أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - معاد الجحري - المخزن غير قابل للاصلاح














المزيد.....

المخزن غير قابل للاصلاح


معاد الجحري
عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي. المغرب


الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 11:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



هذه هي الحقيقة التي تنجلي ساطعة بقوة التجربة التاريخية.
لماذا فشلت الاصلاحات في عهد الحسن الاول مع انها كانت بسيطة ويصفها البعض بانها سطحية؟ حاول الإجابة عن هذا السؤال العديد من المثقفين منهم المانوني والجابري وجرمان عياش. هذا الاخير يقول بان الاصلاح فشل لانه لم يكن مسنودا من الشعب الذي لم يكن موحدا ولا مؤطرا.

الحقيقة ان ثلثي القبائل المغربية كانت متمردة وخارجة عن سيطرة السلطة المركزية في اواخر عهد الحسن الاول. ورفض الاعيان وفقهاء البلاط تلك الاصلاحات على بساطتها.
ورفض الملك عبد الحفيظ العلوي مشروع الدستور الذي قدمته جماعة لسان المغرب سنة 1908 ووقع على اتفاقية الذل والعار والخيانة، اتفاقية الحماية في 30 مارس 1912 التي شرعنت استعمار فرنسا لبلادنا ولهذا سماه المغاربة بسلطان النصارى.

الاستعمار هو الذي تمكن من سحق القبائل المتمردة واخضاعها وتحطيم بناها التضامنية العريقة.

وحده عبد الكريم الخطابي، هذا القائد العبقري، تمكن من اعادة توحيد قبائل الريف وهزم المستعمر الاسباني وتأسيس جمهورية الريف.

أما الحركة الوطنية فبدل تعميق المسلسل التحرري الكفاحي للشعب المغربي واستثمار موازين القوى التي كانت في صالحها، فقد سلكت مسلك المساومة وفوتت للاسف فرصة تاريخية للتغيير بقبولها باتفاقيتي اكس ليبان ولسيل سان كلو المذلة.

مرة اخرى كان عبد الكريم الخطابي حازما واثبتت الايام والسنين صحة موقفه. وقد أصدر بيانا نقتبس منه ما يلي:
“وقد اقتدت جماعة الرباط بجماعة تونس المستسلمة فأبرزت اتفاقية إكس ليبان إلى حيز العمل والتنفيذ، وأخذت تناور وتدلس وتغري الشعب المغربي بالكلام المعسول. وهي سائرة في نفس طريق اتفاقية تونس وستطالب المناضلين بإلقاء السلاح، بعدما طلبت منهم الهدوء بحجة أن المفاوضة لا تكون إلا في الهدوء، والهدوء لا يكون إلا بإلقاء السلاح حين يتفرغ الأعداء للقضاء على الجزائر. فحذار من السقوط في الفخ المنصوب، وإننا على يقين من أن الشعب المغربي سوف يستمر في الكفاح والنضال إلى أن يخرج من بلاد المغرب بل من شمال إفريقيا كلها آخر جندي فرنسي يحمل السلاح من جماعة المستعمرين.”

أما المخزن فقد استغل الفترة لتوطيد دعائمه واعادة هيكلة الكتلة الطبقية السائدة واعادة بناء الدولة والجيش والامن وتفكيك جيش التحرير والمقاومة المسلحة وتحييد الامش وعرقلة حكومة عبد الله ابراهيم التي تمت اقالتها بطريقة تثير الشفقة.

حينها ادرك المهدي بنبركة الاخطاء القاتلة. وكتب في “الاختيار الثوري” يقول:
“ويظهر لي أننا في الماضي قد انزلقنا نحو ثلاثة أخطاء رئيسية سوف تكون قاتلة لا محالة، ان لم نتداركها في الظروف الراهنة.
الخطأ الأول: يرجع إلى سوء تقديرنا لأنصاف الحلول التي كنا مضطرين للأخذ بها.

الخطأ الثاني: يتعلق بالإطار المغلق الذي مرت فيه بعض معاركنا، بمعزل من مشاركة الجماهير الشعبية.

الخطأ الثالث: نشأ عن عدم الوضوح في مواقفنا الإيديولوجية وعن عدم تحديدنا لهوية حركتنا.”

ودخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية غمار انتخابات 1963 تحت شعار ” لا اصلاح لهذا النظام الا بزواله”. ولكن هل بالامكان القضاء على النظام بواسطة الانتخابات؟

هل رايتم في العالم ثورة حقيقية قامت بواسطة الانتخابات؟

ما يحدث في امريكا اللاتينية مثلا هو وصول اليسار التقدمي عبر الانتخابات لقيادة الحكومات وليس تغييرا جدريا للانظمة السياسية والاقتصادية- الاجتماعية القائمة. وخلال وجوده في السلطة يقوم باصلاحات طفيفة على العموم من قبيل توزيع الريع والاعتناء نسبيا بالمرفق العمومي وبعض التاميمات متفاوتة من تجربة الى اخرى. ولكن سرعان ما تنقلب عليه اجزاء من قاعدته الانتخابية من القوى الوسطى بل وحتى بعض الفئات الكادحة ويخسر الانتخابات الموالية ليصعد اليمين وهكذا. اما حركة سيريزا في اليونان فقد استسلمت كليا للترويكا (البنك الدولي، البنك المركزي الاوروبي، الاتحاد الاوروبي) بتنفيذ املاءاتها فخسرت هذه الحركة نفسها.

في الحقيقة كان النقد الذاتي للشهيد المهدي بنبركة مجرد صيحة في واد، أو مجرد قوس أغلق بسرعة. وها هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ينخرط في المسلسل الديمقراطي في السبعينات، بعدما تم تصفية الاتجاه الثوري، ويطرح تحقيق الديمقراطية بواسطة الديمقراطية اي عبر الانتخابات التي تحولت من مجرد واجهة من واجهات الصراع الى الواجهة الاساسية ان لم تكن الوحيدة. وعانى الاتجاه الجدري داخله معاناة مريرة مع التوجه المتنفذ بقيادة عبد الرحيم بوعبيد.

وفي بداية التسعينات كان النظام في مازق حقيقي، وقد انفضح امر المعتقلات السرية الرهيبة وعلى راسها تازمامارت وخففت الامبريالية من دعمها للانظمة الديكتاتورية ومنها النظام المغربي بقيادة الحسن الثاني بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ولكن القوى الديمقراطية مرة أخرى اهدرت فرصة تاريخية. فبدل استثمار النهوض الجماهيري العارم وتعبئة الشعب المتعطش للتغيير وقيادته نحو الخلاص من المخزن وتشييد الديمقراطية راحت من جديد تساوم وتمارس سياسة الدهاليز في غياب الجماهير وترسل المذكرات والاشارات السياسية، تلك السياسة التي حذر منها بنبركة.

وفي نهاية التسعينات سقطت اطروحة الاصلاح من الداخل سقوطا مدويا وفقد هذا الحزب (الا.ش.ق.ش) ذراعه الشبيبي والنقابي ومن من حوله من المثقفين وانقسم وانشطر وما تبقى تحت هذا المسمى تمخزن بشكل لا رجعة فيه. وسلك حزب التقدم والاشتراكية الطريق نفسه ولقي نفس المصير.

خوفي كبير على مستقبل اليسار الديمقراطي، فهل يتعض؟



#معاد_الجحري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات 7 أكتوبر 2016 البرلمانية
- أزمة المخزن، أزمة البديل اليساري الديمقراطي
- في تطور أزمة النظام المخزني
- حركة اجتماعية قوية تهز الهند تؤطرها النقابات المناضلة وجبهة ...
- هل تسرع جائحة كورونا انفجار الاتحاد الأوروبي؟
- السياسة المغربية في القارة الإفريقية
- التكتيك النقابي السديد بقطاع التعليم في الفترة الراهنة
- حزب طبقي عمالي، لماذا؟
- نحو أممية ماركسية جديدة
- في الذكرى 150 لتأسيس الأممية الأولى
- وجهة نظر حول ما يجري في العالم العربي من موجات ثورية
- البرنامج العام للنهج الديمقراطي وحركة 20 فبراير (1)


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - معاد الجحري - المخزن غير قابل للاصلاح