الناتو المهزوم في أفغانستان و غرب اسيا وبداية افول العصر الأمريكي..

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 20:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

كلف جيش البنتاغون وحلف الناتو الأمريكي من المرتزقة الأفغان 160 مليار دولار وبتسليح وقدره 88 مليار دولار ومع ذلك كان فص ملح وذاب في كابول نفسها.. فكم سيستغرق القضاء على جيش قسد العميل الأمريكي وجيش الجولاني العميل التركي.. وهروب حلف الناتو من افغانستان بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية وتفكك حلفها الأطلسي وهروب من سورية والعراق وكل غرب اسيا وتصفية محمياتها من اسرائيل الي محمية ال ثاني وسعود ونهيان.. وكما يقول عبد الباري وكأنه يتوعد شخصا يعاديه والايام بيناتنا.. ومن يعتقد ان واشنطن تهرب لتلتهي بالصين فهو وأهم..
فأمام تحول الصين وروسيا إلى ما يشبه دولة واحدة بقيادة مشتركة مخبول من يعتقد انه يستطيع أن يتحدى هذا العملاق الصيني الروسي الاسطوري اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وبشريا وبنية تحتية مستقبلية لا نظير لها..
واشنطن ستتكوم في ولاياتها حتى لا تنقسم اكثر من عشرين دولة ولا تستطيع أن تفعل اكثر من ذلك وهي منقسمة وجوديا على نفسها ههههههه
واشنطن وبروكسل أعجز من تواجه التحولات الدولية و تحدياتها القادمة من اسيا فالمراهنة على حكومات سلطة رأس المال الأمريكية او الاوروبية التي تمثيلها حكومة غير منتخبة وبيروقراطية وتابعة لواشنطن اسمها المفوضية الاوروبية هو مراهنة على حصان هرم و فقد قدرته العقلية على اختراع وابداع ما يناسب هذه التحديات المعقدة والمركبة على الصعد كافة..
فمنع الدولة العميقة الأمريكية ساندرز من الفوز واختيار شخصيات فاشلة كترامب واوباما و كلينتون و بايدن ومن المؤسسة نفسها وبتوجهاتها اليمينية ليس حلا بل هو استمرار في تآكل القوة اليمينية واستخدامها الأدوات الرأسمالية نفسها التي ثبت فسلها المدوي في أزمة التمويل الهيكلية في عام 2008
كان سندرز بتوجيهات اشتراكية ولو خجولة يمكن أن يكون بداية تحول جذري في النظام الأمريكي لطريق اخر غير أساليب الهيمنة و الاحتلال التي ثبت استنزافها لواشنطن وكارثيتها عليها ونهوض قوة عالمية ببعد اشتراكي عالمي..
وعلى الطرف الآخر الأوروبي بح صوتنا ونحن نطالب ببديل يساري جذري يعيد إقامة الاتحاد الاوروبي على بعد اجتماعي اشتراكي وتصفية الأسس النيوليبرالية الفاشية كدستور فاليري جيسكاردستان واتفاقية ماستريخت و التقشف والأدوات الرأسمالية المتآكلة..
وإن لا نهوض لاوروبا من الأطلسي الي الاورال الا بوجه يساري جذري بعيدا عن حلف الناتو الأمريكي المهزوم.. ولكن خضوع القيادات الاوروبية الحاكمة والمتكلسة لأسلوب الانتحار الأمريكي بتقديم إجابات بسيطة بالتبعية والقبول بقزمينها السياسية على تحديات في غاية التعقيد لا يجيد الإجابة عليها الا عقل ماوي شيوعي اوصل أوروبا الي حالتها الرثة اليوم وعجزها عن الإجابة عن سيناريوهات المستقبل والتحضير لها بالبعد الأوروبي الداخلي وليس بالارتهان لقوة متآكلة امريكية ايلة للانهيار وتطحنها الانقسامات الغائرة في بنيتها الاستعمارية حتى تجاه مكونات في دولة الاستبداد والارهاب العنصري الأمريكي في نيويورك وواشنطن..

حلف الناتو الأمريكي بكل إمكانياته الخرافية ماليا وعسكريا وخليجيا يهزم ويهرب أمام مقاتلين بامكانيات بدائية من الشعب نفسه وبسرعة قياسية مع ان لديه جيش مرتزق بنصف مليون جندي مدجج بالاسلحة الأمريكية الحديثة .. لمن يراهنون على المحتلين الامريكان والأتراك والصهاينة والسعوديين والقطريين وهم أضعف بكثير من حلف الناتو.. هههههه
انها صورة رمزية معبرة عن مآلات الهيمنة ومن يسعى إليها وكما قال نائب وزير الخارجية الصيني ان من يسعى الهيمنة سيحصد الفشل.. فهل نتعلم من العقل المأوى الشيوعي الذي لم يقع في عجز كما حصل مع الحزب الشيوعي السوفييتي امام المسائل المعقدة بينما أجاب على البسيطة منها رغم عبقريته السوفيتيتة و إنجازاته و تجربته الفريدة التقدمية بإقامة التحاد السوفيتي على اساس حق تقرير المصير والتجربة الرائدة السوفيتيتة التقدمية غير الاستعمارية..
. هناك الكثير لدينا لنتعلمه من العقل الشيوعي الصيني غير الامبريالي والمؤهل للإجابة عن التحديات المعقدة كما يبدو أمامنا إلى حد الآن وللامد القصير والمتوسط بانتظار مآلات التحولات المستقبلية للكرة الأرضية..

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل