أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ضمان الودائع واعادة الثقة بالمصارف العراقية















المزيد.....

ضمان الودائع واعادة الثقة بالمصارف العراقية


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 13:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سبق وان أعلن البنك المركزي العراقي في السابع من حزيران 2016 عن موافقة الحكومة على مشروع نظام الودائع وتأسيس شركة لضمان الودائع المصرفية الذي قدمه البنك .
فما الذي تعنيه شركة ضمان الودائع؟, وما أهميتها في اعادة الثقة بالمصارف وتحقيق الاستقرار المصرفي ؟
وماذا تعني الوديعة المصرفية؟
الوديعة المصرفية هي عقد يسلم شخص ما بمقتضاه مبلغا من النقود الى البنك الذي يلتزم برده عند الطلب أو وفقاً للشروط المتفق عليها. وتتميز الوديعة النقدية بخاصية جوهرية هي أن البنك يكتسب ملكية النقود المودعة ويكون له الحق في التصرف فيها لحاجات نشاطه الخاص على أن يلتزم برد مبلغ مماثل الى المودع .
وحسب ما أعلنه البنك المركزي العراقي فان رأسمال شركة ضمان الودائع المصرفية سيكون (100) مليار دينار تشترك فيه المصارف الحكومية والخاصة من خلال مساهمتها بنسبة محددة من رأس المال تودع لدى الشركة لضمان دفع مبالغ المودعين في حالة عجز المصرف أو تصفيته. وسيكون البنك المركزي ملزما بحماية الودائع من خلال تشريع قانوني لضمان حقوق المودعين والمستثمرين.
اذاً الهدف من انشاء شركة ضمان الودائع المصرفية هو لحماية أموال المودعين من الخسارة سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات في حالة تصفية أي بنك مرخص من سلطة النقد.
وسيكون لهذه الشركة أهمية كبيرة في تشجيع المواطنين على الادخار في المصارف بدلا من اكتنازها خارج المصرف مما يعرضها الى بعض المخاطر. وتشير التقارير الى أن الاموال المكتنزة خارج المصارف العراقية تبلغ أكثر من (30) تريليون دينار. ويعتبر تأسيس شركة ضمان الودائع حافزاً لإعادة الثقة بالمصارف بعد اهتزازها وتعرضها الى العديد من المشاكل مع المودعين بسبب تلكؤها كما حصل مثلا بعد افلاس مصرفي البصرة والوركاء الاهليين. وهذه الخطوة التي أقبل عليها البنك المركزي , ولو جاءت متأخرة ,.هي في الاتجاه الصحيح لبناء جهاز مصرفي رصين يحظى بثقة المودعين من خلال حماية حقوقهم وتشجيع المواطنين على الايداع في المصارف بدلا من بيوتهم .
نظام ضمان الودائع تأريخياً :
لم تكن ولادة هذا النظام اليوم وانما كانت مدينة نيويورك الامريكية هي أول من شهدت ظهور أول نظام لضمان الودائع عام 1829 ثم تبعتها عدة ولايات . غير أن جميع أنظمة ضمان الودائع قد انتهت في نهاية القرن التاسع عشر وذلك لعة أسباب منها :
1. قلة رأس المال .
2. نقص السيولة .
3. رداءة المواسم الزراعية والازمات المالية المتلاحقة.
ما أدى الى افلاس العديد من المصارف في ظل عدم وجود مقرض أخير حيث أن البنك المركزي الامريكي لم يكن قد أنشأ بعد. وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت هذا النظام على مستوى الولاية , ولكن جيكوسلوفاكيا السابقة التي تم تقسيمها لاحقا الى دولتين تعتبر أول دولة أقامت نظاماً متطوراً لضمان الودائع والقروض على المستوى القومي عام 1924 .
في عام 1933 صادق الكونجرس الامريكي على قانون المصارف لمعالجة السلبيات في النظام المالي الامريكي وفشل كثير من المصارف وافلاسها في فترة الفساد الكبير , وبموجب القانون أنشأت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع عام 1934. وفي عام 1960 أنشأت تركيا صندوق تصفية المصارف, وأقامت ألمانيا ذلك عام 1974 بعد انهيار مصرف ( هيرشتات ). أما بريطانيا فأنشأت نظام لحماية المودعين عام 1979 بعد حصول أزمات مصرفية حادة فيها . وبالنسبة لإيطاليا أقامت نظاما لحماية الودائع في الثمانينات , لحقتها فرنسا عام 1985 عقب انهيار البنك الفرنسي السعودي .
وفيما يتعلق بالعالم العربي تعتبر لبنان أول دولة أنشأت نظام لحماية المودعين . وأنشأت البحرين مجلس حماية الودائع عام 1933 ثم السودان عام 1996. أما الاردن فأنشأ مؤسسة ضمان الودائع عام 2002.
وهذا يعني أن أنظمة ضمان الودائع المصرفية هي نظم حديثة العهد .
مهام مؤسسات ضمان الودائع المصرفية :
من وظائفها:
• حل مشاكل الفشل المالي الذي قد تتعرض له المصارف .
• تحقيق استقرار النظام المالي والمصرفي .
• العمل على حماية حقوق المودعين .
ان وجود جهاز مصرفي قوي ومتطور قادر على تحقيق اهدافه الاقتصادية والاجتماعية ,هو الجهاز القادر على كسب ثقة جمهور المودعين ويكون ذلك من خلال قدرته على حماية الودائع المصرفية .وان توفير الحماية للودائع سيحفز الايداع وبالتالي توفير السيولة النقدية لدى المصرف والتي من خلالها يستطيع ممارسة نشاطه وتحقيق أهدافه .كما أن معدلات الودائع في الجهاز المصرفي تشكل أحد البنود اللازمة لدعم الاستقرار المصرفي , فالودائع المصرفية هي ديون على المصارف واجبة التسديد وان أي خطر يهدد هذه الودائع والثقة فيها يشكل تهديدا مباشراً للنظام النقدي ,لذلك ظهرت الحاجة الى وجود نظام لضمان وحماية الودائع .
ان تأسيس البنك المركزي لشركة ضمان الودائع المصرفية خطوة ايجابية لكن مباشرته العمل تحتاج وقتاً وآليات محددة. وتبرز هناك عدة أسئلة بحاجة للتوضيح من قبل البنك المركزي :
1. هل يترتب على المودع اي رسوم تأمين أو ضمان ليستفيد من خدمة الضمان التي تقدمها شركة ضمان الودائع ؟
2. ما هو سقف تغطية كل حسا ب .؟ هل يتم تغطية كل حساب المودع مثلا أم جزء منه, علماً أن هذا السقف يختلف بين مؤسسات ضمان الودائع في الدول المختلفة وحسب رأس المال المكون للشركة .
3. ماذا لوكان لشخص ما عدة حسابات في بنوك مختلفة داخل البلاد , فهل يتم تعويضه عن حساباته كلها من هذه البنوك ؟
4. وماذا لو كان لشخص ودائع في فروع مختلفة لنفس البنك؟ فهل سيعوض من قبل كل الفروع ؟ .
5. ماذا لوكان الشخص المودع غير عراقي لكنه مقيم في العراق وله حساب بنكي في أحد البنوك العاملة ؟
6. لغرض مواجهة التحديات التي قد تواجهها شركة ضمان الودائع, هل توجد في الشركة دائرة للتدقيق الداخلي تتمتع بكافة الصلاحيات للاطلاع على سير عمل الشركة ورفع التقارير الى لجنة التدقيق المنبثقة من مجلس ادارة الشركة وتقترح الاجراءات الواجب اتخاذها في حالة وجود مخالفات لأحكام قانون الشركة والقوانين الاخرى النافذة .
7. ينبغي أن تكون آلية تعويض المودعين آلية واضحة وشفافة بعيدا عن الفساد , اذ حتما سيبرز من يحاول تقريب بعض الاسماء لتعويضهم دون اسماء أخرى مقابل بعض المال. فهل تم وضع آلية لذلك بعيداً عن الفساد ؟
8. هل الودائع الحكومية في المصارف الحكومية أو الاهلية مشمولة بهذا النظام ؟.
تواجه البنوك العديد من التحديات وأهمها تحقيق متطلبات الاستقرار المصرفي الذي يمثل خطوة مهمة بين الاهداف الاقتصادية والتنموية مما يدعم النمو الاقتصادي والمنافسة وزيادة الكفاءة والفاعلية المصرفية والاقتصادية, وستكون مباشرة شركة ضمان الودائع المصرفية بالعمل حافزاً لإعادة الثقة بالمصارف وتحفيز المواطنين على ايداع اموالهم في المصارف والذي سينعكس على توفير السيولة النقدية لدى المصارف والتي تساعدها على العمل وتحقيق أهدافها .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب : - قراءات في الاقتصاد والسياسة الاقتصادية الع ...
- ما العوامل الاقتصادية التي تمخضت عنها ثورة 14 تموز 1958 المج ...
- هل يوجد نمو اقتصادي حقيقي في العراق المتخلف اقتصاديا ؟
- ما أسباب الفساد المتفشي في العراق وما هي آثاره ؟
- ما الذي يمكن أن تفعله الاستثمارات الأجنبية للإقتصاد العراقي ...
- هل يشكل تعمق السمة الأحادية للاقتصاد العراقي خللا كبيرا؟
- في العراق غنى بالثروات الطبيعية يصاحبها تفشي البطالة والفقر
- بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات في الثالث من تموز / يوليو 2 ...
- السياسة الاقتصادية الاجتماعية المناسبة للعراق في رأي الحزب ا ...
- بمناسبة ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران: من أهازيج ثورة ا ...
- هل النفط والغاز هما ملك الشعب العراقي حسب المادة ( 111) من ا ...
- ما الذي أدت اليه سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة للانتقال ...
- ما هي معوقات الاستثمار في العراق ؟
- ما أسباب انتشار الفقر والفقر المدقع في العراق الغني بثرواته ...
- بمناسبة ذكرى 101 سنة على ثورة العشرين في 30 حزيران 1920 - 20 ...
- ما التحديات التي تواجه حركة التحرر الوطني العربية ؟
- بمناسبة الذكرى 101 لثورة العشرين ( 30 حزيران 1920 – 30 حزيرا ...
- لماذا تتميز تجارة العراق الخارجية بالضعف البنيوي ؟
- هل الصناعة العراقية قادرة على تحدي المنافسة الأجنبية ؟
- ألا ينبغي تغيير السياسة الاقتصادية للعراق ؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ضمان الودائع واعادة الثقة بالمصارف العراقية