أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - كنتُ طبيباً في مندلي















المزيد.....


كنتُ طبيباً في مندلي


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 12:18
المحور: سيرة ذاتية
    


# وردني من د.نوزاد صالح رفعت عزيزي الاستاذ ابو شهاب
بعد التحية
أتمنى لكم الصحة والعافية ، بعد ما قرأت ما كتبته في صفحتكم في فيسبوك وطلبكم بعض المعلومات حول علاقتي بمندلي، إنّي دونت مذكراتي بصورة تفصيلية و تحتوي هذه المذكرات معلومات كثيرة حول مندلي والتي لم تنشر بعد مع العلم بعد انقطاعي عن مندلي استمر علاقتي بأبناء هذه الولاية في مناسبات متعددة في سنة 1974م في ايران بعد النكسة في الرمادي و بعده في السليمانية، وبعد سقوط صدام زرت مندلي وعند عودتي الى بغداد عندما كنت عضواً في الجمعية الوطنية، وبعده في مجلس النواب كنت ألازم أبناء مندلي و مداخلاتي مستمرة في المجلسين حول
مندلي والتي سأدونها لكم و أرفق بهذه الرسالة عدد من صور التي تبين مندلي عندما كنت أعيش فيها وبعضها صور بعد سقوط نظام صدام فأرجو الاستفادة مما سأكتبه لكم حسب حاجتكم وإمكانية تدوينها حيث يتعلق بموضوع كتابتكم،وهذه هي المعلومات التي سأدونها لكم.

بعد إكمالي خدمة الإحتياط والإقامة الدورية في مستشفيات بغداد تم استدعاؤنا الى وزارة الصحة نحن دورة خريجي كلية طب بغداد لسنة 1966-1967 لغاية توزيعنا على الأقضية والنواحي فكان التوزيع حسب أسمائنا بالرغم من كوني من أبناء السليمانية،وكان عدد من الأقضية و النواحي شاغرة ولكن اخترتُ لا إراديا قضاء مندلي دون معرفتي بالمدينة سوى معرفتي بأنها مدينة كردستانية ، و يعيش مع الكورد مختلف القوميات والمذاهب المختلفة، بعد خروجنا من الوزارة اتصل بي عدد من الأصدقاء و المعارف، قالوا ان مندلي قضاء بعيد عن مركز بعقوبة و طريقها غير مبلط لا يبتعد عن ايران الا بـ ثلاث كيلومترات،
ولا يتوفر فيها الماء الحلو للشرب وسكانها أكثريتهم حالتهم المعاشية سيئة، كما في المدينة نوع من العقارب لدغتها قاتلة تسمى بـ (جرّار) "1" وان الحكومة عندما تعاقب موظف تنقله لمندلي كعقوبة أو نفي الثوار"2" ؛ وطلب منّي عدد من الأصدقاء مراجعة الوزارة لتغيير ما اخترته بعد التفكير، قررت الاستمرارعلى قراري فصدر أمر نقلي الى

مندلي والتحقت بالوظيفة يوم 25 آذار/مارس 1970م، عندما بدأت برحلتي الى المدينة من مدينة بعقوبة بأحدي سيارات الباص؛ وكان الطريق ترابي و مزعج جداً، وعند وصولي راجعت المستشفى وكان مديرها أحد الأطباء من أهالي البصرة كان مهملاً في واجباته وجدتـه غير مرحِّب بي ظناً من أن أنافسه في العيادة و خاصة عندما عرف بأني كوردي و أن أكثرية أهالي المدينة هم أكراد؛وخاصة بعد معرفته بأني متدرب على الجراحة العامة حيث لم تجدْ المدينة جراحاً قبلي .
كان الدكتور يشغل دار حكومية ملحقة بالمستشفى الجمهوري؛ وفي مركز المدينة مستوصف فقرر تنسيبي الى
المستوصف و بمساعدة الموظفين وجدنا داراً مقابل المستوصف فأجرتها وقررتُ أن استغل مقدمة البيت كعيادة والباقي للسكن، و وجدت ان أهل المدينة لا يرحّبون بالأطباء غير المتزوجين "العزّاب" ولا يؤجرون له البيوت اذا لا يصحب معه عائلته، إذن عدتُ الى السليمانية وأقنعت والدي


ووالدتي وأخوتي الذين كانوا يدرسون في المتوسطة و جلبنا بعضاً من الأثاث الذي نحتاجه، وسكنّا في الدار.
أول يوم فتحت العيادة جاءنا عدد من المرضى وجدتهم مسرورين لأني كنت أتكلم بالكوردية حيث كثيرو ن منهم لا يجيدون العربية، كما وجدت أكثرية السكان من ذوي الدخل المحدود فبدأت بإبداء كل المساعدات، ولا أريد ان أذكر كيفية تعاملي معهم فهم يشهدون كيفية تعاملي و بدأت بإجراء بعض العمليات في المستشفى، عند التحاقي بمندلي كانت لم تمضِ على صدور بيان 11 آذار/1970م إلا أيام قلائل حول قبول الحكومة بمنح الحكم الذاتي لكوردستان"3"، وكانت الاحتفالات في كوردستان في أوجها و لكن المسؤولين البعثيين كانوا لا يوافقون على اعتبار مدن كركوك و خانقين و مندلي و مخمور و سنجار كوردستانية ، بدأ المسؤولون بمحاربة ابناء المدينة من الكورد؛واحتفالات كوردستان أصبحت مأساة في مندلي حيث بدأوا بمحاربة الموظفين الذين يعتبرون أنفسهم كورداً و بدأوا بتهجير أعدادٍ كبيرة من المواطنين الى ايران بحجة التبعية، كما

بدأوا باستيلاء على الأراضي الزراعية والقرى التابعة لعشيرة قره لوس الكوردية، ويجلبون عشائر عربية مكانهم توقعت ان يشملني هذه المضايقات و لكن وجدت بالعكس عندا بدأت القيادة الكوردية تحتج بأن سلطات مندلي يطردون الكورد وتجري عملية تعريب المنطقة، وكان ينكرون و يستشهدون بأنّي كوردي وأعمل في المدينة بحريتي ولا احـد يضايقني ، بالطبع لأني لست من أهل مندلي فلا يمانعون ادعائي بقوميتي لأني يعرفون بقائي في المدينة مؤقتاً، وبعدما وجدوا قيامي بواجباتي بصورة جيدة و لا أفرق بان مختلف القوميات من العرب والكورد و التركمان والفرس "4" كما ان السكان هم من الشيعة والسنة ومحلة قلم حاج من الكاكائية"5" التي أنا أنتمي لهذه الطائفة اعمل للجميع بدون تفضيل احــدهم على الآخر.
طلب الطبيب البصراوي بالنقل الى ولايته بعدما وجد أن عيادتي أصبحت مليئة بالمرضى والمراجعين،فصدر أمر نقله.. فبعد نقله أصبحت مديراً للمستشفى الجمهوري وسكنت في الدار الحكومية وفيها عيادتي، أخذت اختلط

بالسكان من كل الفئات، وأعامل الجميع بدون تفريق وأنّ معاملتي للمرضى في العيادة لم تكن تختلف عن واجباتي في المستشفى الحكومية و المسؤولون بدأوا بالتعاون معي و إبداء كل التسهيلات من أجل نجاحي، وان ما كنت أقدمه من الخدمات لم تكن بإمكانهم الاستغناء عنّي بالرغم اختلاطي و تقربي من ابناء المدينة من الكورد دون ابتعادي عن المكونات الأخرى،لا أريد التحدث عن نفسي اترك هذا لأبناء مندلي.
حسب القانون كان بقائي في مندلي يكون لمدة سنة وبعدها لي حق بالعودة الى الفرع الذي أرغبُ التخصص فيه
مع العلم خلال هذه الفترة قمتُ بعمليات جراحية كثيرة . فتقرر نقلي الى مدينة الطب في بغداد للتدريب على الجراحة العامة، فطالب الجميع بقائي في المدينة، ولكن بعد اقتناعهم بأنَّ من مصلحتي العودة الى بغداد فطلبوا مني ان أتعهد لهم بالعودة الى مندلي بعد دورة تدريبية التي تدوم سنة واحدة ، بعد بقائي مدة سنة وتسعة أشهر أي في نهاية سنة 1971م، انتقلت الى بغداد مدينة الطب قسم الجراحة العام

ولمدة سنة واحدة، أخــذ أبناء مندلي من كل المكونات يراجعونني للمدينة وأقدم كل الخدمات الممكنة لهم .
في بداية سنة 1973م أكملت التدريب فصدر أمر من وزارة الصحة بنقلي كجراح الى مركز محافظة دهوك قبل أن التحق جاء عدد من أبناء مدينة مندلي وعدد من المسؤولين طلبوا مني عدم الذهاب الى دهوك والعودة الى مندلي، حيث راجعوا محافظة ديالى و وزارة الصحة فطالبت وزارة الصحة بأن أُبدي رأيي حيث أبلغوني بأن محافظة ديالى بناءً على رغبة أهالــي مندلي طالبوا بكتاب رسمي بإعــادة نقلي
الى مندلي بعد الإلحاح والاتصالات المستمرة من اهالي مندلي ،وافقت ان أضحي فبدلاً من ان أذهب الى مركز محافظة دهوك كجراح قبلت بإلغاء الأمر والعودة الى مندلي فرحَّب بي الجميع، ورجعت مديراً للمستشفى؛ و قمت بجهد كبير لبناء ردهات جديدة و قاعة عمليا ت جديدة و مجهزة بالاجهزة الضرورية وتم تعيين الكوادر الضرورية، وبدأت بالعمل في المستشفى، وكنت أقوم بإجراء عشرات العمليات الجراحية؛ واستمرت علاقتي بالمواطنين

المندلاويين و كأنني أحد أفراد الولاية لحين اقتراب موعد إعلان الحكم الذاتي لكردستان في الحادي عشر من آذار 1974م، و طول هذه الفترة كنت في مندلي على اتصال مباشر مع الاخ سايمير هاشم "أبو أنور" كمسؤول للحزب الديمقراطي الكوردستاني"6"؛ وهو كان ملتزم بعدم كشفي لأني كنت أتعرض للنقل فور معرفتهم بعلاقتي بالحزب.
بعد فشل المفاوضات و التحاق الآلاف من المواطنين بالثورة الكوردية ؛ ولكـن قبلـــها كنتُ قــد طالبت النقل الى
السليمانية فصدر الامر بنقلي الى السليمانية ؛وكنت احضر نفسي للعودة للسليمانية، وأرسلت العائلة الى السليمانية، و بقيت عدة أيام بحجة التحاقي الى السليمانية، سافرت الى بعقوبة ومنها سافرت الى دربنديخان فحلبجة ،والتحقت بالثورة و بعدها التحق أعداد غفيرة من ابناء مندلي بالثورة ومع عوائلهم، تركت مندلي في يوم 25 آذار 1974م حيث التحقت بالثورة نفس اليوم .



بعدها كنت أعمـل في مستشفى باوه كجراح لقوات البيشمه ركة الكوردية ،إلتقيت عدداً من ابناء مندلي أيضاً، وبعد نكسة عام 1975م،تمَّ إبعادي الى الرمادي، وجدت أعداداً من ابناء مندلي هناك تم تهجيرهم الى الرمادي فتجدّدت علاقاتنا؛ كما كنت أستقبل أعداداً من مرضى و استجدت لقاءاتنا بعد عودتي الى السليمانية حيث وجد ت عدداً من ابناء مندلي تم إبعادهم الى السليمانية أيضاً.
بعد سقوط حكم البعث "7" وبعد تحرير مدينة كركو ك زرت مع أخوتي كركوك للاطمئنان على الأقارب، و بعــدها
زرت بغداد ، ومنها سافرت الى مندلي لأطمئنَّ على أهالي مندلي الأعزاء، ولكن تفاجأت بالمدينة المدمرة حيث قصفت من قبل القوات الايرانية أثناء الحرب، وكانت قوات الحكومة أيضاً تشارك القصف بتدمير و تخريب المدينة و استمر تهجير المواطنين الكورد من المدينة "8" وتم تبديل مندلي من قضاء الى ناحية مع العلم كانت من أقدم الأقضية العراقية"9"، وتفاجأت ببناية المستشفـــى التي عملت في


إنشائها وجدت لا أثر لها وان دور المواطنين و بساتينهم مدمرة بصورة مرعبة..
إني الآن أعمل جاهداً لكتابة مذكراتي التي أدوّن فيها ما مرّت علي في عشرات السنوات من عمري مع مهنتي في الطب ،حيث فيها الكثير مما عاصرتها في مندلي، حيث قضيت فيها أكثر من ثلاث سنوات في الحقيقة وجدتُ ما أخبروني بها عن المدينة قبل التحاقي فيها بعضها حقيقية و بعضها إفتراء حيث وجدتُ المدينة مهملة من قبل السلطات، فالطريق من بعقوبة - مندلي "10" غير مبلط عنـد سقوط
الأمطار في الشتاء تغلق الطريق مرات لأيام طويلة، عدد المدارس قليل جداً؛ وشوارعها غير مبلطة، والأبنية الحكومية قليلة جداً، تعرضت بساتين المدينة لمشاكل كبيرة بعد إنقطاع المياه من قبل الجارة ايران في عهد المقبور شاه ايران،وكان الوضع المعاشي للمواطنين سيئاً حيث قلة المياه سببت بقلة المنتوجات الزراعية،والثروة الحيوانية قلّت بصورة كبيرة،وتعرض المواطنون للتهجير القسري،قسم منهم بحجة تبعيتهم لإيران وبالأخص الأكراد منهـم خاصة

خاصة،ومن لم ينتمِ لحزب البعثيين، وتمّ تهجير وترحيل أبنائها من الكورد ودمرت عدد من القرى وبعضها أعطيت للعشائر العربية، بالرغم ما كان يحدث في المدينة،وجدت عند مباشرتي فيها أبناء المدينة يتكونون من القوميات الكوردية والعربية والتركمانية والفارسية، ومن المذاهب المختلفة:الشيعة والسنة والكاكائية، كانوا يعيشون بأمان وتعاون وأكثريتهم يتكلمون اللغات الأربعة.
طيلة فترة بقائي اختلطت بالكل ّ، وكانوا يزورونني وأزورهُـم وأشترك في أفراحهم وأحزانهم، و في كلِّ سـنة
أزور معهم في شهر أيلول مرقد الامام كرز الدين"ع" كعادتهم"11"، بالرغم مما تعرضوا له بقي أعداد من المواطنين يهتمون بكثير من بساتينهم حيث تنتج أنواع التمور المختلفة والحمضيات والرمان، وإنتاجهم الحيواني لا بأس به، طيلة بقائي في المدينة لم أجــدْ أحـداً من أبناء المدينة من أصحاب البساتين والثروة الحيوانية لم يشاركني بما يتوفر لديه من المحصول . بالرغم كوني كوردياً و معروفاً لدى السلطات البعثية بأني غير بعيدٍ عـن الحركــــة

القومية الكوردية لم يتخذوا إجراءً مسيئا ضدي، وبالعكس كانوا يقدمون لي كلّ التسهيلات في مجال عملي المهني.
عند انتخابي في الجمعية الوطنية عملت بكل مجهوداتي مع الأخت نازنين حسين فيض الله المندلاوي"12"،،والأخ سعدون الفيلي "13" وهما من أبناء مندلي مجهودات مستمرة من أجل إعادة تعمير و تقديم الخدمات الضرورية للمدينة المنكوبة ولكن مع الأسف الشديد لا حكومة إقليم كوردستان ولا الحكومة المركـزية قامَـت بالمطلوب؛ ولكــن
استغلت الأحزاب الطائفية وذات توجه مذهبي قدمت بعض الخدمات بالرغم كون عملهم خدمي ولكن حسب رأي ليس الا من جانب المصالح المذهبية والطائفية.







تقديم بيان للجمعية الوطنية

قدمت بياناً في الجمعية الوطنية في احدى جلساتها ،وهذا هو نص البيان عن أوضاع مندلي :
السيد رئيس الجمعية الوطنية المحترم
إنَّ ما يتعرض لها مدينة مندلي التاريخية "14"،والتي كانت مدينة التآخي القومي لفترة طويلة حيث كانت من قبل
مزدهرة،وبدأ النظام الدكتاتوري المقبور بعمليات التهجير والترحيل وإجبار السكان الباقين بتغيير قومياتهم.
تعيش في المدينة التي كانت من أقدم أقضية العراق التابعة لبغداد ينتمون الى أربعة قوميات الكوردية والتركمانية والفارسية والعربية،وهم يتبعون المذهبين الشيعي والسنّي. الكل كانوا يعيشون فيما بينهم بالمحبة والوئام، يتكلم الجميع اللغات الأربعة يؤدون صلواتهم في الحسينية او الجامع بدون إعتبار لإنتمائهم المذهبي.
إنّي لست من أهل المدينة كنَّني كنت طبيباً فيها لمدة سنوات... للأسف باشرتُ بعملي في الوقت الذي بــدأت

السلطات بإتخاذ إجراءاتها القاسية مستغلة هدنـة آذار 1970م،حيث مُنِع المواطنون الكورد من ارتداء الملا بس الكوردية.وان من يسمع بأنّـه تفوه بكلمة كوردية يجب ان يدفع نصف دينار لرجال الأمن،ومن يرفض هذه التعليمات يدخل رجال الأمن والإستخبارت منازلهم ويجمعون العائلة وينقلون أما بسيارات النقل أو مشياً على الأقدام الى الحدود الايرانية، ويقوم مفارز خاصــة بإطلاق النيران لتخويفــهم،
وعدم العودة الى الوراء، وبدأت السلطات بتدمير القرى الكوردية وترحيل سكانها الى مناطق كوردستان وجنوب ووسط العراق .
وجاءت الحرب العراقية – الإيرانية التي كانت ضربة للشعب العراقي، ولكن انعكس كل مساوئ الحرب على هذه المدينة، لكونها قريبة عن الحـدود، فبدأت حرب المدن حيث تـمّ قصف المدينة مــن طرفـي الحدود؛ وتشرد المواطنون،
وتدمّــرت البيوت،وفقـد الأطفال آباءَهــم وأمهاتهم ، و فقـدَ
المواطنون فلذات أكبادهم، ولم تتحرك السلطات الحكومية لإبداء أية مساعدة لضحايا الحرب لسكان المدينة بالعكس ما

كان يقدم لأهالي المناطق الأخرى، وذلك لحقدهم الدفين على سكان المدينة لإحتفاظ السكان بقومياتهم ومذاهبهم التي ورثوها من آبائهم،واستمر تدهور الأوضاع الى انتهاء الحرب فبدأت إعادة و إعمار المدن العراقية باستثناء مندلي والتي استمر السلطات المجرمة بتدمير ما تبقى من القرى الكوردية وترحيل سكانها، وقام بتغيير إدارة القضاء الى ناحية"15"، واضطر المواطنون بعد ذلك الى اللجوء لقضاء
بلدروز حديث التشكيل وذات أغلبية عربية،وناحية قزانية وهاجر الآلاف الى بغداد،وتركُوا بساتين النخيل والرمان والحمضيات المختلفة لتذبل مع العلم انَّ المدينة مشهورة في العراق بانتاجها لأنواع التمور التي يشتهر بها عراقنا الحبيب"16".
وجاء يوم سقوط النظام واستبشر أبناء المدينة و تمنى الشعب إعادة تعميرها وعـودة سكانـها الى بيوتـهم، ولكـن لم يحــدث شيئا سوى بعض المساعدات المتواضعة قدمت مـن
حكومة إقليم كردستان. القرى والبيوت مدمرة ،ودوائر الكهرباء والماء مقطوعة. لم يمدّْ احدٌ يد المساعدة لتشييد

بيوت المدينة واعادة بناء الدوائر الحكومية ومستشفى المدينة ذات أربعين سريراً،والتي كانت تجرى فيها كافة العمليات الجراحية في سنة 1970م ،لم تصلها يـد لإعادة بنائها وتتخذ الآن جزء من خرابتها كمركز صحي بسيط، وأبناء المدينة يزورون أطلالها من الصباح الباكر الى الغروب يجلسون على أرصفة الشوارع، ويتفرجون على مدينتهم ويتفاجأُون بزيارة عدد من المسؤولين الحكوميين
والحزبيين والذين يتفرجون على المدينة ويبشرون الأهالي بأن الحكومة ستبدأ في أقرب وقت بإعادة بناء المدينة.
ولكن لحد الآن لم تصل يد الأعمار. بإستثناء مشاريع متواضعة من قبل حكومة أقليم كوردستان.
عليه أرجو مفاتحة رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المعنية بإعادة ناحية مندلي الى قضاء مندلي كخطوة أولية،والأمر بإعادة المرحلين وتعويضهم ماديـا وإعـــــادة
تاهيل مشاريع الماء والكهرباء والخدمات البلدية واعادة تعمير المستشفى لحين بنــاء مستشفى عصري مناسب


واعادة بناء دور جديدة على نفس مواضع الدور المهدمة واعادة تأهيل مشاريع الإرواء لتعود مندلي عروسة جنوبي
كوردستان بأبنائها المتأخين من مختلف القوميات والمذاهب وتعود الحياة لبساتين النخيل والرمان والبرتقال والحمضيات الأخرى والمشمش المشهور بها وتعود الحبوب من الحنطة والشعير،والثروة الحيوانية الى سابق عهدها المزدهر وبهذه المناسبة أرجو من رئاستكم تشكيل وفــد من
أعضاء الجمعية لزيارة المدينة المنكوبة للتأكد مما عرضتها عليكم والتي ليس ألا جزء يسير من معاناة المدينة .
وتكون هذه الزيارة خطوة أولى لزيارات مشابهة لما تركها النظام السابق البائد .
والسلام عليكم .







تقديم مداخلة للجمعية الوطنية

وعند زيارتي الأخيرة للجمعية قدمت هذه المداخلة:
أرحب بكم وأثمن جهودكم المضنية من أجل خدمة شعبنا، إني لا أريد التطرق لما تحتاجه مدن كوردستان وقراها لأني متأكد ان حكومة أقليم كوردستان تقوم بما ممكن القيام بها ولا اشك في تعاونكم معهم. من اجل تقديم الخدمات إسوة بكافة مناطق العراق خاصة مناطق الأهوار والمحافظات الجنوبية المحتاجة الى كافة انواع الخدمات البلدية ولكن ما يؤسفني الأوضاع المزرية في قضائي خانقين و مندلي الكردستانيتين حيث ضاعتا بين الحكومة المركزية وحكومة الأقليم، صحيح حكومة إقليم قدمت بعض الخدمات لكنّها لا تتناسب مع ما تحتاجانِها من الخدمات من نواحي البناء للمدارس والمستشفيات ومشاريع المياه والمجاري والطرق والجسور بالأخص مدينة مندلي والتي تعتبر مدينة الأشباح


في الوقت الذي كانت تسكن فيه حوالي لـ000/120 ألف نسمة وكانت مدينة عامرة بثروتها الزراعية والحيوانية والسكنية وأبنيتها التراثية؛ ومحاطة ببساتين النخيل والحمضيات لا مثيلة لها. في الأسبوع الماضي زرت المدينة
وجـدت الشارع الرئيسي من مدخلها الى الخروج منها تحتوي على بعض الدور الحكومية، وبعض المحلات لغاية الخروج من المدينة باتجاه قزانية وخلف الشارع بعمق كليومترات من الطرفين كانت المحلا ت الآهلة بالسكان والأسواق والمحلات والمساجد والحسينيات كلها سويت مع الأرض لا تجد داراً واحدةً في كافة المحلات ولا بإمكان أيّ كائن ان يعيش فيها، والسكان تركوا المدينة أما الى بغداد او بعقوبة او بلدروز او قزانية، والساكنين في المناطق القريبة يزورون أطلال مدينتهم.
إنّي لا اطلب من سيادتكم بناء دور سكنية للمواطنين واعادة بناء الدوائر الحكومية او مشاريع الماء والكهرباء بل اطلب وبالحاح قيامكم شخصيا بزيارة المدينة مع وفـد من المختصين والتجول في أطلال المدينة مع العلم ان المنطقة

آمنة، واني على استعداد لمرافقتكم ومشاهدة حقيقة أوضاع المدينة والنظر في بــدء بإعادة بناء المدينة من الصفر والى ما ممكن تقديمه .وسيكون ذلك انجازاً مهماً في اعادة الحياة
الى المدينة الميتة والمدمرة.
ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم .
الدكتور نوزاد صالح رفعت









تعقيب على منشور

وأخيراً عزيزي الاستاذ عندما قرأت ما كتبته في الفيسبوك حول ما يتعلق بي وعند متابعتي لمداخلات أبناء مندلي المتعددة حيث تعرفت على أسمائهم و أسماء عوائلهم فرحت جدا و كأني الآن أعيش معهم في أيام عزّهم .
والسلام عليكم

الدكتور نوزاد صالح رفعت
رقم الهاتف 07701487622
[email protected]



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوائل من البندنيجين -18
- الأوائل من البندنيجين -17
- الأوائل من البندنيجين -16
- صرخة ألم ...
- الأوائل من البندنيجين -15
- متنوع المشارب ..
- الأوائل من البندنيجين /14
- الأوائل من البندنيجين /13
- الأوائل من البندنيجين /12
- شخصيات مندلاوية في الذاكرة/1
- الأوائل من البندنيجين /11
- الأوائل من البندنيجين /10
- الاوائل في مندلي/ 8
- الأوائل من البندنيجين /9
- الأوائل من البندنيجين /7
- الأوائل من البندنيجين /6
- موت فيلسوف
- الأوائل من البندنيجين /5
- الأوائل من البندنيجين /1
- الأوائل من البندنيجين /4


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - كنتُ طبيباً في مندلي