أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المنعم الاعسم - كلاب بافلوف














المزيد.....

كلاب بافلوف


عبد المنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 11:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدفاع عن النفس بالنسبة للمخلوقات حق، لكنه قبل ذلك غريزة، ويعبر الانسان عن هذه الغريزة في صور وسبل عديدة، لكن ما يميز الانسان عن الحيوان في الدفاع الغريزي عن النفس هو ان الاول يضبط غريزته بالعقل حتى لا يكون هذا الدفاع انتحارا، فيما لا يملك الثاني هذه النعمة، إذ يقع في الغالب ضحية الدفاع الاهوج والتلقائي عن نفسه فيعطيها طعما للآخر المفترس بدل ان ينقذها. وقد يتحول الدفاع عن الوطن او الدفاع عن الاسرة او الدفاع عن القومية او الدفاع عن العقيدة او الدفاع عن المذهب الى غريزة لدى بعض الناس في ظروف تتعرض هذه القيم الى مهانة، غير انه مع تحضر المجتمعات وتوفر فرص وسبل الحماية وحقوق التعبير والتحرر والاعتقاد، فان العقل اصبح اكثر سلطة على توجيه رد الفعل واكثر رقابة على السلوك الانساني، بل واصبح مرجعية اساسية للبحث في افضل سبل الدفاع عن القيم، في حين اصبح السلوك الغريزي-حتى تحت اي داعٍ عادل او نبيل- مصدر خطر على صاحبه.



وخارج احكام هذا التحضر والمدنية والتحولات العالمية الهائلة، بقيت جماعات همجية من البشر تذكي غرائز اتباعها بالانفعال والدروشة والخرافة( غسل الدماغ) من اجل اقصاء افئدتها وانسانيتها، وتعطيل رقابة العقل على على ردود افعالها، ولعل الموت الانتحاري الذي نشهد فصوله البربرية في العراق منذ ثلاث سنوات، يصلح مثالا اكاديميا لموضوع توظيف الغريزة توظيفا اجراميا، على الرغم من ان هذه العاهة ولدت في بيئة غير عراقية، اصلا، واستوردت من الخارج في ظروف انفلات الامن وغياب الدولة، او تغييبها، اذا شئنا الدقة.



والحق، ان الجرائم الانتحارية، وغالبيتها، لابادة جمهور المدنيين، من دون تعيين، تحتاج الى دراسات علمية في العمق، واحسب ان هذه الدراسات، مثلا، ستدخل “عينات” من اولئك “الانتحاريين” في مختبرات تحليل الغرائز وتأثيرات غسل الدماغ على السلوك الانساني، ربما بالافادة من تجربة العالم الروسي القديم ايفان بافلوف الذي قدم للبشرية في مطلع القرن الماضي منجزا علميا كبيرا نال عنه جائزة نوبل، إذ اجرى تجارب كثيرة على الكلاب والاغنام وغيرها بوضعها في حال انقطاع وعزلة وجوع ثم غذاها بعادات جديدة سرعان ما استجابت لها، وقد طور علماء النفس قاعدة بافلوف(الانعكاس الشرطي) في المجال البشري وتوصلوا الى حقيقة ان الانسان، اي انسان، يمتلك في ولادته انعكاسات وغرائز بدائية، وانه يبني فوق تلك الغرائز البدائية انعكاسات جديدة متحضرة وعادات مدنية يكون لها الاثر الكبير في اسلوب تفكيره وعقيدته واتجاهاته في الحياة.



نحن، اذن، إذ نتابع خلفيات الاعمال الانتحارية الاجرامية، نكتشف ملامح مشروع مناهض للمدنية والحضارة والعقل.. مشروع يغيّر الطبيعة البشرية لأناس اسوياء عبرعزلهم عن العالم بالهرطقة، وغسل ادمغتهم بالشعوذة، ثم تغذيتهم بالخرافات عن جدوى قتل النفس، ليكونوا في حالة استجابة للاملاءات والاوامر، تماما مثل كلاب ايفان بافلوف.



ــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــ

“ سبحان الله ؛ في النفس تكبّر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتوّ عاد ، وطغيان ثمود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان”.



ابن القيّم








الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُضحك الذي لا يُسِر
- مكرّمون منسيّون


المزيد.....




- تصعيد بري إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية على نتنياهو
- اتهام رجل ثان في قضية حرائق استهدفت ممتلكات ستارمر
- الخارجية الصينية: ندعم الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا
- الحب لا يقاس بالسنتميرات.. أسرة صينية تخطف الأنظار وتثير الف ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط عملية تهريب أسلحة من مصر
- اجتماع أوروبي في بروكسل اليوم لبحث تعليق العلاقات التجارية م ...
- غارات في غزة .. ودول غربية تلوح بعقوبات على إسرائيل
- مصادر ألمانية لا تستبعد وجود -صلة اسلاموية- لمنفذ هجوم بيلفي ...
- السودان.. العثور على جثث متحللة في صناديق بأم درمان والجيش ي ...
- طهران: تلقينا مقترحا أمريكيا حول الجولة القادمة من المفاوضات ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المنعم الاعسم - كلاب بافلوف