أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ميثم سلمان - انحياز الفضائية العراقية















المزيد.....

انحياز الفضائية العراقية


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


قناة الفضائية العراقية هي جزء من شبكة الإعلام العراقي الممولة من المال العام والمدارة من قبل هيئة أمناء تعينهم الجمعية الوطنية الممثلة للشعب لذا هي ملزمة أمام الشعب بأن تقدم إعلام عالي الجودة والمستوى وحيادي ومجرد من أي لوثة أيدلوجية أو مذهبية ليكون خطابها شامل وواسع يحترم أذواق وأفكار وتوجهات جميع العراقيين,
فأعلام الدولة كما القانون يضمن حقوق الجميع وليس الأغلبية فقط , بما فيهم المعارضين للحكومة و للعملية السياسية برمتها . لكن ما حصل هو أن القناة قد غدت بوقاً دعائياً للحكومة لاسيما الأحزاب الشيعية المهيمنة عليها , كما أنها مازالت تصر على ذات النهج البائس في أدائها الإعلامي رغم كل الأصوات الناقدة لخطابها الطائفي والمنحاز .
أهم ما تفقده هذه القناة هو الموازنة والحيادية في تحرير الأخبار وإعداد البرامج السياسية, فهي دائماً ما تتبنى رؤية تطبل وتزوق لأحزاب قائمة الائتلاف- المكون الرئيسي للحكومة. ففي أخبار العمليات الإرهابية نلحظ انتقاءً لا يخلو من طائفية وتحيز لجهة معينة على حساب أخرى ,فمثلا أذا كان ضحية العمل الإرهابي من سكان منطقة معروفة بطابعها الشيعي أو أن يكون العمل عليه لمسات إرهابيي القاعدة والصداميين ،تغطي القناة هذا الخبر بأسرع وقت وتصف العمل بالإرهابي ؛ أما أذا كان الضحية من سكان منطقة معروفة بطابعها السني والعمل الإرهابي يحمل بصمات طائفية فلا تغطي القناة الخبر إن كان((بسيط!!)) كسقوط قذائف على البيوت {كما حدث في منطقة الغزالية والعامرية كرد لسقوط قذائف مماثلة على منطقة الشعلة المجاورة } وإن كان ((كبير!!)) فتلمح أليه وتصفه بالإجرامي وتدفنه مع تقرير مطول عن الحالة الأمنية.
وهذا التحيز تجده أيضا في أخبار التهجير حيث تسلط قناة العراقية الضوء غالباً على نزوح أتباع مذهب معين إلى المناطق الجنوبية ولا تذكر المهجرين إلى المناطق الغربية القادمين من الجنوب و بعض مناطق بغداد .
أما أخبار انتهاكات قوات الاحتلال فغالباً ما تبتعد عن ذكره القناة إلا في حالتين :
-- أذا كان خبر مهم تناولته كل وسائل الإعلام وتمت إدانته من قبل رئيس الوزراء كجريمة اغتصاب الشهيدة عبير وقتل عائلتها مثلاً.
-- أذا كان المجني عليه من أتباع مقتدى الصدر كما حصل بعد مداهمات القوات الأمريكية لمناطق الصدر والشعلة و حي أور حيث التقت قناة العراقية بممثلين عن التيار الصدري للتعليق على تلك المداهمات التي راح ضحيتها بعض الشباب والتقت أيضا بالمواطنين ليستنكروا ويشجبوا تلك الأعمال , وهذا ما لا تقوم به القناة بعد العمليات الأمنية لقوات الاحتلال ونحن نعرف أن ليس كل من تقتله هذه القوات هو إرهابي فهناك الكثير من القتل ارتكب خطأً وبشكل عشوائي علي يد الجنود الأمريكان ولا تغطيه قناتنا العراقية التي يفترض أن تكون لكل العراقيين .
أما البرامج السياسية فهي لا تخلو من تحيز للحكومة و لقائمة الائتلاف بالذات ؛ فرغم الأسئلة المهمة والجريئة والمحرجة أحياناً التي تطرح على المسئولين الحكوميين إلا إن نسبة الجرأة تضعف أو تختفي مع الوزراء وأعضاء البرلمان من قائمة الائتلاف . وفي الحوارات أيضا نلاحظ مدير الحوار يميل إلى الجهة التي تبرر للحكومة أو أعضاء الائتلاف . علماً أن بعض هذه البرامج السياسية متشابهة وتنسخ بعضها البعض كبرامج( سياسيون) و(لقاء خاص) و(أنت والمسئول).
ومما يؤكد اسلاموية هذه القناة وتكريسها لمذهب بعينه هو بثها للآذان وبنسخته الشيعية في وقت نحتاج فيه الابتعاد عن كل ما قد يثير الحساسية المذهبية التي عبأت أسلحتها الفتاكة لتنطلق صوب أبرياء بأسماءٍ أو أسمالٍ أو طريقة آذان تدل على مذهبٍ مخالف. فيفترض على القناة ان كانت حقا تسعى لكسب المشاهدين العراقيين بكل تنوعاتهم أن تبتعد عن أي إشارة دينية كون الدين هو احد عوامل التفرقة بين البشر لأنه لا يوجد دين خام وهذا واضح بشكل جلي عند المسلمين حيث تجدهم يختلفون حتى بتفسير كتابهم المقدس وكلام نبيهم وعدد أبناءه وزوجاته ووضع الصلاة لربهم وطريقة المناداة للصلاة وووو
هذه الإشارات قد تتحول إلى لهيبٍ يزيد من درجة حرارة جحيم الحرب الطائفية التي تعصف بعراقنا, والعاملين في هذه القناة أكثر من يعرف قسوتها حيث راح أكثر من ثلاثين شهيداً من منتسبي القناة ضحية القتل الطائفي.
إضافة لذلك أن بث الآذان والذي يستغرق سبع دقائق ونصف يشكل تشويه وإخلال في متابعة البرامج حيث يأتي هذا البث كالسيل العارم ليوقف متابعة أي فقرة مهما كانت أهميتها كجلسات البرلمان والمؤتمرات الصحفية وجلسات محاكمة الطاغية وغيرها.
علماً أن توقيت الآذان يتناسب فقط مع سكان العراق الذين لا يحتاجون لوسيلة إعلامية تخبرهم بموعد إقامة الصلاة وسط كم هائل من الجوامع والحسينيات , في حين أن القناة فضائية تصل لكل أنحاء العالم ويشاهدها الجاليات العراقية والعربية في دول المهجر التي لا تتناسب أوقات الصلاة فيها مع وقت بث الآذان . وإذا كان لابد من إخبار الناس بموعد الصلاة فيمكن كتابة عبارة تشير لإقامة الصلاة ضمن شريط الأخبار في أسفل الصورة.
الذهنية الدينية التي تصر على بث الآذان هي نفسها التي تكتب عبارة (بمشيئة الله تعالى) بعد (درجات الحرارة لهذا اليوم) وهي ذاتها التي تفتتح إعلانات شبكة الإعلام العراقي الموقعة من قبل حبيب الصدر بآية قرآنية ليختمها بعبارة ( ومن الله التوفيق) {انتبه الى إعلان الشبكة لدعوة الشخصيات الإعلامية للتوقيع على ميثاق الشرف}.
للأسف تحولت هذه القناة إلى بوق دعائي يروج للأحزاب المهيمنة على الحكومة مما افقدنا الأمل ببزوغ صوت محايد وموضوعي مستقل ينقل معاناة العراقيين بتجرد ومهنية وسط هذا الزعيق الإعلامي العربي المنافق الذي يتاجر بالدم العراقي ويذكي نار الفتنة والخراب باسم مقاومة المحتل تارة وباسم حماية طائفة الأقلية من المد المذهب الثاني تارة أخرى. وفقدت القناة شريحة واسعة من المتلقين العراقيين ومن العرب الباحثين عن خبر خام ونقي غير مؤد لج ينقل حقيقة ما يدور على ارض الواقع في العراق لا ما يدور في خلد أحزاب الحكومة ؛ ليصطدم الجميع بخطاب إعلامي اسلاموي طائفي هابط ولا يختلف كثيراً عن القنوات العربية المطبلة لدكتاتورياتها المتخلفة.



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلول تنتج مشاكل
- نحو حوارً متمدن
- الاربعاء الاسود
- فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز
- امطار العراق
- قائمة الأ ئتلاف تسيء للمرجعية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ميثم سلمان - انحياز الفضائية العراقية