أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل عبد الزهرة شبيب - لمن تكون الأولوية : السياسة أم الإقتصاد ؟















المزيد.....

لمن تكون الأولوية : السياسة أم الإقتصاد ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 12:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الموضوع جدلي يثير كثير من الجدل والاختلاف , فالبعض يؤيد بأن السياسة هي اولا , يتبعها الاقتصاد , وفريق آخر يرى عكس ذلك ان الاقتصاد له الأولوية وتتبعه السياسة . فلمن تكون الأولوية , للسياسة ام للاقتصاد ؟ وهل يصنع الاقتصاد السياسة ام العكس ؟
المؤيدون لأولوية السياسة على الاقتصاد يرون ان كل الدول المتحضرة تكون فيها السياسة في خدمة الاقتصاد وليس العكس ومثالهم في ذلك قيام الرئيس الأمريكي ( ترامب ) منذ وصوله الى البيت الأبيض بتسخير كل شيء في خدمة الاقتصاد الأمريكي , وكذلك تم الأمر في فرنسا والمانيا وغيرها من الدول . ونجد في دول اخرى مثل لبنان والعراق وغيرها من الدول تصر القوى السياسية فيها على تسخير الاقتصاد والمالية العامة في خدمة سياساتهم حيث يصدرون القرارات السياسية للحصول على الامتيازات المالية وغيرها لصالحهم على حساب الأغلبية ويصدرون القرارات السياسية الخاصة بتشريع القوانين التي تؤبد بقائهم في السلطة كقانون الانتخابات مثلا المفصل على مقاساتهم بهدف تهميش وابعاد القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية. كما يقومون بخصخصة المشاريع الحكومية لأن لهم فيها مصلحة ومنفعة , ويرفضون كل المبادرات الرامية الى اجراء اصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية لمعالجة الوضع المتأزم القائم لأنها تضر بمصالحهم وامتيازاتهم . كما ان القرار السياسي بإنشاء وكالة الاستخبارات الأمريكية جاء لحماية المصالح والشركات الأمريكية في الخارج . وان غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 كان في اعماقه لتأمين استمرار تدفق النفط , وسبق وان قال وزير الطاقة الأمريكي في السبعينات ( شليسنجر ) ان هدف امريكا هو احتلال منابع النفط في منطقة الشرق الأوسط .
فالقرارات السياسية يمكن لها ان تغير الوضع الاقتصادي للبلاد فمن خلالها مثلا يمكن تحويل نظام البلد الى نظام اشتراكي او نظام رأسمالي وبناء اقتصاد متقدم او متخلف والاعتماد على الاقتصاد الريعي او تنويع مصادر الدخل القومي , او قيام النظام السياسي بتأميم المصالح الأجنبية او تسليمها للاستثمار الأجنبي. ويمكن للقرارات السياسية ان تعزز من الديمقراطية او تقزيمها او تلغيها واقامة النظام الدكتاتوري وغيرها من الأمور التي يمكن للسياسة ان تقوم بها حتى في مجال العلاقات الخارجية . كما يمكن للدولة ان تقيم العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة او العكس. ويعرف الفريق المؤيد لأولوية السياسة بأن السياسة هي كل ما يحقق التطور للمجتمع من خلال ادارة شؤونه بحرية وان التوترات السياسية تؤدي الى توترات اقتصادية .
ان العديد من القضايا الاقتصادية ينظر اليها من زاوية المعتقدات السياسية مثل الضرائب واقتصاد السوق والخصخصة والملكية الخاصة وغيرها والتي تختلف بين المعتقدات الاشتراكية والرأسمالية .
اما بالنسبة للفريق الذي يعتبر الأولوية للاقتصاد على السياسة , فيرى ماركس في هذا المجال ان البناء الاقتصادي مسؤول عن التطورات والأحداث التاريخية وعن توجيه عمليات التغير الاجتماعي في المجتمع , ويرى ايضا ان أي تغير في البناء الاقتصادي يؤدي الى تغير في البناء الاجتماعي , بمعنى ان أي تغير في شبكة العلاقات الاقتصادية يؤدي الى تغير في شبكة العلاقات الاجتماعية وذلك انطلاقا من فكرة العلاقة بين البناء التحتي للمجتمع والبناء الفوقي فيه . وهكذا فالبناء الاقتصادي للمجتمع لا يحدد فقط البناء الفوقي الكلي بل ويشكله ايضا . أي انه يشكل التنظيم السياسي والقانوني والفلسفة والعلم والأخلاق ذاتها .
وبهذا الصدد يرى ( لينين ) ان ( السياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد ) ويعني هذا ان الاقتصاد يسبق السياسة دوما ويقودها ويوجهها نحو تحقيق مصالح الجماهير , مما يعني ان السياسة اداة من ادوات التنمية ولم يحدث ان انفصلت السياسة عن الاقتصاد , فكل منهما مكملا للآخر حيث هناك علاقة قوية بين السياسة والاقتصاد كون ممارسة العمل في مجال الاقتصاد تعتبر بمثابة الميدان الرئيسي للعمل السياسي , فالعديد من الممارسات الاقتصادية هي من صلب السياسة لأنها ذاتها تتأطر بمختلف الآراء السياسية وكذلك الأمر بالنسبة للسياسة حيث لا يمكن التعويل على السياسة دون وجود دعم اقتصادي قوي لها . فلا فصل للسياسة عن الاقتصاد ولا للاقتصاد عن السياسة وكلاهما وجهان لعملة واحدة وهذه هي حقيقة الأمر , فالاقتصاد يولد قرارا سياسيا والسياسة تولد قرارا اقتصاديا , ولا يمكن الفصل بينهما واذا انفصلا عن بعضهما شكلا هوة كبيرة في المجتمعات .
عند الحديث عن العلاقة بين الاقتصاد والسياسة وتأثير الأول الكبير على الثاني لا ينحصر الأمر في العلاقات الداخلية التي تنظم سلوك السكان بين بعضهم البعض وبينهم من جهة وبين مؤسسات الدولة من جهة ثانية , بل تمتد تلك التأثيرات كي تشمل تنظيم العلاقات الدولية ايضا . فالدور المركزي الذي تمثله العوامل الاقتصادية في اختيارات السياسة الخارجية لأن تنفيذ معظم السياسات يتطلب توافر الموارد الاقتصادية , ويحدد توافر تلك الموارد ما ان كان يمكن للدولة ان تكون مانحة للمعونة الخارجية ام مستقبلة لتلك المعونة , كذلك فالموارد تحدد قدرة الدولة على الدخول في سباقات التسلح ذات التكاليف الباهظة والتبادل التجاري او تحقيق فائض في ميزان المدفوعات . فالدول التي تعاني من ندرة الموارد لن تستطيع ان تلعب هذا الدور , ومن ناحية اخرى فإن توافر الموارد الاقتصادية لا يعني ان على الدولة ان تلعب هذا الدور . كما ان انخفاض العائدات المالية النفطية للعراق بسبب انخفاض اسعار النفط بسبب تفشي فيروس كورونا وبسبب سوء الادارة والاعتماد الكلي على اقتصاد وحيد الجانب وبسبب غياب الاستراتيجية الاقتصادية واعتماد نهج المحاصصة والطائفية قد ادى الى ارتفاع نسبة العجز في الموازنة الاتحادية واضطرار العراق الى اعتماد سياسة القروض الخارجية لسد العجز لتصل ديونه الى نحو 130 مليار دولار كبلت العراق واقتصاده وسياسته بالمؤسسات الرأسمالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين وخضوعه لشروطهما المجحفة .
يشير الباحث الأمريكي ( الان تورين ) في تناوله لارتباط الديمقراطية بالتحرر الاقتصادي حين يؤكد على ان ( اقتصاد السوق والديمقراطية السياسية وجهان لعملة واحدة , لأنهما يشتركان في الحد من السلطة المطلقة للدولة ...) . من الصعوبة فصل السياسة عن الاقتصاد فهما توأمان يكمل احدهما الآخر , فالسياسة وفي جوهرها هي الحكمة وحسن التدبير لتحقيق تطور المجتمع من خلال ادارة شؤونه بحرية وتأمين رقي الفرد . اما الاقتصاد فهو عملية تلبية الاحتياجات المادية الضرورية للمجتمع من خلال عملية الانتاج لتحقيق ازدهار وتقدم المجتمع . والسياسة هي القدرة على التكيف مع الواقع وفن التعامل مع الممكن من حيث الاقتصاد الملائم الذي يحقق هذا التكيف , فالسياسة والاقتصاد متلازمان يسيران خطوة بخطوة .
ومما لاشك فيه فإن للعامل الاقتصادي دور كبير في قيام الثورات والانتفاضات والاحتجاجات الشعبية ضد انظمة الحكم . كما حصل ذلك على سبيل المثال في روسيا القيصرية عام 1917 حيث قامت الجماهير الشعبية الجائعة وتدني اوضاع الفلاحين في الريف والعمال في المدن بالثورة اضافة الى اسباب اخرى . وكذلك كان للعامل الاقتصادي دوره في قيام ثورة العشرين في العراق وانتفاضة جماهير الشعب ضد الاحتلال البريطاني المحتل للعراق آنذاك . واليوم نجد ان للعامل الاقتصادي دوره في انتفاضة اكتوبر الشعبية التي انطلقت في اكتوبر 2019 بسبب معاناة الشباب من البطالة ومعاناة جماهير الشعب من الفقر والفقر المدقع وضعف القدرة الشرائية وتفشي الفساد الكبير واستحواذ الأقلية الحاكمة على اموال الشعب وخيرات العراق .
وكما قال نشيد الأممية : (( هبوا ضحايا الاضطهاد ... ضحايا جوع الاضطرار ..
بركان الفكر في اتقاد ..... هذا آخر انفجار .....))....
اذن لمن الأولوية للسياسة ام للاقتصاد ؟؟؟



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حققت السياسة المعتمدة في العراق حتى الآن نجاحا في اصلاح ا ...
- بمناسبة ثورة 14 تموز 1958 المجيدة : موقف الثورة من المرأة ال ...
- فقر , بطالة , تسول , فساد مالي واداري , أزمات متعددة في العر ...
- هل فشلت خطط التنمية في العراق في تحقيق التنمية القطاعية والم ...
- التراكمات الكمية في العهد الملكي في العراق أدت الى تحولات نو ...
- ما أسباب توقف الصناعة في العراق ؟
- بحوث أكثر لتنمية أفضل
- لماذا اعتبر العراق من اسوأ بلدان العالم في مستوى وجودة التعل ...
- الأحزاب السياسية والديمقراطية في العراق
- بمناسبة اليوم العالمي للسكان في 11 تموز / يوليو ( قتل السكان ...
- ضمان الودائع واعادة الثقة بالمصارف العراقية
- قراءة في كتاب : - قراءات في الاقتصاد والسياسة الاقتصادية الع ...
- ما العوامل الاقتصادية التي تمخضت عنها ثورة 14 تموز 1958 المج ...
- هل يوجد نمو اقتصادي حقيقي في العراق المتخلف اقتصاديا ؟
- ما أسباب الفساد المتفشي في العراق وما هي آثاره ؟
- ما الذي يمكن أن تفعله الاستثمارات الأجنبية للإقتصاد العراقي ...
- هل يشكل تعمق السمة الأحادية للاقتصاد العراقي خللا كبيرا؟
- في العراق غنى بالثروات الطبيعية يصاحبها تفشي البطالة والفقر
- بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات في الثالث من تموز / يوليو 2 ...
- السياسة الاقتصادية الاجتماعية المناسبة للعراق في رأي الحزب ا ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل عبد الزهرة شبيب - لمن تكون الأولوية : السياسة أم الإقتصاد ؟