أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو صدقي - ماذا يحدث في كوبا ؟















المزيد.....

ماذا يحدث في كوبا ؟


عمرو صدقي

الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 17:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كتب هذا المقال يوم 13 يوليو 2021، على يد "خورخيه مارتين"



الحالة في كوبا خطيرة. شهدت الجزيرة مظاهرات في عدة مدن يوم الأحد 11 يوليو، وتم متابعتها – كالعادة - من قبل وسائل الإعلام الدولية تغطية واسعة. من أين تأتي هذه الاحتجاجات؟ ما هي طبيعتها؟ وكيف يجب علينا نحن الثوار الرد عليها؟
بدأت الاحتجاجات في سان أنطونيو دي لوس بانيوس، في مقاطعة أرتيميسا، على بعد 26 كيلومترًا جنوب هافانا. كان انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمنتظم هو السبب المباشر لهذه الاحتجاجات، مما أدى إلى حشد مئات الأشخاص في شوارع سان أنطونيو. لكن يجب أن نضيف عوامل ومشاكل أخرى تفاقمت بشكل واضح بسبب الوباء العالمي منذ 16 شهرا: نقص بعض الضروريات الأساسية، ونقص الأدوية، وتراجع القوة الشرائية. يضاف إلى ذلك الوضع الصحي المتدهور في الأيام الأخيرة، مع ظهور متحورات جديدة وأكثر خطورة للفيروس، حيث تم تطعيم 15 إلى 20 ٪ فقط من السكان الكوبيين بشكل كامل. ونتيجة لذلك، يتعرض نظام الرعاية الصحية لضغوط هائلة في عدة مقاطعات.
فالرئيس "دياز كانيل" نفسه أدرك أن هناك عنصر من الغضب الحقيقي في الاحتجاجات في سان أنطونيو، بسبب الوضع الصعب للغاية الذي يعاني منه الشعب. وطالب المتظاهرون السلطات المحلية بلقاحات، بالإضافة إلى حل لمشاكلهم المادية العاجلة.
ومع ذلك، يجب أن يكون المرء أعمى حتى لا يرى وجود عامل آخر. منذ عدة أيام، نظمت العناصر المعادية للثورة حملة مكثفة، على الشبكات الاجتماعية، تحت هاشتاج #SOSCuba. هذه الحملة لها هدفان: 1) محاولة إطلاق انتفاضة اجتماعية ومظاهرات في الشوارع من خلال نشر معلومات مبالغ فيها أو متحيزة أو كاذبة تماما.
2) الترويج لفكرة "التدخل الإنساني" من قبل الدول الأجنبية "لمساعدة كوبا" بحجة حالة الطوارئ الصحية (صحيح جزئيًا ومبالغ فيه جزئيًا).
المروجون المعروفون لهذه الحملة - الفنانين والموسيقيين، إلخ - يُظهروا نفاقًا لا يصدق. أين كانت حملتهم من أجل "التدخل الدولي" في البرازيل أو بيرو أو الإكوادور، وهي بلدان تعرف معدلات وفيات مرتبطة بفيروس كوفيد 10 أو 20 أو 50 مرة أكثر من كوبا؟
من الواضح أن هذه الحملة المنافقة هي محاولة لتبرير التدخل الإمبريالي ضد الثورة الكوبية تحت غطاء المساعدات الإنسانية. لقد رأينا هذا في الماضي - خاصة في ليبيا وفنزويلا والعراق. كلنا نعرف ما تخفيه "التدخلات الإنسانية": الإمبريالية. هنا، تصل السخرية إلى ذروتها. نفس القوى التي تفرض الحصار على كوبا، والتي تحرمها من الوصول إلى السوق العالمية، ومن ثم الدواء أو وسائل إنتاجها - هي نفسها، الآن، التي تطالب الحكومة الكوبية بفتح "ممر إنساني"!

حالة خطيرة

خلال المظاهرات في سان أنطونيو دي لوس بانيوس، أطلق البعض صرخة حشد الثورة المضادة في الأشهر الأخيرة: "الوطن والحياة" (على عكس شعار الثورة الكوبية: "الوطن أو الموت - نحن نتغلب"). لكن مما يخبرنا به الرفاق هناك، كانت هذه العناصر مجرد أقلية. المظاهرات في هذه المدينة متباينة للغاية، اجتماعيًا وسياسيًا.
سرعان ما انتشرت أخبار الاحتجاجات في سان أنطونيو دي لوس بانيوس على وسائل التواصل الاجتماعي. بالغت العناصر المعادية للثورة في نطاقها، وشوهت الواقع، ودعت إلى مظاهرات في أجزاء أخرى من البلاد. انتشرت شائعات كثيرة (كثير منها كاذبة كما هو الحال في مثل هذه الظروف)، ولكن يبدو أن هناك مظاهرات في عدد من المدن، وأن المكون المضاد للثورة - من حيث الشعارات والأفكار والشخصيات المشاركة - لها هيمنة أكثر من سان أنطونيو دي لوس بانيوس. وإلى جانب "الوطن والحياة" صاح المتظاهرون: "لتسقط الديكتاتورية" و "حرية" وما إلى ذلك.
في كماغوي، اشتبك المتظاهرون مع الشرطة وقلبوا إحدى سياراتهم. في مانزانيلو، يخبرنا أحد الرفاق أن المراهقين الصغار جدًا قد تظاهروا في شارع ماسيو، الطريق الرئيسي الذي يخدم مرتفعات المدينة، حيث لم تكن هناك مياه جارية لمدة سبعة أيام. حاول رئيس الحكومة المحلية التحاور مع المتظاهرين، وقوبل بالإهانات. تم أيضا تبادل رمى الحجارة بين المتظاهرين والثوار المحليين.
يصف رفيق آخر الأحداث في سانتا كلارا، حيث طوقت مجموعتان من 200 شخص على الأكثر مركز الشرطة وحاولت اقتحام مكاتب الحزب الشيوعي. حٌشد 400 شخص لمعارضة هذه المحاولة. وبحسب هذا التقرير، كان المتظاهرون في الغالب صغارًا جدًا: فمنهم مراهقون مختلطون بعناصر مهمشة. وكان المتظاهرون يهتفون "تسقط الشيوعية" مستهدفين "دياز كانيل"، لكن معظم المتظاهرين ساروا دون أن يهتفوا بشعار.
من جهته، دعا "لويس مانويل أوتيرو ألكانتارا"، أحد الشخصيات الرئيسية في الثورة المضادة الكوبية، إلى مظاهرات في ماليكون (الواجهة البحرية) في هافانا. وقد تم نقل نداءه من قبل جميع وسائل الإعلام الرجعية في ميامي وشبكاتها الاجتماعية المتواجدة للغاية في كوبا. وفي فترة ما بعد الظهر، تجمع أقل من 100 شخص في ماليكون. في وقت لاحق، نمت المجموعة إلى عدة مئات من الأشخاص، ولكن لم يكن من السهل التمييز بين أولئك الذين جاءوا للاحتجاج وأولئك الذين جاؤوا لرؤية ما سيحدث. انتقلت المظاهرة إلى عدة أجزاء من المدينة: مبنى الكابيتول، ساحة الثورة، إلخ. في وقت من الأوقات، ربما كان هناك ألف متظاهر. يصف أحد الرفيق التركيب الاجتماعي للمسيرة بأنه "شديد التنوع":"كان هناك أناس عاديون، ولكن أيضًا عناصر برجوازية صغيرة، والعديد من العناصر المهمشة، والعناصر المتدنية والشباب".
ظهر الرئيس "دياز كانيل" في سان أنطونيو دي لوس بانيوس، حيث أدلى بتصريحات ثم خاطب الشعب في وقت لاحق عبر التلفزيون. ودعا الثوار إلى النزول إلى الشوارع للدفاع عن الثورة. أثارت هذه الدعوة حركات تعبئة في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك هافانا. طبعا وسائل الإعلام العالمية لم تتحدث عن ذلك لأنه لا يتناسب مع الفكرة التي يريدون نشرها.
على الرغم من حالة النقص الحاد والصعوبات المختلفة، فمن الواضح أن الثورة الكوبية لا تزال تتمتع بقاعدة اجتماعية واسعة، وهي مستعدة للتعبئة ضد الثورة المضادة. يعاني أولئك الذين حشدوا للدفاع عن الثورة من نفس الحرمان والمصاعب التي يعاني منها المتظاهرون الذين يتظاهرون ضد الحكومة - ومن بين هؤلاء، يمكن القول إن الكثير ينتقدون إدارة الحكومة، وبعض قراراتها، والبيروقراطية بشكل عام. لكن عندما يحين الوقت، وعندما يتطلب الوضع ذلك، فإنهم يعرفون أنه يجب عليهم التعبئة للدفاع عن الثورة.


ما هي أهمية هذه الأحداث؟

يجب الاعتراف بأن مظاهرات الأحد كانت مهمة. وبالإضافة إلى مبالغات وسائل الإعلام الإمبريالية، فإن الحقيقة هي أن هذه هي أهم حركة احتجاجية في كوبا منذ الmaleconazo عام 1994. وتأتي هذه الحركة على خلفية أزمة اقتصادية عميقة - وبينما لم تعد قيادة الثورة تتمتع بنفس السلطة كما في 1994.
ما هي أسباب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها كوبا؟ تتحد المشاكل القديمة مع المشاكل الجديدة. من بين أولها: حصار الجزيرة، عزلة الثورة، البيروقراطية. من بين المشاكل الأخيرة: الإجراءات التي اتخذها "ترامب" (والتي لم يرفعها بايدن) لتفاقم اختناق كوبا - وخاصة تأثير الوباء، خاصة على السياحة التي تعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة، كوبا (عن هذا الموضوع، يمكن للقارئ قراءة هذا المقال باللغة الإنجليزية).
يضاف إلى كل ذلك تأثير الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكوبية في يناير الماضي للاستجابة للأزمة الاقتصادية العميقة - وأخيراً، حدث زيادة حادة في عدد حالات Covid-19 بسبب وصول متحورات جديدة في الجزيرة.
هذه المشاكل خطيرة - خطيرة للغاية. ولكن لإيجاد حل لها، يجب أن نفهم السبب. من بين هذه الأسباب، هناك أولاً حصار الجزيرة. ثانيا ، هناك اختلال هائل في التوازن بين الاقتصاد الكوبي المخطط والاقتصاد الرأسمالي العالمي. ثالثًا، هناك الهدر، وعدم الكفاءة، واللامبالاة ، وما إلى ذلك، الناتجة عن الإدارة البيروقراطية للاقتصاد الكوبي.
في هذا السياق، ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الثوار؟ أولاً، يجب توضيح أن المظاهرات التي نظمها "لويس مانويل أوتيرو ألكانتارا" وآخرون معادية للثورة بشكل علني، على الرغم من أنهم يحاولون الاستفادة من الصعوبات المادية للشعب. هذه الصعوبات حقيقية جدا. لكن الاحتجاجات التي نُشرت تحت شعاري "الوطن والحياة" و "لتسقط الديكتاتورية" معادية للثورة. بالطبع، هناك بعض العناصر الغير واضحة التي ينطوي عليها الأمر. لكن أولئك الذين يسيطرون على الاحتجاجات هم - سياسيًا - مناهضون للثورة. إنهم منظمون ومتحمسون ويسعون لتحقيق أهداف واضحة. لذلك يجب أن نعارضها وندافع عن الثورة. إذا نجح أولئك الذين نظموا هذه الاحتجاجات (ومرشدوهم في واشنطن) في غاياتهم - الإطاحة بالثورة - فلن يتم حل المشاكل الاقتصادية والصحية للطبقة العاملة الكوبية. على العكس من ذلك: سوف يزدادون سوءًا. للاقتناع بهذا، لا يحتاج المرء إلا إلى النظر في الوضع الحالي في البرازيل وهايتي، على سبيل المثال.
في النضال الذي يبدأ في كوبا، نقف بثبات على أرض الواقع للدفاع عن الثورة. كل الGusanos (الدود) في فلوريدا يطالبون بالفعل بالتدخل العسكري في كوبا. فمثلا في مؤتمر صحفي مشترك يوم الأحد، دعا رئيس بلدية ميامي وعمدة ميامي ديد والعمدة السابق لميامي ("جو كارولو") "بايدن" إلى التدخل في كوبا "كجزء من عقيدة مونرو".
مع ذلك، فإن دفاعنا غير المشروط عن الثورة الكوبية لا يمنعنا من انتقاد قيادتها. ففي النقاش حول أفضل طريقة للدفاع عن الثورة الكوبية، نحن ندافع بوضوح عن وجهة نظر طبقية ومنظور أممي وديمقراطية عمالية.
ثانيًا، يجب القول إن الأساليب التي تحاول البيروقراطية الكوبية من خلالها حل مشاكل الثورة غير كافية - بل وحتى، في كثير من الحالات، تؤدي إلى نتائج عكسية (مثال: "إعادة التنظيم الاقتصادي"). الإجراءات المؤيدة للرأسمالية تقوض التخطيط والممتلكات العامة؛ تفاقم التمايز الاجتماعي؛ إنها تقوي العناصر المؤيدة للرأسمالية في الجزيرة وتبني الأساس الاجتماعي لاحتجاجات الأحد. يؤدي غياب الديمقراطية العمالية إلى اضطراب الاقتصاد - ويولد اللامبالاة وعدم الكفاءة.
وبالمثل، فإن أساليب البيروقراطية في الرد على الاستفزازات المعادية للثورة، في كثير من الحالات، تأتي بنتائج عكسية. الرقابة والقيود والتعسف البيروقراطي لا يخدم الثورة. ما نحتاجه هو النقاش السياسي، وإعادة التسلح الأيديولوجي - والديمقراطية العمالية.


يجب أن تكون شعارتنا كالآتي:

دافعوا عن الثورة الكوبية!
ليسقط الحصار الإمبريالي! ارفعوا أيديكم عن كوبا!
ضد عودة الرأسمالية - من أجل مزيد من الاشتراكية!
ضد البيروقراطية - من أجل ديمقراطية العمال وسيطرتهم



#عمرو_صدقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات عن التمرد الفرنسي


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو صدقي - ماذا يحدث في كوبا ؟