سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 22:56
المحور:
الادب والفن
نمضي،
لكي نمضي...
و مَنهلُنا
تلك الثِّمادُ،
سعدي يوسف
هي حَائِر الصَّدَى في حَائِر الصُّمّ
تَطَرَّبَتْ عَنْاكِبُ الرَّوْزَنَة والحَائِط
هي حَيْرَة المَوج في خَلِيجٍ رَدَمَهُ الزَّبَدُ
تَحمَّلَتها سُفُن الصَيَّادِين المُكْتَظَّة، عند رَصيف السَّمَك القَدِيم
حيث رَسَتِ النوارس التَائِهَة وقد زَنِجَتْ
هي عُيون زَِنْجية على جُرْفِ مرآة ثَلْجِيَّة
طَرَّدَتها قِطَطُ لَيْل قُطْبِيّ
أنا الأُهزوجة المُنْفَرِدَة التي تَشُدُّها للجَوْقَةِ ووحدي مُوسِيقَارها الأَثِير
أنا الْوَجَع الأَخْضَر تَهَاطَلَني الْمَطَرُ الشاقولِيُّ دُونَ أَصَائِص نَافِذَتها الصَّدْيانة
أنا من صَمَّ قُمْقُم باندورا* الْحَنَّيْن في دِيْوان المُشْتَاق
و
أنا وهي لسنا من الروبوتات ولا من سُلالَة السايبورغ
أنا وهي دُوَّامة بَريم حَمام الحَضْرَةالْمَسْكُونَة ونسائِم جَذْب ذُرَى التوباذ
ربتما كنا من مَحْفُوظات فُلْك النياندرتال
لا أحد يَسمعنا سوى شِعَاب الطَّلَل
لا أحد يَفهمنا سوى بُطون المَتْن
أَرْفُفُ الظِّلَالُ اِنْحَدَرْت من أقاصيها الفحم إلى منتأى مآلاتها السراب
زُرَافَات زُرَافَات
تصطف في باب المقبرة المندرسة
تضيء أهلة الظهر لتَهْتَزّ انتشاءا هنيهات قبل الدفن
مع أن الخَرَابَة حَرَّة
جُدَد ممتدة ووقت مخرم
زَرِفتْ جُرْاحاتنا... بَلَّلَنا الغَدَقُ
... اِبْتَلِينَا بالسَربيل
حَزَّبَنا أقدارنا إذ حَزَبَنا الحزن
نتأبطهما حَسَكًا نَشَّبَ في أَجلاد الروح
و.
" نمضي،
لكي نمضي...
و مَنهلُنا
تلك الثِّمادُ،
و رَحْلُنا النّمِرُ...
نحيا حياةً لا يليقُ بنا
إلا الكريمانِ فيها:
الطُّهرُ، و الخطَرُ!"**
و.
نمضي لكي نمضي ومرجعنا الرماد
نمضي لكي نمضي ...
نحتقب الأَمْدَاء والآماد
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟