أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية اوزدمير - لوحةٌ صامتةٌ ترسمها الضوضاء














المزيد.....

لوحةٌ صامتةٌ ترسمها الضوضاء


فوزية اوزدمير

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


حين يحمل بين جناحيه هذا الإيحاء المتخيل والمفكر والمتذكر ..
في قصدية المعنى لوحة صامتة ترسمها الضوضاء ..
يقارع نشوة الشعور الداخلي والخارجي المرمز بسردية مكتنزة الانزيحات والاسقاطات على حد سواء..
في نسيج جسد النص ، ما دامت العتمة استرخت ، بعد نهارٍ شاقٍ ، قرب
" خضر الياس "
بواقع المأساة وصداها جواب الاستفهام ، بهذه التراجيدية الإنسانية التي تسقى بدم الموتى وتتلحف سواد السماء ..
إلى حد تصير معها المفردات والكلمات والتعابير أوعية لسانية ، تستغرق حدة المعنى وقطعية الدلالة ونصية التأويل وحيثية مردها هذا الاختيار الاستيطيقي الجمالي الذي بناه شاعرنا ، وطبيعة الرؤية التي تعتمر قبعة الحوار مع العالم ، والروح التي ينفثها في هياكل السيكولوجية المتشخصة ، وقسوة الأحوال التي تكتنفها ، واعتلال النفس الذي ينفخ فيه من أهوائها ، ومرارة مذاق الأشياء في لسانه ، وقيمة الحياة في صوغ مدار الكلم وتوجيه مقاصد دلالته ..
التي مزقتها زفرات بعض الغانيات
اللواتي جلبن عصافيرهن البريئة ،
وبعض حقائب صبغتها ألوان العفّة المُجهضة ..
حيث يفتح فعل القول عالماً خاصاً لمتلقيه ، يشاطر العلاقة ما بين فعل القول والفعل التخييلي بمخيال الواقع ، معتمداً على فلسفة اللغة في الهدم والبناء ، داخل التشييد النصي بعلائقه اللغوية المفتوحة على التأمل والتأويل ..
في حين كانت سيارات الأعراس تتراقص لخيبتها ..
وبياض الملابس الشفافة ..
تركت صلاتها عند أول خطوة
قرب بيوت المَسكَنة
بانتظار حلمٍ متفسّخ
حين يتلاقح وضرب المدلول في الخطاب ومجازاته الانشطارية ، حيث تتشعب هذه الوحدة التشاكلية التي غالبا ما تبأر في مسرح للأحداث وما يعمر ترابه من حقيقة فظة للفواجع وحصاد سخي للأرواح ، قد ينظر الله للعراق من هوة ، وينفخ ببعض الوقت لتغير كسوة السواد
.. لا أدري .. ربما ؟؟ !!
يغتني هذا المسار الدلالي للذات ، ليكشف لنا عن حياة موشومة بذاكرة حروب تتمسك بقوس قزح إلى أن تخونها الشمس وتبقى وحيدة تحت المطر ، أو تتعرى من أوراقها وتتجرد تماما حين عبر عنها د . الساعدي بثلاث
- انقسام الجسد
- القسوة الوجودية
- وانقسام المعرفة بفكرة المطلق
للتعبير عن الخيبة والقطيعة في الموجودات
هو لا يؤثث لتصور فلسفي متجانس في نسقه الشذري وإنما ما يطلق عليه " الرؤية المأساوية للعالم المحيط بجوانبه ..
يتلمس المتلقي حينئذ نمط هذا الوجود المؤلم ، فيسكن بيت اللبس القائم بين دراما المسافة ودهشة الفضاء الواقعي ، أو بين البقاء على عتبة المكان وعتبة المسافة " البعد " كإشكال توسطي للاتصال بين شيئين
فالعري فاق الخيال ، والعهر يتخلل الحياة في كل مظاهرها وعنفوان نسغها ، في ما يشبه دورة للدم مستمرة غير منتهية في الزمان والمكان ، حيث لا ينتج عن هذا الوضع إلا مشاهد الفناء وإيقاع الدمار وتنامي كتل الخراب واشتغال آلية الصور الجنائزية الكالحة ..
لأن المشهد مكرر

النص:
......
لوحةٌ صامتةٌ ترسمها الضوضاء
سعد الساعدي
لوحة صامتة ترسمها الضوضاء ..
سعد الساعدي
أوراقٌ مازالت مبللة كألوان الطواويس تميّزت حماماتها،
مرفوعةَ الرؤوس يمشينَ منتفخات الصدور،
طرزّنَ كلَّ غرورِ المساء قلائدَ،
وتعطّرنَ بأنفةٍ زائفة
تَتْبَعهُن غربانٌ كسيحة من شارعٍ لآخر..
اللصوص لم يخافوا تلكَ الليلة؛
فارقوا كؤوس نذالتهم وامتطَوا جيادَ الشهوات.
بشغفٍ كان جالساً
يرسم بلا عين ترصده الى من ينتظرون النفّاثاتِ
في مصائد شعوذاتهنّ..
حتى الأشجار أماطت لثامَ عريها
تنتظرُ الاستباحة الملعونة
مادامتِ العتمةُ استرخت
بعد نهارٍ شاقٍ من انتظارِ مواويلِ الكذبِ المنسلخِ من مستنقعِ الشّرورِ والدناءة
حتى قطّعَ أنفاسَ الصّباح المتّسخ،
لكنه كان هناك..
صبرَ وصمدَ طويلاً؛
ربما نفدت سكائره،
وقنينة الماء بقربه آذنت هي الأخرى بالرحيل،
وما زال يراقب تلك الطيور العارية،
ويلونها بألوانٍ صنعها في مختبراته الخاصّة
بخليطٍ من مواد تجميلٍ مغشوشة.
قُربَ (خضرِ الياس)،
تحت واحدٍ من جسور بغداد المثقلة بأنينِ الحواجز،
وكدمات اللون الممسوخ في ساعات الغفلة،
هناك مزارٌ لمن أتعبه العشق اللاعذريّ،
أحاطت به أسلاكٌ الخيانة الشائكة دائماً
التي مزّقتها زفراتُ بعض الغانياتِ اللواتي جلبنَ عصافيرَهنَّ البريئة،
وبعض حقائبٍ صَبَغتها الوانُ العفّة المُجهضةِ
بانتظار سمسارٍ برائحة العاهرات وملابس بلا كرامة،
وفي جوارٍ كئيب يجلس بائع الحلوى البالية
بلحيته الطويلة التي بيّضتها أثقال السنين الغامضة
لعل احداهنَّ تتوحم مع دناءة نفسها وتشتري قطعة!
كشفت الأضواءُ الليليةُ عورةَ من ينادي شوارعَ صوته المتخاذل،
وبؤس جيوبه المترعة
في حين كانت سياراتُ الأعراسِ ترقصُ لخيبتها،
وبياض الملابس الشفافة تركت صلاتها عند أول خطوة
قرب بيوت المَسكَنة
بانتظار حلمٍ متفسّخ
قبل أن ترفعَ ألوان تبرجٍ موهومٍ مترفٍ بحفنة من ورقٍ بالٍ،
وقطعٍ بلونٍ أصفر يصيب العيون بعمىً ليس بوقتيٍّ..
حاول أن يخفي لوحة رسمه،
لكنه قرر الانتهاء،
لأن المشهدَ مكررٌ!".



#فوزية_اوزدمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية اوزدمير - لوحةٌ صامتةٌ ترسمها الضوضاء