أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد الزهرة شبيب - موقف الحزب الشيوعي السوداني من التجارة بشقيها الداخلية والخارجية في السودان















المزيد.....

موقف الحزب الشيوعي السوداني من التجارة بشقيها الداخلية والخارجية في السودان


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ترتبط التجارة عموما ارتباطا وثيقا بالحضارة حيث ظهرت مع تحضر الانسان وتوسع احتياجاته وعدم اقتصارها على المأكل والمشرب والمسكن , وتعتبر التجارة من الوسائل التي استخدمتها الشعوب لتلبية احتياجاتها المختلفة اذ لا يستطيع البلد توفير جميع احتياجاته من السوق الداخلي المحلي لذلك فإنه يحتاج الى تبادل السلع بينه وبين البلدان الاخرى .
لقد شهدت التجارة في السودان في ظل الحكومات المتعاقبة تدهورا وفوضى وتلاعب كبير تشهده اسواق تصدير المحاصيل تحديدا , حيث سبق للنظام المقبور ان منح مئات الأجانب الجنسية السودانية واغلبهم يعمل في التجارة والاستثمار , وعمد هؤلاء على شراء كميات كبيرة من المحاصيل ويتم تصديرها الى خارج البلاد دون ان يعود ريعها الى خزينة الدولة في بنك السودان , مما دعا وزارة الصناعة والتجارة السودانية مؤخرا الى اصدار قرار بمنع الأجانب من ممارسة التجارة في السودان . ويرى المؤيدون لهذا القرار بأنه قرار ينصف التجار السودانيين ويضع حدا للتلاعب الكبير الذي تشهده اسواق تصدير المحاصيل .
لقد اهتم الحزب الشيوعي السوداني في برنامجه المقر من المؤتمر الوطني السادس للحزب في عام 2016 بموضوع التجارة بشقيها الداخلية والخارجية حيث يرى الحزب في مجال التجارة الداخلية :
1) لها اهمية في عملية تجديد الانتاج واكمال الاقتصاد الوطني بكل مكوناته لدورته .
2) تؤثر التجارة الداخلية على حياة المواطنين ومعيشتهم , لذلك ينبغي ان لا تكون التجارة بعيدة عن رقابة الدولة , اذ ينبغي للدولة ان تنهض بمسؤوليتها في حماية المستهلك من الأضرار المادية والصحية الناجمة عن استخدام السلع والمنتجات غير المستوفية لشروط الاستهلاك . فرقابة الدولة ضرورية خاصة على جودة السلع وصلاحيتها للاستخدام وعدم انتهاء صلاحيتها , وتحديد اسعار السلع الأساسية التي تلبي حاجة معظم افراد المجتمع السوداني كمياه الشرب والحبوب والخبز ومستلزمات العلاج والتعليم وغيرها .
3) ضرورة حماية المستهلكين وصغار المنتجين ورفض الجبايات العديدة غير المبررة المفروضة على صغار التجار لغرض تمويل الانفاق البذخي لأجهزة الحكم . ولا بد في هذا المجال من تنظيم الأسواق التجارية وضبط ومراقبة تدفق السلع من السوق المحلية واليها مع ضرورة تنسيق عمل مختلف الأجهزة الحكومية بالتعاون مع قوى وهيئات المجتمع المدني ذات العلاقة لضمان سلامة المنتجات المستوردة ولتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية من خلال فحص المنتجات المستوردة وتنشيط دور التفتيش والسيطرة النوعية وتطبيق الشروط الصحية وشروط السلامة العامة ومكافحة التهريب ومحاربة المتاجرين بالمواد الممنوعة وغير المشروعة , وضرورة تقديم الدعم للنشاطات والقطاعات الانتاجية القادرة على التصدير بما يشجعها على الارتفاع بمعدلات الانتاجية ومستويات الجودة ويؤهلها للمنافسة .
وفي مجال التجارة الخارجية يؤكد الحزب الشيوعي السوداني في برنامجه على :
1) تطوير القاعدة الانتاجية وتنويع منتجاتها وتعزيز قدرتها التنافسية باستغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها السودان في انتاج بعض السلع وهو الركيزة لتحسين تركيبة صادرات البلاد وزيادة حصيلتها من العملات الأجنبية .
2) البحث عن اسواق جديدة في كل القارات فضلا عن تعزيز العلاقات التجارية مع البلدان الأفريقية والعربية وغيرها من البلدان النامية .
3) تشكل تحويلات السودانيين العاملين في الخارج اضافة ذات شأن في حصيلة البلاد من العملات الأجنبية ما يستدعي استحداث الوسائل والأساليب التي تزيد من ارتباط المغتربين بالوطن وتعزز مساهمتهم في عملية التنمية .
4) الاهتمام بالسياحة وتطوير بناها التحتية لتساهم في اضافة موارد مالية لخزينة الدولة .
5) اعادة النظر في تركيبة الواردات وكبح الزيادة المنفلتة في الاستيراد .
6) اخضاع الواردات لأولويات التنمية بتفضيل السلع الانتاجية وتقليص الواردات الكمالية والبذخية .
وبهذا الصدد يؤكد الحزب الشيوعي السوداني على ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية عند التعامل مع دول العالم والبنك والصندوق الدوليين , مؤكدا على خفض الغلاء في الأسعار واعادة تنظيم البيت الداخلي واعادة الجنيه السوداني لقوته وتخفيض سعر العملات الأجنبية اعتمادا على العرض والطلب , مع النظر في مدخلات الانتاج حيث ان العجز بالميزان التجاري يتراوح ما بين ( 3 – 6 ) مليار دولار وهذا يعود لاستيراد الكماليات , اذ من الضروري اتخاذ قرار رسمي بوقف استيراد الكماليات مما يوفر على السودان نحو ( 3 ) مليارات دولار وخفض الطلب على الدولار , والعمل على خفض تكلفة الانتاج والتضخم .
ويرى الحزب الشيوعي السوداني ان استيراد السلع يعمل على ضرب الصناعة المحلية لذلك لا بد من ايجاد حلول جديدة خلال الفترة الانتقالية التي هي من مطالب الثورة . وبعيدا عن سياسة البنك وصندوق النقد الدوليين ينبغي الغاء سياسة التحرير الاقتصادي والنظر لحياة الناس واحتياجاتهم والعمل على تخفيض الأسعار واسترداد الأموال المنهوبة مع تصفية شركات النظام البائد العائدة ( للمؤتمر الوطني ) وكافة شركات التصنيع الحربي ومؤسسات الجيش , واعادة النظر في الاستثمارات الموجودة من ذهب وبترول وغيره وخفض الضرائب من السلع الأساسية.
وحتى تنجح عملية التجارة فإنها تحتاج الى عدة عناصر متكاملة تتمثل بـ : 1) الاعداد: من خلال اعداد دراسة شاملة تتضمن معرفة نسبة نجاح التجارة في السوق واستغلال فرص نجاحها .
2) الأداء : ويعني تطبيق الدراسة التي تم اعدادها في مرحلة الاعداد على ارض الواقع وذلك بالبدء بالنشاط التجاري .
3) المراجعة : أي دراسة التداولات المالية سواء اكانت تداولات فردية او شاملة على مستوى السوق .
4) اعادة التنظيم : وذلك من خلال تطبيق الأفكار الجديدة للتجارة التي تم التوصل اليها من خلال المراجعة وتفادي الأخطاء التي كانت موجودة في السابق ليكون الأداء الجديد افضل .
لقد شخص الحزب الشيوعي السوداني انتهاج الحكومات المتعاقبة في السودان لسياسات اقتصادية فاشلة اهملت مهام بناء مقومات الاستقلال وانتشال البلاد من وهدة التخلف والارتقاء بنوع حياة المواطنين في السودان وكانت نتيجة ذلك تكريس الفقر واحكام تبعية الاقتصاد السوداني لدوائر الاستعمار الحديث حيث صنف السودان بعد نصف قرن من الاستقلال ضمن اكثر البلدان فسادا واقلها تنمية ويعيش اكثر من 95 % من السودانيين تحت خط الفقر , وهذا ما دعا الجماهير الشعبية وقواها الوطنية والديمقراطية وعلى رأسهم جماهير الحزب الشيوعي السوداني الى الانتفاض السلمي ضد النظام والذي ادى الى سقوطه . وكما قال ابو ذر الغفاري او الامام علي: ( (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه )), وهذا ما فعلته الجماهير الشعبية السودانية سلميا .
كانت حصيلة التنمية الرأسمالية التابعة الفشل الذريع في انتشال السودان من وهدة التخلف وفشلت في توحيد البنية الاقتصادية المفككة وفي اقامة السوق الوطنية الموحدة مترابطة الأطراف وفي تحقيق الاستقلال الاقتصادي , بل كرست التخلف والتبعية لمراكز الرأسمالية العالمية .
وكما قال الشاعر السوداني الراحل ( محجوب شريف ) في قصيدة (حب لعبد الخالق) :
(( الفارس معلق , ولا الموت معلق
حيرنا البطل
يا ناس الحصل
طار بي حبلو حلق
فج الموت وفات , خلى الموت معلق
في عينينا بات
وسط الناس نزل
بالحزب الشيوعي ...))



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما التحديات الاقتصادية التي ينبغي على الحكومة الجديدة بعد ان ...
- تدهور البنى التحتية في العراق احد التحديات المهمة التي تواجه ...
- ابرز سلبيات الاقتصاد السوداني في ضوء برنامج الحزب الشيوعي ال ...
- هل سيكون لدى الحكومة العراقية المقبلة بعد انتخابات اكتوبر بر ...
- ما أسباب وآثار سياسة الاغراق السلعي على الاقتصاد العراقي ؟
- النهوض بالإنتاج الزراعي في العراق أحد التحديات التي تواجه ال ...
- ما الذي ستفعله الحكومة الجديدة بعد انتخابات تشرين 2021 لإصلا ...
- الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان وموقف الحزب الشيوعي اللبنا ...
- ما الطريق الى الإصلاح والتغيير في ضوء وثائق الحزب الشيوعي ال ...
- النهوض بالاقتصاد العراقي في ضوء وثائق الحزب الشيوعي العراقي
- بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 تشرين الأول / اك ...
- بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الريفية في 15 تشرين الأول / اكتو ...
- ضرورة اصلاح القطاع العام في العراق اعتمادا على معايير الشفاف ...
- ما الذي فعلته الجهات المتنفذة في العراق منذ 2003 وحتى اليوم ...
- ما الذي فعلته الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 وحتى اليو ...
- حالات تبييض الأموال في لبنان وآثارها السلبية على الأقتصاد ال ...
- ما السبيل للخلاص من المحاصصة الطائفية – الأثنية في العراق في ...
- ما الذي انجزته الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وحتى الي ...
- بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الريفية في 15 / اكتوبر / تشرين ا ...
- هل يوجد انتهاك متواصل لحقوق الانسان في العراق ؟


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد الزهرة شبيب - موقف الحزب الشيوعي السوداني من التجارة بشقيها الداخلية والخارجية في السودان