أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب عوض - الدَّلالات الفكريّة والنفسيّة للزَّمان والمكان في رواية - وكر السَّلمان- :















المزيد.....



الدَّلالات الفكريّة والنفسيّة للزَّمان والمكان في رواية - وكر السَّلمان- :


رحاب عوض

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


حين يغدو المكان لسان الفكرة والهدف القائم خلف الكتابة فإنه يتجاوز كونه عنصر اً متمِّماً في الرِّواية..
الدَّلالات الفكريّة والنفسيّة للزَّمان والمكان في رواية " وكر السَّلمان" :
تستلزم الرواية المكان المناسب الذي يحتوي الشخصية المتحركة في إطار الفكرة، وتعدد الفكر يتطلب تعدد الأمكنة التي تتجاوز الجانب المادي المحسوس إلى الحيز الوثيق الصلة بذات ومضمون الشخصية الذي يحتويها بكافة حيثياتها ويشكل مركز تلاقٍ وتفاعل قائم بينها وبين العالم الخارجي المحيط يؤثر على الإنسان ويطبعه بطابعه وبالمقابل يتأثر به الإنسان فينصاع لما يفرضه عليه، عمد الكاتب إلى الخيال واللغة التوصيفية في تشكيل الأمكنة فبث الإيحاء والتصوير فيها لخلق صورة مفصلة عنها، احتوى المكان والزمان معاً في بنية حكائية كمكونين أساسيين متلازمين يمثلان مدركاً حسياً وآخر متخيلاً لم يتخلَّ الكاتب عنهما في نصه على مدار السرد :" الساعة السادسة صباحاً عندما داهمت داره القوة المكلفة..، الساعة الرابعة فجرأ من يوم ممطر من شهر شباط عندما بدأت قوات القصف المعادي تدك مواقعهم في منطقة شرق البصرة ..، الساعة تشير إلى السابعة والنصف حينما سمع عدة طرقات على باب داره،" دار حديث بينه وبين الرجل الجالس بجانبه حول حرارة الجو في هذه السنة (1985) سنة الحصاد البشري المريع في حرب ضروس بين جارين ندين.."
كان لتوظيف الزمكان الدور الهام في توثيق الأحداث ووضع مرتكزات معرفية ينطلق منها القارئ في التتبع والربط، تُوسِّع دائرة تخيله وتمكِّنه من الإحاطة التامة و بناء تصور للقادم و تخمينه أيضاً. فللزمان فاعليته البارزة في تعميق الإحساس لدى المتلقي بالحدث والشخصيات، فحين كان الكاتب يحدد ساعة التوجه إلى النفق في "السابعة مساء" ويوظف ممليات المكان الصحراوي الموحش، لم يكن يعمِّق إحساس وشعور المتلقي بالحدث فحسب، وإنما كان يضعه موضع المترقب لصواب توقعاته السوداء فيما ستؤول إليه الضحية، ويوقفه على محطة زمنية محددة الملامح اختارها لتكون مستهلاً لروايته ومنطلقاً لبداية يقدم فيها القاتل ولحدث يجري في مكان مغلق" كالحافلة" : " الوقت ضحى، الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، ودرجات الحرارة تكون على أشدها في شهر آب ولا سيما بعد الظهيرة، جلس قرب النافذة في مؤخرة الحافلة ذات الثمانية عشر راكباً المتجهة نحو محافظة المثنى في قضاء السلمان ... أصوات المغدورين تضج في صمته، يراهم يهرولون أمامه أحدهم يرميه بيده المقطوعة والآخر يركض وراءه بلا رأس وبعضهم يمسك بتلابيبه صارخاً " فتلاقت بعض أصداء العنوان مع معطيات أولى سطور مكثفة تعتمد الأسلوب الإخباري، تشد الانتباه وتوجز بملامح درامية خيالية ما يستثير فضول القارئ لاستبيانٍ مفصَّلٍ لشخصية قد تعددت ضحاياها قدمها عبر ضمير غائب.
عمل الكاتب على إحداث التوافق بين حركة الزمن وحركة السرد لتكون حركة الزمن أفقية عمودية مجارية لحركة الحكي موظفاً تقنيات المونولوج والاسترجاع والاستباق التي تفترض الحركة والرجوع إلى الوراء إلى الماضي القريب و البعيد والسحيق القدم وتشكل مفارقات زمنية بين زمن القصة وزمن الكتابة والسرد تفرضها المسافة بين نضج التجربة الواقعية في تجربة الكتابة، فتستدعي منه ضبط حركته بحيث يحافظ على الوقع النابض ويحقق الانسجام أثناء مواصلته الحكي نحو الأمام دون أن يُحدِث خللاً أو ترهلاً فيه، فقد كان يعود إلى زمن طفولته وفي الوقت ذاته يرتد إلى التاريخ الدموي للعراق والعصر العباسي ومقتل المتوكل على يد ابنه وتآمر الترك بل ويغرِقُ في التاريخ إلى زمن السومريين وما قبلهم، الأمر الذي يفترض على الكاتب إدراج الحدث بحيث يمضي مع السرد دون أن يحدث شرخاً يقطع تسلسله، فقد عاد بنا إلى حيث كان نعمان صغيراً إلى حديث والده بخصوص الأهمية الاقتصادية للشورجة، وإلى وصايا أمه له في صون المبادئ والأخلاق التي لقنه إياه والده.
وكثيراً ما كان يسترجع استرجاعاً داخلياً مخالفاً لزمن السرد الأولي، عندما كان يدخل شخصية جديدة فيتجه إلى عرض بعض تفصيلات علاقتها بالشخصية المحورية كما فعل حين قدم شخصية الضحية "ناصر" أو استرجاعاته التي تحمل الوظيفة التفسيرية كما فعل حين استذكر شخصية أم ناصر ليبين علاقة المحبة الودية القديمة بينها وبين أسرة نعمان وبالتالي يعزز المفارقة المعنوية القائمة على التناقض وفي رسم صورة الغدر بأصدقاء كانوا فيما مضى على علاقة حميمة مع الأهل فتتجلى قباحة المفارقة.
ومن استرجاعاته المرتبطة بالتجربة ما كان داخلياً مستبطناً لأفكار الذات ومشاعرها حملت مفارقاتها الزمنية مفارقات محتوى اختلف بين ماض وحاضر: كتذكره لوصايا أمه له في صون المبادئ والأخلاق التي لقنه إياه والده :" يا ولدي إياك أن تفرط بما ضحى من أجله والدك وأجدادك فلا تهدم ما بنوه، فأنت الوحيد الذي يحمل سرهم وجذوتهم وامتدادهم" أو لقاءاته الرومنسية بحبيبته سناء في شارع النهر والزوراء أو حواراته مع زملائه في الكلية بخصوص أهمية تطبيق القانون وإحلال العدل.
كما كان يلجأ إلى القطع الزمني "الحذف "حينما يريد أن يتجاوز فترة زمنية مشيراً بجملة عابرة " مرت سنة على غياب .. مرت شهور ..منذ سنة لم يتصل بأهلها ". وتضمنت مواطن من الرواية تراكباً في استرجاعات متداخلة تسير إلى الخلف الأبعد تدريجياً حين استرجع نعمان للحظة زمنية مضت وجوده مع سناء في النفق، وضمنه الكاتب استرجاعها للحظة زمنية أسبق لحديث ورأي والدها فيه فجمع استذكارين لشخصيتين يعودان إلى زمنين متباعدين و شكلهما معاً في زمن السرد والحكي. ثمة استباق أتى كاستشراف مبكر للقادم كحدس نعمان إزاء رحمة بأن نهايته ستكون على يديها فعنوان بحث تخرجها " الجرائم المتعددة والعقوبة الأشد" ، أو ما جاء ماضياً مسبقاً في الحدث الواقعي ومتأخراً في متن السرد الحكائي: كالذي أورد على لسان أم جاسم من أن نعمان لن يتزوج من سناء، والعرافة أخفت ذلك عنها ولم تخبرها لئلا تكدرها و تعكر صفو حياتها. وقول الدكتور فاهم :"ستتألقان أنتما الاثنان في القضاء"
وأما ما جاء من استباق للحدث فتجلى صريحاً فيما أورده على لسان الضحية ناصر:" ستحصد شر أعمالك عاجلاً أم آجلاً فلكل جبار ظالم نهاية مخزية أنا نادم كل الندم على معرفتي بك."
أو استباق إشاري تمثل بعواء الذئب وظهور الطيور الباعثة على الشؤم " القبرة والوطواط" ومواء القطة والمنذرة بحدث جلل لا محالة آتٍ. فقد كان عليه أن يبقى دائم الاشتغال على إحداث التوافق بين حركة الزمن وحركة السرد ويحافظ على النسق الأولي في تنقله بين الأزمنة.
أما المكان فإنه المجال التخيلي الذي يشكله الكاتب بأسلوبه التعبيري من خلال توظيف اللغة وما تحمله من جماليات التصوير ليبث فيه الحياة وينبض بإيقاعها، وبمقدار ما تمتلك خاصية الإيحاء فإنها تفصح عن المذكور من الوصف وتشير إلى غير المذكور ،ليكون ظاهره من اللفظ رهن ذائقة القارئ وباطنه رهن خيالاته وتأملاته وتصوراته ورؤياه الخاصة، في استجلاء البنى الاجتماعية والثقافية والعقائدية والاقتصادية والسياسية، فيغدو صورة تفصيلية بمملياتها و بذلك يتجاوز المجال المادي خاصته إلى احتوائه للأبعاد المختلفة التي تتكون منها الشخصيته وتتأثر به، إذ يسهم في التكوين النفسي والفكري والاجتماعي للإنسان.
فيبقى في فضاء الرواية فسحة متخيلة يرسمها الكاتب بواقعية أو خيالية، سواء أاتسعت أم ضاقت بريشة اللغة والألفاظ التي بمقدار ما تتسم بالإيحاء وتوظف الحركة والصوت والصورة فإنها تزج القارئ في حيثياتها وبواعثها الشعورية وتمنحه الكثير من خلفياتها وتكشف عن النقاط العميقة والثغرات في شخصياتها وتوجهاتها وإيديولوجياتها وأفكارها وتمكنه من استنباط الخلفية النفسية لها وليس كذلك فحسب بل يستشرف ما يمكن أن يصدر عنها من ردود فعل أو انفعالات أو مواقف.
تعددت صور الأمكنة وأنواعها في الرواية بين الخارجية كوصف المدينة " بغداد" بعد تدمير القصف الجوي لها حين أسبغ على شوارعها بوصف الشيخوخة، والداخلية كمنزل أهل نعمان الذي يمثل المكان المؤنس والذي يتحول إلى دال كبير يشمل رموزاً عدة و دلالات العودة والحنين إلى مربع وذكريات الطفولة وملاذ الحنان والأمن والتربية الصالحة بعد أن عصف به إعصار الشر وزجه في متاهات الضياع و التمزق والانحطاط.
كانت غرفته تعكس الوحدة والوحشة والاغتراب النفسي ولا سيما بعد فقد الأبوين، وأما غرفة أمه التي كان يدخلها فإنها كانت أشد نحراً ونهشاً في لب الروح، فهي بصرف النظر عن ثباتها المادي وبقاء موجوداتها تأخذ بُعداً في انهيار وخذلان لوحات المثل والتربية والأخلاق وفقدان الدفء وخيبة الآمال بل ضياع كل شيء :" أماه، أين أنت؟ منذ رحيلك وأنا تائه، لقد أكلني جدب الوحدة، سقطتُ في وحلِ غربتي ، فبعدكِ ضِعتُ يا أمي، وحيدُك ضاع ..ضِعتُ يا أمي وضَّيعتُ أحلامي، وحلمَ أبي ، بل حلمكما معاً .." في إطار وظف فيه تكرار اللفظ المتمخض عن الحالة النفسية المثقلة بالألم والحسرة.
كما تجلى المكان المعادي في النفق ذي الدلالة الوظيفية الذي لعبت فيه شخصية نعمان الدور الهام في إبراز هذه الوظيفة، حيث عكس الصورة السوداء المظلمة للمكان المحسوس والفكرة المعنوية في امتداد جذور الجريمة إلى التاريخ والتي كانت تُحاك خيوطها في الظلام. وظهرت صور المكان العتبة متمثلة بالنوافذ وآليات النقل والتنقل كسيارات الأجرة وحتى الحافلة التي لم يغفل الكاتب عن توظيفها بما يخدم المحتوى المعنوي، حين كان يكرر الكاتب ركوب نعمان في الصفِّ الأخير فيها في مواضع عدة كإشارة إلى غربته وعزلته النفسية واتخاذه لزاوية تقصيه قليلاً عن الناس، ومن جهة أخرى يمكن أن نجد في ذلك استخداماً استعارياً مجازياً إذا نظرنا إليها على أنها تمثل خط سير الزمن بمحمولاته وهو يتقدم نحو الأمام، و نعمان مع أخذ منبت جذوره بالحسبان فإنه يمثل بأصوله الشريحة التي لا تزال متأخرة عن ركب الحضارة بمفهومها الحقيقي برغم كل ما تأتى عليه من تداعياتها، وفي الوقت ذاته ضمن أحد توصيفاته لها انزعاجه من روائح شعر الماعز وصوف الغنم التي تفوح من راكبيها من أهل تلك المنطقة.
فحين كوَّن الكاتب هذا المكان الروائي المتخيل متمثلاً بالحافلة، حمَّله على ضيقه ثنائية متلازمين " الزمكان" وزخراً من أفكاره ومقاصده، ملتمساً لغة سهلة واضحة الألفاظ مكثفة المقاصد بما حملته من إيحاءات و حفزته من خيالات وتصورات حملت الدلالات الاجتماعية والثقافية والتاريخية والنفسية والعقائدية في تلافيف اللفظ.
كما أدى المكان في الرواية وظيفته المعرفية على شتى الأصعدة، فالكلية في المدينة قدمت صورة الثقافة والعلم والوعي والانفتاح الفكري والاجتماعي تجلى ذلك من خلال اجتماعات الطلبة في كافتيريا الكلية وغيرها ونقاشاتهم وآرائهم حول موضوعات الحرب والقانون والاقتصاد والجريمة .
و من خلال شارع النهر صور الكاتب مشاهد الحب ولقاء العشاق كاستحضارٍ لذاكرة أحلام لا تزال طيوفها تجول في طيات بعيدة من الوعي ، عبر عنها من خلال شخوصه ليبعث في زاويا الرواية المظلمة شيئاً يشرق في وجدان قارئه بالأمل والحياة.
أما السلمان فقد بينت صورة الحياة الرعوية في الصحراء التي بدورها مثلت الانتماء والهوية و انخفاض مستوى الوعي والثقافة وما إلى ذلك من أفكار متخلفة وعادات وتقاليد بالية انتهت إلى القساوة والتوحش ورد منها فكرة وأد البنات، فالمكان يقدم مجمل الدلالات والعلاقات وتأثيرها في تكوين الإنسان.
تجلت الوظيفة المعرفية في وصف سوق الشورجة حين أشار عبر شخصية محمد إلى دوره الرئيس والهام في قوة وازدهار اقتصاد البلاد، والمتحف البغدادي في إشارة إلى عراقة التراث و شارع الرشيد الذي أتى تعريفياً بيانياً للقارئ شمل جوانب عديدة خدم أهداف الكاتب وشف اعتداده وتشبثه بأصالة الانتماء للمكان وحسه الوطني وموقفه المندغم في صوت الشعب صوره كخريطة تفصيلية في تموضعه على الأرض ومجرياته، فقدمه عبر شخوصه في قالب من حوارات :
" فهذا الشارع يمثل الوجه الحضاري للعاصمة بأبهى صورة فتتمظهر فيه معالم التمدن والرقي وتتسابق فيه خطى الفتيات بكامل أناقتهن مبتهجات بهذا الجو الجميل والمناظر الخلابة التي تجسدها المحال التجارية التي تحتوي على أرقى وأفخم البضائع المصنعة عالمياً ومحلياً."
" قال همام : هذا الشارع يرمز له بروح بغداد، فهو يجمع كل تاريخها وأصالتها وقد أطلقت عليه هذه التسمية تيمناً باسم الخليفة العباسي هارون الرشيد حيث بلغت في عهده عصرها الذهبي."
" قال نعمان مؤكداً قول زميله : بدأ شارع الرشيد من منطقة الميدان حتى الباب الشرقي، و هنا كانت التظاهرات العارمة تصدح بأصوات معارضي السلطة."
أضاف مؤيد قائلاً : وشهد هذا الشارع بالذات أحداثاً دامية ما زالت مذكورة في ذاكرة العراقيين ، فقد جرت فيه محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية آنذاك عبد الكريم قاسم من قبل مجموعة معارضة لكن إصابته لم تكن قاتلة ونجا منها".
أو وصف مطعم دنانير حين أراد أن يعرض صورة مشرقة للمكان عززها بخيالاته وأشار إلى معالم الرقي الحضارية فيه :" وهو مطعم عائلي على الطراز الأوربي، كل شيء فيه يشعرك بأنك في مكان باذخ الرقي، طاقم الخدمة الجميل نساءً ورجالاً، طريقة الاستقبال، نظافة المكان، وأشجار الزينة، واللوحات الزيتية الفاخرة التي تزين جدرانه، مفروشاته الأثيرة، الموسيقا التي تعزفها فرقته الموسيقية. حين تدخله يشعرك جوه المخملي أنك في بقعة من بقاع الجنة".
وتجلت أيضاً صورة المكان المعادي القاتمة الذي أدى في الرواية وظيفته التفسيرية والإيهامية حين وضع القارئ موضع المستوحي المتنبئ المترقب للقادم وأوحى له بخطب قادم تسير إليه الضحية، فحين وصف وحشة الطريق في الصحراء إلى النفق وظلمته وما إلى ذلك من خلوها من البشر وانعدام الحركة وتصوير ظلمة النفق كانت إشارة رمزية إلى ظلامية الفكر الممتد إلى مئات السنين، التي تمخض عنها الظلم وسحق الإنسانية ونسج المكائد والمصائد وتجسد ذلك من خلال الحفرة التي سقطت فيها الضحية بسبب شدة الدهمة وإطفاء نعمان للمصباح عامداً للإيقاع بها فيها قبل أن تصلها وقبل أن يقوم بذبحها و زهق دمها..
هذا إن استخدام الكاتب للنفق كمكان جاء يحمل دلالة رمزية وعلى ضيقه وارتباطه بموحيات العنوان " وكر" فإننا نجده يتسع ليتحول إلى فضاء زماني مكاني واسع ممتد يشتمل على العلاقات بين الشخصيات والصراع القائم بين القيم والأفكار ويختزل في دهاليزه الصراع القائم المستمر في ثنائية "الخير والشر" فيتخذ بعداُ وجودياً تاريخياً موظَّفاً بلغة انزياحية كانت قادرة على تقديم لوحة مكثفة الإيحاء بأزلية الجريمة وامتدادها واستمرارها.
فالتوظيف المكاني هنا قد لم يقف عند حد كونه عنصراً هاماً في سير الأحداث فحسب، وإنما يمكن اعتباره الهدف الأول القائم خلف كتابة هذه الرواية.
وإلى جانب ما أداه النفق بموجوداته من وظائف فإنه أسهم في دفع سير الحدث من خلال تصعيد الانفعال نحو التأزم، فللمكان دلالاته التعبيرية حين يجعل الجامد من الأشياء والموجودات ينبض بالحيوية ويقدم صورة تخييلية تجسد مضمون العلاقة بين الشخصية والمكان وتلقي ظلالاً حية على الحدث ،وتضفي عليه الطابع الحسي بدوال إيضاحية ، وترسم الرقعة الانفعالية التي يتفاعل فيها القارئ مع موجوداته ومؤثراته التي على اختلافها وتنوعها وتسبغ على المشهد بما تحمله من إشارات ودلالات مشاعر التوجس والخوف والقلق.
و أما تفعيل طاقة الخيال الحسي في المكان فإنه انتهى إلى تقديم صور محسوسة ذات دلالات جعلت القارئ يستشعر ويبصر ويسمع ويشم ويحس بالأشياء ويدرك ما تنطوي عليه وما يقف حولها وخلفها وقادمها ، يدرك وجود الغدر من خلال توظيف رائحة العفن وللخيانة رائحتها النتنة، ويستشعر الصحراء من خلال وصف الزهور البرية وحرارتها وبرودتها ووحشتها وظلمتها وقفرها فيبتلسه القلق والارتياب وهو يرقب آتياً مجهولاً يملأ هذا الخواء بزئيرالموت ، بالإضافة إلى الحشرات والعناكب والصراصير وأصوات فحيح الأفاعي والروائح الكريهة المقززة وطيور الشؤم القبرة والوطواط التي أضفت على المكان ظلالاً قاتمة من خلال ما أثارته في الشخصيات المُسَاقة إلى النفق ودبت فيها التوجس والتوتر والخوف، وانعكست بدورها على القارئ لكونه يتشارك وإياها التداعيات الانفعالية للحدث الأمر الذي أسهم في تأزيم الرقعة الانفعالية، فيبتلسه القلق والارتياب وهو يرقب آتياً مجهولاً يملأ هذا الخواء برحال الموت وترقب، بالإضافة إلى تضمين المشهد ثغاء الأغنام والإبل ونباح الكلاب مما استحضر صورة بصرية سمعية متخيلة للصحراء فيها من الأصوات ما انتهى إلى الصورة المتحركة الحية التي أراد الكاتب زج قارئه فيها، والتي بمجملها أسهمت في دفع الحركة الدرامية للحدث. وبالمقابل فإن توظيف اللون والصوت والحركة في وصف الطبيعة في شارع النهر المخضوضرة بالأشجار وزهور الحدائق المزدانة بشدو العصافير وهمس العاشقين إنما استحضره الكاتب حين أراد أن يقيم الأجواء الرومنسية الهادئة بين العشاق ويُحدِث مقابلات تضادية متباعدة بين الأمكنة المشرقة والمظلمة، بين الموترة والمنعشة الباعثة على استرخاء النفس والأعصاب.
فمن باب المحافظة على التوازن الشعوري وجد نفسه مضطراً لأن يزاوج بين المشاهد والمشرقة والقاتمة ويستدعي ما يلزم لتكوين الصورة المحسوسة الحية المحفزة لحواس القارئ فتتذوق كأس توصيفاته ويبقي الرقعة الانفعالية متوازنة لدى القارئ كلما تصاعدت مع تأزم الحدث .
و يرتبط المكان ارتباطاً وثيقاً بالشخصية يؤثر بها وتتأثر به يحمل أفكارها ويعبر عن نفسيتها، فهو ذو بعد نفسي بما يثيره فيها والتفاعل بينهما دائم الاستمرار، فالمدينة تمنح أهلها طابع الرقي والتحضر والبحر يعلم أهله رحابة الصدر وسعة الباع والصحراء تعلم أبناءها القساوة.
ولكون الشخصية دائمة التحرك والتنقل بين الأمكنة تبعاً لما يطرأ عليها من تحولات فإن هذا التنقل إنما يسهم في دفع الحدث وتوالي مستجداته، فعودة نعمان إلى قضاء السلمان لم تتمخض سوى عن التغير والتحول الذي طرأ على نفسيته، والانعطاف الذي لحق بسلوكياته عندما تعرض لإعاقة أدت بكافة حيثياتها إلى تصاعد شهوة العنف وسفك الدماء، في حين أن مكوثه السابق في المدينة إنما كان تواؤماً طبيعياً لشخصية متوازنة واعية مع مظاهرها ورقيها تضع نصب عينها حلماً تسعى إلى تحقيقه في تقلُّد مركز مرموق في القضاء.
هذا وإن توظيف هذا الانتقال من منزل الأهل في حي العامل في المدينة إلى السلمان إنما يحمل في طياته دلالة تفسيرية لارتداد الإنسان إلى موطنه الأول بفعل متغيرات.
ويعد منزل الإنسان المكان الخارجي الذي لا ينفك يعيش في داخله، فبعد أن فارق والدا نعمان الحياة و منزل الأسرة، غدا موحشاً تسكنه الغربة والحسرة ، وهجرته الأحلام لم يبق فيه سوى ذكريات راسبة في قعر الذاكرة و أصداءُ أصوات لقيمٍ ومبادئَ مخذولةٍ تتبادر إلى مسامعه كاستذكاراتٍ، في لحظات قاتلة من الضياع والانكسار أو أحلام تأتيه بوالديه الراحلين موبخين إياه لخذلانه التربية والمثل التي لقناه إياها.
ورد المكان الداخلي المعادي ذو الدلالة التفسيرية ممثلاً بالسجن الذي أشار إليه الكاتب في الرواية ليضيء جانباً في استخدام القوة والعنف في محاربة حرية الرأي والتعبير ومطاردة الأحرار من المفكرين الذي يمثلون ألد أعداء المستبد فيعمد إلى اعتقالهم والنيل منهم. أورد : " ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بسجن ( نقرة السلمان) الذي هو في ذاكرة العراقيين يمثل صورة غير محببة ومرعبة تشمئز منها النفوس ....كان معتقلاً رهيباً للسياسيين الذين ناوؤا السلطة آنذاك، وجلُّهم من الوطنيين الأحرار المخلصين وناشطي الأحزاب والنقابات ورجال الفكر والأدب. "
أو حين صور المقهى الذي يرتاده الناس في أوقات فراغهم التماساً للتسلية و المتعة من بين زخم تداعيات الحرب عليهم ومعاناة العيش، يجدون فيه متنفساً وحيزاً يخفف عنهم وطأة الهموم حين يجتمعون على لعب الشطرنج و الدومينوو احتساء الشاي والقهوة و يتبادلون الأحاديث والنُّكات والمزاح والضحك، نراه يتخذ منه منه منفذاً لإيصال فكرة الخوف من إبداء الرأي خشية العيون المتربصة :
" كان يتردد إليها سابقاً في أوقات متفاوتة، ويلتقي مع أصدقائه الذين يلعبون الشطرنج والدومينو ويقضون أوقات هانئة وسعيدة فيها... وأغلقت المقهى لفترة ثم افتتحها مؤخراً شقيقه جميل لأنها مصدر رزق عائلتهم الوحيد وكانت لا تخلو من مراقبة بعض أفراد الأمن فبعض من يجلس فيها عليهم مؤشرات أمنية ... وكان ذكياً حينما يتحول الحديث بين أصدقائه ويأخذ منحى سياسياً يعتذر لقضاء بعض الأعمال." ..
فالمكان هنا داخلي مغلق "مقهى" لكنه أدى وظيفته في كونه ملاذ الراحة والاسترخاء وفي الوقت ذاته مرصد تتبُّع الجواسيس، فحمَل المواقف والآراء الفكرية والاتجاهات والتوجهات المتضاربة وبالتالي انطوى على صعيد الانفعال على حالتين شعوريتين متضادتين." الاسترخاء والتشنج" " الحرية والكبت" وقد أدى وظيفته في التفسير عندما بيَّن الكاتب موقف نعمان المتيقظ إزاء الوضع الراهن بخروجه من المقهى وتملصه من المشاركة في الحديث في الوقت المناسب. ولم يكتفِ الكاتب عند حدِّ اتخاذ المقهى المكان المخصص للهو والمرح فحسب، وإنما جعله مكاناً يفسح لمن يرتاده من المثقفين وهواة الأدب لأن يقرؤوا ما ينظمون من شعر، كإشارة لا تخلو من الاعتزاز والاعتداد بتاريخ بلد كان منبت الثقافات والعلوم والآداب الإنسانية رفد الشعوب قديماً بعلمه وفكره قبل أن يطيح الطغاة ببنيانه، بلدٍ كلُ حجر فيه يحدث عن عراقة وأصالة تراثه الفكري وكل زاويةٍ تشدو برصين الشعر وعذوبة القوافي. حين أطلق صوته الشعري عبر شخصية "نديم" متغنياً بحب العراق مبرزاً حسه الوطني، آخذاً عبرها بمسمع ألباب الحضور على اختلاف مستويات الوعي و الثقافة لديهم، باعثاً في وجدانهم نبض حبه لوطنه وألمه لما حلَّ به من نكبات.
التنوع بين الأمكنة في الرواية بين الكلية والنفق ومنزل التربية والتنشئة والأسوق التجارية وشارع النهر والزوراء و الصحراء و نهر دجلة والمقهى والسجن والملهى والحافلة وسيارة الأجرة وسيارة المرسيدس الزرقاء والقرية وسينما بابل ووو .. لا يجسد اختلاف الملامح الخارجية المادية بقدرما هو يشيد بنى فكرية تقوم على اختلاف القيم والمبادئ والأفكار والمعتقدات والمستويات ..
وبالتالي يقيم مفارقات ليست سوى تقابلات بين القيم وثنائيات مختلفة قوامها التضاد أو التناقض أو التضارب تتوزع بين العلم والثقافة والوعي ، الرقي والأخلاق، التخلف وموروثاته، الحب والحقد، الكبت والقمع والحريات المختلفة ، الخير والشر، القبح والجمال، الحياة والموت وما إلى ذلك .... منها السامي والواطئ، الوضيع و الحسن ،القريب و البعيد، المؤنس والغامض المجهول .. فاكتسبت الأمكنة سماتها مما تسبغه عليها الشخوص.
ولم يقف عند حد توظيف المكان لأغراضه المختلفة التي تخدم الحدث فحسب وإنما أسبغ عليه بصفات تشخيصية في صورة دمجت الذاتي بالموضوعي من جهة فجعله يشعر ويحس يفرح ويحزن تبعاً لما تبث فيه نفسية الشخصية من مشاعر وأحاسيس, وتُحدث بخروجها عن المألوف شقاقاً وشرخاً بين نفسه و جسده حين شرعت نفسه تجر الجسد "الجزء المادي" في إطار تصويري مثقل بشعور الألم والتمزق:
" خرج من الأسواق المركزية يجر جسمه جراً متثاقلاً ، كان يرى كل شيء باكياً في شارع الرشيد، هل هو يواسيه؟ أو أن رؤياه قد تبدلت بعد هذا اللقاء الخاطف مع رحمة. هذا الشارع الذي شهد أحلى أوقات فرحهما وعشقهما هو سناء سمع همسهما وترقب زهوهما حاملاً خطاهما على رصيفه المزدهي بالعنفوان."
أو في وصف المدينة المنكوبة، فالأرض هي الكيان الحامل مادياً للإنسان والمحمل معنوياً بآماله وأحلامه والتي لا يشعر بوجوده إلا من خلال التفاعل مع موجوداتها ومجرياتها والمحيط ، ينظر إليها بمنظار داخله فتختلف النظرة تبعاً لما فيه، فحين انتكست بالحرب انطفأ أمله رأى الأشياء شاحبة، فصب عليها شحوب رؤياه وضعف وترهل الحركة وخلع المعنى عليها من خلال لفظة "شيخوخة" على سبيل الاستعارة المكنية :
" وحتى الوجوه تغيرت أثقلها الحزن والإرهاق فبانت عليها وعلى شوارعها علامات الشيخوخة وقلة الحركة والجمود الاقتصادي ..."
وحين أراد تهدئة الحدث المتسارع في طريقه إلى النهاية ارتأى أن يضمن روايته حيزاً من الصوت والصورة وأطيافاً من أجواء المغنى في الملهى في إطار أدق تفاصيل الوصف، تضع القارئ في عالم مشبع بالرومنسية مكثف الإيحاء مقحماً وصف الراقصة ليعطف على وصف المكان الذي حمَّله ميول ورغبات الشخصيات ودوافعها فمنح المكان الحقيقي خصوصية الخلق الفني. وردت في أواخر استذكاراته و رمى من خلال ذلك
الموصلي، فتحسب أنك في جوٍّ مخمليٍّ يأخذك بعيداً عن متاعب الحياة وهمومها." كما أن بروز دوال الصوت واللون والحركة قد أسهم في استحضار الكاتب للمشهد مرئياً مسموعاً حياً بلغة اقتضت تكثيف الإيحاء وتآزرت مع ذلك أساليب شتى من توظيفِ الإسقاط التاريخي والتشبيه والرمز باللون الأحمر كلون للحب والعاطفة فتمكن الكاتب من ابتداع المكان الفني، في مشهد تصدرته صورة المرأة المثيرة اللعوب، وخلق رقعة انفعالية تسبح في خيالاتها أحلام و تتسع الفجوة في الكيان النفسي ليخرج الليبيدو المقموع ويمارس فعل الحياة ويتمرد على قوافل الزمن فيسترسل لاشعوره في الإفصاح عن فجوات صدَّرت مملياتها إلى عقله الباطن وكشفت عن دوافع صاحبها المكبوتة بفعل الأنا العليا وتتجلى إلهاماً يسقط بها في الكتابة الأدبية، باعتبار الكتابة تمثل السلوك الواعي في التعبير عن اللاوعي واستخراج خزين النفس الكامن.
كما أنه لم يغفل عن إلحاق ذلك بالوثوب إلى تصوير أدق التفاصيل في وصف الكازينو، في مسار حركي وظف فيه المضارعات بغزارة بما تفيده من معاني الحيوية والاستمرارية والتجدد، والأسلوب الإخباري مستهلاً الوصف بضمير الغائب ماضياً إلى أن يُحدِث انزياحاً ضمائرياً إلى ضمير المخاطب "القارئ " ليختزل له فيه جمال المشهد ويجدل ما أثار في المكان من مشاعر وجدانية في شعرية جملة : " فتحسبُ أنكَ في جوٍّ مخمليٍّ ...." ومن خلال هذا المكان وجد متسللاً ليشير إلى نقطة في ظلم القانون للمرأة حين تفقد زوجها في الحرب حيث لا موجود ولا ميت، تبقى معلقة لا يعتبرها أرملة أو مطلقة، وأشار إلى تداعيات ذلك عليها من حيث أنه يقودها إلى تلويث كرامتها واستثمار جمالها وأنوثتها في مهاوي الخطيئة ...
يُتبع ...



#رحاب_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب عوض - الدَّلالات الفكريّة والنفسيّة للزَّمان والمكان في رواية - وكر السَّلمان- :