أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آصف ملحم - مرتزقة تركيا ... أرقام على قوائم الموت!














المزيد.....

مرتزقة تركيا ... أرقام على قوائم الموت!


آصف ملحم
باحث وكاتب

(Assef Molhem)


الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 04:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكرر تركيا-أردوغان نفس أخطاء جيرانها، بل تكرر الأخطاء، التي ارتكبتها بنفسها في الأمس القريب، في تعاطيها مع القضايا الإقليمية والدولية؛ و يبدو أن أردوغان لم يتعلم من أخطاء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي استغلته الولايات المتحدة لمواجهة إيران؛ كما أنه لا يريد التعلم من أخطائه أيضاً، عندما انخرط مع الغرب في مواجهة سورية، ليتبين فيما بعد أنه كان مجرد مطية لتمرير المشاريع الأمريكية الهادفة إلى تمزيق المنطقة وإضعافها.
يدور الموضوع حول توارد الأنباء عن نية تركيا إرسال مجموعات من الإرهابيين الذين تحتضنهم على الأراضي السورية إلى أوكرانيا وتحديداً إلى منطقة الدونباس لمواجهة القوت الروسية هناك. وهذه الأنباء إن تأكدت ستضع العلاقات التركية الروسية أمام خيارات وتحديات صعبة؛ إذ كيف يمكن لتركيا تحقيق هذ التوازن الصعب بين تأييد روسيا في سورية ومواجهتها في أوكرانيا. والسؤال الأهم: ما هي مصلحة تركيا في دخول المستنقع الأوكراني؛ حيث تتصارع إرادات ومصالح دول عظمى؟
لم تخفِ تركيا معارضتها للاستفتاء الذي جرى في شبه جزيرة القرم، وقد عبر عن ذلك الرئيس أردوغان نفسه في أكثر من مناسبة. كما أن تركيا أدانت ضم روسيا للقرم و تدعم الرئيس زيلينسكي في موقفه من انفصال محافظتي لوغانسك ودانيتس في الدونباس.
إذا كان بالإمكان فهم الموقف التركي بإرسال قوات تركية إلى إقليم ناغورني-كاراباخ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، فإنه من الصعوبة بمكان فهم ماهية الموقف التركي في أوكرانيا! فبعض الباحثين عزا الأمر إلى عدم تأييد التتر للاستفتاء، إلا إن التتر لا يشكلون سوى 0.55% من مجموع السكان، بل إن جميع القوميات ذات الأصول التركية لا تشكل أكثر من 1%.
قدّم أردوغان نفسه، في سورية، كمدافع عن المسلمين السنة، لذلك كانت معظم الجماعات المسلحة التي حاربت في سورية تميل في ولائها لتركيا؛ فكيف يمكن أن يقدم نفسه في أوكرانيا؟
فإذا كانت القضية مرتبطة بالأحقاد التاريخية التي تعود إلى الحقبة العثمانية؛ فهل بمقدور تركيا تحمل تبعات المواجهعة مع روسيا؟!
تشير العديد من المصادر إلى أن الاتراك لا يعتبرون شبه جزيرة القرم روسية أو أوكرانية، بل تركية، حجتهم في ذلك هي أنها كانت تقع تحت سيطرة الأتراك حتى نهاية القرن الثامن عشر في فترة الحكم العثماني. كما أن أردوغان نفسه يعتبر أن روسيا انتزعت القرم بشكل ظالم من الامبراطورية العثمانية في عام 1783.
ولكن هل إرسال بعض المقاتلين إلى هناك سيساعد تركيا على استعادة شبه جزيرة القرم؟ الجواب بالتأكيد لا، وسيلقى هؤلاء المقاتلون المصير تفسه الذي لقيه سابقوهم في سورية!
بالطبع، قد تعول القيادة التركية على العامل القومي، باستثمار علاقاتها بالقوميات القفقازية، التي لا تخفي ولاءها لتركيا، فمنطقة القفقاز قريبة جداً من الدونباس، إلا أن هذا السيناريو سيكون خطيراً جداً. علاوة على ذلك فإن هذه الإثنيات متعايشة مع بعضها البعض بسلام منذ مئات السنين، فمن الصعب جرها إلى هذا النوع من الحروب.
نعتقد أن الغرب، كعادته، سيستغل تركيا في حروب جانبية مع روسيا بهدف إضعاف روسيا. لذلك على القيادة التركية مناقشة الموضوع مباشرة مع روسيا، أو بإشراك أطراف ثالثة، إذا كانت تعتقد بأن لها حقوق تاريخية في أوكرانيا أو روسيا؛ إذ أن زعزعة الاستقرار في منطقة حوض البحر الأسود ستؤدي إلى إدخال المنطقة إلى حروب طويلة الأجل، الخاسر الوحيد فيها هي شعوب تلك المنطقة.
بناءً على ما تقدم، فإننا نعتقد أن إرسال تركيا مقاتلين إلى أوكرانيا سيكون خطأ استراتيجياً فادحاً. لذلك يجدر بالإدارة التركية إعادة النظر في حساباتها السياسية، كما أننا ندعوها إلى تصحيح سياستها الخارجية والحفاظ على علاقات ودية مع جيرانها، فهو الطريق الوحيد لضمان أمنها.
ختاماً ... نتمنى للشعب التركي الصديق ولجميع شعوب المنطقة والعالم السلام والخير، فالحروب والصراعات لن تجر سوى إلى هدر المزيد من دماء الأبرياء، وليبيا وسورية واليمن هي شواهد حية على ما نقول.



#آصف_ملحم (هاشتاغ)       Assef_Molhem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكسر منتدى سان بطرسبورغ جليد الجمود الاقتصادي الدولي؟!
- الدور الغربي في تأخير نهضة القارة الأفريقية!
- دور روسيا في تعزيز التآثر الثقافي بين شعوب العالم!
- عندما تنتصر البلادة السياسية؟!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آصف ملحم - مرتزقة تركيا ... أرقام على قوائم الموت!