الدفاع المشروع عن المدرسة العمومية خيار استراتيجي

عبد الله سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 12:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

بادئ ذي بدء، وقبل الخوض في الموضوع، لابد لنا أن نستذكر الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن مجانية التعليم، ولكي تبقى المدرسة العمومية ملكا لأبناء الشعب. وننحني إجلالا لهؤلاء الذين مهدوا بدمائهم الزكية وبتضحياتهم الطريق حتى النصر العظيم، في سبيل غد منشود تسود فيه المساواة ويختفي فيه القمع والاضطهاد.

الكل يُدرِك أن قطاع التعليم يعيش أزمة خانقة، بحيث يعرف هجوما شرسا في هاته المرحلة أكثر من أي وقت مضى، وذلك بتنزيل قرارات تصفوية بهدف تفويت المدرسة العمومية للقطاع الخاص. إذ تسارع الدولة الخطى وبكل السبل لأجرأة مضامين مخططاتها بمختلف تلاوينها بخصوص هذا القطاع، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الرؤية الإستراتيجية، قانون الإطار، نظام التعاقد، الباكالوريوس، التعليم عن بعد، الخ.. بهدف ضرب الحق المقدس لأبناء الكادحين في مجانية التعليم والتعميق من أزمته.

منذ أمد بعيد والأستاذ الذي فرض عليه التعاقد يقمع بالرغم من سلمية نضالاته لا لشيء سوى لأنه يطالب بتحسين وضعيته وتوفير شروط العمل وأدواته لكي يقوم به على أحسن ما يرام. هذا الأستاذ، والذي يعتبر من مهنيي الصفوف الأمامية، هو حجر الزاوية واللبنة الأساسية في محاربة الأمية والجهل المستفحلان داخل المجتمع. وبدون إعادة الاعتبار لقيمة الأستاذ مجتمعيا، فلن يكون هناك أي معنى لأية تدابير تتخذ بخصوص الحقل التربوي. مما يفرض على جهاز الدولة ملحاحية اتخاذ تدابير قانونية لحماية وضعية الأستاذ الذي فرض عليه التعاقد داخل المنظومة التربوية وذلك بإدماجه داخل أسلاك الوظيفة العمومية، إسقاط مخطط التعاقد المشؤوم، والقطع مع القرارات البيروقراطية المشؤومة والتخريبية بهذا الخصوص.

التعليم كان وسيبقى الحق المقدس الذي يحق لكل شخص الاستفادة منه دون قيد أو شرط، فلا خيار أمام أبناء شعبنا البطل من مختلف الشرائح الاجتماعية وذوي الضمائر الحية غير المقاومة والصمود للحفاظ على ما تبقى من مجانية التعليم، رغم محاولات تأليب الرأي العام على الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وتشويه صورتهم لدى أفراد المجتمع كافة. لذلك فإن معركة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد هي معركة لا يدافعون فيها عن كرامتهم فحسب، بل ويدافعون فيها أيضا عن كرامة أبناء الشعب وعن أساتذة المستقبل.

#عبد_الله_سلمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل