيري» استقبل الآن تردد قناة سبيس تون الجديد على ا ...
- «وحش الهواتف الذكية»….تعرف على مواصفات ومميزات هاتف vivo X10 ...
- -كلنا فلسطينيون-.. هتافات مؤيدة لغزة تصدح في أعرق جامعات فرن ...
- رابط التقديم في شركة المياه الوطنية 2024 لحملة الثانوية العا ...
- لأول مرة منذ 56 عاما.. قطار روسي يشق الصحراء عابرا إلى سيناء ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد حسن زايد - هل نفى التطور حجة التصميم البيولوجية