أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - أزمة المياه في العراق , ومن وراءها ؟















المزيد.....

أزمة المياه في العراق , ومن وراءها ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشهد المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط أزمة مياه حادة قد تكون عواقبها وخيمة بسبب الجفاف الذي تتعرض له محافظات ذي قار والنجف وميسان والمثنى والبصرة مما سبب دمار الأراضي المزروعة حيث بلغت خسائر العراق عشرات الملايين من الدولارات سنويا جراء انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات . فما الذي أدى الى أزمة المياه الحادة هذه ومن وراءها ؟
يمكن تشخيص عدة أسباب لمشكلة نقص الموارد المائية في العراق :-
- العامل الأول طبيعي مرتبط بالتغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجات الحرارة الكبير وتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يشهده العالم على ندرة سقوط الأمطار والثلوج والتغير المناخي وظاهرة الجفاف حيث تتبخر كميا ت كبيرة من المياه وزيادة المفقود منها .
- أما العامل الثاني في هذه الأزمة المائية فيعود الى ما تلعبه الدول المتشاطئة للعراق من دور سلبي للتأثير المباشر على نهري دجلة والفرات حيث أن العراق لا يملك السيطرة الكاملة على منابع مياهه كونها تقع خارج الحدود العراقية في تركيا وايران ( ومرور نهر الفرات في سوريا ), وهي التي تتحكم بهذين النهرين الذي يؤثر بدوره على كميات المياه الداخلة الى الأراضي العراقية مسببا نقص المياه التي تصل اليه في ظل زيادة الطلب على المياه بسبب زيادة عدد السكان . وقد قامت كل من تركيا وسوريا وايران ببناء العديد من السدود ومشاريع الري التي تقوم من خلالها بحجب وصول المياه الى الأراضي العراقية لأخذ ما تحتاجه من المياه , ولذلك فإن المياه التي تصل الأراضي العراقية من هذين النهرين تعد نسبة قليلة اذا ما قورنت بالحاجة للمياه والزيادة في الطلب نتيجة زيادة عدد السكان والتغيرات المناخية في العراق . ان حاجة العراق الحالية تتجاوز الـ ( 50 ) بليون متر مكعب في حين أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد لا تتجاوز 10 ملايين دونم وانتاجيتها متدنية .
قامت تركيا بإنجاز عدة مشاريع للري وبناء سدود ضخمة على نهري دجلة والفرات مثل مشروع سد الكاب الذي يخزن وحده ( 100 ) مليار متر مكعب سنويا أي ثلاثة أضعاف ما تخزنه سدود سورية والعراق مجتمعة حيث ستنخفض كمية مياه نهر دجلة الداخلة للعراق من ( 20,93 ) مليار متر مكعب في السنة الى (9,7) مليار متر مكعب في السنة , علما أن مشروع الكاب التركي يهدف الى انشاء ( 22 ) سدا و19 محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات لري مساحة تزيد على 9 ملايين دونم في منطقة الأناضول من خلال خزن كمية تزيد على 100 بليون متر مكعب وهذا سيقضي على ثلث مساحة الأراضي الزراعية في العراق خلال 15 سنة . اضافة الى بناء سد اليسو التركي والذي ستكون له آثار سلبية على العراق من خلال حجب المياه عن العراق . وكل ذلك يتم دون مراعاة حاجة العراق للمياه ودون الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالدول المتشاطئة . وقد أثر هذا الوضع بشكل كبير على انتاجية الأراضي الزراعية في العراق بسبب نقص الموارد المائية.
أما ايران فلها دور كبير ايضا في نقص الموارد المائية الداخلة للعراق حيث أنها تشترك بأكثر من 41 نهرا فرعيا تنبع من ايران وتصب في العراق وقامت ايران بقطع النسبة الأكبر منها من خلال بناء سدود عليها او تحويل مجاريها ما تسبب بقلة واردات دجلة وتعرض مدن عراقية تمر عبرها للجفاف . وقبل عقدين من السنين كانت ايرادات نهر دجلة تفوق 50 بليون متر مكعب سنويا الا انها تراجعت في الفترة الأخيرة الى ما دون 7 بلايين متر مكعب سنويا , فيما كانت ايرادات نهر الفرات ألف متر مكعب في الثانية لتصل حاليا الى 180 متر مكعب في الثانية . كما قامت ايران بقطع نهري الكرخة والكارون اللذين يصبان في شط العرب وتحويل مجاريهما الى داخل الأراضي الايرانية ما رفع من نسبة الملوحة بشكل كبير في شط العرب وادى الى تأثر الأراضي الزراعية ونوعية مياه الشرب في محافظة البصرة نتيجة اعطاء مجال للمد في مياه الخليج العربي من الوصول الى مدينتي الفاو والقرنة احيانا . ويمكن ان يعتبر ذلك دور تخريبي متعمد للاقتصاد العراقي وأمنه الغذائي والمائي .
- ويتصل العامل الثالث في الأزمة المائية للعراق بسوء ادارة المياه داخل العراق بسبب سوء التخطيط والسياسات الخاطئة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة , وعدم وضع خطط واضحة لمشاريع الري وعدم صيانة وتأهيل القنوات المائية والمبازل الرئيسية والثانوية والمجمعة والحقلية اضافة الى عدم تأهيل محطات الضخ.
ان المشكلة الأكبر في قطاع الموارد المائية في العراق هي السياسات المائية لدول الجوار وسوء ادارة واستخدام الموارد المائية في العراق وضعف كفاءة استخدام المياه حقليا واذا ما علمنا ان حوالي 40 -50 % من المياه الزراعية في العراق تذهب هدرا وضائعات حقلية ناهيك عن ارتفاع ضائعات التبخر في وسط وجنوب العراق . كما تعتبر الأهوار في جنوب العراق من الأجزاء المتضررة من أزمة شح المياه حيث أدى ذلك الى ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث لمياهها .
ان السياسات المائية التي تتبعها دول الجوار ايران وتركيا وسوريا اضافة الى المواسم الشتوية الجافة وسوء ادارة الموارد المائية في العراق قد الحقت ضررا كبيرا بالأراضي الزراعية في العراق وباتت الحاجة ماسة الى تطوير مواردنا المائية وتقنيتها عبر الاستخدام الأمثل لهذه الموارد .
لقد تعرضت المناطق الجنوبية من العراق الى أزمة جفاف حادة بسبب سوء الادارة وتوزيع الحصص المائية وخاصة في محافظة ذي قار حيث خرج الفلاحون متظاهرين بسبب انقطاع المياه عن معظم المناطق الزراعية وتعرضهم لخسائر مادية كبيرة ويرجع البعض مشكلة نقص المياه في الناصرية الى التوزيع الخاطئ وعدم التزام المحافظات بالحصص المائية المقررة لها ما ادى الى تحول العديد من الأنهر في المحافظات الجنوبية الى أرض جرداء لجفاف مياهها , وقد حذرت اللجنة العليا لمتابعة ملف الأهوار في محافظة ذي قار في 16 تشرين الثاني 2017 من هجرة جماعية لسكان الأهوار وخاصة مربي الجاموس من مناطق الأهوار الى مناطق اخرى للحفاظ على ثروتهم الحيوانية بسبب شح المياه. وكثيرا ما تتجدد المواجهات بين عشائر الجنوب خصوصا بين محافظات واسط وذي قار وميسان والبصرة وحتى الفرات الأوسط حول الحصص المائية حيث تراجعت الأراضي الزراعية اضعافا كثيرة نتيجة نقص الموارد المائية وشح الأمطار . كما كشفت اللجنة الزراعية العليا في محافظة ذي قار عن حرمان 80 % من الأراضي الزراعية الداخلة ضمن الخطة الزراعية للموسم الزراعي الشتوي الحالي من مياه السقي محذرة من هجرة الفلاحين نتيجة أزمة المياه , داعية الحكومة الاتحادية ووزارة الموارد المائية الى التدخل العاجل ورفد المحافظة بإطلاقات مائية طارئة, حيث أن ما تم ارواءه من المساحات الزراعية الداخلة ضمن الخطة لا يتجاوز الـ 20% حتى الآن رغم مضي اكثر من شهر على موعد الرية الأولى .
وكان المئات من فلاحي محافظة ذي قار قد تظاهروا يوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017 أمام مبنى المحافظة للمطالبة بمعالجة أزمة المياه المتفاقمة التي تسببت بحرمانهم من زراعة اراضيهم ضمن الموسم الزراعي الشتوي وطالبوا الحكومة بإطلاقات مائية عاجلة لإنقاذ أراضيهم والحد من تجاوز المحافظات الأخرى على الحصص المائية المقررة لكل محافظة .
وبهدف مواجهة أزمة المياه لا بد من وضع الحلول العاجلة والمناسبة :
1. تشكيل لجنة عليا مهنية لإدارة المياه في العراق بعيدا عن المحاصصة والتسييس.
2. التأكيد وبدعم الأمم المتحدة على التزام الدول المتشاطئة والمتمثلة بتركيا وايران وسوريا بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة باستغلال الأنهار الدولية والحرص على انضمام دول الجوار لهذه المعاهدات .
3. بث الوعي لترشيد استهلاك المياه للحد من المشكلة .
4. وضع خطط التنمية المدروسة من قبل الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لتحقيق الأمن المائي للعراق .
5. المحافظة على المياه الجوفية ثروة الأجيل المستقبلية من خلال وضع سياسة مدروسة لحفر الآبار واستغلال هذه المياه .
6. الاستفادة من تجارب الدول في استغلال المياه .
7. استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والتحول من الري السيحي الى الري بالرش والتنقيط لتجنب هدر المياه وفقدانها .
8. الاهتمام بالأهوار واعطائها حصصا مائية مناسبة لإنعاشها وحماية الثروة السمكية .
9. فتح الحوار الجاد مع دول الجوار تركيا وايران وسوريا لضمان وصول حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات خاصة وان معظم تجارتنا الخارجية مع هذه الدول ويمكن استخدام هذه الورقة لصالحنا .
10. الزام المحافظات الوسطى والجنوبية بالالتزام بحصصها المائية المقررة وعدم التجاوز عليها ومراقبة تنفيذ ذلك ضمن آلية توضع لهذا الغرض ,
11. صيانة واعادة تأهيل مشاريع الري في العراق والقنوات والمبازل ومحطات الضخ .
12. بناء السدود وتبطين القنوات الاروائية واعمال كري الأنهار والمجاري المائية والاهتمام بصيانة السدود والمنشئات الهيدروليكية واعادة اعمار السدود التي خربها داعش بشكل عاجل .
13. التخطيط لاستصلاح الأراضي الزراعية ودراسة متطلباتها واحتياجاتها وحصصها المائية .
14. تجميع مياه الأمطار والسيول واعادة تأهيل السدود الكبيرة والمتوسطة القائمة حاليا والتي لا تستغل كل طاقاتها الخزنية وانشاء السدود الكبيرة وانجاز مشروع ربط دجلة بالفرات بقناة في موقع جنوب بغداد شمال سدة الهندية اضافة الى انشاء سد عل شط العرب لتنظيم تصريف المياه الى الخليج العربي واقتراح قناة لاستثمار بحر النجف كخزان مائي طبيعي .
15. محاربة الفساد المالي والاداري والمحاصصة الطائفية في المؤسسات المتعلقة بالزراعة والموارد المائية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعاني العراق من تدهور بناه التحتية ؟ ومن المسؤول عن ذلك ؟
- تحديات تواجه الاقتصاد العراقي بدون حلول
- هل نجحت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 في الانتقال الى ...
- ما أسباب الفساد المتفشي في العراق وكيف نكافحه ؟
- ما ألأسباب التي أدت الى اشتداد مظاهر التفاوت والاختلال في ال ...
- اسباب تلوث أنهار البصرة
- التحديات الخطيرة التي تواجه الاقتصاد العراقي
- متى يتم حل أزمة السكن المستفحلة في العراق ؟
- ابرز انجازات الحكومات العراقية المتعاقبة
- نهج المحاصصة الطائفية وسوء الادارة والتخطيط وراء عدم استغلال ...
- الاصلاح الجذري لقطاع التربية والتعليم في العراق ضرورة ملحة
- ما أهمية التعرفة الجمركية في توفير الايرادات المالية الكبيرة ...
- ما زال التخبط والفوضى يعمان الاقتصاد العراقي
- هل يعاني العراق من التضخم وماهي عوامل ارتفاعه ؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني في 19 أغسطس / آب ( في ا ...
- آثار غسيل الأموال على الاقتصاد العراقي
- ينبغي ان يكون التصنيع في السودان جوهر التنمية بحسب الحزب الش ...
- هل تحول الفساد في العراق الى اخطبوط خطر ؟
- من ينبغي أن يقود النشاط الاقتصادي في العراق ؟ القطاع العام , ...
- من السبب في تعميق الأزمة الشاملة في العراق ؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - أزمة المياه في العراق , ومن وراءها ؟