أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق زين - الإنسان حيوان له تاريخ















المزيد.....

الإنسان حيوان له تاريخ


طارق زين

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 08:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*يقول الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين " الفرق بين الإنسان والحيوان أن الإنسان له تاريخ يتعلم منه حتى لا يكرر أخطاءه " ومن هنا وجب علينا أن نتفحص ونقرأ ونفهم ما بين السطور لنستخلص العبر من تاريخنا البشري

*لقد كان السادات داهية سياسية اعترف بها أعداؤه قبل أصدقائه ولكنه ارتكب خطأ ليس فيه من الذكاء شئ عندما أعاد تكوين الإخوان المسلمين وكأن التاريخ يعيد نفسه فقد شجع القصر الإخوان لمناصرته ضد حزب الوفد وفى النهاية انقلب الإخوان على القصر وحكومة القصر وضربوا مصالح اليهود والأقباط فى مصر ولكن الملك فاروق استطاع السيطرة عليهم قبل أن يصلوا إليه أما السادات فقد أعاد تكوينهم ليناصروه ضد الناصريين والشيوعيين ثم تركهم يعتدون على الأفباط وممتلكاتهم وظل يدافع عنهم حتى أجهذوا عليه فى النهاية. ظل الحاوى يربى الأفعى وتركها تكبر فى حضنه حتى غدرت به

*الرئيس الأمريكي روزفلت عندما رفض فكرة اختبارات صنع القنبلة الذرية أثناء الحرب العالمية الثانية بعث إليه العالم أينشتين رسالة يخبره أن نابليون أخطأ عندما رفض فكرة صنع سفينة بخارية قبل معركة "ووترلو" مما عجل بهزيمته. عندما قرأ الرئيس رسالة أينشتين تراجع عن رأيه

*عندما عرض على محمد على فكرة إنشاء مشروع قناة السويس رحب بالمشروع فى البداية على أن تكون ملكية القناة لمصر وحياد القناة على المستوى الدولى ولكنه فى النهاية تخوف لعدم وجود تمويل داخلى لحفر القناة مع وجود تنافس أوروبى لتمويلها وخشى من التدخل الأجنبى فى المستقبل فى مصر فقال عبارته الشهيرة"لا أريد بسفورا آخر فى مصر" نسبة إلى الصراع الدولى حول مضيق البسفور فى تركيا الذى يربط البحر الأسود بالبحر المتوسط ولكن الخديوي إسماعيل لم يتعلم من التاريخ عندما تخلى عن حصص مصر في قناة السويس

*في روسيا بعد نجاح الثورة الشيوعية تم عملية " إعادة تربية أعداء الشعب ليصبحوا أصدقاء " لقد نجحت التجربة بشكل جيد فى تحويل أعداد كبيرة من أعداء البوليتاريا السابقين إلى مهرة متحمسين للعمل الضرورى للحكومة ويدربون الطبقة العاملة..... "الأعداء السابقون" تحولوا إلى إخوان البوليتاريا هم من المهندسين والأساتذة والمعلمين وآلاف أخرى من ذوي العقول ( ليسوا أصحاب السوابق أو السارقين)
لم تتعلم سلطة التحالف فى العراق من هذا الدرس عندما استغنت عن كوادر حزب البعث السابق

*يقول المثل الفرعونى " ويل لمن لا يعرف قلعة خصمه من الداخل " مؤكد أن نابليون لم يكن يعرف هذا المثل عندما فكر فى غزو روسيا دون أن يدرس الطبيعة الروسية على الواقع فقد راهن على إحراز النصر فى شهور الصيف فى سهول ليتوانيا ولكن الروس انسحبوا واستدرجوه عبر المساحات الشاسعة القاحلة التى لم يتوقعها فبعد أن تخطى حدود روسيا البيضاء لم يكن يتوقع أن القرى الروسية ستكون قاحلة والأراضى محروقة فلم تكن هناك مؤن لجنوده ثم جاء الشتاء القارص وقضى على باقى آماله لقد فقد معظم جنوده ورجع لبلاده بخفى حنين

*قال هتلر فى خطته للهجوم على موسكو "لن أخطئ كما أخطأ نابليون فحين أبدأ السير نحو موسكو سأفعل ذلك باكرا لكى أصلها قبل حلول الشتاء"ولكنه أخطأ فى توقيت الهجوم وحال الشتاء القارص دون الوصول إلى موسكو وكانت بداية النهاية كانت الطبيعة إلى جانب الروس ضد الألمان السيول, الصقيع, البرد الشديد الذى لم يسبق له مثيل فى تلك السنة ووصلت درجة الحرارة 40 درجة تحت الصفر مما أبطأ التقدم الألمانى ثم شلت حركته تجمدت المحركات ورفضت المدافع إطلاق النار مات الكثيرون من الشتاء انقطعت وسائل الاتصال وخطوط التموين. لقد غدرت الطبيعة بهتلر قبل أن يهزمه أعداؤه

*ألقت الحكومة الأمريكية فى عام 1890 القبض على 11 من أفراد المافيا المهاجرين وتم الحكم عليهم بالإعدام رغم عدم كفاية الأدلة ضدهم فاضطرت الحكومة إلى تعويض ذويهم بمبلغ 300 ألف دولار وكان رقما خياليا وقتها واستغل باقى أفراد العصابة هذا المبلغ فى لم شملهم وتنظيم قوتهم وتوسيع نفوذهم فزادت سطوتهم وجرائمهم .أعتقد أن نفس الخطأ تقع فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية عندما تفرج عن بعض دعاة الإرهاب لعدم كفاية الأدلة ضدهم وتقوم بتعويضهم عن فترات الحبس رغم أن مجرد مباركتهم وتشجيعهم للأعمال الإرهابية هو جريمة لا تقل عن الإرهاب نفسه

*يحكى الكاتب القدير حسين أحمد أمين أن فى أيام الملك نابوتيدوس شاعت فى بابل حالة من الإحباط والتشاؤم واليأس والاعتقاد أن الدولة آخذة فى الانهيار وكان رأى الملك أن لا سبيل إلى التصدى للوضع والإصلاح إلا بالعودة إلى التراث والتقاليد (وأخلاق القرية) وإعادة بعض مظاهر الحضارة المزدهرة فشرع فى تنظيم حملة واسعة للبحث عن المواقع القديمة للمعابد لاكتشاف تصميمها المعمارى حتى يبنى معابدا نسخة طبق الأصل. هذا يوحى بنفاذ جعبته فى الثقة بالنفس والقدرة على الابتداع لمواجهة التحديات المعاصرة وتوهم أن فى مقدوره أن يستعيد ثقته لو أعاد النظر خلفه إلى أمجاد عصر كان يزخر بسمات القوة ولكن ذلك لم ينفعه لأنه كان آخر ملوك بابل (555- 539) ق.م قبل سقوط دولته فى أيدى الفرس.
إن ما يفعله الساسة والمتطرفون الدينيون فى العالم الإسلامى اليوم أشبه بما صنعه نابوتيدوس

* حدث ذات مرة أن خسر حزب موسيلينى الانتخابات فى إيطاليا فكتبت إحدى المجلات التابعة للحزب الاشتراكى المنافس تنعى خسارة موسولينى وبعدها هوجم مقر الحزب الاشتراكى بالقنابل
وفى حملة الانتخابات التالية تحدث موسولينى عن النظام والقانون وشرف الأمة وأنه سيأخذ من الغنى ليعطى الفقير وعندما فاز فى الانتخابات رفض الملك إعلان حالة الطوارئ ودعا موسولينى لتشكيل حكومة وبعدها بدأ رحلة السيطرة على السلطة حتى أصبح الحاكم الوحيد ولا يخضع إلا للملك وبصورة شكلية. أتوقع أن يحدث نفس الشئ إن وصل الإخوان المسلمون للسلطة فهم حركة فاشية أشبه بحزب موسولينى فى إيطاليا

*قرب نهاية الحرب العالمية الأولى كان هناك أكثر من 10 ملايين قتيل وكانت أمريكا تريد تمديد الحرب حتى استسلام ألمانيا دون قيد أو شرط أما إنجلترا وفرنسا فقد تعجلتا وضع نهاية للحرب فقد كان سقف مطالبهما هى أن يثبتا للألمان أن حربها العدوانية لن تنجح وهكذا خرجت الحرب بمعاهدة فرساى التى كانت بالنسبة لهتلر مجرد هدنة تمهيدية للحرب العالمية الثانية التى خلفت وراءها 50 مليون قتيل وانتهت باستسلام ألمانيا دون قيد أو شرط ولو حدث ذلك فى الحرب الأولى ما احتجنا إلى حرب ثانية أكثر كارثية وأعتقد أن نفس الخطأ يرتكب اليوم فى لبنان فقد انتهت الحرب الأخيرة بما يشبه هدنة لن يلتزم بها حزب الله الذى يظن نفسه وكيلا لله ويعتبر قراراته صائبة دائما لأنها تتم بوعى إلهى كما يقول زعيمه فالشخص الذى يظن أنه يتلقى أوامره من فوق لن يقبل بحلول طبخها البشر من أسفل وستكون النتيجة هى جولات أخرى من الحروب سواء مع الطرف الإسرائيلى أو مع الداخل اللبنانى وستخلف وراءها أضعاف الضحايا الحاليين ولن تحل المشكلة بطريقة جذرية إلا بعد استسلام نهائى لحزب الله أقول هذا وأتمنى لو تكون حساباتي خاطئة

طارق زين
كاتب علماني



#طارق_زين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل فى همجيتها أكثر تحضرا منا


المزيد.....




- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...
- فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب المستوى العالي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق زين - الإنسان حيوان له تاريخ