حرية أزميزم
الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 23:25
المحور:
الادب والفن
دخلت المقهى على استحياء ، تمشي بخطوات خجولة نحوه، سحبت الكرسي الخشبي و جلست أمامه، نظر إليها نظرة كلها غدر و مكر . طلب من النادل أن يقدم لها مشروبا ساخنا لأن الجو كان باردا و كانت السماء تمطر ، طلب منها أن تنزع معطفها المبلل و تعلقه جانب المدفئة كي ينشف، و خوفا عليها من قساوة الجو ، انتصب واقفا، خلع معطفه و وضعه على كتفيها و ضمها إلى صدره و طبع على وجنتها قبلة أحست معها أنه يضمر لها شيئا مريبا .
عاد إلى مكانه، محاولا خلق جو حميمي يكسر خجلها و ارتباكها الواضحين .
كانت رفيف تجيبه بما قل و دل ، وفي أحيان كثيرة كانت تظل تحملق فيه لأنها لا تستوعب ما يقول .
حضر النادل ووضع على الطاولة براد شاي منعنع ساخن استرجعت معه الفتاة دفء جسدها النحيف المرتجف .
ظل يوسف يسرد عليها مغامراته و قصصه التي تفوح منها رائحة الخيانة و الكذب ، و المسكينة لم تستطع أن تقاطعه خوفا من غضبه البادي على تقاسيم وجهه كلما رآها تنظر إلى ساعتها ، و هي تُعْلِمُهُ بطريقة غير مباشرة بأنها تأخرت و يجب أن تغادر المكان .
ظل يوسف على حاله لمدة ليست بالقصيرة ، فجأة؛ و دون سابق إنذار، انفجرت رفيف في وجهه قائلة " ألم تتعب بعد من أكاذيبك و خرافاتك ؟؟؟ لقد مللت هذه الأسطوانة التي ترددها على مسامعي مذ عرفتك " حاول الشاب أن يقاطعها، لكنها أردفت قائلة : " لقد صار وجهك مكشوفا أمامي ، سقط القناع يا هذا ، لقد عرفت حقيقتك من الضحايا اللواتي جلسن على نفس هذا الكرسي ، و سمعن نفس الكلام ، و وقعن في شراكك الذي أفلت منه أنا بأعجوبة " .
حرية أزميزم/ المغرب .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟