ربع ساعة طيران = 150 دولار ... ( والجوبي ) في بغداد ايام زمان ..

حسن كعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 01:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ضحكت اليوم كثيرا ، وشر البلية ما يضحك ... ضحكت وبعض من الضحك لا يصدر الا بمرارة ، وأنا أقرأ خبرا مفاده : ان الجيش البناني وبالتحديد سلاح الجو ، قام بتشغيل وتأجير طوافة من طراز ( رايفن ) في رحلات جوية سياحية مخصصة للمواطنين المدنيين
الراغبين بالطيران السياحي في سماء لبنان ، تحت شعار (لبتان من فوق ) وقد حدد سعر مشاركة الشخص الواحد في الرحلة ب 150 دولار لكل 15 دقيقة طيران ، ويأتي هذا الاجراء لتوفير عائدات مالية للقوات المسلحة اللبنانية التي طالتها تداعيات الانهيار الاقتصادي الذي تمر به الدولة اللبنانية ..
يذكرني هذا الحدث بأيام زمان وبالتحديد في أيام الاعياد الدينية .. عندما كنا صغارا نذهب الى ساحات وميادين تقام داخل احياء بغداد الشعبية تسمى ( الجوبي ) ، او هكذا كنا نسميها نحن ، حيث المراجيح ودواليب الهواء البدائية والعربات الخشبية التي تجرها الخيول
وبعد ان نأخذ وقتا في اللعب ، نركب عربات الخشب التي تجرها الخيول ونتكدس فوق سطحها على شكل مجاميع ، غير آبهين بحركات العربة المكشوفة ولا بحركات الحصان المشاكسة ، وبعد جولة سريعة في بعض الازقة يعود بنا صاحب العربة الى
ذات المكان الذي انطلقنا منه ( الجوبي ) ، وهنا تتعالى اصواتنا ( هسى وصلنا الجوبي ) ، بعد ان نكون قد دفعنا لصاحب العربة عشرة فلوس أجرة لهذه السياحة السريعة .
واليوم هكذا صار حال لبنان ...لبنان الغنية بكرمها وكرم أهلها ..لبنان السحر والجمال ... لبنان التي كانت في كل المواسم والاعوام عنوانا للبهجة والامل والحب والسياحة ... لبنان قبلة الشرق ومحط انظار العالم المتحضر ..
لماذا وصلت لبنان الى هذا الحال الذي لا تحسد عليه ؟ من أوصل لبنان الى هذا الواقع المر ، ومن وضعها على حافة هاوية الانهيار المالي والاقتصادي ؟ وكيف استشرى فيها الفساد في كل مفاصل الحياة وفي كل مؤسسات الدولة ..
والجواب هو ان النظام الطائفي وساسة لبنان وزعمائها ، وخصوصا المتأسلمين منهم الذين لا ينظرون الى لبنان الا بعيون إيرانية ، ومنهم حزب الله وسيد (المقاومة والممانعة ) ، الذي هو الحاكم الفعلي في لبنان ، يشكل حكومة ، ويقيل اخرى ، ويمنع ثالثة من رؤية النور ، فحزب الله لا
يأبه لجوع اللبنانيين ولا يكترث لمعاناتهم ، كم انه لا يشعر بوطأت الازمات التي يمر بها البلد ، لانه يستغل موارد الدولة لترميم وضعه المالي وتحسين الواقع الاقتصادي والمالي لحاضنته الشعبية من خلال توزيع المواد الغذائية المدعومة
لهؤلاء .. وبعد ان وجد ان مساعدات ايران التي كانت تقدمها له باتت لا تكفي لسداد احتياجاته ، عمد الى تعظيم مواره من التبرعات والخمس ، وبذات الوقت اخذ يبحث عن مصادر مالية جديدة غير شرعية منها : دخول سوق تجارة المخدرات ،
والتهريب ، وتأسيس شركات وبنوك وهمية ، وغسيل الاموال ، والاتجار بالبشر ....

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات