أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صلاح عبد الرحمن صالح - الليبرالية داخل الحزب والسلطة: مآلات المعارضة والحُكم قراءة في كتاب ((بيني وبين نفسي))














المزيد.....

الليبرالية داخل الحزب والسلطة: مآلات المعارضة والحُكم قراءة في كتاب ((بيني وبين نفسي))


صلاح عبد الرحمن صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7040 - 2021 / 10 / 7 - 13:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


واجه المجتمع العراقي خلال الخمسين سنة الماضية الكثير من المتغيرات الفكرية والاجتماعية. وأسباب هذه المتغيرات كثيرة والحديث عنها يطول, ولكن السبب الرئيسي الذي يهمني هنا وله علاقة مباشرة بالكتاب الذي أتحدث عنه, هو تسلط مجموعة من الانتهازيين والوصوليين على مقدرات البلد وتغليف هذا التسلط بشعارات الوطنية العراقية والقومية العربية لفترة من الزمن, ثُم تبعهم نوع آخر من الانتهازيين والوصوليين من الذين يدعون القرب من الله والاسلام.
على الرغم من كل هذا البؤس الذي يملأ صورة الوطن العراقي بإطارها الأسود ورسمها المُعتِم, فلا بد أن يكون هناك بصيص أمل. بصيص الأمل هذا ربما يكون بمُنجز معين أو تَقَدُم بسيط, أو من خلال شخصيات نافذة قد نرى فيها الإمكانيات المرجوة للخروج بالعراق من هذا البؤس. وفي بعض الأحيان يأتي بصيص الأمل من مراجعات الماضي إما بهدف الدراسة والتحليل والتصحيح, أو بهدف كشف أخطاء الماضي والاعتراف بها ليقوم الآخرون بتحليلها من أجل تلافيها والابتعاد عنها مستقبلاً. إن هذه المصارحة مع الذات أولاً ومع الجمهور ثانياً مهمة من أجل الأخذ بالدروس والعبر من أجل البدء بالتغيير.
ولقد اتممت قبل أيام قراءة كتاب الاستاذ محمد السعدي, المناضل الشيوعي العتيد والقديم ((بيني وبين نفسي: حكايات من أرشيف الحركة الشيوعية العراقية)) وقد رأيت أن هذا الكتاب وعلى الرغم من أن المؤلف أعطاه الوصف القصصي بوصفه "حكايات من أرشيف الحركة الشيوعية العراقية" إلا أن المحتوى جذبي وشجعني من أجل تجميع خيوط كان القديم منها واضح عندي فيما يخص السبب الرئيسي لسقوط نظام صدام حسين, ولكن من خلال الكتاب تكونت عندي صور وخيوط جديدة أخرى تُشابه ما كنت قد كونته عن نظام صدام مما أدى الى سقوطه. الصور والخيوط الجديدة الآن تكونت أيضاً عن المعارضة العراقية قبل 2003, مما اعطاني اليقين بأن فشل تلك المعارضة في حُكم العراق كان أمراً مفروغاً منه من قبل استلامها السلطة في عام 2003.
الجميع يعرف قصة قاعة الخُلد الشهيرة في عام 1979 بعد اقل من اسبوع واحد من استقالة أحمد حسن البكر واستلام صدام حسين السلطة في العراق, وكيف أن صدام حسين بجلسة واحدة تخلص من خمسة وخمسون من أعضاء حزب البعث العراقي من الكوادر المتقدمة ومن القيادات العليا ليصبح هو القائد الأوحد للحزب والدولة. وأنا أقرأ ما بين ثنايا كتاب الأستاذ محمد السعدي ((بيني وبين نفسي: حكايات من أرشيف الحركة الشيوعية العراقية)) أرى أن الحزب الشيوعي العراقي وكما مكتوب في الكتاب جرت في داخله تصفية بين الرفاق القياديين بالحزب مشابهة لتصفية القيادات البعثية في قاعة الخلد وإن لم تكن دموية مثل الذي حدث في صفوف حزب البعث. في صفحة 121 من كتاب الاستاذ محمد السعدي يقول:
"كان الكادر الحزبي محمد وردة (أبو جيفارا) من المدعوين لحضور المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي في نهاية عام 1985, الذي شبهه الراحل عامر عبد الله بمجزرة قاعة الخلد ومسرحية صدام حسين للغدر برفاقه كما ورد في كتاب د. عبد الحسين شعبان ((عامر عبدالله - النار ومرارة الأمل)), أما في المؤتمر الرابع, فقد أزاح عزيز محمد ورهطه 26 قيادياً من اللجنة المركزية وأبعدوا عشرات من الكوادر الحزبية المتقدمة, وأعطى لنفسه صلاحية اختيار عشرة رفاق للجنة المركزية سراً والذين عُرفوا لاحقاً ب ((العشرة المبشرون بالجنة))" (السعدي ص121: 2021)
يقيناً وليس ضناً أن ما حصل في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي عام 1985 عندما كان معارضاً نظام حكم صدام حسين قد حصل مثله بين صفوف المعارضة العراقية الأخرى من أحزاب وتيارات مختلفة, ونحن بإنتظار خروج أصوات شجاعة من أعضاء تلك المعارضات آنذاك والحاكمون اليوم ليتحدثوا في مراجعات ومكاشفات مع الشعب العراقي عن أحداث مشابهة في صفوفهم.
إن هذا التفرد بالقرارات والتخوين وعدم الشفافية هي من السمات الأساسية للأحزاب الشمولية التي تعمل على تركيز القيادة والثقة في شخص واحد كونه يمثل الحزب أو الفكرة. غياب الليبرالية (أنا استخدم تعبير الليبرالية كبديل عن كلمة الديمقراطية) داخل هذه الأحزاب الشمولية خلال فترة معارضتها انسحب على غياب الليبرالية عند تسنم تلك الأحزاب مقاليد الحكم في العراق بعد عام 2003. فتحول قائد الحزب أو التيار السياسي الشخص الأوحد الذي يمتلك الرؤية الصحيحة والفكر النَّير الذي يقود, وعلى الجميع الاستماع إليه والانصياع له وعدم مناقشته.
إن غياب الليبرالية داخل الأحزاب الشمولية والثورية سواء كانت علمانية من شيوعيين ووفاقيين (بعثيين سابقين), وإسلاميين على اختلاف توجهاتهم كان لابد ان يقود العراق إلى الحالة الصعبة التي يمر بها الآن. فعندما يكون قائد الحزب هو المفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفلسفي ولا يُسمح للآخرين مناقشته والاعتراض على آرائه, عندها تترسخ فكرة الدكتاتورية بين قيادات وكوادر الأحزاب, و تترسخ كذلك داخل المجتمع والحكومة. حيث عند تسنم السلطة يكون هذا الشخص, قائد الحزب, هو القائد المطلق للدولة العراقية, ويكون رأيه هو الرأي الحكيم والصحيح, وهو الذي يمثل المصلحة المطلقة للعراق والشعب العراقي كما كان صدام حسين سابقاً لوحده يمثل رأي الشعب العراقي وعلى الشعب القبول بقرارات القائد المطلق صاحب الرأي السديد.
غياب الليبرالية عن فكر الأحزاب السياسية يصيب تلكم الأحزاب في مقتل بعد أن تتجمد العقول والآراء داخلها. وبالنتيجة ينسحب هذا على الحكومة ومفاصلها عند تسنم تلك الأحزاب للسلطة.
نحن بحاجة لمراجعات وشهادات أخرى مشابه لما جاء في كتاب الأستاذ محمد السعدي تساعد على إذابة جليد الفكر الواحد والزعيم الأوحد من أجل ليبرالية حزبية صحية تؤدي إلى ليبرالية صحية في الدولة.



#صلاح_عبد_الرحمن_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية داخل الحزب والسلطة: مآلات المعارضة والحُكم قراءة ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صلاح عبد الرحمن صالح - الليبرالية داخل الحزب والسلطة: مآلات المعارضة والحُكم قراءة في كتاب ((بيني وبين نفسي))