أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - من سيصلح وضع الاقتصاد العراقي المخرب ؟














المزيد.....

من سيصلح وضع الاقتصاد العراقي المخرب ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 09:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد عام 2003,تعرض الاقتصاد العراقي الى التدمير والخراب ونهبت الكثير من المعدات والآلات لكثير من المعامل وتحت أنظار المحتل الامريكي, كما كان للحروب التي خاضها العراق والصراع الطائفي والتهجير الذي شهدته الساحة العراقية بعد 2003 أثرها في خسارة العراق لكوادره الصناعية الماهرة اضافة الى أصحاب رؤوس الاموال. وتميزت الفترة ما بعد 2003 بالضعف الهيكلي للاقتصاد العراقي حيث اتسم القطاع العام بتضخمه وضعف انتاجه كما اتسمت الخدمات العامة بالضعف, اضافة الى ان القطاع غير النفطي لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من النشاط الاقتصادي والخدمات حيث تعرض الى الاهمال والتهميش ويعاني الكثير من المشاكل والمعوقات ,واعتماد كثير من القطاعات الاقتصادية على الانفاق الحكومي الى جانب ارتفاع نسبة البطالة وافتقار العمالة العراقية الى المهارات الاساسية مع تميز بيئة انشطة الاعمال بالضعف. وكل ذلك وضع العراق في ذيل الترتيب العالمي في مناخ ممارسة انشطة الاعمال اضافة الى ان اعتماد الاقتصاد العراقي الكلي على تصدير النفط الخام جعله خاضعا للتأثر وبشدة لتقلبات أسعار النفط في السوق العالمية كما نلمس ذلك اليوم من خلال الازمة المالية التي يتعرض لها العراق من جراء انخفاض اسعار النفط. ولذلك فان التنوع الاقتصادي يشكل تحديا امام الحكومة العراقية من حيث خلق فرص العمل وتعزيز فرص تحقيق الدخل لأغلبية الشعب العراقي.
يمتلك العراق صناعات متنوعة ولكنها اليوم مهمشة مثل صناعات السجاد والجلود وتجميع السيارات والصناعات الدوائية والاسمدة والبتروكيمياوية والصناعات الخشبية والالكترونية والصناعات الاستخراجية والبلاستيكية والاسمنت والصناعات الكهربائية وصناعة التمور والالبان والغذائية والطابوق والصناعات الانشائية والعديد غيرها ,يمكن ان تلعب دورا مهما في الحياة الاقتصادية في ظل الازمة المالية الحادة الناجمة عن جراء انخفاض اسعار النفط الخام في اسواق النفط العالمية . كما تمتلك وزارة الصناعة نحو (75 ) شركة عامة متضمنة 276 مصنعا متخصصا تتوزع على مختلف القطاعات : الهندسية والكيمياوية والغذائية والانشائية والنسيجية والخدمات وغيرها, كما ان للقطاع الصناعي الخاص عدة نشاطات صناعية في قطاعات الكهرباء وادوات الري والانابيب والبلاستك والصناعات الجلدية والخشبية والغذائية والانسجة والملابس والقطاعات الخدمية وغيرها. الا انه يلاحظ تدني انتاج هذه المؤسسات وتوقف قسم كبير منها واعتماد العراق على الاستيراد لسد حاجة السوق للمنتجات الصناعية المختلفة.
وما ادى الى تراجع الصناعة العراقية يعود الى التدهور الامني والطائفي واحتلال داعش لثلث الاراضي العراقية وخروجها عن سيطرة الدولة قبل تحريرها , الى جانب ازمات الوقود والكهرباء ورداءة الانتاج العراقي وكلفته العالية وعدم قدرته على المنافسة مع المنتج الاجنبي اضافة الى سياسة الاغراق التي اعتمدتها الدولة بعد عام 2003 وتقادم وسائل الانتاج وضعف او انعدام البحوث العلمية والتكنولوجية الخاصة بالصناعة وضعف تأهيل وتدريب الايدي العاملة العراقية وعدم تشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية في القطاع الصناعي واستشراء الفساد المالي والاداري والبيروقراطية اضافة الى القوانين والتشريعات المعرقلة للتطور الصناعي وعدم وضع الخطط والبرامج لتطوير الصناعة.
يمكن القول ان الدولة تتحمل الجزء الاكبر من فشل الصناعة وتخلفها حيث ان تحقيق النهضة الصناعية يعتمد بالدرجة الاولى على دور الحكومة والبرامج والخطط التي تضعها لتحقيق هذا الهدف ذي الابعاد الاجتماعية.
وضمن مجال الاصلاح الاقتصادي , سبق وان قدم عدد من الخبراء والاكاديميين العراقيين مذكرة الى الحكومات السابقة تضمنت عدة مقترحات تهدف الى اصلاح الاقتصاد العراقي عموما وانتشاله من فخ الريعية واعتماده الكبير على قطاع النفط في تمويل موازنة الدولة ومجمل النشاط الاقتصادي وتفعيل القطاع غير النفطي واصلاح الادارات الحكومية وتطويرها ومكافحة الفساد وهي عوامل مهمة للنهوض الاقتصادي في البلاد.
أمامنا تجربة اليابان يمكن الاستفادة منها حيث خرجت باقتصاد مدمر وشعب منهك بعد الحرب العالمية الثانية , وعلى الرغم من عدم امتلاكها الموارد الطبيعية والنفط الا انها تمكنت من تحقيق معجزة في التطور حتى اصبحت منتجاتها تغزو اسواق العالم المختلفة ويعد اقتصادها من الاقتصادات القوية في العالم , وكل ذلك كان بفضل التدخل الاقتصادي للحكومة اليابانية ووضعها البرامج والخطط والتعاون بين المصنعين والموردين والموزعين والبنوك واتحاد نقابات الصناعات والعلاقات الطيبة مع الموظفين الحكوميين وضمان العمل طوال العمر (العمالة الدائمة) في الشركات الكبيرة وفي المصانع العمالية المنظمة جدا الى جانب احترام وقت العمل .كما ساهمت الحكومة اليابانية بدفع النمو الاقتصادي في القطاع الخاص اولا من خلال سن القوانين وتشريعات الحماية التي ادارت الازمات الاقتصادية ادارة فعالة والتركيز بعد ذلك على التوسع التجاري ,كما اتبعت اليابان سياسة الصناعات الثقيلة. وبالمقارنة مع اليابان فان العراق غني بثرواته الطبيعية وتربته الخصبة وتنوع مناخه وامتلاكه النفط والغاز الطبيعي ولكن بقي اقتصادنا متخلفا ويعاني شعبنا من آفات الفقر والجهل والمرض وذلك لأننا لم نحسن ادارة ثرواتنا,. فهل تتمكن الحكومة الحالية من تحقيق النهضة الاقتصادية الاجتماعية وتنويع مصادر الدخل القومي وتجاوز الاقتصاد الريعي .؟ ولو انها حكومة مؤقتة ولكنها يمكن ان تضع الأساس وتبدأ بالخطوة الأولى الصحيحة . وكما يقول القول الصيني المأثور ان ( رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة صغيرة ..) , فالوصول الى الهدف الذي يسعى اليه الانسان يحتاج الى الخطوة الاولى التي تدفع الانسان الى نقطة البدء في العمل , لأنه دون خوض الخطوة الأولى للعمل لن يكون هناك اي عمل من الأساس . وهكذا ننتظر من حكومة رئيس الوزراء السيد الكاظمي ان تخطو الخطوة الاولى في الاصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد بكافة اشكاله وانجاز ما تعهد به للجماهير المنتفضة وللشعب العراقي عموما .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجارة في السودان في ضوء برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- التغييرات السلبية الحاصلة في العراق بعد 2003والتي تتطلب الاص ...
- سمات الاقتصاد التونسي
- حقوق الطفل في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- الرياضة للجميع , في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- هل يعاني العراق من تدهور بناه التحتية؟ ومن المسؤول عن ذلك ؟
- ما الذي تعرفه عن الحزب الشيوعي العراقي ؟
- هل حققت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وحتى اليوم أي ت ...
- هل العراق غير قادر على تأمين سلة غذاء شعبه ؟!!!
- الانتهاكات المتواصلة لحقوق الانسان في العراق في ضوء وثائق ال ...
- الآثار السلبية لغسيل الأموال على الاقتصاد اللبناني
- لماذا نريد الدولة المدنية الديمقراطية في العراق ؟
- سمات الاقتصاد السعودي
- سمات الاقتصاد الجزائري
- سمات الاقتصاد المصري
- فشل سياسة التنمية الرأسمالية في السودان حسب تشخيص الحزب الشي ...
- لإنقاذ العراق , لابد من التغيير
- مكافحة الفساد المالي والاداري في العراق في ضوء برنامج الحزب ...
- ما أسباب غياب التنمية في العراق في ضوء برنامج الحزب الشيوعي ...
- تجاوز واقع التخلف الاقتصادي والاجتماعي في السودان في ضوء برن ...


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - من سيصلح وضع الاقتصاد العراقي المخرب ؟