أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد البزور - في النّقد التّكاملي: دراسةٌ نظريةٌ وقراءاتٌ تطبيقيّةٌ














المزيد.....

في النّقد التّكاملي: دراسةٌ نظريةٌ وقراءاتٌ تطبيقيّةٌ


أحمد البزور
باحث وناقد

(Ahmed Albzour)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 09:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أصدرَ الشّاعرُ والنّاقدُ السّوريُّ محمّد علاء الدّين عبد المولى كتابًا موسومًا بعنوان: في النّقدِ التّكامليِّ: دراسةٌ نظريّةٌ وقراءاتٌ تطبيقيّة عن دارِ نون للنّشرِ، سنة 2015م. موزّعًا على مئةٍ وتسعٍ وتسعين صفحةً. لا نميلُ كثيرًا إلى الاستغراقِ والوقوفِ مطوّلاً عند جزئياتِ الكتابِ بقدرِ ما يهمّنا الاختصارَ واستعراضَ الجوانبَ الرّئيسة والمهمّة، والسّؤال هنا:
- ما موقف النّاقد محمّد علاء الدّين من النّقد التّكامليّ؟
- ما منطلقاته؟
يستهلُّ المؤلّفُ الكتابَ في العلاقةِ بين النّقدِ والمتلقي، ويرى بأنّ النّقدَ مرّ عبرَ تاريخيّته بأشكالٍ متنوّعةٍ ومتباينةٍ للقراءةِ النّقديّةِ؛ بهدفِ وصولِ القارئِ إلى أسرارِ الأدب.
وإذا اتّفقنا مع وجهةِ نظرهِ القائلة بأنّ من الصّعوبةِ بمكانٍ إرجاعَ القصيدةِ الحديثةِ إلى مدرسةٍ بعينها في إطارِ توالدِ المذاهبِ والرّؤى، وسيغدو اقتطاعًا لكلّيتها وشموليتها، فإننا نختلف مع رأيه باستحالةِ تصنيفِ القصائد إلى قصيدةِ وصفٍ، وغزلٍ، ورثاءٍ.
من المجدي الإشارة، إلى أنّ المؤلِّفَ ينطلقُ من مرجعيّةٍ عربيّةٍ في رؤيته للنّقدِ التّكامليِّ، بحيث يقفُ عند نقّادٍ مؤسسين، من مثلِ: نعيم اليافي، ومحمّد النّويهي، وسيّد قطب، وإحسان عبّاس، وسامي سويدان، وغيرهم، أشاروا بالتّلميحِ تارةً، وبالتّصريحِ تارةً أخرى، في سياقِ مشروعِهم النّقديّ إلى التّعدديّةِ المنهجيّةِ والتّكامليّة.

النّقد التّكامليّ: منهجٌ عابرٌ للمناهج:

لا شكّ في أنّ طرائقَ قراءةِ النّصِّ الأدبيِّ تتنوّعُ وتختلفُ مداخلها عبر العصورِ الأدبيّة والثّقافيّة، لهذا، يشيرُ المؤلِّف إلى دراسةِ التّطورِ الفنّيِّ لشكلِ القصّةِ القصيرةِ للنّاقدِ نعيم اليافي لنيلِ درجةِ الماجستيرِ في السّتينياتِ ومحاولته لاستقراءِ المنهجِ التّكامليّ، ومدى الحاجة إليه في إطارِ ما سمّاه بالمنهجِ التّعدديّ التّكامليّ.
والحقيقة، أجاري المؤلِّف بأنّ نزوعًا بشريًا إلى عدمِ الاستقرارِ على شكلٍ واحدٍ من فهمِ النّصِّ الأدبيِّ؛ حيثُ إنّ ادّعاءَ امتلاكِ النّصِّ الأدبيّ، وتسجيله وفقًا على منهجٍ بعينه شططٌ فكريّ، والنّصّ الأدبيّ شعرًا كان أم نثرًا يتميّزُ بالتّنوعِ والتّعددِ، ليصعب أحيانًا تحديده بمنهجٍ نقديٍّ محدد، ومن سذاجةِ الفهمِ القطع والجزم بأنّ المنهجَ النّقديّ الواحد يقدّمُ تحليلًا شاملاً للنّصِّ الأدبيّ، الذي لا يترك لغيره من المناهجِ مزيدًا لمستزيد.
من هنا، يزعمُ المؤلِّف، بأنّ فرضَ منهجٍ بعينه هو شأنٌ سياسيّ، وهذا ما يتنافى مع رسالةِ الأدبِ وطموحه، ويتناقض سلبًا، وبصورةٍ فجّةٍ مع القيمِ الجماليّةِ والمعنويّةِ للنّصِّ الأدبيّ، ويرى بأنّ النّقد التّكاملي نقدٌ منحازٌ للتّعدديّةِ، وينفتح على القراءاتِ الأدبيّة على أكثرَ من مجالٍ واتّجاهٍ، ويتناسبُ مع الفضاءِ الحرِّ للنّصّ الأدبيّ، ويوسّع المؤلِّف رؤيته بأنّ سيادةَ المنهجِ التّكاملي يحتاجُ إلى مناخٍ تعدديّ، وحرّ، وديمقراطي، وهذا نفسه ما انتهى إليه نعيم اليافي.
يخلصُ المؤلِّفُ، إلى أنّ المناهجَ النّقديّة الأحاديّة لم تستطع تغطية الثّغرات النّقديّة في قراءةِ النّصِّ الأدبيّ؛ لأنّها تجزِّئ النّصَّ إلى أجزاء، ولا تهتم بالنّصّ وجمالياته في مجمله بقدر ما تبحث فيه عمّا يدعم فرضياتها الموضوعة سلفًا.
إنّ مؤلِّف الكتابِ واعٍ شديدُ الوعي بأهميّةِ النّقدِ التّكامليّ بل بضرورةِ حضوره في قراءةِ النّصِّ الأدبيّ وتحليله وفهمه؛ كونه يشجّع الباحثَ والنّاقدَ على ألّا يكون ضيّق الأفق وهو أمام النّصِّ الأدبيّ المنقود؛ لأنّه يستخدم معارفه، وثقافته، ورؤاه، وفلسفته، وذائقته، كما يمكن أن يسمح للنّاقد أن يعبّر عن حرّيته التي تتوازى مع حرّية النّصّ الأدبيّ، والنّاقد التّكامليّ أكثر حركةً وحيويةً من ناقدٍ منهجي واحديّ.
يستعرضُ المؤلِّفُ أسس المنهجَ التّكاملي كما وردتْ عند النّاقد نعيم اليافي، وهي: الموسوعيّة، والانفتاح، والانتقائيّة، والتّركيبيّة.
يقدّم المؤلِّف رؤيته النّقديّة لنصوص شعريّة لشعراء سوريين من أمثال: سليمان العيسى، مصطفى خضر، ونذير العظمة، وعصام خليل، ونزار بريك، والماغوط، وغيرهم.
وأخيرًا، يجدُ القارئُ في الكتابِ مشروعًا نقديًا حداثيًا، قابلاً للتّطبيقِ؛ كونه نقدًا قائمًا على أساسِ التّنوعِ والتّعدديّةِ ومتلازماتهما في قراءةِ النّصِّ الأدبيِّ، ومن ناحيةٍ أخرى، يقدّمُ المؤلِّفُ رؤيته النّقديّة مؤسَسًا على وعيٍّ بضرورةِ النّقدِ التّكامليِّ في استثمارِ الباحثِ والنّاقدِ معلوماته وخبراته الثّقافيّة والمعرفيّة، وهذا ما يتعارض تمامًا مع المنهجِ الواحديّ من تفرّد، وتحجيم، وتحيّز، الذي ينظر إلى النّصِّ الأدبيِّ من زاويةٍ محددةٍ، مما يعني أنّ هناك حصرًا لمهمّة النّاقد النّقديّة وقصورًا لأفقه النّقديّ.
نخلصُ من ذلك كلِّه، إلى أنّ المناهجَ النّقديّة - في رأيي - تتكامل وتتضايف بعضها مع بعضٍ، مجسّدةً صورةَ الوعي البشريّ النّاشدِ إلى التّحررِ والخلاصِ، مما يتيح لي هنا أن أسمّيه بالنّقدِ التّحرريّ انطلاقًا من قناعةٍ راسخةٍ كباحثٍ وناقدٍ في أنّ النّصَّ الأدبيَّ يمثّلُ أرضيّةً خصبةً للقراءاتِ المتنوّعةِ والمتعددةِ، بحيث يستدعي لغةَ فكرٍ وحوارٍ مشتركٍ، ويفتح قناةَ اتّصالٍ مع جميعِ المناهجِ النّقديّةِ دونَ تحيّزٍ أو إقصاء لمنهجٍ نقديٍّ بعينهِ.
• باحث وناقد، حاصل على درجة الدّكتوراه في الأدب والنّقد الحديث



#أحمد_البزور (هاشتاغ)       Ahmed_Albzour#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان الأرواح الحائرة الشعري لنسيب عريضة
- التّعالق النّصي في ضوء نظرية التجنيس: الواقعي والمتخيّل. كهف ...
- نصّ على نصّ: قراءات في الأدب الحديث لزياد الزّعبي.
- تأويل الكلام: دراسة تطبيقيّة في الشّعر وأحوال الشّعراء. للدك ...
- الحركةُ الشّعريّة في الضّفةِ الشّرقيّةِ للدكتور عيسى النّاعو ...
- الأورفية والشّعر العربيّ المعاصر للدّكتور علي الشّرع
- قراءةٌ في روايةِ رسلِ السّلامِ لهاني أبو انعيم من منظورِ الم ...
- الرّؤى المكبّلة: دراساتٌ نقديّة في الشّعر للدكتور ناصر شبانة
- محمد القيسي قيثارة المنفى وتباريح الشّجن: دراسة في شعره ونثر ...
- رؤية في مجموعة مقدمات لزمن الحرب لقاسم توفيق
- رواية الخريف واغتيال أحلام لإبراهيم الفقيه
- طوبوغرافيّة القصّ في مجموعة -ذيول- القصصيّة لأمين فارس ملحس
- فلسفة الإيقاع عرضًا ونقدًا
- نظراتٌ في شعر محمود فضيل التّل
- الرّومانسيّة وتداعياتها في ديوان -أوراق الزّيتون- للشّاعر مح ...
- الشّخصيّة المتمرّدة في المجموعة القصصيّة الموسومة بالنّمرود ...


المزيد.....




- فيديو يظهر نقل رئيس وزراء سلوفاكيا إلى سيارة بعد إطلاق النار ...
- مصر.. تحرك برلماني بشأن شركات النقل الذكي بعد اعتداء سائق عل ...
- مواقع عبرية: حدث صعب جدا الآن في غزة ومستشفيات تستعد لاستقبا ...
- كيف تدعم الصين روسيا بعد فرض عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا؟ ...
- بايدن وترامب يقبلان المواجهة في مناظرة تنظمها شبكة -سي إن إن ...
- بركان جبل إيبو في مقاطعة مالوكو الشمالية بإندونيسيا يثور مطل ...
- خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن -اليوم التالي- للحرب ...
- وزراء إسرائيليون متطرفون يهاجمون وزير الدفاع بعد رفضه حكما ع ...
- السفير القطري لدى موسكو يهنئ بوتين بتوليه منصبه ويشيد بالعلا ...
- -لحظة تفجير منزل مفخخ بالجنود-..-القسام- تعرض مشاهد استهداف ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد البزور - في النّقد التّكاملي: دراسةٌ نظريةٌ وقراءاتٌ تطبيقيّةٌ