أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواطف عبد الرحمان - لماذا يغيب الأدب العربي عن جائزة نوبل ؟















المزيد.....

لماذا يغيب الأدب العربي عن جائزة نوبل ؟


عواطف عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


يغيب الأدب العربي رواية وشعرا كلّ سنة عن جوائز نوبل ولئن كان فوز الاديب المصري نجيب محفوظ بالجائزة في مثل هذا الشهر من عام 1988 استثناء يتيما فإن غياب الادب العربي شبيه بغياب الامة العربية في الفيزياء والكيمياء والطب والفلك وسائر المناشط العلمية بحثا واكتشافا واختراعا. طرحنا السؤال على بعض من أهم أدبائنا العرب من المشرق والمغرب، وطبعا من تونس عن أسباب هذا الغياب وعمّا اذا كان نتيجة عيب في الجائزة بسبب تسييسها أم أن "العَيْبُ" فينا ؟

"نعيب الزمان والعيب فينا، ما للزمان عيب سوانا". هل هو عيب الأدب العربي وضعفه وعدم قدرة أصحابه على ترجمته ونشره وترويجه، أم عيب الجائزة "المسيّسة" التي ينطلق مسندوها من وعي لازال قائما بالمركزية الأوروبية وتفوّق آداب وفنون "الرجل الأبيض" فيحتفوا بأدب الشعوب الأوروبية والأمريكية مع استثناءات نادرة لأدب مغاير ومختلف. سألنا بعضا من كتّابنا من ليبيا وسوريا والبحرين والعراق والأردن والإمارات وتونس فكانت الحجج خليطا من العَيْبَيْن.

ثقافة متأزمة و أمة مأزومة

يقول الكاتب والروائي التونسي شكري المبخوت الحائز على جائزة البوكر عام 2015 "لدينا، نحن العرب، شعور رهيب بالضيم وقلّة اعتراف الآخر بنا لذلك نتساءل بمناسبة إسناد جائزة نوبل للأدب السؤال نفسه: "لماذا يغيب الأدب العربيّ عن جائزة نوبل للأدب؟ والمفارقة أنّنا لا نسأل إلاّ عن نوبل الأدب دون غيرها." مضيفا "فلنبق إذن في الأدب فقط. سنجد الجواب او على الأقلّ وجهه الأساسيّ حين نجيب عن أسئلة بسيطة من قبيل كم ينتج العرب مجتمعين من كتاب في الشعر والرواية والقصّة والمسرح سنويّا؟ ما نسبة هذا الإنتاج من المنشور في العالم؟ ما نسبة الأعمال الجيّدة فيه وأقصد الأعمال التي تدلّ على مشروع فكريّ وجمالي متين يمثّل إضافة لهذه الفروع من الأدب؟ كم يترجم منها سنويّا؟ وهل هي قادرة على المنافسة في سوق اللغات التي تترجم إليها؟ وما أثرها في تطوّر الآداب الأخرى؟...".
وتابع المبخوت " أعتقد أنّنا في أمسّ الحاجة إلى التواضع والعمل المخلص لنكون خارج قوقعتنا الضيّقة الخانقة عسى أن نشارك البشريّة بجدّ في أسئلتها. وقد ظللنا فترة طويلة نتوهّم مثلا أنّنا امّة شاعرة لا مثيل لها فتبيّن أنّ للشعر مسالك وشعريّات غير التي نعرفها وصار أغلبنا يقلّد بعضها ويتعلّم منها. أمّا الرواية والقصّة والقصيرة والمسرح فهي فنون مستحدثة عندنا مهما توهّمنا أنّها حقّقت من التراكم ما يسمح لها بالإضافة إلى الأدب الكونيّ بأسئلته الإنسانيّة العميقة وفنّيّاته المتجدّدة على نحو مذهل" قائلا "ننسى دوما أنّ الثقافة العربيّة بعمقها التاريخيّ متأزّمة منذ قرن ولم تعد رائدة وتنافسها ثقافات قديمة أخرى عرفت كيف تصوغ حداثتها وتتجاوز عقد الهوّيّة المنغلقة مثل الثقافات الصينيّة والهنديّة واليابانيّة والروسيّة وثقافات الشعوب التركيّة (ليست تركيا اليوم فحسب) والأمريكيّة اللاّتينيّة إضافة طبعا إلى الثقافة الغربيّة بروافدها المتعدّدة. ننسى أيضا أنّ الإبداع ليس في الأدب فحسب وإنّما منظومة حضاريّة شاملة فيها العلوم والفنون والأنواع الأدبيّة المختلفة أيضا".
"يوم يصبح المرشّحون العرب لنوبل في العلوم كثيرين ستأتي جوائز الأدب وسنختصم في كبار كتابنا ومن أولى بها منهم ونخاصم الآخرين فلا انفصال بين أصناف جوائز نوبل ولا امتياز للأدب عن غيره من وجوه الإبداع.
وختم المبخوت قائلا "لذلك أعتقد أنّ السؤال الذي علينا أن نطرحه في ما بيننا نحن العرب ونجيب عنه بكلّ تواضع وبواقعيّة هو: هل لدينا ما نقدم للعالم فنؤثّر فيه ونعبّر به عن مشاركتنا في المصير الإنسانيّ؟ يومها يحقّ لنا ان نتهم نوبل بالمركزيّة الغربيّة أو ان نسأل عن نصيبنا من الاعتراف العالمي بأدبنا".
ومن جهته قال الكاتب البحريني د. حسن مدن " الأدب العربي ليس وحده من يغيب عن جائزة نوبل وانما يغيب عنها الأدب الصيني والأدب الهندي والأدب الفارسي. ويغيب عنها أيضاً الأدب في أفريقيا وفي أمريكا اللاتينية، وغيرها من آداب العالم الواقع خارج دائرة الغرب الأوروبي والأمريكي" قائلا "لا ينفي ذلك أن الجائزة ذهبت في حالات نادرة لأدباء يمثلون بعض الآداب التي ذكرت، ومن هذه الحالات النادرة نيل الاديب نجيب محفوظ الجائزة. لكن يبقى أن هوى الجائزة غربي بالدرجة الأولى، وهذا ما هو جدير بتسليط الضوء عليه، وطرح موضوع القسمة بين الشرق والغرب في الأدب، كما في مجالات أخرى".
وتابع مَدن "طالما أن السؤال يدور عن الأدب العربي، فعلينا الاعتراف بتقصيرنا كعرب في تقديم أدبنا وثقافتنا للآخر عامة، وليس لجائزة نوبل وحدها. نحن اليوم أمة مأزومة في أكثر من مجال، وهذه الحال تنعكس على كل شيء بما في ذلك على الثقافة، ورغم ذلك، فإننا ننتج أدباً وثقافة مميزين، لكن انتاجنا لا يصل إلى الآخر، بل أن خريطة التبادل الثقافي داخل العالم العربي نفسها تعاني من خلل، فما ينتج في الخليج العربي مثلاً من ادب، لا يصل للمغرب العربي وقد يكون العكس صحيح أيضا" معتبرا ان "مهمة القائمين على الشأن الثقافي تكمن في وضع خريطة طريق تعيد ترتيب الأولويات، لعلّ ذلك يمهد إلى خروجنا من الدائرة المعتمة في خريطة الأدب العالمي".

مقصوصو الأجنحة

يرى الشاعر التونسي يوسف رزوقة أن" الادب العربي غائب من تلقاء واقعه وسيظل كذلك ما لم تتحقق بالملموس -ولن تتحقق- سياسة ترجمية ذات مصداقية ملموسة تحلق بأدبنا العربي عاليا وبعيدا " مضيفا "القلم العربي ينزف في محليته الضيقة والقاتلة وبالكاد لا يذكر حيث ينبغي أن يذكر، أعني هنا حضوره بالكيف الكمي اللازم لدى الآخر وبشتى اللغات ولا أعني مظانه ومصادر إلهامه التي ينبع منها."، لافتا الى أن "لغة الضاد على عبقريتها وتطبيلنا لها لم تتخط بعد عتبة الحوش حيث الأنا العربية المتورمة تراوح فيها..".
وتابع رزوقة "قلة من أدبائنا خبروا اللعبة أو السر إلى حد ما، ترجمت أعمالهم أو بعضها أو حتى لم يترجموا أصلا توهموا أنهم على طريق النوبلة وهم عنها بمنأى على خلفية أن ما راكموا لم يقع ولن يقع بين أيدي اللجنة الدائمة للأكاديمية السويدية مانحة الجائزة.. فضلا عن كون الجائزة هي نفسها عاشت فسادا لافتا تم تشخيصه وتجاوزه بتركيبة تحكيمية جديدة.." مضيفا "الأدب العربي يراوح في قناعاته كونه أدبا عظيما على مشارف العالمية وهي مغالطة في الواقع .. فأدباؤنا جهيضو الأجنحة.. متواضعو الحضور حيث يجب أن يحضروا بندية تامة وبكثير من الإقناع.".
وأردف "تأسطر أدونيس أو تمت أسطرته ولن ينالها بسبب كونه ظاهرة تترجم أثر الآخر أكثر من كونها تبدع فيه عكس أمين معلوف وسليم بركات وآخرين قلائل قد نراهم ذات أكتوبر منوبلين .." قائلا "لا بد من مؤسسات ترجمية عملاقة لتذليل الحواجز والعبور إلى هناك.. وحتى يتحقق ذلك، ذات معجزة ربما، سنظل نلوك الوهم ولا حياة لمن تنادي"..
وتابع "أدباؤنا لا يكتبون بلغة الآخر وهذا أيضا من أسباب مكوثهم مغمورين على شهرتهم محليا... هم بذلك مقصوصو الأجنحة وذلك قدرهم ولن يرتادوا، من ثمة، وفضلا عن ندرة الترجمات، الآفاق البعيدة.." متسائلا "من يستحق الجائزة ؟ قلة وكثرة.. من هم؟ نوبل بما بين أيديها من مدوناتنا، إن وجدت، أدرى بذلك".
وختم "أدباؤنا ودون التقليل من احترامنا لهم، معاقون.. هم أدباء بالصدفة وليس لهم بشكل أو بآخر مشروع " المبدع الكبير" الذي بوسعه أن يمتلك أحقية الحضور في المحافل العالمية كي يبز نظراءه في ميدانهم واللجان المحكمة ويقول لهم وبصوت عال: أنا هنا. نقطة إلى السطر".

أمّا الكاتب الليبي محمد الأصفر فيرى أن الكتب التى تترجم للغات الأخرى تتم عبر مترجمين سيئين وأنه لا تتم ترجمة الكثير من الكتب الجيدة، قائلا "تمرّ الترجمة حاليا عبر العلاقات العامة والصفقات المشبوهة ، الآن في معرض فرانكفورت هناك نشاط خاص بالترجمة بعنوان أصوات عربية، ويتضمن ترجمة حوالي 30 عملا روائيا وكل الأعمال التي ستترجم من دولة عربية واحدة هي مصر، ينبغي تسمية النشاط أصوات مصرية فقط ، فالأدب العربي لا يمكن اختزاله في مصر رغم أهميتها التى لا ينكرها أحد ".
ولاحظ الاصفر ان الكاتب العربي لم يبلغ مرحلة قراءته بلغات أخرى بسبب نوعية الكتب التى تترجم ومعظمها كتب فازت بجوائز نتيجة محاباة أو "تربيطات" أو كتب ترجمها المؤلفون نتيجة علاقات شخصية متبادلة بين العرب والأجانب .".
وتابع "أعيش في المانيا منذ 5 سنوات وعاينت بنفسي عملية ترجمة كتب ما.. هناك مافيا ثقافية عربية مسيطرة وهي التى ترشح الكتب للترجمة أو تقصيها إلا نتيجة عوامل معينة لا تشرّف أي كاتب محترم ، والحل هو أن يكون في لجنة جوائز نوبل ركن عربي ، لا داعي لأن يفوز العربي بنوبل عبر كتبه المترجمة، يمكنه الفوز بها من خلال لغته الأم أو التركيز من قبل لجنة نوبل والناشرين الاوربيين والامريكان على نشر كتب عربية جيدة بها إبداع فعلا، وليس دعاية أو تلميع ، ينبغي ان تضم لجنة نوبل بين أعضائها نقادا من مختلف الجنسيات يملون كل لغات العالم وعدم الثقة في الترجمة لأنها غير متاحة للجميع "..

تأثيرات سياسية

يرى الكاتب العراقي زهير كريم أنه "في كل مرة، تعلن جائزة نوبل عن اختيارها، تشتعل المنصات الاعلامية، بآراء متناقضة حول الاستحقاقات"، وأنه "دائما هناك من يرى ان مرشحه للجائزة هو الافضل" قائلا "في النهاية لجنة نوبل هي من تقرر، واعتقد ان آليات وشروط منح الجوائز بشكل عام مرتبطة برؤية اللجنة، هم اساتذة ومختصون، لكننا لا نستبعد تماما التأثيرات السياسية في قرار الاستحقاق".
وأضاف كريم "في ما يتعلق بالأدب العربي، اعتقد وبشكل بسيط، ان الترجمة الى اللغات الاخرى، هي السبب في ألا يكون لهذا المنجز حضور مثير للاهتمام، بالطبع هناك ادب عربي يستحق جائزة مثل هذه، لكنها الترجمة" متابعا "مثلما نتفاجأ نحن العرب بفوز كاتب لم يُترجم الى العربية، او تُرجم له كتاب واحد، بينما الحقيقة أن القارئ الناطق بالاسبانية او الفرنسية او الانقليزية مثلا، قرأ له كتب كثيرة لم نسمع بها نحن".
من جهته قال الشاعر السوري فواز القادري "بداية، نخطئ كثيراً ونحن ننتظر نتائج جائزة نوبل، مهما كانت هذه الجائزة مهمّة، رغم أننا نعرف، أن مجرّد الانتظار بهذه اللوعة والترقّب، يدلّ على فقرنا الشديد وضعفنا، ونحن نعرف أننا في حالة غير سويّة، وكأننا ننتظر المستحيل" لافتا إلى انه لا فائدة من استعراض الآلية التي يتم بها ترشيح الأدباء إلى الجائزة.
وتابع القادري "هذه الآلية التي تقودها وتشرف عليها هيئة، لا نطلق عليها هيئة مكونة من الملائكة، وبالمقابل هي ليست متهافتة إلى درجة الابتذال، ليست منزّهة وكاملة التنزيه، هي مثلها مثل الكثير من السياسات الدوليّة غير المعصومة، ولكن في المقابل، لا يجب أن ننظر بعين واحدة، ونتصوّر أننا من دون البشر، مستهدفون من قوى شبحيّة، تعرقل تطوّرنا وتحرمنا من جوائز نحن جديرون بها.. هذا لا يعني إذا تلمّسنا ما يشير إلى أمر كهذا أن نغلق أعيننا ونسكت!" مضيفا "الأفضل أن نعود إلى أسباب واقعنا الثقافي المتردّي، وللآليات التي يتمّ بها رفع أسماء إلى مراتب لا يستحقّونها، في الوقت الذي يتمّ طمس قدرات موهوبة يمكن أن تمثُل تطلعات حقيقية وجديرة بتمثيل أدبنا المكتوب باللغة العربية".

تقاعس الترجمة

أما الشاعر الاماراتي طلال سالم (الشارقة) فقد اعتبر ان الادب العربي لا يغيب عن جوائز نوبل فحسب وانما عن الجوائز العالمية بشكل كبير قائلا "المبدع العربي يغيب عن تمثيل نفسه تمثيلا جميلا وذلك بسبب الارث العربي الممتلئ بالأنا.. المبدع العربي ما زال مرتبطا بذاتيه وبالمجتمع وبالافكار المؤدلجة عبر الزمن وذلك لا يسري على الابداع العربي الذي لم يصل الى الان الى الانسانية العالمية التي تناشدها الجوائز في مجالات شتى وخصوصا في مجال الترجمة"
وأضاف سالم "لم يترجم الابداع العربي ترجمة كبيرة اذ يغيب المترجم الذي يوصل صوت المبدع العربي ويغيب المبدع العربي مع نفسه لانه لم يحقق حتى الان ذلك الانتشار الحقيقي في الابداع العالمي وبالتالي نحتاج قضايا انسانية خارج نطاق الادلجة ليصل صوت المبدع العربي الى العالم وهنا نحتاج نهضة فكرية ادبية تصاحبها نشر الكتب بالطريقة الصحيحة العالمية..." متابعا "لا يوجد نشر وترجمة على مستوى عالمي يصلان بالمبدع الى ما هو ابعد من آفاقه ".
وأردف "انا اؤمن بأن الابداع حالة فردية وبأن المبدع يتحمل كامل مسؤولية في ايصال صوته ثم نحن نحتاج نهضة جماهيرية فكرية للوصول بالفكر العربي الى الانسانية العالمية ومناقشة قضايا كبيرة.. ثانيا ليس للمبدع العربي مشروع وهنا تأتي اهمية المشروع الابداعي للكاتب ...".

الكاتب والشاعر العراقي أمين سعدي قال إنه منذ حصول الأديب المصري نجيب محفوظ على جائزة نوبل عام 1988 وحتى اليوم لم يحصل الأدب العربي على تلك الجائزة رغم وجود أسماء كثيرة مثل الشعراء أدونيس ومظفر النواب ومحمود درويش وروائيين مثل عبد الرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا وواسيني الأعرج وآخرون، مذكرا بقول الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز عن جائزة نوبل في احدى مقالاته " إن الجائزة أخطأت أحيانا أصحابها وأحيانا ذهبت إلى من لا يستحق".
وأرجع سعدي اسباب غياب الادب العربي عن الجائزة إلى سببين، الأول هو غياب الشفافية والمساواة وحضور التمييز والتسييس لدى الأكاديمية السويدية مذكّرا بفضائح كثيرة في هذا المجال، والثاني يتعلق بتقاعس الترجمة عن تعريف الغرب بالأدب العربي من ناحية ان الاكاديمية تتعامل بخمس لغات ليس من ضمنها العربية، وكذلك عدم تعاون الجهات المعنية والحكومات العربية مع الكاتب أو الاهتمام بانتاجه الأدبي، كون تلك الحكومات تأخذ ما يناسب سياساتها وتهمل البقية.

الشاعر الاردني هشام البستاني يرى بدوره ان المشهد الأدبي العربي تحكمه عوامل عدّة تجعله غير ظاهر على الإطلاق على مستوى العالم، مضيفا "لذلك تغيب مبادرات الترجمة الجادة والواسعة من العربيّة إلى اللغات الأخرى، كما تتسلّط الحكومات على الثقافة والأدب لدواعي ترسيخ هويّاتها "الوطنيّة" والولاء للحكّام من جهة، او باعتبارها زينةً وتزويقًا لوحشيّتها وقمعها من جهة ثانية.". لافتا الى أن السّلطة في العالم العربيّ تعمل في كلّ الأحوال، على استخدام الأدب والثقافة كأدوات إلحاقيّة للمثقّفين، وتحويلهم إلى متسوّلين على أبوابها، يتسوّلون دعم النشر والاعتراف والجوائز والشهرة... الخ. هكذا،..".
وتابع البستاني "يزخر المشهد الادبي العربيّ عمومًا (وهو تحت سيطرة السلطة) بالرداءة أو بالعاديّة، ويهمّش الإبداع الجاد والنقديّ والفنيّ والتجريبيّ، ويصدّر للخارج (عبر هذه الآليات التي تتحكّم بها السّلطة، ومن خلال ترجمة أعمال الحائزين على الجوائز التي تقدّمها السّلطة، خصوصًا في الخليج) أدب يسيء تمثيل المشهد الأدبيّ العربيّ فنيًّا وإبداعيًّا، مضيفا "من الطبيعي والحال هذه، أن يغيب الأدب العربي لا عن جوائز نوبل فقط، بل عن المشهد الإبداعي العالمي عمومًا. طبعًا لا بدّ من الاستدراك بأن جائزة نوبل هي جائزة "أوروبيّة" عمومًا، وتلتفت نادرًا إلى من هم خارج المدار الأوروبيّ-الأميركيّ".

⁠---



#عواطف_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عميد القصة القصيرة د.محمود بلعيد : لو ترجمت رواياتي الى لغات ...
- الطفرة الروائية في تونس ظاهرة صحيّة أم تقليعة عابرة؟
- حوار مع المفكر التونسي محمد محجوب ..حاورته: عواطف البلدي
- -1964- سنة تأسيس المهرجانات الدولية بتونس
- حوار مع المفكر التونسي محمد محجوب : معهد تونس للفلسفة شبيه ب ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواطف عبد الرحمان - لماذا يغيب الأدب العربي عن جائزة نوبل ؟