أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نديم - إدارة السلام والحرب و بدا حركة المصالحة السياسية لضمان استمرارهم بالسلطة















المزيد.....

إدارة السلام والحرب و بدا حركة المصالحة السياسية لضمان استمرارهم بالسلطة


حسن نديم
صحفي استقصائي , معد و مقدم برنامج حواري

(Hasan Nadeem)


الحوار المتمدن-العدد: 7021 - 2021 / 9 / 16 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقرير الخاص بعدد مجلة «الإيكونيميست» البريطانية، الصادر فى 28 أغسطس المنصرم، كان تحت عنوان «وداعًا للسلاح»، المستعار من رواية أرنست هيمنجواى (1929) عن الحرب العالمية الأولى. التقرير البريطانى هذه المرة يدور حول الصراع العربى الإسرائيلى، وخلاصته جاءت فى العنوان «القضية الفلسطينية لم تعد تربط العالم العربى» و«أن النضال ضد إسرائيل رغم أنه لا يزال قائمًا بشدة، فإنه بالنسبة للحكومات العربية قد تجاوز أغراضه».
التحليل بعد ذلك والتفسير يقوم على التطورات التى جرت على الجانبين الإسرائيلى والعربى، والتى أدت إلى هذه النتيجة، وبالنسبة لإسرائيل فقد حدث انقلاب كبير لما كان فى بداية وجود الدولة الإسرائيلية حيث كانت الدول العربية هى العدو، بينما كانت دول الأطراف- إيران وتركيا- هى الصديق الذى اعترف بالدولة العبرية فى عام 1950. الحال الآن اختلف تمامًا، وفضلًا عن سعى إيران لبناء القنبلة الذرية، فإنها بالإضافة إلى ذلك هى العدو الذى يدعم الراديكالية الشيعية فى لبنان (حزب الله) وسوريا أيضًا. تركيا من ناحيتها باتت عدوًا نتيجة مناصرتها لمنظمة حماس فى قطاع غزة.

وجرى ذلك بينما توسعت مساحات السلام مع الدول العربية، وبعد السلام المصرى والأردنى البارد، جاء السلام الإبراهيمى الأكثر دفئًا مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب. وحدث ذلك بينما باتت الدول العربية تشعر بتهديدات مُلِحّة من جانب إيران، التى ناصرت الحوثيين فى اليمن وضربت مناطق فى الإمارات والسعودية، ومن ناحية تركيا فقد حاولت الاختراق العسكرى فى ليبيا وجرّبت ممارسة تهديدات فى منطقة شرق البحر المتوسط. باختصار انقلب الحال عما كان عليه قبل عقود طويلة، ولكن الحال ظل على حاله ينقلب أيضًا، حتى أثناء وبعد نشر تقرير المجلة الشهيرة والرصينة فى العادة، ولكن فاتتها الحكمة هذه المرة.
والعجيب أن «التقرير الخاص» نُشر، بينما كانت التطورات والتغييرات الكبرى تجرى فى الشرق الأوسط، وفى طليعتها الخروج الأمريكى ليس فقط من أفغانستان، وإنما أيضًا مع إعلان صريح بالخروج من العراق، وضمنيًا لم يعد مستبعدًا الخروج أيضًا من سوريا والحرب «المنسية» فيها، والتى على أى حال لا يوجد فيها إلا 900 جندى أمريكى. لم يُخْفِ الرئيس جوزيف بايدن على العالم ولا على القادة العرب عن نيته فى الانسحاب من الإقليم، وإعادة التموضع الأمريكى فى قلب حلفائها التقليديين فى أوروبا وآسيا.


ما تركته واشنطن فى المنطقة حزمة من الوعود باستخدام الدبلوماسية والسياسة والاقتصاد للتأثير فى حركة الأحداث الجارية والمستقبلية ليس متصورًا مداها ولا قدرتها على النجاح. نتيجة هذا الخروج كانت تغييرات مهمة فى المنطقة حدثت حتى قبل الخروج المدوى فى مطار كابول بعد اقتحام طالبان للمدينة، والظهور المفزع لداعش خراسان، فلم تكن النية الأمريكية فى الانسحاب خافية على أحد. ومن اللافت للنظر أن التغيرات جرت على الجانب الإسرائيلى بقدر ما جرت على الجانب العربى والشرق أوسطى عامة.


إسرائيل العليمة جيدًا بالتطورات داخل الساحة الأمريكية وجدت أن تحت العلاقات الحميمة بينها وبين واشنطن، وحتى مع الشعب الأمريكى، فإنها لا تستطيع تجاهل ما يحدث فى أمريكا والغرب عامة من نمو كبير فى الاتجاهات المعادية للسامية التى تقتصر بها إسرائيل على اليهود. والحقيقة أنه لم تكن هناك صدفة أن إسرائيل بدأت فى تنويع علاقاتها العسكرية العالمية مع كل من الصين والهند على ما بينهما من خصومة.
وبغض النظر عما سبّبه ذلك من قلق لدى كثيرين فى الولايات المتحدة، فإن إسرائيل كانت تتعلم من النموذج الصينى فى العلاقات الدولية، والذى لا يجد غضاضة فى تحديث ميناء حيفا الإسرائيلى، والقيام بمشروعات كبيرة فى دول عربية مثل العاصمة الإدارية الجديدة فى مصر، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية واسعة النطاق مع إيران.
لم يكن العالم العربى ولا الشرق الأوسط خارجًا عن هذه التغييرات، وبشكل عام بدا أنه خلال العام الأخير جرت الكثير من المياه فى علاقات كانت متخاصمة فى أرجاء المنطقة فيما تعلق بعلاقات دول التحالف الرباعى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) وكل من قطر وإيران وتركيا. لم تكن عودة العلاقات سهلة أو سلسة، ولكنها فى العموم عادت لكى تشمل أشكالًا كثيرة من التعاون. وبينما كانت مصر والأردن والسعودية تسعى إلى تحقيق الاستقرار فى العراق، فإن هذه الأخيرة باتت تشكل نوعًا من النافذة السعودية على إيران.


امتد التحسن فى العلاقات الإقليمية إلى إسرائيل من خلال أشكال للتعاون فى مجالات خاصة بالغاز وإنشاء منتدى خاص به فى شمال شرق البحر الأبيض المتوسط، ومن ناحية أخرى من خلال ما عُرف بالاتفاقيات الإبراهيمية، التى تضمن علاقات خاصة بين الخليج وإسرائيل. ما حدث فى المجالين لم يكن على حساب القضية الفلسطينية، وإنما توفير مجالات جديدة للتعامل مع إسرائيل وحل القضية الفلسطينية فى آن واحد. والحقيقة أن مصر خلقت مجالًا فلسطينيًا للحصول على اعتراف إسرائيلى بالكيان السياسى الفلسطينى من خلال التواجد فى تنظيم دولى واحد، هو منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط، الذى من جانب آخر اقتصادى يعطى فرصًا واسعة لاستغلال الغاز الفلسطينى الواقع فى المنطقة الاقتصادية الخالصة أمام ساحل قطاع غزة.

الاتفاق الإبراهيمى بين الإمارات وإسرائيل نجح فى كبح جماح الضم الإسرائيلى للمستوطنات ومناطق فلسطينية أخرى، بينما كانت قطر تفتح طرقًا مالية واقتصادية لعون السلطة الوطنية الفلسطينية والقطاع، مع التمهيد لمزيد من فرص الصيد فى البحر المتوسط والحصول على الكهرباء من إسرائيل. كل ذلك جرى فى الوقت الذى استغلت فيه مصر علاقاتها مع إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار فى حرب غزة الرابعة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار غزة مرة أخرى.
خلاصة ذلك كله أن المنطقة كلها تمر بأجواء جديدة بدأت مع منتصف العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين عندما بدأت حركة المصالحة او التسوية السياسية فى عدد من دول الإقليم الرئيسية، خاصة فى مصر والسعودية، كاستجابة لما سُمى «الربيع العربى» من ناحية، ونتائجه الدامية من حروب أهلية وإرهابية واعتداءات إقليمية من ناحية أخرى. المصالحة كان لها وجه داخلى يقوم على بناء عناصر القوة والتجديد الفكرى، ووجه خارجى للتعامل مع قضايا الإقليم من زوايا مختلفة، تقوم جميعها على الدولة الوطنية وشروط عدم التدخل فى الشؤون الخارجية والمرونة فى الاستفادة من أجواء السلام التى تقود إلى حل مشاكل مستعصية.
القمة المصرية الأردنية الفلسطينية التى عُقدت مؤخرًا فى القاهرة تعكس نوعًا من المبادرة لقطع جمود التعامل مع القضية الفلسطينية وقطع الطريق على العناصر المتطرفة على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لكى توفر طريقًا لنمو الثقة لاستئناف عملية سلام تبعد عن الحرب وتقرب من التسوية لقضية استعصت على الحروب واتفاقيات السلام السابقة، وأكثر من ذلك تفتح أبوابًا كثيرة للتعاون الإقليمى ومواجهة تهديدات إقليمية عنيفة قادمة من أفغانستان أو من خارجها.



#حسن_نديم (هاشتاغ)       Hasan_Nadeem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة أسماء جميع شهداء ثورة تشرين في جميع ساحات التظاهرات من ...
- ناشطون معتقلون في سجون اقليم كوردستان يتحدثون لNRT عن معانات ...
- فائق الشيخ علي المحارب ضد الفساد
- اهم ثغرات اختراق و تزوير الانتخابات وتحديدا عن طريق جهاز الت ...
- مفوضية الانتخابات تشارك في مؤتمر فريق الدعم الانتخابي حول دو ...
- الوثيقة الوطنية للاصلاح السياسي التي قدمت الى السيد مقتدى ال ...
- البيان الختامي لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة
- الية القضاء على منظومة الفساد و احزاب الكاتم
- احمد البشير أعلامي احدث تغييرات جذرية في المجتمع العراقي
- -نعمة سقطت عليهم-... الأسلحة الأمريكية غنيمة بيد طالبان
- لماذا اصرار بعض الحركات السياسية و الاحزاب التي تسمى ( بالول ...
- الاستخبارات الاميركية و البريطانية مشتركة أيضا في اغتيالات ا ...
- حل البيشمركة و البي كاكا مطلب ضروري وواجب وطني على كل عراقي ...
- هل حذر السيد علي السيستاني قادة الحشد الشعبي في الحل اذا تم ...
- الحركة النسوية الشجاعة ستنتصر و تعادل المفاهيم و تنشر المساو ...
- السفير الأميركي في بغداد يفتح النار ضد «فصائل طهران»
- بيان توضيح من هيئة الاعلام و الاتصالات حول التعميم الاخير و ...
- الهجوم على السفينة الإسرائيلية.. امريكا تتوعد برد جماعي وشيك ...
- انسحاب الصدر هو رصاصة الرحمة على الانتخابات المقبلة و القوى ...
- حملة عراق العراقيين تنتصر بعد الصراعات و تؤكد بآن ستنتصر ثور ...


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نديم - إدارة السلام والحرب و بدا حركة المصالحة السياسية لضمان استمرارهم بالسلطة