أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي الحباشنة - سيناريوهات الخيار الأخير لمصر والسودان اتجاه سد النهضة














المزيد.....

سيناريوهات الخيار الأخير لمصر والسودان اتجاه سد النهضة


علي الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



العميد الدكتور عليّ الحباشنة


وُجِدَ على جدران المعابد الفرعونية أنه في حال تعرض مياه النيل للخطر فعلى الفرعون وجنوده أن يذهبوا إلى الحرب وقتل المعتدين.
***

يقع «سد النهضة» على النيل الأزرق على مسافة ٢٥ كم تقريباً من حدود السودان، وبارتفاع ٥٠٠ م فوق سطح البحر. ويبلغ أقصى ارتفاع لجدران السد ١٥٥م وبعرض ١٨٠٠م. وتوجد حوله مرتفعات عالية، ويشكل مساحة سطحية تقدر ١٨٧٤ كم، وقد بني سد صغير بالجنوب منه يعتبر مكملاً له. ويساهم سد النهضة بحجز كمية ضخمة من المياه تقدر بـ (173 مليار م).

ومن المعروف أن إثيوبيا تعتبر من أغنى دول العالم بالمياه؛ حيث أنَّ بحيرة «تانا» الإثيوبيّة تخزن لوحدها ١٧٥ مليار متر مياه على مدار العام. وهذا عدا عن العشرات من الأنهر دائمة الجريان.

ولذلك، فإثيوبيا لا تحتاج إلى مياه «سد النهضة» لتوليد الكهرباء، كما تدّعي؛ فلو كانت هذه هي غايتها حقاً، لأنشأت سداً حول بحيرة «تانا» وولَّدت الطاقة منه؛ ولكن هدفها الحقيقي هو تدمير الاقتصاد المصري والسوداني، لا بل تدمير الأمن القومي أيضاً والتحكم بمياه النيل لبيعها لمصر والسودان.

وبعد فشل كل المفاوضات السياسية في ضمان حقوق مصر والسودان العادلة في مياه النيل كما تنص عليه كل القوانين الدولية والإنسانية، فإن الخيار الأخير الاضطراري الذي فرضته إثيوبيا على الجميع هو خيار الحرب.
وبغض النظر عن ما يقال بأن إثيوبيا مدعومة من قوى خارجية، إلا أن الوضع الإقليمي والدولي هو في صالح مصر والسودان، ومن المستبعد تدخل قوات أجنبية في حال وقعت عمليات قتالية.
القوات العسكرية الإثيوبية تُعتَبر هزيلة بالمقارنة مع قوات مصر والسودان، سواء أكانت البرية أم البحرية أم الجوية؛ حيث أنَّ ميزان القوى يشير إلى تفوق كبير لصالح مصر والسودان بنسبه (١ الى 25).
وأما بالنسبة للتركيبة الدِّيمغرافية، فالشَّعبان المصري والسوداني تربطهم أواصر قومية وتراثية وتاريخية مشتركه، بعكس إثيوبيا التي تسمى دولة الفسيفساء أو (متحف الشعوب)؛ فهي ليست أمة واحدة، بل تتكون من العديد من القوميات، وينقسم سكّانها على ٨٠ مجموعه عرقية واثنية تختلف في اللغة والعادات والتقاليد والدين، كما تنقسم البلاد إلى عشر أقاليم يستقل كل منها بحكم ذاتي، وتتناحر العرقيات الكبيرة في ما بينها، وأهمها: الأمهرية والتيغراي وأرموا الصومالي، وسيدا ماغ، وكوراج، ومولاتي.
والاستنتاج هو أنَّ التركيبة الديمغرافية لإثيوبيا تعتبر رخوة، وأن أيّ حرب قد تقع ستشجع هذه العرقيات على الانفصال كما يحدث الآن في إقليم تيغراي الذي تمرَّد ويسعى إلى الاستقلال عن المركز، ويدين سكانه بالمسيحية حسب المذهب الأرثوذكسي.
وفي ظل هذه الواقع فإن من حق مصر والسودان أن تدافعا بكلّ السبل عن حقوقهما المشروعة في مياه النيل الذي يُعتبر شريان الحياة لكلٍ منهما.
لذلك متوقع أن تضطرّ القيادة المصرية والقيادة السودانية إلى اتخاذ القرار للقيام بعمليّات حربيّة محدودة لا تحدث أضراراً بالأرواح والممتلكات والبنية التحتية للأقاليم العرقية الإثيوبية، بل تتركز على سد النهضة، ويكون من أهدافها أيضاً ابطال إرادة القتال لدى الجيش الإثيوبي.
ومِنْ ضمن السناريوهات الحربية المتوقعة، ما يلي:
السيناريو الأول، شنّ غارات من البحر والجو على الأراضي الإثيوبية ضمن بنك أهداف محدد يشمل مواقع القيادات والاتصالات والمطارات العسكرية وطرق المواصلات النافذة إلى سد النهضة. كما يشمل ينك الأهداف تدمير السد الصغير الواقع جنوب جسم السد الرئيسي بمسافة ٦ كم، وتدمير المولدات الكهربائية للسد.
السيناريو الثاني، توجيه ضربة بالصواريخ الدقيقة أرض – أرض لتدمير طرق المواصلات وقواعد الدعم اللوجستي والمطارات للقوات الموجودة على الحدود السودانية وقوات حماية السد.
السيناريو الثالث، القيام بضربات جوية حول السد، ومن ثم الزج بقوات محمولة جواً بطائرات عامودية، ترافقها قوى من سلاح الهندسة تقوم بنسف مولدات الطاقة والنقاط المهمة التي يرتكز عليها السد ثمّ تغادر المنطقة.
السيناريو الرابع، القيام بعمليات برية، عبر الحدود السودانية الإثيوبية، مدعومة بقوت نار من الطيران والمدفعية؛ حيث أنَّ السد يبعد عن الحدود السودانية مسافة لا تزيد عن ٢٠ كم، وتحتل القوات السد وأكنافه، لتأمين محيطه بمساحة ١٥٠٠ كم (ويعتبر هذا السناريو الأكثر كلفة).
نتمنى أن لا تقع الحرب وأن توقف القيادة الإثيوبية حالة التحدي والاستفزاز والاستهتار بكل من مصر والسودان، وتعود إلى منطق العقل والانصاف.. بالتفاوض الهادئ والتفاهم على التقاسم العادل لمياه النيل. وبعكس ذلك، وضمن المعطيات التي ذكرتها، وفي حال وقوع الحرب، تكون القيادة الإثيوبية قد انجرَّت إلى مخاطرة كبيرة غير محسوبة، وارتكبت خطيئة لا تُغتفر بحق نفسها وبحق بشعوب إثيوبيا كلّها التي ستجد نفسها وقد وقعت في مستنقع حروبٍ أهليّة طاحنة في ما بينها. وهو ما سيجعل البلاد عرضة للتقسيم على أساس اثني، وربّما يقودها إلى التشرذم والتحول إلى كيانات صغيرة فاشلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العميد المتقاعد الدّكتور علي الحباشنة، رئيس اللجنة الوطنيّة العليا للمتقاعدين العسكريين في الأردن.



#علي_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدعاء الدكتور علي الحباشنة لأمن الدولة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي الحباشنة - سيناريوهات الخيار الأخير لمصر والسودان اتجاه سد النهضة