أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ميداليات لبنان غير الرياضية














المزيد.....

ميداليات لبنان غير الرياضية


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فيما تدور الألعاب الأولمبية في طوكيو، يؤسفنا أن لبنان قد فاز بميدالية ذهبية وأخرى برونزية في حقلين يفضّل أي شعب ألا تشارك بلاده في مباراتهما.
فقد فاز بالميدالية الذهبية عندما شهد، في مثل هذا اليوم قبل سنة، أعظم انفجار غير نووي في القرن الواحد والعشرين (يليه من حيث العنف انفجارٌ في قبرص في عام 2011 وآخر في الصين في عام 2015) وهو سادس أسوأ انفجار غير نووي في التاريخ. كما فاز لبنان بميدالية برونزية بتحقيقه المرتبة الثالثة بين أسوأ الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم منذ استشراء النمط الاقتصادي الرأسمالي في أواسط القرن التاسع عشر، حسب أحدث تقرير صادر عن مرصد الاقتصاد اللبناني لدى البنك الدولي. والحقيقة أن ذينك الرقمين القياسيين يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بإنجاز آخر يصعب تقديره، بيد أن لبنان مرشّح قوي للحصول على الميدالية الذهبية في مجاله: عنينا لامبالاة «المسؤولين» إزاء معاناة الشعب.
فنادراً ما شهد التاريخ طبقة حاكمة كالتي تتحكّم بمصير لبنان وسكّانه، تصرّ على تضييع الوقت بالمتاهات بينما تغرق البلاد ويختنق أهلها. وهذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة الطبقة الحاكمة اللبنانية من منظور الاقتصاد السياسي. فيكاد لا يوجد بين الأطراف الرئيسية لتلك الطبقة من يعتمد على قاعدة اقتصادية محلّية بما يجعله حريصا على إخراج البلاد من أزمتها. وهذا لا ينطبق على القوى السياسية المموّلة رسمياً من الخارج على غرار «حزب الله» وحسب، بل حتى على «رجال الأعمال» إذ أن إحدى خصوصيات الحالة اللبنانية أن كبار الرأسماليين فيها لا يشكّل لبنان ساحتهم الاقتصادية الرئيسية، بل لا يعدو في أحسن الأحوال كونه مركزاً تسمح حالة الغاب القانونية التي تميّزه بالتهرّب من القيود والضرائب التي قد تفرضها مراكز أخرى.

فلو نظرنا إلى أثرى رجلي أعمال في حقل السياسة اللبنانية، وجدنا أن أثراهما وهو رئيس الوزراء المكلّف الحالي نجيب ميقاتي، هو من كبار المساهمين في «شركة الإنشاءات العربية» إحدى أهم شركات المقاولات في المنطقة العربية، لا يشكّل لبنان سوى جزء يسير من ساحات نشاطها. كما يسيطر نجيب ميقاتي مع شقيقه طه على الشركة القابضة M1 التي تُعدّ إحدى أكبر الشركات العربية وتعمل في شتى ربوع العالم (لفت الأنظار مؤخراً تعاونها مع الزمرة العسكرية الحاكمة في ميانمار، وقد أدانته منظمات حقوق الإنسان).
أما رجل الأعمال الثري الآخر في السياسة اللبنانية، فهو بالطبع سعد الحريري، وقد دخل الحقل السياسي إثر وفاة والده وبالنيابة عن عائلته التي كلّفته بالمهمة بينما حفظت حصته من الثروة العائلية. وقد شكّلت شركة «سعودي أوجيه» مؤسسة الأعمال الرئيسية لدى آل الحريري، وهي أيضاً شركة قابضة ذات نشاطات إقليمية ودولية، غرقت في عام 2017 بسبب سوء إدارتها. جرى ذلك بينما كان الاقتصاد اللبناني يغرق هو أيضاً في ظل رئاسة سعد الحريري لمجلس الوزراء، وكان قد عاد إلى هذا المنصب في آخر عام 2016 وبقي فيه مدة ثلاث سنوات حتى استكمال الانهيار الاقتصادي.
فلبنان وطن تسوده طبقة حاكمة لا جذور راسخة لها في البلاد، طالما عاش تحت وصايات خارجية تقاسمت النفوذ عليه، كانت آخرها زمنياً الوصايتان الأمريكية والإيرانية. وقفت الأولى وراء الوصاية السعودية داعمة لها بعد تسوية الطائف، إلى أن قررت الرياض نفض يدها مما يجري في لبنان قبل ثلاث سنوات. أما الوصاية الإيرانية فقد وقفت وراء الوصاية السورية داعمة لها، حتى حلّت محلّها إثر وقوع سوريا ذاتها تحت وصاية طهران إثر الحرب التي عصفت بها بعد الانتفاضة التي شهدتها قبل عشر سنوات. وتتميّز الطبقة الحاكمة اللبنانية بأنها تحصل على دولارات «طازجة» من الخارج، سواء من الدولة الأجنبية التي تتبع لها، مثلما هي حال «حزب الله» إزاء إيران، أو من أعمال ترتهن إلى حد بعيد بالدول الخليجية العربية. وهذا ما يفسّر اللامبالاة القصوى التي تظهرها تلك الطبقة الحاكمة إزاء المأساة العظيمة التي يعاني منها شعب لبنان.
أما المشروع الفرنسي في التوفيق من جديد بين أطراف تلك الطبقة الحاكمة من أجل أن تستعيد فرنسا حصة جديرة بالذكر في الوصاية على لبنان، فهو لا زال محكوماً بالفشل ما دامت الوصايتان الأمريكية والإيرانية لم تصلا إلى اتفاق بينهما مثلما كان محكوماً بالفشل في البداية («فرنسا ووهم الاستعمار المستدام» «القدس العربي» 1/9/2020). والحال أن الأمور في هذا الصدد قد تعقدت أكثر مما كانت عليه بالرغم من حلول جو بايدن محل دونالد ترامب في كرسي الرئاسة الأمريكية، إذ أن حلول إبراهيم رئيسي محل حسن روحاني في كرسي الرئاسة الإيرانية جاء يعكس تصلّباً في الموقف الإيراني أبطل مفعول التحوّل الأمريكي إلى حد بعيد. وبغياب توافق بين الوصايتين، فإن أي إجراءات قد تشهدها الساحة اللبنانية لن تكون سوى إجراءات تخفيفية مؤقتة على غرار جرعات مورفين تُحقن في مريض ينازع على سرير الموت.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيس سعيّد يستوحي من عبد الفتّاح السيسي
- «بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي
- ترشيح بشّار الأسد لجائزة نوبِل للسلام
- في مغزى استشهاد نزار بنات
- رجلٌ خارج المألوف: علي أكبر محتشمي ومصير النظام الإيراني
- لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية
- في تفوّق الديمقراطية العربية
- آفاق النضال الفلسطيني في ضوء المستجدات
- في الاستراتيجية وتشريح «النصر الإلهي»
- استراتيجية بنيامين نتنياهو وكيفية التصدي لها
- كيف يُهزَم وجه القوّة في زهرة المدائن؟
- جورج إبراهيم عبد الله وحسن دياب ومرض القضاء في وطن دريفوس
- الانتخابات الفلسطينية والنفاق الديمقراطي
- تحية لنائبة الكونغرس بيتي ماكولوم
- «الأخبار» تهاجم موقف حسن نصر الله!
- كيف تكون المناهضة التقدمية للإمبريالية
- الأردن بين الأساطير الانقلابية والحقائق الثورية
- في أسطورة الصين «الممانِعة»
- وهْم قبطان يُنقذ سفينة لبنان من الغرق
- تركيا عدواً رئيسياً: وسواس المحور الرجعي العربي


المزيد.....




- تصادم بين سفينتين صينية وفيليبينية ببحر الصين الجنوبي
- جماعة تابعة للقاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجوم أودى بحياة 100 شخ ...
- المهاجرون إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك ينحدرون من 177 ...
- بلا قطوعات.. تفاؤل رسمي بكهرباء مستمرة هذا الموسم
- الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة
- باحثون يكشفون عن تصدر الأسلحة النووية المشهد في ظل التوترات ...
- مستشار لبايدن يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع لبنان
- بكين: سفينة إمداد فلبينية اصطدمت بسفينة صينية عند جزيرة سكند ...
- مصر.. مصرع شخصين غرقا بعد انقلاب سيارة في قناة بمحافظة البحي ...
- أطول إدانة خاطئة.. تبرئة أمريكية بعد 43 عاما قضتها وراء القض ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ميداليات لبنان غير الرياضية