أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خلف الشرع - لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي و8 شباط الاسود














المزيد.....

لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي و8 شباط الاسود


خلف الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 14:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنا اربعة اخوة واختا واما وابا ,,, تضمنا الحيطان القديمة لمحلة -جديد حسن باشا- وكنت صغيرا آنذاك , خالي الذهن من اية فكرة عن الشيوعية وعن افكار اخي ( زكي بسيم) , الى ان حدث ذلك اليوم الذي وضحت فيه الاشياء الضرورية ,,كان ذلك في محلة -البقجة-قرب مركز شرطة السراي.....رأيت مظاهرة حيث كنت في العاشرة من عمري وكان البعض يحملون -علما-و سارية, ولافتات, وقد لاحظت اخي الشهيد يندفع صوب التظاهرة , ويثبت شعارا كان قد انفصل عن السارية الخشبية, ولم يصعب علي ,ان الاحظ ان له نفوذا على بعض المشاركين في التظاهرة مع اننا لم نتحدث في هذا الموضوع , الا اني استطعت ان اعرف بعد ذلك ان ما حدث لم يكن عفويا وان هناك تنظيما , كانوا يتحدثون عن اجازة -حزب لتحرر المفاوضات مع الاحزاب الاخرى الجبهة الوطنية , ان هناك رجلا يقود دفته, انه -فهد-, وفي ذاكرتي, لاتزال واضحة راسخة صورة رجلا انيقا قصير القامة مع الشهيد صعدا الدرج الى غرفة في الطابق العلوي, وعرفت بعدئذ ان الرفيق -فهد-ينوي الاقامة في البيت لأنه مطارد . كنت اراهما يتفحصان بعض شرائط الافلام والظاهر انها مؤلفات كانت مصورة , كانا يستنسخانها بعدئذ مع ,, مع علم التنظيم , مرة طرق الباب بطرقة غير اعتيادية من فتحة الباب اطل افراد شرطة التحقيقات , لقد عجبت بذلك البرود الذي قابلهم به الشهيد استمهلهم قليلا ,واختفى الرفيق -فهد-عن طريق السطح وغاب عن الانظار ,,كانت حصتي حمل سلة ملآنة ,, اخذ الرفيق الشهيد واحتجز لمدة شهر. لقد بدأت ايام صعبة وبدأت المطاردات ,,استقال الشهيد من دائرته (اسالة لماء) وتفرغ للعمل الحزبي . كنا ننهض في الصباحات نراه فجأة في الدار واحيانا يأتي من يخبرنا بموعد زيارته ,,!الظاهر انه كان يجهد نفسه كثيرا, فقد لاحضنا جميعا ان صحته ليست على ما يرام . وفي احدى المرات شعر بدوار ووقع على الارض ,وتبين ان نزيفا حدث في معدته , وقد نصحه الطبيب (الدكتور اسعد سعاد نيازي) بملازمة الفراش ولكن هذا غير ممكن, سمعنا أن الرفاق قبض عليهم في دار بالصالحية.....وانهم سجنوا في -ابو غريب-. كانت والدتي الوحيدة التي يسمح لها بمقابلتهم ,, كانت في البداية تنقل لهم الطعام , رغم صعوبة وسائط النقل كانت سيارة نقل تقف عند المتحف , مرات تتأخر ومرات لا تأتي . كان يتعين على الوالدة ان تحمل اشيائها المطبوخة وتصعد -لوريات- الجص حتى -ابو غريب-في ايام الحر!, ثم منعت نهائيا. اعلن الرفاق الاضراب عن الطعام ويأتون الى المحكمة ووجوههم شاحبة ويطلبون من الحاكم للتدخل لتحسين ظروفهم , ويعرفون ان هذا خارج صلاحية المحكمة , لكنهم ارادوا تحويل المحكمة الى منبر وندوة سياسية لإشعار الراي العام بمعانات السجناء السياسيون. لقد دخل الاضراب اسبوعه الثاني والمسالة على حالها! يأتون الى المحكمة شاحبي الوجوه , وينددون بالمعاملة السيئة التي يلاقونها على مسمع من الصحفيين والنساء وعوائل الشهداء, ولقد اثار منظرهم احاسيس الناس , وما زلت اذكر صراخ امرأة وتبعتها اخرى , وبدأ العويل من عدة مصادر ,, ولم يترك الر فاق هذه الفرصة تمر دون ان يصعدوها واشاروا عليهنّ الخروج الى الدوائر الحكومية والمطالبة بأطلاق سراحهم, وفعلا خرجت تظاهرة نسائية ومرت عبر الشوارع وسمع الناس ما اراد الرفاق سماعه, وعرف الشعب ان السلطات قد خففت الاحكام الى المؤبد و(15) عاما للشهيد(زكي بسيم) . توالت الاحداث واحيلوا مرة اخرى الى المجلس العرفي بحجة ممارسة النشاط الشيوعي والتخطيط لثورة ضد النظام من داخل السجن , فحكموا مجددا بالإعدام , ونفذ الحكم ليلة (14) وليلة (15) شباط عام 1949....واصبح شباط علامة سوداء في ثوب العراق الذي لم يكن زاهيا...!! .



#خلف_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راحل مجيد
- فتوى ضد الاشتراكية
- ذكرياتي مع جدتي الرابطية الشيوعية


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خلف الشرع - لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي و8 شباط الاسود