أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسام محيي الدين - مسرحية - ميرا بهاي - لحسام الدين شعبان : أنسنة شرقية للتاريخ .














المزيد.....

مسرحية - ميرا بهاي - لحسام الدين شعبان : أنسنة شرقية للتاريخ .


الحسام محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 8 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


بعد روايتيه السابقتين : قيس وليلى (2019 ) ، جحا وتيمور والوزير مستور (2020 ) يقدم لنا الروائي المصري حسام الدين شعبان روايته الجديدة الثالثة التي وسمها بعنوان " ميرا بهاي" ، وهي كلمة هندية تعني " أخي " ، الصادرة حديثاً عن دار نشر ميتا بوك في المنصورة 2021 . تدور أحداث الرواية في إحدى ممالك الهند القديمة وتدعى هندوسا ، التي يحكمها الملك ناندا مستنيراً بمشورة وحكمة أخيه الكاهن " سوشين " ، حيث يتآمر عليه أحد أهم قادتها المدعو " فيراد " محاولاً الاستيلاء على الحكم بمساعدة العديد من الأعوان ، مستغلاً ثقة الكاهن وأخيه الملك ، فيقوم بمساعدة الشيطان " ماهيشا " بمحاولة انقلابية بعد تجييش الناس وتأليبهم على ملكهم بشكل خفيّ وخبيث ومع الوقت نجح في بناء جيش خاص به وقوي لتنفيذ غايته ، حتى تسنح له الفرصة بالانقضاض على الملك أثناء غياب الأخير وأخيه الكاهن في مهام وطنية خارجية . يستخدم " فيراد " كافة الوسائل المادية والمعنوية ترغيباً وترهيباً لتحقيق هدفه للاطاحة بالملك ، مدّعياً في كل ذلك الايمان والحكمة والنقاء والزهد على عكس تصرفاته الحقيقية التي تؤكّد أنه رجل فاسق يعيش حياةً ماجنةً مع عدد من النساء اللواتي يستغلهن في استقطاب الرجال الأقوياء من حوله ممّن لهم كلمتهم وتأثيرهم في المجتمع . فلا شكّ أنّ شِعار " الغاية تبرّر الوسيلة " هو العنوان الدائم لتصرفات " فيراد " بأن يحقق مبتغاه بأيّ ثمن ، فلا وجود للأخلاق والقِيَم في قاموسه . ولكنّ السحر انقلب على الساحر ، إذ يعود الملك مع أخيه الكاهن في الوقت المناسب فيكتشفان سريعاً نوايا " فيراد " ويتخلصان منه بعد تفشيل مؤامرته ، بمساعدة الأوفياء والمخلصين من أبناء مملكة هندوسا . هذه المملكة جاورتها مملكة أخرى هي هندومين المُسلمة ، حيث تتم زيجة كوكيلان الجميلة الهندوسية من محمد ، إبن هندومين وهو ما يقوي العلاقات ووشائج المحبة والسلام بينهما . عند قراءتها فإن مسرحية " ميرا بهاي " تحفر فينا إحساساً كبيراً بفضاءات قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة ، وتتخذ طابعاً كلاسيكياً في الفكرة والحبكة والنهاية السعيدة ، وهو أمر لا يعيب العمل المسرحي إذا ما خدم الأخلاق والعادات السوية في المجتمع ، وذلك على الرغم من إثارتها للقلق على امتداد مشاهدها إذ تتميز بالتمثيل الفعلي لنماذج إنسانية خيّرة وشريرة ، أعني الشخصيات التي ابتكرها شعبان بأسلوب ناجح ومدروس ، فخدمت اللوحات المشهدية بشكل جيد وماتع وغني ، وإن كان أغلبها عددياً قد جاء في حيّز الشرّ لمساعدة " فيراد " كالنساء اللواتي يتعشقهن ، أو الشياطين الذين ساعدوه ، أو ثلّة الشخصيات الثانوية الأخرى التي عاونته على تنظيم وتنفيذ مؤامرته الشيطانية . وفي المستوى نفسه ، رأى شعبان إلى حاجة النص الدرامي إلى المساواة بين الشخصيات فعلا وتفاعلا في مجريات الاحداث لكي يلبس المسرحية لبوس الواقعية التي يطمئن إليها المتلقي . في هذا الاتجاه تبرّز المسرحية تلك العلاقة المثالية بين الهندوس والمسلمين من خلال الزواج ، في سياق تاريخي أراده شعبان لخدمة رؤية أخلاقية تؤكد تعالق الانسان بأخيه الانسان على الرغم من اختلاف الدين أو الطائفة وهو أمر نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى أو قد يأتي لاحقاً . وعليه ، فلقد تلقف شعبان اللحظة التاريخية للواقع العربي وقدم لنا عملا ذهنيا يصلح للعرض في سبيل خدمة هذا الواقع والنهوض به . إلى ذلك فإن اللغة لم تشكل عائقاً في إقامة دينامية وازنة في بيان الحوار ووضوحه لتأكيد حضور وفاعلية الشخصيات في كافة المواقف المصيرية التي حكمت المسرحية حتى نهايتها ، وإن جاء النص بالمحكية المصرية التي تقترب جداً من الفصحى المُبسطّة والتي تبتعد من النبرة التعليمية المباشرة ، وصولا إلى خدمة التواصل الوجاهي مع الجمهور على المسرح فيما لو توافر الحظ لعرض هذه المسرحية .



#الحسام_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف : رحالة بالاكراه في أرض التيه
- سعدي يوسف : رحّالة بالاكراه في أرض التيه .
- مسلسل اولاد آدم : ما لا يلزم للّاجىء السوري !


المزيد.....




- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسام محيي الدين - مسرحية - ميرا بهاي - لحسام الدين شعبان : أنسنة شرقية للتاريخ .