أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - الحزب الشيوعي وجبهة المعارضة للحكم العسكري الأول















المزيد.....

الحزب الشيوعي وجبهة المعارضة للحكم العسكري الأول


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 19:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
منذ تأسيسه دخل الحزب الشيوعي السوداني في تحالفات تكتيكية واسعة وتحالفات استراتيجية ثابتة :
التحالفات التكتيكية لتحقيق أهداف مشتركة، والتي تنفض بعد تحقيق أهدافها، وقد ينشأ تحالف آخر يعبر عن أهداف جديدة مثل: الجبهة الوطنية ضد الاستعمار عام 1947 ، جبهة الكفاح ضد الجمعية التشريعية عام 1948م، الجبهة المتحدة من اجل استقلال السودان عام 1952م، وجبهة احزاب المعارضة ضد ديكتاتورية نظام عبود، وجبهة الهيئات التي قادت الاضراب السياسي في اكتوبر 1964م، وجبهة الدفاع عن الديمقراطية عام 1965م (بعد مؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان) ، والتجمع الوطني لانقاذ الوطن الذي قاد انتفاضة مارس- ابريل 1985م، والتجمع الوطني الديمقراطي ضد نظام الانقاذ، وتحالف قوي الاجماع الوطني، وتحالف قوي الحرية والتغيير ، قبل ان ينسحب الحزب من "قوي الاجماع الوطني" و"الحرية والتغيير" في نوفمبر 2020 ، علما بأن الانسحاب لم يكن الأول في تاريخه ، فقد انسحب الحزب الشيوعي من جبهة احزاب المعارضة في الحكم العسكري الأول بحيثيات ، كما سنوضح في هذا المقال،علما بأن الانسحاب لا يعني الانعزال عن الجماهير ، فالانعزال في جوهره يعني الابتعاد عن الموقف الصحيح المرتبط بآمال وتطلعات الجماهير في الحرية والعدالة والسلام..
التحالفات اعلاه كانت ضد انظمة استعمارية وديكتاتورية كانت تطالب بالاستقلال واستعاد الديمقراطية التي صادرتها الأنظمة الديكتاتورية العسكرية والمدنية وحل مشكلة الجنوب.
هذا اضافة للتحالفات الأفقية الواسعة من أجل تحقيق أهداف فئوية محددة مثل: تحالف مزارعي الجزيرة ضد خصخصة المشروع، وتحالف النقابيين من أجل ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية ، وتحالف المعسكرات السياسية الطلابية من اجل استعادة ديمقراطية الاتحادات والحريات السياسية والفكرية والاكاديمية في الجامعات ، وتحسين اوضاع الطلاب في السكن والمعيشية وتوفير مقومات التعليم، والتحالف من أجل الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وحرية النشر والتعبير ، والدفاع عن السيادة الوطنية والسلم العالمي، والتحالف الديمقراطي للمحامين من اجل الحقوق الديمقراطية وسيادة حكم القانون، وتحالف ابناء كجبار والشمالية ضد السدود التي تدمر تراثها الثقافي، ومنبر ابناء دارفور والمعسكرات من اجل الحل الشامل والعادل للقضية، وتحالف المفصولين سياسيا وتعسفيا من اجل ارجاعهم للعمل وتسوية حقوقهم، والتجمع النسوي من أجل حقوق المرأة ، وتحالف الاجسام المطلبية.الخ.
أما التحالفات الاستراتيجية فترتبط بانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية وسط طبقات وفئات محددة، وهي تحالفات ثابتة في مجالات السكن والعمل والدراسة ، وواسعة ومرنة ومتنوعة في أشكال عملها السياسي والاجتماعي والثقافي، لا تأخذ الشكل الهرمي العمودي كالحزب السياسي، وتمتد علي طول المرحلة الوطنية الديمقراطية، وتعبر عن تفاصيل اهداف الفئات والطبقات المحددة المنضوية تحت لواء الجبهة الوطنية الديمقراطية، وتحقيق أهداف وتطلعات الشباب والمرأة مثل:
‌ الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب التي تعبر عن تحالف الشيوعيين والديمقراطيين وسط الطلاب ، الجبهة النقابية وسط العمال التي تعبر عن تحالف العمال الشيوعيين والديمقراطيين ، والتنظيم الديمقراطي وسط المزارعين الذي يعبر عن التحالف الشيوعي الديمقراطي وسط المزارعين ، ورابطة الأطباء الاشتراكيين ،ورابطة المعلمين الاشتراكيين ، واتحاد الشباب السوداني، والاتحاد النسائي السوداني، وتحالف ابناء المناطق المهمشة أو الأقل تخلفا من أجل تطوير مناطقهم والتنمية المتوازنة.الخ.
وخلاصة القول أنها تحالفات ثابتة بين الديمقراطيين والشيوعيين وسط فئات وطبقات محددة تنتقل من العام الي الخاص في البرنامج الوطني الديمقراطي.
2
جبهة المعارضة للحكم العسكري الأول
بعد الانقلاب العسكري في 17 نوفمبر 1958 الذي صادر الحريات وحل البرلمان والأحزاب والنقابات والاتحادات، وصادر الحقوق والحريات الديمقراطية ، وقبول المعونة الأمريكية التي تفرط في سيادة البلاد ، والتفريط في جزء عزيز من الوطن باغراق مدينة حلفا وآثارها التاريخية. الخ، تكونت جبهة المعارضة بعد مذكرة أحزاب المعارضة في 29 نوفمبر 1960 التي طالبت بانهاء الحكم العسكري ، والغاء حالة الطوارئ، وعودة الديمقراطية والحياة النيابية. الخ، والمذكرة الثانية التي كانت في مطلع عام 1961 للمجلس الأعلي للقوات المسلحة التي احتجت فيها علي تجاهل ومسلك الحكومة تجاه المذكرة الأولي، واشترك الحزب في جبهة أحزاب المعارضة حتى نهاية عام 1962 ، ثم انسحب منها.
كان ذلك بعد تصاعد الحركة الجماهيرية ضد الديكتاتورية بعد اضراب عمال السكة الحديد الذي بعث الحركة في صفوف أحزاب المعارضة ، وجاء الاستنكار الواسع لحادث تعذيب المناضل حسنين حسن علي يد الزين حسن الطيب وبطانته ليزيد شدة المعارضة ، مما أدي لاعتقال زعماء المعارضة في 12 / 7 / 1961 وهم : (اسماعيل الأزهري ، عبد الخالق محجوب، احمد سليمان ، مبارك زروق، محمد أحمد محجوب، عبد الله خليل ، أمين التوم ، عبد الله عبد الرحمن نقد الله، المرحوم عبد الله ميرغني، عبد الرحمن شاخور. الخ) ، وصدر بيان من الحزب الشيوعي طالب باطلاق سراح زعماء المعارضة بتاريخ 16 / 7 / 1961، وجاءت مجزرة المولد يوم 21 / 8 / 1961 التي راح ضحيتها 12 من الانصار وهم يؤدون شعائرهم الدينية التي وجدت استنكارا واسعا ، واصدر الحزب الشيوعي بيانا استنكر فيه المجزرة بتاريخ: 22 / 8 / 1961.، كما ارسلت جبهة المعارضة مذكرة الي ضباط البوليس في 24 / 8 / 1961 ، وأدي هذه الحراك الجماهيري الواسع الي تراجع الحكومة بعد اضراب زعماء المعارضة في المعتقل ، وتم اطلاق سراحهم.( للمزيد من التفاصيل : راجع ثورة شعب ، اصدار الحزب الشيوعي 1965 ).
3
تراجع جبهة المعارضة :
لكن بدلا من مواصلة تصعيد العمل الجماهيري لمحاصرة الديكتاتورية وتحقيق المزيد من الانتصارات حتى اسقاطها ، تراجعت جبهة المعارضة ، ولم ترتق الي مستوى ذلك الموقف مع الاسف كما في الوقائع الآتية : .
- وافقت جبهة الاحزاب على قرار الحكومة القاضي بالغاء الاحتفال بعيد الاستقلال الذي قررت الأحزاب أقامته في أول يناير في عام 1962 بجامع الخليفة .
- افقت الاحزاب على قرار الحكومة بالغاء الاحتفال الذي قررت أقامته بمناسبة الافراج عن زعماء المعارضة وبعد أن وزعت رقاع الدعوة على الجماهير .
- رفضت الاحزاب الدعوة التي تقدم بها الحزب الشيوعي السوداني مرتين لتبني شعار الاضراب السياسي العام بوصفه طريق الخلاص من الحكم العسكري ، ومرالنصف الاول من عام 1962 وجبهة الاحزاب لا تحرك ساكنا رغم كل المحاولات التي بذلها الشيوعيون لكي تتجاوب الجبهة مع الاحداث .
وفي هذه الاثناء كانت الحركة الثورية الديمقراطية بقيادة الشيوعيين وتحت تأثير نضالهم تزداد عمقا وأتساعا يوما بعد يوم ، واستمرت تحركات العمال والطلاب والمزارعين وبدأ شعار الاضراب السياسي العام الذي وضعه الحزب الشيوعي في صيف عام 1961 يجد فهما وتقبلا من الاوساط الشعبية المتقدمة .
وفي هذه الظروف ناقش المكتب السياسي للحزب في أوآخر عام 1962 موقف الحزب الشيوعي من تجمع المعارضة المعروف بجبهة الاحزاب وقرر المكتب السياسي بالاجماع الانسحاب من ذلك التجمع وذلك للاسباب الآتية : ـ
1 - لقد أيد حزبنا منذ البداية تجمع أحزاب المعارضة وهو لايزال في أطواره الاولى ، ولأن ذلك التجمع كان من الممكن أن يؤدي ـ وقد أدى بالفعل ـ إلى توسيع وتعميق جو المعارضة العام للنظام العسكري الرجعي ، وكان أشتراك الحزب الشيوعي فيه عنصرا أيجابيا وزاد ذلك التجمع قوة .
2 - ولكن وبمرور الزمن وبتزايد حركة الجماهير الثورية من عمال وزراع وطلاب ومثقفين ، أثبت تجمع أحزاب المعارضة عجزه عن مسايرة حركة الجماهير الصاعدة والبعيدة والعميقة ، والتي تتسع تحت القيادة المباشرة للحزب الشيوعي أو بتأثيره .
- بالموقف السلبي الذي وصل إليه تجمع المعارضة خلال عام 1962 أصبح ذلك التجمع ذا آثر سلبي على الحركة الجماهيرية لأن أقساما من الجماهير ترى فيه طريق الخلاص دون مبرر.
الاضراب العام هو طريق الخلاص وقوات الاضراب هي العمال والمزارعون والطلاب والمثقفون ولذلك أصبح لزاما على الحزب توفير كل وقته وجهده للعمل وسط هذه القوى حتى تصل الحركة الشعبية إلى مرحلة التنفيذ الشامل للاضراب.
- تجمع المعارضة أصبح مصدر خلط فكري شديد فيما يتعلق بالجبهة الوطنية الديمقراطية، أن كثير من الناس كانوا يعتقدون أن تجمع أحزاب المعارضة هو الجبهة الوطنية الديمقراطية التي يدعو لها الحزب ، ولذلك لابد أن يوضح الحزب على أوسع نطاق الفرق بين تجمع أحزاب المعارضة والجبهة الوطنية الديمقراطية التي هي جيش متحد ومن القوى الثورية العمال والمزارعون والطلاب والمثقفون الثوريون.
كانت هذه هي النقاط التي أعتمد عليها المكتب السياسي للحزب في قراره الخاص بالانسحاب من أحزاب المعارضة وقد وافقت للجنة المركزية في دورتها المنعقدة في يناير سنة 1963 بالاجماع على قرار المكتب السياسي الخاص بالانسحاب ( للمزيد من التفاصيل : راجع ثورة شعب ، مرجع سابق).
علي أن انسحاب الحزب الشيوعي من جبهة أحزاب المعارضة لم يكن سلبيا أوانعزالا عن الجماهير ، بل واصل الحزب التحامه بالجماهير مدافعا عن مطالبها اليومية، اضافة لنضاله وسط جماهير العمال والمزارعين والطلاب والمثقفين ووسط جماهير النوبيين ضد تهجيرهم من وطنهم باغراق حلفا، والموظفين والمهنيين والمرأة السودانية. الخ رافعا شعار اسقاط النظام عن طريق الاضراب السياسي العام والعصيان المدني ، حتى كانت لحظة الانفجار ونضوج الأزمة الثورية واندلاع ثورة أكتوبر 1964، وشارك الحزب الشيوعي في تحالف جبهة الهيئات التي قادت الاضراب السياسي العام حتى الاطاحة بالديكتاتورية العسكرية. .



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تبلور مفهوم المرحلة الوطنية الديمقراطية بعد الاستقلال؟
- عامان علي الوثيقة الدستورية : حصاد الهشيم
- لماذا كان معاوية نور خطرا علي الاستعمار؟
- الحزب الشيوعي السوداني: جذور النِشأة والتكوين والتطور
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(6) والأخيرة
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(5)
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(4)
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(3)
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(2)
- الذكري (75) لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني(1)
- أسحار الجمال في استمرارية الثقافة السودانية
- كتاب سد النهضة
- مصالحة الإسلامويين لا ستكمال تصفية الثورة
- الهجوم علي الحزب الشيوعي مقدمة لمصادرة الديمقراطية (7) والأخ ...
- الهجوم علي الحزب الشيوعي مقدمة لمصادرة الديمقراطية (6)
- الذكري الخمسون لانقلاب 19 يوليو 1971.
- فشل مفاوضات سد النهضة: كيف ولماذا؟
- الهجوم علي الحزب الشيوعي مقدمة لمصادرة الديمقراطية (5)
- الهجوم علي الحزب الشيوعي مقدمة لمصادرة الديمقراطية (4)
- الهجوم علي الحزب الشيوعي مقدمة لمصادرة الديمقراطية (3)


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - الحزب الشيوعي وجبهة المعارضة للحكم العسكري الأول