أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية














المزيد.....

لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية


طارق الورضي

الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد اندثار و تلاشي الايديو لوجيات التي تتبناها الأحزاب السياسية المغربية بمختلف تلاوينها منذ ما يناهز ستين سنة، ابتداءا من اليسار الذي كان يروج للاشتراكية و صيانة حقوق الطبقة العاملة و إزالة الطبقية، مرورا بالأحزاب التقدمية التي تروج لحقوق الإنسان و الحريات العامة و مساواة المرأة و انتهاءا بالأحزاب الإسلامية التي تتبنى الخطاب الديني. هذه الاحزاب التي لم تستطع التماهي مع مطالب الشارع المغربي في تحقيق العدالة الاجتماعية و الحرية و الكرامة ببرامج ميدانية و واقعية لها تأثير مباشر على الواقع اليومي المعيش للمواطن المغربي، بعيدا عن الخطابات الرنانة و الوعود الزائفة، خصوصا أن الشعب المغربي مر بتجربة التناوب خلال حكم اليسار، و بتجربة الإسلاميين بعد حراك الربيع العربي، التي عكست نفس الأداء السياسي الهش و المترهل، والذي ينأى عن تحقيق أي تغيير يذكر في المعيش اليومي للمواطن المغربي.
بعد هاته التجارب السياسية الجوفاء، يجد الشعب المغربي نفسه امام فئة حزب نادي رجال الاعمال الذي يتزعمه وزير الفلاحة و الصيد البحري عزيز أخنوش، و الذي احتكر الاستوزار لمدة 14 عاما، صدرت في حقه خلالها و كذلك في حق بعض أعضاء مكتبه السياسي كمحمد بوسعيد وزير المالية و محمد اوجار وزير العدل و محمد الطالب العلمي وزير الشبيبة و الرياضة تقارير من المجلس الاعلى للحسابات تتهمهم بعدم الكفاءة و تبذير المال العام. فعزيز أخنوش عضو الامانة العامة لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يحتكر قطاعات اقتصادية مهمة بالمغرب كقطاع المحروقات، و يستثمر في قطاع الاتصالات و في قطاع السياحة كما أنه يحتكر بيع الاوكسجين للمستشفيات المغربية، لا يخفى انه صدرت في حقه تقارير المجلس الاعلى للحسابات تتهمه بالإهمال ، كما صدرت في حقه تقارير مجلس المنافسة تتهمه باحتكار السوق، ناهيك عن انه تعرض لغضبة ملكية بسبب مشروع من مشاريعه السياحية لأنه يجمع بين المال و السلطة. هؤلاء الذين من المفروض ان تصدر في حقهم النيابة العامة قرار المنع من الاستوزار، هم المرشحون اليوم لتصدر لائحة الحزب الفائز باستحقاقات 8 شتنبر 2021.
لا شك ان هذه المعطيات تدل على انعدام ربط المسؤولية بالمحاسبة في الحياة السياسية المغربية، وأن الاحزاب السياسية المغربية لا تعدو كونها أحجار في رقعة شطرنج النظام، لأن الدستور الممنوح ل 2011 يركز كل السلطات بيد الملك، و يجرد الاحزاب منها.
لا يمكن في ظل حكم ينعدم فيه فصل السلط، و ينعدم فيه القضاء النزيه وربط المسؤولية بالمحاسبة، أن ينبثق و اقع سياسي رصين و ناجح، يمكن ان يراهن عليه المواطن المغربي لتحقيق المعادلة العسيرة في تحقيق مطالبه و آماله و تطلعاته إلى الرخاء و الازدهار و العيش الكريم، خصوصا ان الملفات الحارقة التي لا زالت تراوح مكانها دون تقدم يذكر و على رأسها الشغل و الصحة و التعليم، عرفت انتكاسا كبيرا في ظل حكم حزب العدالة و التنمية الإسلامي الذي مني بهزيمة ساحقة خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، ولا شك أن ذلك كان ردا من الشارع المغربي على استهتار هذا الحزب و كوادره بالقضايا الرئيسية التي تشغل بال المواطن المغربي، و كان مؤشرا واضحا على حجم تقلص شعبية هذا الحزب الذي تصدر المشهد السياسي بالمغربي لفترتين.
إن المشهد السياسي المغربي الراهن يحتاج لضخ دماء جديدة تحدث قطيعة مع فترات الفساد و الريع السياسي، و تحتكم إلى قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة و استقلال القضاء. نعم يحتاج المغرب اليوم إلى قوى سياسية جديدة واعدة لم يتم استهلاكها، تضع نصب أعينها سبل تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية الذي سنه الملك، و سبل النهوض بالقطاعات الحيوية التي تمس المعيش اليومي للمواطن المغربي بعيدا عن الخطابات الإيديولوجية و البراغماتية الجوفاء التي لا جدوى منها و لا أثر لها في الواقع.



#طارق_الورضي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تدخل بطولي في لحظة حاسمة ينقذ حياة رجل عالق بسيارة مشتعلة.. ...
- ماسات ضخمة وأسعار مذهلة..خواتم خطوبة المشاهير تحت الأضواء
- قتلى إثر انهيار أرضي ابتلع قرية بالسودان ولم -ينج سوى شخص وا ...
- مئات القتلى في زلزال أفغانستان.. ماذا نعرف عمّا حدث؟
- سكّان قرية كاملة يلقون حتفهم إثر انزلاق أرضي غربي السودان
- جثة شوهدت في مشرحة سرية يمكن أن تحل لغز اختفاء زعيم ديني
- جدل في إسرائيل بعد شراء أحد أقارب اسماعيل هنية منزلاً قرب بئ ...
- ألف قتيل في انهيارات أرضية بإقليم دارفور مسحت قرية عن آخرها ...
- حرب غزة في يومها 697: مقتل العشرات منذ الفجر وإسرائيل تستدعي ...
- الأسوأ في تاريخ السودان.. أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية