أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد بوصاد و محمد بوغابة - شعرية الترجمة. ممارسة في البهجة والنمو والسيادة أنا لسان الآخر: المرأة المُتَرجِمة (كلاوديا سييريش)















المزيد.....



شعرية الترجمة. ممارسة في البهجة والنمو والسيادة أنا لسان الآخر: المرأة المُتَرجِمة (كلاوديا سييريش)


رشيد بوصاد و محمد بوغابة

الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


اللقاء الدولي الثامن للكاتبات (المغرب - 2018) تكريما لفاطمة المرنيسي - تطوان،
من 25 إلى 29 أكتوبر، 2018

شعرية الترجِمة.
ممارسة في البهجة والنمو والسيادة

كلاوديا سييريش | فينيزويلا
المائدة المستديرة رقم 5 | أنا لسان الآخر: المرأة المترجمة

XIII EIDE Marruecos 2018 En honor a Fátima Mernisi –
Tetuán, del 25 al 29 de octubre, 2018.
Una poética de la traducción.
Ejercicio en el regocijo, el incremento y la soberanía
por Claudia Sierich | Venezuela
Mesa redonda Nro. 5 | Soy la lengua del Otro: la mujer traductora

الفهرس
• الكلمات المفتاح والملخص
• مقدمة
• عن البهجة السرية وعن الآخر
• حول منطق النمو، ومنطق السفر في الآخر/ سفر الآخر
• السيادة، والزمن، والترجمة
• لائحة المراجع. بيبليوغرافيا
• نبذة عن المؤلفة



الكلمات المفتاح:
قصيد، لغة مميزة، لعب بالكلمات، لغة، ترجمة، إبداع، ذاكرة وحلم، إيروس وهوميروس، روح، كلام، عبر اللغات وتعدد اللغات، اللعب ودلالته (الممكنة)، سفر الآخر والسفر في الآخر.

ملخص
إن هذ المقال، الذي تمت كتابته من أجل "اللقاء الدولي الثامن للكاتبات بالمغرب 2018" (XIII EIDE) المائدة المستديرة 5 "أنا لسان الآخر: المرأة المترجمة"، يعرض قراءة حميمية للقصيدة النثرية التي تحمل عنوان Sombra de Paraíso (ضل الفردوس) (Sierich: 2015). ففيه تٌعرض جولة خاصة حول ما يفوق ال 250 من بعض المقتطفات والأقوال المأثورة و المينيمالية ، كما تعرض بعض من أجزاء الديوانين الشعريين dicha la dádiva (غبطة الهدية) (Sierich: 2012) و Imposible de lugar (مكان مستحيل) (Sierich: 2008) . هذه الأعمال تشكّل ثلاثية متباينة تدور أطوارها، على وجه التحديد، حول موضوع العمل الذي تم اقترحه. كما تعد هذه الجولة، نتاجا لدراسة هجينة وراديكالية تستكشف، دون إسهاب، العلاقة بين الهذيان والتبصّر الذين تتيحهما الكلمة، وبين الكتابة والإبداع والفكر والترجمة. وفي هذا الصدد، يَتَمَوقع عمل المرأة المترجمة بين الحدود المتنقلة للكلمة وبين سبر اغوار مجالاتها الأولى، حيث تبحث عن لغة الأخر، الشيء الذي قد تجده، عن طريق معبدة بأسلوب محكم، تصنع من خلاله المعنى وما يخالفه من عتبة جد مميزة. كما أن الحركة الخاصة للغات، والعواطف التي تنتجها، تحث على العبور الحسي والانعكاسي من أجل التوصل إلى ترجمة شاعرية غير عادية وكذلك لانتقاد الواقع.


مقدمة

ما هي النظرية؟
فُرجة. مسرح ساطع.
شعر خالص.

انطلاقا من هذه الأبيات التي تُشَكل بوابة الدخول إلى أحد دواويني الشعرية وفي خضم التوتر الذي ينتج عنهما، أود أن أقدم هذا المقال الحر، الذي يهدف إلى تقريبنا من الفعل الترجمي - من المرأة كمترجمة، كلغة الآخر، وأضيف، كلغة الأخر-من منظور اختباري وبالتأكيد من منظور ذاتي أيضًا، كبروتوكول تجريبي.
قبل كل شيء، فأنا أفهم هاتين الوظيفتين، وظيفة العمل كامرأة مترجمة ووظيفة التعرف ومعرفة لغة الآخر /الأشياء الأخرى، كوظيفتين تشيران بطريقة أساسية وفريدة للشعر كلغة مميزة، لأن تلك الوظيفتين تتمظهران في صعوبات بالغة تشكل تحد صعب في الشعر. في حين أنّ هذا المجال اللغوي يفتح إمكانية أكبر لتوسيع آفاق اللغة (اللغات)، وبالتالي تحقيق المعرفة والإبداع. هذا المقال الذي أقترحه وأضعه صوب النقاش، يتحدث عن الترجمة وعن لغة الآخر أو الأشياء الأخرى من المنظور الراديكالي للشاعرة. في الوقت نفسه، يعتبر بمنزلة تكريم للغة التي يتم فيها كتابة هذه الأسطر الناتجة والناجمة عن ممارسة دؤوبة في ثلاث مجالات تتلاقى وتتشابك إلى درجة لا يمكن فصمها تقريبًا: الترجمة الفورية للمحاضرات وترجمة الشعر الغنائي والكتابة الإبداعية. هنا، يعرض المقال بعض النظريات المتناثرة في نصوص شعرية تم جمعها في دواويني الثلاثة و المعنونة: Imposible de lugar و dicha la dádiva و sombra de paraíso التي نُشِرت في كراكاس، فنزويلا، بين عامي 2008 و 2015.
أقترب من هذا المجال المعرفي الفسيح بطريقة مُجزأة وشعرية، ودون وضع حدود نهائية لأنني أجدها الطريقة الأكثر فاعلية لمعالجة هذه المسألة التي لا حدود لها (لا حدود لها بكيفية نهائية، كاللغة نفسها وكالذاكرة اللتين لا تنضبان). في هذا السفر أحاول إلقاء الضوء على بعض المسائل دون حذف الأخطاء والمفارقات المطروحة، وأطلق العنان لبدائع اللغة وإنتاجاتها. هذا التكريم يتوكأ على الإعجاب باللغة الإسبانية، على المعرفة التي تتضمنها وتبرزها قواعدها الخاصة وعلى الالتزام الأخلاقي والجمالي العاليين الذي تتطلبهما الوظائف المذكورة أعلاه. هذا يشمل، بالطبع، اللغات الأخرى في العالم التي تنظر إليها الشاعرة من اللغة الإسبانية، أو التي تقترب منها في التفاتة عكسية: هنا تدخل اللغات التي لا تعرفها، والتي تتسلل إليها، على أية حال من الأحوال حال، لتتعامل معها باحترافية، وتستخدمها شخصيا، وكذاك التي تبدع فيها. بالنسبة لي شخصيا، اللغات السائدة هي الإسبانية كلغة أصلية والألمانية كاللغة الأم. عموما، أفهم اللغة ككيان في حالة طوارئ دائمة، تتألف من أجزاء لا حصر لها من بدائع اللغة حيث تظهر من جديد معاني أخرى. اللغة هي كيان منفتح حيث أنه يستقبل الأجانب أيضًا، الكلمات المهاجرة التي تصول وتجول في الحدود المتنقلة للغة، في حين تعيش "الكلمات المحلية" هي الأخرى في تنقل. لهذا السبب، أفهم اللغة على أنها الشيء الآخر، الشيء المجهول دائما، مجهول كحلم غريب يحدثنا عن شيء نعلمه دون أن نعلمه، دون أن نعلمه بشكل مطلق، الشيء الذي يضل مجهولا إلى حد كبير، كأرض قاحلة وجب حرثها مرارا وتكرار لكي نجعل منها، ربما، مكانا نأوي إليه.

حول البهجة السرية والشيء الآخر

وبعد، أود أن أبدأ بملاحظة مستمدة من تجربة شخصية كانت مفاجئة بالنسبة لي، قمت بإدراجها لاحقاً في دواويني الإثنين. سأتحدث عن الأحلام، لأن الأحلام تندرج في نطاق الأشياء الأخرى التي توجد بين الأماكن التي يصعب التحكم فيها. هي أماكن أرغب في سبر اغوارها، فضلاً عن الذاكرة غير المستقرة، والروح واللاوعي كمساحات ربما تسبق الألفاظ، أو أماكن غير محددة لما قبل الوعي، حيث تبدأ اللغة بالظهور، وتولد كلمات، وتنبثق معان أو معان ممكنة. هنا يولد التفكير كعاكس، وكذلك كمحول، كخالق وكمبدع. سيتم تقديم المشاهد السالفة المذكورة على خلفية الحقيقة التي قمت بالتأكد منها وهي أن أحلامي ليست لها لغة معينة. عندما أحلم، فأنا عادة لا "احصل" على أصوات يمكن استعادتها، ولا كلمات ولا حروف ولا محادثات، على الرغم من أن ذلك كله يشكل جزء من حياتي اليومية المهنية (وبالطبع الشخصية)، كمترجمة فورية للمحاضرات ومترجمة مكوَّنة، وعلى الرغم من أن هناك تنكشف وتتحلل الحياة، أي أن هناك تمر تجارب بين العديد من اللغات. بشكل عام، نحن نشارك باستمرار في مسائل متعلقة باللغة. لا توجد تجربة لا يمكن التعبير عنها بشكل من الأشكال اللغوية، على الرغم من أنها قد تمر بتجارب أخرى غير لغوية، كالاستماع إلى قطعة لأوركسترا موريس اوهانا أو النظر إلى لوحة فنية لبريسيادا أزانكوت أو تذكر حلم راودنا. تتسرب التجربة عبر الكلمة، عندما نريد التطرق إليها ومشاركتها.
تجدر الإشارة إلى أنني سُئلت في العديد من المرات: "إذا، في أي لغة تحلمين؟ / (يتفوهون بكلام ما. / هل سمعتي صوته؟/ و بعد الاستيقاظ تخرج الكلمات من صمتها. / نبدأ من جديد غير مسلحين، مجبرين على استعمال اللغة. / نقوم بالمجهود المفروض علينا) .بهذا أُدرك تجربة تتخذ منحى آخر : عندما نتمكن من تذكر الأحلام التي راودتنا ونحن نيام و نكتبها في المفكرة أو نرويها لشخص ما، فإن هذه العملية تشكل في حد ذاتها ترجمة مادة ما أو أداة، وبدون أدنى شك، يتضمن تدخلًا لا نستطيع التأكد من دقته.

الآن، وأنا بصدد المراجعة، وجدت أنه في مناسبتين فقط حدث أنني حلمت بالكلمات، وكان ذلك باللغة الإسبانية. يتضمن ديوان dicha la dádiva واحد من مشاهد الحوارات مع محاور “غير مرء" أو غير محدد المعالم، وقد جاء في ذلك المشهد ما يلي: "هذا الصباح. / هذه الكلمات لوحدها. / ثم فتحت عيني في هذه اللغة وبدأت بالاستيقاظ. / كما أن الدموع تتلاشى عند حلول المساء" . بالفعل، في صباح باكر وصامت، سمعت بوضوح هذه الكلمات الدقيقة (هل يوجد الصمت؟) في الوقت الذي كنت أعمل فيه على الديوان الشعري في كاراكاس، لم تكن هنالك صور في ذلك الحلم الغريب. كنت ما أزل نائمة، أيقظني ذلك الصوت باللغة الإسبانية، ثم تمكنت من تذكر هذا المزيج من الكلمات. من ناحية أخرى كتبت في الجزء " Hybris II " من ديواني النثري Sombra de Paraíso حلما ليليا قديما . له علاقة بالفعل الترجمي وارتباطه بالموت والولادة من جديد (الموت الشبيه بفقدان المعنى وإمكانية ظهوره من جديد بشكل متغير و في مكان آخر)، فإن نسيجا خلابا و دراميا يتداخل مع مناظر طبيعية متناقضة وعناصر من عصور تاريخية مختلفة. هنا يُطرح لغز حياة أو موت وجب فكه. ظهر المفتاح دون أن نعلم، في الحقيقة، ماهيته: كلمة لا أساس لها من الوجود. فك اللغز يفتح المجال للاستمرار في الترجمة والتجاوب مع الآخر. من الغريب أن نحلم بالإسبانية، بكلمة يفترض أنها غير موجودة: "سيمري". وفي وقت لاحق، شرعت في البحث عنها، واستطعت أن أجد أن "سيمري" كان ملكًا لإسرائيل قرونا قبل الميلاد، كان قد حكم لمدة سبعة أيام، الشيء الذي يعني أن هذه الكلمة هي اسم علم. وزيادة على ذلك، فإن "سيمري" كانت تعني وحدة قياس تنتمي لزمان ومكان مختلفين. كان المصطلح يستعمل في اللغة الألمانية القديمة للدلالة على مفهوم "السلة"، التي كانت تستعمل لقياس كميات مهمة من الحبوب أو من الجنجل. يمكن أن نعتبر ذلك دليلا غير ملموس على أن الكلمات جميعها موجودة في مكان أو زمان ما. يمكن أن نشعر بكل واحدة من تلك الكلمات أو اعتبارها حقلا من الأصوات ومن الإيحاءات ومن الذاكرة (ضائعة، تائهة، متنقلة، مستعادة)، كل كلمة هي كنز من المعاني الممكنة وجب اكتشافها من جديد.
يمكن للأحلام أن تكشف شيئا من العلاقة الحميمة (بكل ما تحمله الكلمة من معنى) التي نربطها مع اللغة، أو بالأحرى، التي تربطها اللغة معنا. من المهم بمكان دراسة العلاقة الحميمية التي تربطنا باللغة أو اللغات، خاصة عندما تكون هذه الاخيرة هي أداتنا الاساسية في العمل وفي الحياة بمعناها الأوسع والأفسح. إن تسليط الضوء على هذه العلاقة يمكن أن يشكل خطوة من أجل تحقيق هيمنة مطلقة، وحرية أكبر قد تشكل، أمام أو بجانب الأشياء الأخرى، هويات عابرة وهشة.
هل تتحكم باللغات؟ اللغات هي التي تتحكم بك. مقاومة إغراءات الكسل. لأن عقلي كسول. إنه حيوان اعتيادي... إنه ليس شيئا نمتلكه، بل هو شيء يمتلكنا، إنه الامتلاك غير المرئي، عدونا المتمرن يخترقنا...يحلم الشاعر في تروكاديرو. أن تكون في مكان غريب يزيد من حدة الحواس. سأتمرد. يحدث باستمرار، أشعر به أمامي مراراً وتكراراً. ثم يجلس علي. بين مهووسة ومملوكة، ربما أستطيع امتلاكه.

عندما نضع بروتوكولات لتجربتنا الخاصة مع لغاتنا وعند ممارستنا للترجمة نعي جيدا أننا لا نتحكم باللغة، بل هي التي تتحكم بنا، على أية حال، تنشأ علاقة ثنائية الاتجاه، لأن اللغة تفرض علينا قواعدها، وبالتالي فإنها تفرض أسلوبا معينا لاستيعاب وفهم العالم، هي أساليب نستطيع اتباعها أو ربما مخالفتها. في المقام الثاني، نجد أن عمليات الترجمة وصياغة البروتوكولات تساعدنا على معرفة كيف ولماذا تتحكم اللغات بنا، وبهذا من توسيع وعينا اللغوي. لا يجب التغاضي عن هذه التأملات الباطنية التي تكون أحيانا نادرة أو خاصة جدا (في المدارس و الجامعات لا يتم تدريس جميع اللغات، و لا يتم النشر ولا الترجمة في جميع اللغات) لا يجب أن نغفل: الشكل الخاص حيث نتواجد الآن في حالة (wortfühlig) ، إذا استعملنا المصطلح السعيد الذي أوجده الشاعر الألماني رونر كونزا عندما اعترف بعاطفته أمام الكلمات، التي لا غنى عنها للحصول على ترجمة ذات نتائج جيدة و مثرمة في الوقت نفسه. إذا أردنا تنفيذ هذه الخطوات، إذا أردنا أن نمر ونحدد مسارا، فسيكون علينا التدقيق أثناء القراءة أو الاستماع أو العمل على مضامين نص ما. هذا يفترض الحفاظ على المسافة: الابتعاد عن كل لغة لنكون قادرين على رؤيتها والإعجاب بها ومد مجسات لكي تتحقق لنا الدهشة والمفاجأة، وتظهر لنا معجزتها، هذه المعجزة التي لا نستطيع إدراكها إذا ما أخذناها كحقيقية "طبيعية" وكهوية ثابتة (الهوية في حد ذاتها، والهوية في علاقتها مع كينونتنا). لقد أشرت إلى أن اللغة الإسبانية على أنها لغتي الأصلية، وليست لغتي الأم (التي هي الألمانية). اللغة الإسبانية تتميز برنتها وإيقاعاتها وسرعاتها وعناصرها الصوتية والنحويّة والصرفية التي بدورها تميزني. كل لغة تشكل، إذن، نمطا معينا بكاريزمتها وهباتها وخدماتها المجانية التي تقدمها لمجتمعها اللغوي.


يقدمون لي طرقا لفهم الزمن. يجبرونني. يؤثرون على نبضي، وعلى تصرفي. اللغات لها سرعاتها الخاصة. ماذا عن اللغات التي لا تتوفر على أي أسلوب للتعبير عن المستقبل؟ في الاسبانية لدينا ذلك. ستمطر. لكن يمكننا القول أيضًا: ستمطر غدًا. تمطر في الوقت الحاضر.

إننا كمترجمات نعيش بين اللغات. هذا يعرضنا لمسرح سري خاص جدا: أثناء الانتقال من قصيدة لأخرى (انتقال القصيدة من لغة لأخرى أو حتى مجرد قراءتها) يحدث سيناريو فريد في قرارة أنفسنا لا يستطيع الكثيرون أن يلاحظوه، أو حتى استشعاره، لأنهم لا يعرفون أكثر من لغة واحدة، ولأنهم لا يمتلكون هذا المزج المميز بين اللغات، وكذلك لأنهم لا يمارسون الترجمة. إنني أشير على وجه التحديد إلى ترجمة القصيدة، لأن ترجمة الشعر ربما هو الأسلوب الأكثر راديكالية للتفكير (في) اللغات، لأنها تشكل نفسها من نقدها الحاد، وليس من نقد ما هو واقع. وأقصد هنا القصيدة
لأنه بطريقة ما، فإن القصيدة هي بحد ذاتها ترجمة. من أي لغة إلى أي لغة أخرى؟ من يقول ما يقول؟ ولمن يقوله؟ لا يمكن فصمهم: القصائد، والقراءات، والترجمات، والقراءات.

أنا أنسب للشعر حقيقة أن كل نص/ قول هو في حد ذاته ترجمة، وأصر، لأن التلاعب الكبير بالألفاظ يعزز إلى أقصى درجة، العمليات الترجمية التي تهمنا في هدا السياق. إذا كانت القصيدة تشكل محاولة لوضع حد أقصى من الاستبطان في اللغة، فإن ترجمة القصيدة تكرر نفس الشيء بشكل غير متساوٍ في نوع من التقعير .(mise-en- abime) يحدث أن المترجمة، في قرارتها، تكون معرضة لاحتكاك اللغات التي تتدخل في حياتها و عملها، سريعا ما تظهر مخلوقات غير متجانسة في عبورها الصامت (صامت فقط ، لأنه لا يمكنك سماع الفكرة التي تنتجها اللغات وبين اللغات، الشيء الذي نحاول التطرق إليه الآن). هذه المخلوقات التي تطل من عمق الكلمات تتداخل مع بعضها البعض لتشكل مستقبلا لروحنا المكوَّنة من الألفاظ. يمكن القول إن الكلمات وتداخلها، وتراكيبها في عبورها الترجمي، من منطقة بدون لغة وغير محددة جيدا، تتحول إلى شخصيات أخرى، وحوش صغيرة، مخلوقات عجيبة، شخصيات نابضة ومثيرة في مسرح غير مرئي:
في هذا الاختلاف اللغوي -المتوافق داخليا- تنكشف حكايات ذات لغز خاص على هامش النص الشعري الذي أنا بصدد ترجمته. هذه الحكايات لا تنتهي، وإنما تتأرجح، حيث تظهر كلمات/شخصيات من هذا الجانب ومن ذاك. في الإسبانية، القمر مؤنث والشمس مذكر. أما في الألمانية فيحدث العكس، يتم تزييف الصفات والإيماءات، تظهر صولسون وموندلونا تتأرجح على أرجوحة معلقة في الفراغ. أمور مستحيلة تتراقص لي لبرهة، أدفعها في جنتها حتى أفصلها عن بعضها وأجعلها تظهر منضبطة في الجهة الأخرى.

بهذه الطريقة، فإن الجمل واللاعب بالكلمات، الكلمات عند سماعها وقراءتها تتصرف كوحوش تطرح أسئلة (كلامية)، كما يعبر عن ذلك الشاعر الكوبي خوسيه ليزاما ليما بضحكته العريضة والجدية. يحدث أنه، في هذه الظروف، لا نختبر ولا نتعرف (أو نعرف) على (تركيبات) الكلمات فقط كما لو كنا ننظر إليها من الأمام، أو كما لو كانت مجرد مساحة مسطحة خالية من الأبعاد المتزامنة مع متجهاتها التي توجه انتباهنا إلى اتجاهات متنوعة، أي إلى معان. على العكس من ذلك، فهناك غيوم من المفاهيم وأصداء عابرة للغات وبين النصوص في جناس يجعلها تصدر صريرا، وتتناقض في عمليات ذهنية سريعة ومتعددة نحن مدعوون إلى تولي زمامها. يضيء (بوضوح مذهل، إذا أمكن القول) هذا المسرح الهائل الذي يبدو فارغا في محتواه -وذو إمكانيات نظرية عالية- الذي من خلاله وجب اتخاذ قرارات مناسبة. في خضم هذه المفارقات التي أثيرت، مع ذلك، قد تتحقق لنا رغبة الشاعر الأرجنتيني روبرطو خواروز، حين يقول إنه عندما نستطيع خلق مكان ما، فإن ذلك يعبر عنا كذلك، في هذه الحالة، ترقد قصيدته المترجمة في سريرها اللفظي الجديد:

أحيانا أرى بعض الكلمات، أشعر وكأنني أمام إحدى لوحات بيكاسو. يختفي المنظور السطحي الذي يمنحها لها السياق في لغة ما عندما تكون وحيدة أو عندما يتم النظر إليها باعتدال عنيد. أراها حينئذ، عندما أكون محظوظا ويسعفني البصر لذلك، في العديد من اللغات في آن واحد: تخترقها خطوط من معان ودلالات سطحية مفتوحة إلى طيات عديدة ومجزأة إلى إمكانيات متزامنة، هكذا أتمكن من التعرف أو من معرفة الشيء الذي ألاحظه من زاوية متعدد.

هذه العمليات تواجه بقايا من صمت، من عدم فك الرموز التي تسري سواء في اللغة المصدر أو في اللغة الأم. إن عدم تحديد جوهر الكلمة يفتح طرقا موحية وتستهوي. فالصعوبات التي تعترض الفهم، ربما التام، تقحم بشكل كبير المعان العقلية والحسية والعاطفية للشاعرة، للمرأة المترجمة، للباحثة عن لغة الآخر، لمراسلة الشيء الآخر.
في المشهد الذي يُفتح بين لغتين، بين الأصوات المنظَّمة التي أتعرض لها، يسود تزامن يصعب تفسيره. هذا التحكم ليس سوى رعشة أو ضوضاء أو ضجة مجنونة. تغمرني السعادة. كم من معنى متناثر! هذا فنائي المفضل. أمشي حافية القدمين، أدوس بلطف بين زوبعة الكلمات، وأتهيأ للعمل في مسرح الاستلاب.

توجد الإثارة هناك، بداية تحرك ما يمكن الشعور به وتحرك المعان الممكنة. يظهر كل من إيروس وهوميروس شخصيات من الميثولوجيا اليونانية التي يستعين بها هذا السياق، أو يتمنى الاستعانة بها، متحولة إلى ما أود تسميته بالوظائف المتأصلة الباطنية للغة (حياتها الخاصة)، وتأثيرها على الروح. إن التجاوزات والابداعات والترتيبات والترابطات المتينة التي تدفع وتقترح هذه الوظائف هي من تحدث تلك السعادة الحسية والفكرية. أصولها المعيَّنة معقدة؛ يتم التحقيق فيها في مجالات علمية مختلفة مثل علم الأعصاب وعلم النفس وغيرها التي تثري علم الترجمة واللسانيات وغيرها، ومن الصعوبة تحديدها بدقة:
إذا كان بإمكاني الحصول على صورة بالأشعة للأخاديد التي حرثها الحدس والانعكاسات التي تلت ذلك، وصواعق الافكار اللامتناهية التي تتشعب وتصعق الطقس الرديء والعلل التي تحيط بها. صورة للمسرح الذهني وهو في اضطراب واضح، قبل أن تتبلور هذه الحركات الغير متجانسة لنتيجة ما. ما هي الصورة التي قد يظهرها؟ لا أمتلك ألبوب المتاهات التي ابتدعتها. لكل قصيدة أثر مختلف. كل قراءة هي متاهة عضوية لانطباع دقيق وزائل. تضيع أعماقه في المستنقع اللاعقلاني كرفوف المكتبة الجهنمية في عمق البحر اللجي. وأعتقد أن كل قراءة جديدة للقصيدة تعطي صورة إشعاعية مختلفة. يا له من معرض! يحدث لي عندما يهمس المتسول اللشبوني أمام أعيوني: أنا لوحة فوتوغرافية قابل للطبع.

من الضروري التوقف عند هذا العرض. في المسرح الداخلي للمرأة المترجمة تظهر حركات الشيء الآخر وفي الشيء الآخر المترابطة بإحكام. يحدث ذلك أمام أعينها ومساعها الداخلية، إنه يَحدث ويُحدث بعض الوقائع. في لحظة ما، وجب تهدئة هذا العرض: تهدئة النص المتحرك لتسليم العمل، الذي حتى وإن كنا نريد تثبيته بترجمة منشورة على سبيل المثال، فإنها لن تكون "مثالية" بالضرورة. أود أن أقول إنها ثابتة للأبد. إن القصيدة المترجمة، أو بالأحرى المنثورة، ستتحول إلى قصيدة أخرى، والقراء بدورهم سيحولونها إلى قصائد أخرى، ستترك الترجمة أثرا تنتج من خلاله هذه المحادثات والتحولات الأبدية.
كيف أتأخر
أمام مجهول مماثل
يا أيتها قصيدة، أنا أحاول أن أقطن في
لغتك … في كلامك

حول منطق النمو، ومنطق السفر في الآخر/ سفر الآخر

إن اللغات وقواعدها النحوية تفرض علينا رؤى محددة للعالم في مواجهة التساؤل الفلسفي الألفي، المتداول باستمرار والذي ربما كانت بدايته في العالم الغربي مع اليوناني τι εςτι –ما هو؟ -
نحن بحاجة إلى فهم وإعطاء معان لما هو مدلول بالنسبة لنا، ففي اللغة نجد أنفسنا أمام آخر دال غير مفهوم – أحيانا – مما يتطلب منا أن نتعلم كيف نتحرك على أرضيات غير مستقرة (متقلبة) تتسم بغياب المعاني؛ غياب أو انعدام يتسمان بصعوبات مطلقة (هل الصمت المطلق موجود؟)، والتي تتمظهر في عدم اكتمالها كحاضر، كهدية بالشكل الأكثر تنوعا الذي يمكن لمنطقنا وحدسنا تخيله. هكذا فالترجمة والشِعر صارا شكلين بطيئين ومهمين للتفكير في اللغة وفي ممارستهما تُخْتَبَرُ حساسية خاصة (إثارة، اضطراب وتركيز) تجاه اللغة وإيماءاتها وهوامشها.
إن القصيدة المقتضبة الموضوعة في مقدمة الجزء الثاني لهذا المقال تفتح فيصلا مهما يصلح للتفكير في مفهوم الهوية. فهل الهوية موجودة؟ أوَلَسْنا – بالمناسبة – دوما في بحث مُضْنٍ عن التأمل وفي شك حول كيف وأين وداخل أية حدود؟ وكيف يمكن لشيء شبيه أن يكون مجهولا؟ في خضم هذا، فإن مصطلح "شبيه" في اللغة الإسبانية له عدة معان والتي يهمني منها "مماثل لِ" والصفة ذات الطابع التوضيحي، وكلاهما صالحان في القصيدة المذكورة التي يتم تقديمها لنا كالآخر الذي نطيل الوقوف أمامه، كلغة الآخر التي نتمناها، التي تخلق لدينا رغبة والتي نتمنى بلوغها، "مماثلتها"، السكن فيها وفهمها: إدماجها. والقصيدة التي نقرؤها (أو نسمعها بصوت حي) تصير – تستميلنا – ذلك الوحش الذي يقذف أسئلة تخلق لدينا رغبة ونتمنى فك رموزها. غير أن الترجمة ليست مماثلة لفك الرموز بل تستلزم أكثر، فهي لا تسبب فقط خسائر كما يشار عادة (على سبيل المثال، العبارة العميار أو الصماء "ترادوتوري، تراديتوري / الترجمة، خيانة" التي أضحت تتكرر بسهولة لأسباب من بينها أنه في قوله باللغة الرومانية، وهنا بالإيطالية، يشتغل الجِناس القابل للحفظ جيدا، حيث أن كلمة تعطي لأخرى):
فما هي المسافات التي أقيسها في الذهاب والإياب بين النصوص؟ لِمَ المسافات ليست متساوية في معنى (اتجاه) وفي المعنى (الاتجاه) المعاكس: المسافات المتجاوَزة من لغة إلى أخرى وإيابا فيما بعد؟ ليس ممكنا عكسها بالنسخ، اتباع الطريق بالمسلك المعروف قَبْلاً، فالذهاب والإياب يحبذان إنجازهما بِسُبُلَ مختلفة تُنْسَجُ بين الكلمات نفسها: بيت شعري نقلته، لِنَقُلْ من الإسبانية إلى الألمانية، بنجاح على ما أظن، لا يصل إلى المكان نفسه الذي انطلق منه إذا أعدته إلى الإسبانية من نفس الطريق الذي أخذته منه، وبذلك أدخل في خط حلزوني لا ينتهي.

وعليه فَفَكُّ رموز وإنتاج نسخة "مطابقة" للأصل لا تساوي الترجمة بالضبط لسبب بسيط وهو أنه ما من لغة تطابق لغة أخرى، ولا حتى تُشَكِّلُ هوية مثالية في حد ذاتها. ومن جانب آخر، فعندما نتحدث عن النصوص الأصلية فنحن بكل تأكيد واعون بأن الأمر يتعلق فقط بما يتم تقديمه إلينا في اللحظة كأصلي (مُؤَطّر مثلا في كتاب، بمؤلِّف وتواريخ ودار للنشر بارزين). فأصول كل أصلي تضيع في المكان – الزمان لكونها نتاج نقاش كبير وتحويل نصي. وبهذا الترتيب يكون نَقْلُ مضمون نص شفاهي أو مكتوب إلى لغة أخرى يستدعي تشويها خفيفا أو مُهِماًّ متعددا للغاية. فَأين تتجلى الإضافة التي تؤثر في نقل قصيدة ما إلى لغة أخرى والتي، لا ننسى، مضمونها في حد ذاته يميل إلى التضاعف مع كل عرض على أنظار السامع والقارئ: الآخر؟ هل من الممكن إدراك التحريف؟ وأين يتجلى؟
في الترجمة هناك فرق (أكيد ليس رياضيا بالمعنى الكلاسيكي) بين قيمة وكمية ووزن أو مقياس سابق بالنسبة لما هو لاحق – أي ارتفاع لقيمة ثروة ما أو ممتلكات (لِنضَعْ الكلمة) في المنتصف. فالكلمة تحتوي على بذرة الزيادة. لذلك، فإن نقلها إلى لغة أخرى يجعلها تنبثق من جديد. إن إمكانية الزيادة تكمن في التحريف والتغيير. الإضافة والزيادة هما نتاج للكلمة في حد ذاتها:
παραβολη (بارابايين) و كلمة يحتفظان بنفس الأصل الاشتقاقي. تبدأ بارابلا بالمقارنة لتتحول الى كلمة ، أو جملة . لطالما نناور في حديثنا، ونحكي القصص، ونمشي في طرق متشعبة، فالكلمة في حد ذاتها تضج بالحركة والنشاط والانتعاش من حولها: إنها شيء نتوق إليه ونتعقبه بحماس وحب ووجل. إننا نفهم عن طريق بعض من التشابه لكي ينير الحقيقة التي نتوءك عليها.

إن التطور الضمني لهذه العمليات حين نقترب من الآخر، من لغة الآخر الغزيرة، ونبحث عن معرفتها وإدماجها (ابتلاعها؟) والتعريف بها، هذا التطور الذي يتحقق في الإزاحة وفي النقل المراد من الترجمة، كما يتم إنتاجه بمعنى آخر: تتزايد القراءات المتنوعة والممكنة (الخاصة والعامة) ومعها تتزايد العلاقات الثقافية عموما. تبدأ / تعاود البدء بإغناء بعضها البعض؛ تتزايد المعارف (تحرض على قول النكهات) التي تقدمها لنا. هذا ويجدر التفكير بأن إمكانية تزايد السلم والحرية مع هذه العمليات الإبداعية، ومن تم الوصول إلى ذاكرة متعددة جوالة لم يكن هناك من احتمال لدى المتلقين في الولوج إليها بطريقة أخرى (لو لم تكن هناك ترجمة). فتزايد المضامين والمحتويات المتحررة ونقلها إنما هو قوي، وفي تزايد، كما يؤدي إلى إمكانيات لا تحصى من أجل مواصلة الجرد – الاختراع. وفي الوقت نفسه ينمو التهجين بين اللغات التي تتشابك (يمكن القول إنها تبدأ بالتعارف والاعتراف فيما بينها)، والشيء نفسه بالنسبة لتزايد التهجين بين المؤلفات (الأدبية) المنقولة. وعند معالجتها ووضع هذه الصفقات والمعاهدات في هذه التجارة أو النقل فإن اللغات تتعلم أن تعبر في مناسبات ما لم تكن تعرف ربما التعبير عنه سابقا، كما أن اللغات الأم تبصم لغات الهدف. من هنا فإن هذا المجهود الوِدِّي والمهم يُخَلِّفُ بصماته بعادات بناءات واسترجاعات وتجريدات واختراعات وحتى بأخطاء صريحة صنعت (قصة) تاريخا في تاريخ الترجمة.
هناك حاشية هائلة تتحرر، ويتراكم بشكل متزايد التهجين في المكتبات، لا يكسر فقط مضامين الكتب وإنما اللغات المتدخلة تُحَرِّفُ تركيبتها عند ترجمتها، وتأخذ خطوات مختلفة عن التي اتخذتها في الماضي، وتكتسب إيماءات جديدة ويصبح لها نَفَساً جديدا في أدبها. فالترجمة تنقش وتنحت اللغة الهدف. إن اللغات شرسة ودلالتها تتميز بالسخاوة.

إن فِعْلَي الترجمة والكتابة الإبداعية، الحرة، إنما يلتقيان حتما في نقطة ما. هنا أود تقديم قصيدة عابرة للغات مأخوذة من ديواني dicha la dávida (غبطة الهدية) التي تفتتح هذا الديوان الشعري في قطعته "النظريات" والتي تعكس بعضا من جوانب العمليات التي تؤدي إلى تعدد اللغات والحاجة إلى الفهم والتي أحاول توضيحها.
إن أي فهم يتطلب مسبقا شكلا من الترجمة كفعل بديهي، تفكير عميق. فمحاولة الفهم تمر أيضا بالإعجاب المذكور باللغات (البهجة السرية) والتزايد الضمني في البحث عن المعاني الممكنة عندما ندخل في صدى مع لغة الآخر ومع ذلك الآخر غير ملائم. فانعدام الملائمة تتجلى في عدم انتمائه إلينا بعد. فنحن في المعبر المترجِم المؤجل نحاول نقله إلى مكان يمكن التعرف عليه لنتمكن من الإقامة معه، من تحويله إلى ملاءمة، إلى انتماء. فهذه الحركات المدروسة والمبتكرة إذن سائرة نحو التشكل في رد، والترجمة كجواب تُوَلِّدُ بديلا نازحا ورَداًّ، الإجابة في صدى نادر (غريب قد لا يتكرر كثيرا وبرنة خاصة).
لقد صادفت منذ بضع سنوات على بوابة الفيديوهات على الإنترنت في اليوتيوب قطعت موسيقية مقدمة من طرف ماري بويْني، عضو من المجموعة العِرقية السامية بأقصى الشمال الإسكندنافي. أنا لا أعرف اللغة السامية وحتى لم أكن أعرف بوجودها، وعلى الرغم من ذلك فسماع غناء ماري ذاك، وقراءة عنوان الأغنية أطرح التساؤلات التالية:

نظرية المو، قليلا مني، بعد إعادة بنائها
إنها أسهل قليلا.
ماري بويْني

وماذا قد تعني مو؟
ألا تكون بمثابة كلمات تُعانِق
على الجمر مضمونا داخليا كما لو كان ملكنا
كلمات تُبدي حميمية بحرف الميم
كما لو أنها نجمت عن
إيماءة جسدية لا مفر منها
عند الاحتفاظ بالشفاه الناعمة المؤصدة
لفتحها فيما بعد باعتدال وتحويل
ذلك الحب إلى إيماءة هوائية،
إلى تنفس النفَس، غربلته إلى الأبد
آه ضمير الملكية
لي (كُتبت بأربع لغات)
ألا يتعلق الأمر بالأحرى بِدال على أداة التصغير؟
مو، لأنه في أنفاس ود مماثلة
عادة ما تدخل هذه الحروف الصوتية
ال "أُو" أحيانا ال "إي" الحميمية إذا تابعت،
هذا النص سيتحدث
سيتحول الى قُبلة
أُقلمها، أعضها
شيئا فشيئا.

تنتهي هذه القصيدة برمز اللانهاية، مثلها مثل أخريات عدة من dicha la dávida . إنها تستعرض الخط الحلزوني اللانهائي، أي اللامحدود، الذي على ما يبدو تدخل فيه الروح الصامتة، الروح الشجية، في مختلف المراحل المدفوعة برغبة الفهم. كما يدخل جسد المرأة المترجِمة في اللعبة، حِسِّيتُها وشهوانيتها.
إن لغة الآخر (الآن كترجمان) تبحث عن بَرّ للكلمات المجهولة (أقتبس هذا البيت المنير للشاعر الألماني رينِرْ كونز: "الآن هو يبحث عن لغة للتحدث في بلد ما"). مقطع مسموع يُستمد من سلسلة من التكهنات وهذه الاسترسالات تحاول أخذه، المقطع الشجي الوحيد، إلى الاتجاه الصحيح، إلى الأرض الموعودة، إلى مكان نخلقه (لنا). لسنا أسياد أنفسنا. نود أن نكون كذلك. والأمر لا يتعلق هنا بشريطة الترجمة بشكل ما – تنفيذ الإنتاج على ورق قابل للنشر، لقول شيء ما -.
إنني أقدم هذه القصيدة لأنني من جهة أود إبراز التقاء الكتابة الإبداعية مع الكتابة المترجِمة، ومن جهة أخرى لِتبيين الإنابة، المسار الوسيط الصاخب الممكن الذي يتمدد في قرارة أنفسنا بينما نحاول الفهم. وفي هذا ما هو معروف مسبقا أو مجرَّب يأخذ بأيدينا، عن وعي منا أو لا، في الوقت نفسه الذي تنفتح لنا أو نفتح نحن دروب تعج بالهذيان – بوضوح مهووس – تعبر الحدود المزعومة. إن الحدود اللغوية تصير غير مستقرة وتدعو إلى التفكير من جديد في كل شيء بدءا من هوامش الخبرة اللفظية: "يبدأ بالهلوسة بكيفية الخروج من أخدود الأرض التي هي في طور حرثها، كيفية الإفلات من القاعدة ومحاولة ذلك صوب الاستثناء".
نلاحظ كيف أن "نفس" النص (المقروء، المسموع)، النص المطابق أيضا يتحول ويتم تحويله إلى نص آخر. نلاحظ ونختبر كيف يتم خلق تزايد على مدى المعبر المستغرق في التفكير (الفكري والحسي في نفس الوقت) حيث المعنى يلي الكلمات وليس بالضرورة الكلمات هي التي تتبع المعنى، وهذا يشير إلى أن المعنى ليس بالضرورة سابقا للكلمات، وإنما الكلمات واللغات وتلاعباتها الجناسية بالألفاظ تنتج معان ممكنة "إلى الأمام"، نحو الغد. ويتجلى الفرق الجريء بين يكون ويعني ، وإذا تمكنا من فصل وخلق إشكالية الرباط الميتافيزيقي ليكونُ (هكذا) مع يعني (هذا) نكون قد وضعنا المعاني في حالة طوارئ وأفسحنا المجال لبروزها القوي. يتم فتح إمكانية حرية: حرية إعادة إيجادنا في كل مرة، في خلق عالَم وخلقه لنا، أكرر ما قاله خواروث: ما يُعرّفنا أيضا هو أنه يمكننا خلق مكان ما. وهذا الفضاء الإضافي المعقد مع ما يوجد، لكن الغير مَذهبيّ ينتقد من اللغة وتوسعاتها مع ما هو واقعي ويسير نحو إعادة تحديد تموقُعِنا.
محاطات كما نحن بالكلمات الأجنبية الجميلة التي هي بمثابة مقامات – أعيد صياغة خوليو كورتاثار في روايته الحجلة – نشأَتْ، في جوار النص الذي تم تقديمه أعلاه "نظرية المو"، هذه القصيدة الشقيقة، العابرة للغات أيضا:

القبلة التي أتذوقها
بمثابة تدوق أو تبادل الأذواق
فالكلمة تحدث تغير ويبدئ
عالم من القبل. أن تقبل هذا
يعني أن تتذوق، والذي يسبر اغور اللغة الألمانية
يعلم أن موند تعني فم، و موندين تعني تذوق،
تذوق بكثرة، كتذوق وجبة خفيفة...
بالفم: نتكلم، نعبر عن نزواتنا الجنسية، نتدرع الى السماوات ونتذوق.
[تم العثور على هذا الجزء من الرسالة المسهبة حول أو (ماذا سيكون؟) معنى الأشياء].

إن تجربة التعدد اللغوي وعبور اللغات يفتح من دون شك أكوانَ متعددة، حيث أيضا يتم الخلط فيها بين المحسوس والمعنى، يلتقيان، يتكاملان ويتشابكان: يتكاملان في فرطهما، في زيادة تألقهما. وتركيب الكلمات الممكن، الشفهية الواضحة، حتى وإن بدا أنها تنشأ من لعبة خرقاء أو بالأحرى وقحة إلا أنها مُجْدية. والكلمة المهاجرة وذات الهوية النقالة تعني مُنتِجة معان ممكنة تُفلت منا ونمسكها ويمكننا استقبالها كقُربان.
إن ديواني الشعري الأول مكان مستحيلُ يعتني في قصيدة منه بهذا التنقل المنتِج والتي أود بها التعليق وختم هذا الجزء من المقال.
معنى الأشياء
اذهب لشرب القعر المظلم شيئا فشيئا
كالبحر المتموج فالليلة الماضية
اذهب وشاهد الفوانيس الشاردة.
شاردة في الليلة الماضية مثلك أيها المحظوظ
انتبه، الانجراف، مخاريط الضوء الخافتة
إشارات لا تعني شيئا
قمران مبتوران لا يبلغان
استدارتهما، تضاؤلهما
قارب وحيد يبحث عن أثر
ويستسلم
ما الذي يتشبث بالضباب؟
ماذا تَبَقّى، يُقاوِم، يعود؟
ليس بعد ... بينما. إنه عكسُ ربما.
في أصعب نقطة من الحاصل
تتفتح شرنقة موسيقية من الهواء .

السيادة، والزمن، والترجمة
أظن أن هذه العمليات تتم في فضاء مؤطَّر بمفاهيم السيادة، والزمن، والترجمة. أفكر في كتابة الشعر وترجمته كوسيلة لإنجاز الميثاق الذي أود تسميته الزمن السيادي. ففي هذه الممارسات يتم اختبار الأبعاد المكانية للغة، كما يتم البدء في ملامسة العلاقات بين الزمن والمعنى. إنهما يُشكلان محاولة للسيادة. وفعل الترجمة – فعل التّفَكُّر عبر التلاعبات الجناسية بالألفاظ وجوارها المبهم الذي تنقله وتُحوله في حركة مزدوجة ومضاعفة يدخلنا بشكل منحرف، في الوقت نفسه الذي يحدده، إلى المكان المرغوب: يتم العمل على النص الشعري ضد تيار الزمن الفعلي كعُبور بطيء، في تأمل معقد ومُرَكّب.
يتحول الزمن إلى ملاحظة وتتم المشاركة بتشكيلاته المتناهية الصِغر، وبينما تتم الملاحظة يتم العثور عليه وتكييفه، يتم الاشتغال على المعاني الممكنة للقصيدة في إيماءة مزدوجة سلبية ونشيطة، ومع كل حركة، مع كل طرفة عين، تتغير إضاءة المنصة بشكل طفيف أو بشل فجائي، ربما كما في فيلم دوغفيل في لحظات مهمة معينة من الاستبطان، من الوصول إلى فهم مفاجئ. وتتم المشاركة بالتذبذبات ويتم تحديد تراكيب لفظية في خضم صمت كبير صاخب، والأماكن التي تُزود القصيدة تنفتح فيما وراء كل تحديد، إنه عندما نجد أنفسنا بلا حدود، نعم، ومحدودات في الوقت نفسه. في فِكر مُرَكّب وبناء يكون الوقت مناسبا في كليهما لحضور النفس، لتعيين المعنى، وقت خاص في المدة والاتساع: لدي هناك وليمة الزمن السيادي:
Zeit wirken .لطالما ربطت الفعل الألماني wirken بضَفَرَ ونسَجَ أقمشة رائعة، إنه يود القول دوما: من قبل أن يكون لدي وعي حول هذه الكلمة. فهذا الفعل يرتبط بالعمل، بالاشتغال وبسريان المفعول واسمه werk، يعني عَمَل، شُغل، مصنع، وبجواره تَرِدُ القدرة، الغنى والقوة. لقد شرحت zeit wirken كرغبة أو حاجة في إحدى السجلات القديمة. نحتُ الزمن، فِعْلُ ذلك انطلاقا من ميثاقنا. عمَلُ الزمن؟ لا، لقد اشتغل الزمن وإلاّ: لقد اختبرتك يا زمن، ربما قمت بنَحْتك.

أوَلاَ يكون هذا الزمن في عمَل: ذلك الذي لا يذهب، لا يتقلص، لا يضيع والذي يبقى دوما من جديد معنا –غدير لا اسم له – معنى وكمعنى ممكن. إنني في تجربتي أعْبُرُ بين اللغات عن طريق منطقة -بِدُون – لغة، بينما أحاول المطابقة والتحديد، وفي هذا أنتزع شاطئي في لحظة بينية بدون أصل أو وصول، وما تبقى كله يتحول إلى شيء مؤقَّت تتأصل فيه سلطة الزمن لما هو ناشئ، حتى "أنا" ألتقط، من جديد، كل اهتمامي عندما أعود، اهتمامي للارتباط، للتواجد بين ما يهمني، الآخر: التشابه الوشيك. إن الزمن السيادي إذن سيكون مُقيما في المعنى المكتسب كتجربة ومدلول غير قابلين للتبادل: شرطُ احتمالهما سيكون، ضد كل أمل، احتضان الساعة المناسبة وجعلها تنبثق ومنحها مكانا في الفعل الحرفي، في مهنة العمل على نَفَسِ الآخر. وفي هذه المهنة، مهنة نحت الزمن والمعنى، السيادة والإسراف مترابطان بشكل وثيق:
إنني أُسْرِف للدخول في صدى مع الآخر والذي لحظة حدوثه المضبوطة غير قابلة للتحديد. هناك سيطرة الزمن السيادي، وأنا، خادمته الطائعة، الصبورة مثل زوجة أندروس في رواية تورْنتون ويلْدْر والتي، مغمورة بالضوء الخافة للقمر وغير مكتمل، تنتظر وصول السفينة الشراعية في أسفل المرفأ، تنتظر الرسالة التي ستصل إلى الجزيرة، إلى يديها، إلى ميثاقها.




إن خيط الترجمة الرفيع اللامتناهي، تحت روعة تزايد غير كامل ومكتمل، يمنع إخراس عالَم ما. والمشاركة تضعنا في نمط صدى متفرد وتسمح لنا بالانتماء وتحصيل الملاءمة. ملاءمة تتبلور في فردانيات في منتصف المحادثة العظيمة، في مسرح التساؤلات اللامتناهية التي تُوَلِّد المزيد من تساؤلات أخرى τι εςτι أنتَ؟ إن انتقاد قصيدة يكون بقصيدة أخرى وترجمة بأخرى كذلك. ماذا تبقى إذن سوى اللعب؟ في قصة بلا نهاية، ننعكس في ضجة جميلة، جميلة لأنها مناسبة، تَرُدُّ بطريقة غير لبقة ومُنشَقَّة. يوجد هناك بالخارج آلهة – آلهة لا تشعر بالكلل. ∞


تحلق الممتلكات الملائمة:
هي تجارة الممتلكات المنيرة .

لائحة المراجع. بيبليوغرافيا


- BLANCHOT, Maurice (1990) La escritura del desastre (Trad. de Pierre de Place) Caracas :
Monteavila Editores.
- BOINE, Marie (2009). It sat duolma mu. Título recuperado del canal de videos en internet
YouTube: https://www.youtube.com/watch?v=8-2TEeGdqNE, tomado el 17.05.2018
- CORTAZAR, Julio (2008): La Rayuela España: Ediciones Cátedra.
- HEIDEGGER, Martin (1949): Der Feldweg recuperado del portal de internet YouTube
https://www.youtube.com/watch?v=OQyeF6clwWg (publicado el 11 agosto 2011- tomado el 17.5.2018)
- ISAVA, Luis Miguel (2002): Wittgenstein, Kraus and Valéry. A Paradigm for Poetic Rhyme and Reason. (Vol I) New York: Peter Lang Publishing Inc.
- JAFFÉ, Veronica (2010): Sobre traducciones. Poemas 2000 – 2008 Caracas: La laguna de
Campoma.
- JUAROZ, Roberto (1992): Poesía y Realidad Valencia: PRE-TEXTOS.
- KUNZE, Reiner (1998): ein tag auf dieser erde Frankfurt: S. Fischer Verlag.
- LANDER, Astrid (2017): El extranjerismo en la poesía venezolana: "Imposible de lugar" de la poeta Claudia Sierich Caracas: Anales de la Universidad Metropolitana.
- LEZAMA LIMA, José (2012): Ensayos completos Ed. Confluencias.
- PESSOA, Fernando (2002): Libro del desasosiego (Trad. de Perfecto Cuadrado) Barcelona:
Acantilado.
- SIERICH, Claudia (2008). Imposible de lugar Caracas: Monte Ávila Editores
- SIERICH, Claudia (2012). dicha la dádiva Caracas: Editorial Equinoccio
- SIERICH, Claudia (2015). Sombra de Paraíso Caracas: Ed. Oscar Todtmann
- SCHLEGEL, Friedrich (1997) Athenäums-Fragmente Stuttgart: Reclam Verlag (cita en
particular: p. 82: "Es ist gleich tödlich für den Geist, ein System zu haben, und keins zu haben. Er wird sich entschließen müssen, beides zu verbinden" – mi trad.: Tener un sistema es tan mortal para el espíritu como no tenerlo. De allí que tal vez deba deci--dir-- combinar las dos exigencias.)

نبذة عن المؤلفة
كلاوديا سيريش (كاراكاس، 1963) حازت على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر بجامعة سيمون بوليبار في نسخته الأولى عام 1999. ولقد حاز ديوانها Imposible de lugar (مكان مستحيل) على جائزة الكتاب الذين لم ينشروا أعمالهم بعد بمونطي أبيلا (Premio Poesía Autores Inéditos Monte Ávila Ed) علم 2008. ونفس الديوان حصل على ميزة مشرفة في جائزة الشعر البلدي عام 2010. ونشر لها ديوان يحمل عنوان dicha la dádiva (غبطة الهدية) عام 2012 بإكونيكثيو، كاراكاس (Equinoccio, Caracas) (ص، 115).
ولها أيضا أشعار نثرية تحت عنوان Sombra de paraíso (ضل الفردوس) نشرت عام 2015 بكاراكاس (ص، 110 التي تضم أعمال الفنانة الإسرائلية- الفينزويلية ليهي تالمور). ولقد نشرت لها بعض من القصائد في المجلة الأدبية كيميرة (إسبانية)، بويسيا 160، سور / نسخة (ثيلارك)، ونشرت أعمالها في مجلات أخرى وجرائد أدبية (فينيزويلة)، و في دريش (أوستريا، بألمانيا عام 2012)، و في ألبا.لتاينأميريكا ليسين (بيرلين، 2015). كما نشرت أشعارها في العديد من المختارات الشعرية ومن بينها: إن-أبرا. مختارات شعرية من الشعر الفينيزويلي 2008-1983، (En-Obra. Antología de la Poesía Venezolana) مختارات شعرية غينا ساراسيني، بإكينوكثيو، كاراكاس، (Gina Saraceni, Ed. Equinoccio, Caracas) وشعراء فينيزويلا المعاصرين (Poetas venezolanos contemporáneos (Común Presencia Ed., Colección Los Conjurados, Bogotá 2014)) (كومون بريسينثيا، مختارات لوس كونخوكادوس، بوغوطة 2014) ، وأناشيد الشجاعة التي نشرت بمدريد عام 2016. ( Cantos de fortaleza Ed. Kalathos, Madrid 2016.).
كما أن لها ترجمات أدبية من وإلى الألمانية التي تم نشرها في نسختها (رواية، مقال، مسرح وشعر). وشاركت بين عامي 2018 و2014 في مهرجان الشعر (el Festival de Poesía Latinoamericana) المنضم بفيينا. كما أنها تعتبر مند 2014 مترجمة ومشرفة على المجلة الأدبية (alba.lateinamerika lese,) وهي مجلة برلينية مزدوجة اللغة تهتم بقضايا أمريكا اللاتينية.
كلاوديا سيريش حصلت على ديبلوم مترجمة فورية للمحاضرات، ومترجمة بميونيخ. وهي تعيش بين كاراكاس وبرلين، حيث تعمل كمحترفة حرة في الترجمة الفورية، والترجمة والكتابة. https://www.claudiasierich.com



#رشيد_بوصاد_و_محمد_بوغابة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد بوصاد و محمد بوغابة - شعرية الترجمة. ممارسة في البهجة والنمو والسيادة أنا لسان الآخر: المرأة المُتَرجِمة (كلاوديا سييريش)