أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قراءة في خطاب بايدن الى ألأمة














المزيد.....

قراءة في خطاب بايدن الى ألأمة


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 01:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في خطاب بايدن الى الامة
د. جاسم الصفار
21-08-2021
قدم الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في خطابه للشعب الأمريكي تقييمه للأحداث الاخيرة في أفغانستان، فاجأ فيه الكثير من المعارضين والمؤيدين له. الرسالة الرئيسية التي بُني حولها خطاب بايدن بالكامل هي: "مهمتنا في أفغانستان لم تتضمن أبدًا بناء دولة. ولم تكن أبدًا تتعلق بإنشاء ديمقراطية مركزية. مصلحتنا الوطنية الحيوية الوحيدة في أفغانستان هي منع هجوم إرهابي على وطننا أمريكا ... بصفتي رئيسًا، أعتقد اعتقادًا راسخًا أنه يجب علينا التركيز على التهديدات التي نواجهها اليوم، في عام 2021، بدلاً من تهديدات الأمس ".
ووصف تهديدات الأمس بـ "القاعدة"، التي يقال إنها "ضعفت بشكل خطير" بعد فقدها لزعيمها أسامة بن لادن الذي قتل على أيدي الأمريكيين (حسب الرواية الامريكية الرسمية). أما "تهديدات اليوم" فهي، وفقا لبايدن، الصين وروسيا، هاتان "الخصمان الاستراتيجيان الحقيقيان" للولايات المتحدة. وفقًا للخبراء، فإن كل من الهزيمة في أفغانستان، والتي ستؤثر على علاقات أمريكا بالعالم الخارجي، وكذلك التبرير الذاتي غير الناجح لبايدن، يزيدان من فرص التغيير المبكر للرئيس في الولايات المتحدة.
كان خطاب الرئيس للشعب خطوة اضطرارية، بعد أن أصبح من المستحيل التزام الصمت في الظروف التي لم تترك فيها شاشات التليفزيون، بما فيها القنوات المحسوبة على الديمقراطيين، لقطات حشود اللاجئين وهم يقتحمون الطائرات في مطار كابول بينما يسترخي مقاتلو طالبان في القصر الرئاسي. لكن إيجاد تفسير مناسب للهزيمة المذلة الثانية، بعد فيتنام، ليس بالمهمة السهلة أو السارة. ومع ذلك، حاول بايدن القيام بذلك.
ألقى بايدن باللوم في احتلال طالبان لكابول على حكومة أشرف غني الأفغانية. التي، كما قال، كان لديها ما يكفي من القوات والموارد المادية لصد هجوم طالبان، لكنها لم تستخدمها. المذنب الاخر، وفقا لبايدن، سلفه دونالد ترامب، الذي أبرم اتفاقا بشأن انسحاب القوات الامريكية مع طالبان. أشار بايدن إلى نقاط خلافية لا أهمية لها ميزت موقفه عن موقف سلفه منها، أن ترامب أراد في البداية سحب القوات بحلول 1 مايو 2021، بينما قام هو، أي بايدن، بتمديد هذه الفترة لمدة أربعة أشهر. واستدرك قائلا، أن البقاء في أفغانستان لفترة أطول لم يكن مفيدا إلا لروسيا والصين، اللتين تهتمان برؤية الموارد الأمريكية تضخ إلى ما لا نهاية في أفغانستان.
التأكيد على أن الولايات المتحدة لم تحاول بناء ديمقراطية في أفغانستان، جاء كذلك على لسان وزير الخارجية أنتون بلينكين في عدد من المقابلات الصحفية التي أجراها فترة اجتياح طالبان للمقاطعات الأفغانية ودخولها الى كابول، وهو ليس سوى تبرير مفتعل ومنفصل عن سياق تصريحات الرؤساء السابقين الذين عاصروا بداية الاحتلال. ففي الفترة 2001-2004، تحدث جورج دبليو بوش بوضوح عن نيته بناء أفغانستان ديمقراطية. صرح بذلك في مؤتمر بون عام 2001، وفي خطاب القاه بمناسبة يوم المحاربين القدامى عام 2003 قال الرئيس بوش "مهمتنا في العراق وأفغانستان واضحة لأفراد جيشنا وواضحة لأعدائنا... يكافح رجالنا ونسائنا للمساعدة في بناء الديمقراطية والسلام والعدالة في منطقة مضطربة وعنيفة." وفي صيف عام 2004، تحدث مرة أخرى عن نواياه لإضفاء الطابع الديمقراطي على الشرق الأوسط واسيا الوسطى مستشهدا بأفغانستان كمثال لوجهة تلك النوايا. بعد ذلك، في عام 2009، أشار باراك أوباما إلى أن أفغانستان ستصبح معقلا للديمقراطية.
على أنه يجب الإقرار بأن هناك قدر معين من الحقيقة في كلام بايدن. فبحلول عام 2013، تغيرت المشاعر في الولايات المتحدة وتغير معها الخطاب الرسمي، بعد أن تيقنت إدارة أوباما من أن مشروع دمقرطة أفغانستان لن يكون ناجحًا. كانت آخر محاولة لانعاش العملية الديمقراطية هي الوساطة الأمريكية في انتخابات 2014 الرئاسية في أفغانستان، حينما أعلن كل من أشرف غني وعبد الله عبد الله عن فوزهما في نفس الوقت.
كما أنه من الخطأ أيضًا القاء المسؤولية عن قرار سحب القوات على ترامب. فالإدارة الامريكية بدأت بوضع خططها للانسحاب من أفغانستان منذ خريف عام 2010. وكانت إدارة أوباما تفكر، حينها، بسحب القوات الامريكية بضمانات مشتركة من الهند وحلف شمال الأطلسي. كان قادة البيت الأبيض، في ذلك الوقت، يأملون في أن تصبح دلهي حاضرة ومؤثرة في المنطقة، لتحل محل الولايات المتحدة، لكن ذلك لم ينجح. فلا الهند كانت راغبة في التورط في الشأن ألأفغاني ولا ألمانيا توافق على زيادة قواتها هناك.
على أية حال، فإن الخريف القادم، عندما يستأنف الكونجرس عمله بعد العطلة الصيفية، سيكون ساخنا سياسيا بالنسبة لأمريكا، وستتم مراجعة كل سياسة الاحتلال والخروج المذل من أفغانستان. السؤال هو: هل سيكرر بايدن مصير نيكسون؟ ريتشارد نيكسون هو الرئيس الذي غادرت القوات الأمريكية فيتنام تحت قيادته. يعتقد العديد من المؤرخين أن هذا كان أحد أسباب تخلي حزبه الجمهوري عنه بعد فضيحة ووترغيت، التي تسببت في استقالة الرئيس في عام 1974. بطبيعة الحال، ستكون هنالك تغيرات في سياسة البيت الأبيض سواء بقي بايدن رئيسا للولايات المتحدة أو لم يبقى في منصبه بأي ذريعة كانت.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية السورية
- مشكلة ادلب والرهانات الروسية
- تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح
- بين الثورة والردة
- المتغيرات الدولية والمحلية بعد حرب ألأحد عشر يوما
- لمحات من تاريخ العراق الحديث
- قراءة في نتائج قمة جنيف
- تغريدات خارج السرب
- بانوراما المصالحات التركية العربية
- خواطر ما بعد الحرب
- ممهدات الحرب الاخيرة في فلسطين
- مقاربات بين احتلالين
- لمصلحة من، التقارب السعودي الايراني
- عودة السياسة الامريكية الى سياقها التاريخي
- لا جديد غير الايديولوجيا
- متى سنكون ما نريد
- الاليات الجديدة للسياسة الامريكية
- مقاطع من فصول كتاب -الاعتقال السياسي، صفحات لم تنطوي بعد-
- لكيلا يدق المسمار ألأخير في نعش الحياد العلمي
- قرار الحرب لم يعد أمريكيا


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قراءة في خطاب بايدن الى ألأمة