أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل عبد الزهرة شبيب - الماركسية ليست عقيدة جامدة














المزيد.....

الماركسية ليست عقيدة جامدة


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 10:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم تمت أفكار كارل ماركس ونظريته بشأن نقد الرأسمالية وآن الأوان لاستعادتها مرة اخرى , فالماركسية وكما قال لينين ليست انعزالية وليست عقيدة جامدة , بل هي فكر حي ومبدع حيث أعطت الردود على المسائل التي طرحها فكر البشرية التقدمي. وعلى مر التاريخ استطاعت الماركسية ان تحيا وتتطور وترتقي, فعلى الصعيد الفلسفي صاغت الماركسية الديالكتيك المادي الذي شكل ثورة حقيقية في المعرفة واسس منهجا علميا لا غنى عنه . كما استطاعت ان تكشف عن الجوهر الاستغلالي البشع للرأسمالية وأن تنتقد شرورها وتعلل حتمية زوالها . وعلى صعيد الفكر السياسي اسست لنظرية علمية عن الاشتراكية كبديل عن المجتمع الرأسمالي الاستغلالي , وهكذا فالماركسية شكلت منظومة فكرية متكاملة ومترابطة عضويا لحصيلة واسعة من النظريات والمفاهيم المنسجمة وفق منهج علمي محكم يستند الى الواقع الملموس الى جانب استشراف المستقبل. واصبحت الماركسية مرشدا للعمل وليست عقيدة جامدة .
وكان ماركس محقا في تحليلاته المتعلقة بطبيعة النظام الرأسمالي وتنبه مبكرا الى أن الرأسمالية نظام يتطور بطريقة غير مستقرة اثناء الازمات وهي تحفر قبرها بيدها .
اليوم يلجأ بعض الرأسماليين الى طلب افكار ماركس العلاجية لتجاوز ازمة الرأسمالية التي اصابت النظام الرأسمالي في كل مكان وتخليصهم من المأزق الذي وقعوا فيه بسبب الاسواق المالية المنفلتة . واحتفاء بالمدينة التي انجبت واحدا من اكبر العقول وابلغها اثرا في العالم , فقد اهدت الحكومة الصينية تمثالا لماركس يبلغ ارتفاعه اكثر من ستة امتار.
وفي العراق اليوم نحن أحوج ما نكون الى نظريات ماركس وافكاره العلاجية لتخليصنا من الاقتصاد المتخلف , الريعي الوحيد الجانب , المهمش للقطاعات الانتاجية غير النفطية , وتخلصنا من التضخم ومن البطالة المرتفعة ومن الفقر ومن نقص الخدمات التعليمية والصحية والبلدية الى جانب ازمة السكن وانخفاض مستوى المعيشة وانتشار ظاهرة التسول وما يعانيه العراق من الديون الثقيلة التي ترهق ميزانيته وارتباط اقتصاده بعجلة الاقتصاد الرأسمالي وخضوعه لتقلبات السوق النفطية وتقلبات الدولار, الى جانب معاناته من آفة الفساد المنتشرة في معظم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية , ومعاناته من غياب الاستراتيجيات الاقتصادية وانخفاض سعر صرف عملته مقابل العملات الاخرى وزيادة وارداته على صادراته حيث يستورد كل شيء , ورغم امتلاكه الثروات الطبيعية المتنوعة مقارنة بالدول الاخرى الا ان اقتصاده ما زال متخلفا وتم تشخيصه عالميا من أكثر الدول فسادا , ومن الدول المنخفضة في مستوى التعليم ومن الدول الطاردة للاستثمار, وعاصمتها من اسوأ المدن في جودة المعيشة وحتى ان جواز السفر فيها يعتبر من اسوأ الجوازات في العالم , فهو الاسوأ في كل شيء. الا يتطلب كل ذلك العودة الى ماركس وتطبيق افكاره العلاجية لاقتصادنا الوطني؟ حيث بواسطتها يمكن للعراق ان يحقق المساواة بين المواطنين واعلاء روح المواطنة وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة , والقضاء على الفساد المستفحل والتخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب وبإمكانه العمل على تنويع مصادر دخله القومي ورفع المستوى المعيشي للسكان وفك الارتباط بالاقتصاد الرأسمالي وحل ازمة السكن واعتماد استراتيجيات اقتصادية تمكنه من تحقيق التقدم الاقتصادي – الاجتماعي , فما زلنا بحاجة الى ماركس .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العوامل التي ساعدت سنغافورة على التقدم الكبير؟
- ما الآثار التي يخلفها غسيل الأموال على الاقتصاد العراقي والن ...
- هل من المحتمل ان يتعرض الاقتصاد العراقي الى الافلاس؟
- بمَ تتميز سياسة العراق الاقتصادية ؟
- أزمة السياسة النفطية في العراق
- التصحر وأسبابه وكيف نواجهه
- من له الدور الاول والاخير في اغتيال الاقتصاد العراقي؟
- الاغراق السلعي في العراق اسبابه وآثاره على الاقتصاد العراقي
- لماذا يعد الاقتصاد العراقي من الاقتصادات المتخلفة رغم غناه ب ...
- هل حققت خطط التنمية في العراق اهدافها في تحقيق التقدم للعراق ...
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من القطاعين العام والخاص في العرا ...
- أسباب ارتفاع التضخم في العراق واهم انواعه
- هل ألحق الفساد في العراق الضرر الكبير ببناء دولة فعالة وقوية ...
- الموارد المائية في العراق في ضوء خطاب الحزب الشيوعي العراقي
- نتائج الاعتماد على السمة الاحادية للاقتصاد العراقي
- ابرز المشاكل والمعوقات التي تواجه الصناعة في العراق في رؤية ...
- رؤية الحزب الشيوعي السوداني للنهوض بواقع الاقتصاد السوداني ا ...
- التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان في ضوء خطاب الحزب الشيوعي ...
- الطائفية السياسية الى اين ؟
- ((لا يقي عفة الفتاة حجاب .......... بل يقيها تثقيفها والعلوم ...


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل عبد الزهرة شبيب - الماركسية ليست عقيدة جامدة